ولد محمد أحمد مصباح في حي محرم بك في الإسكندرية، وعندما كان صغيراً أراد أبوه أن يدلّعه فأطلق عليه اسم أنور باشا نسبة إلى حاكم تركي كان يحكم الأناضول في مطلع القرن العشرين. وأصبح محمد أحمد مصباح معروفاً باسم أنور مصباح الذي لازمه طوال حياته وعُرف به بعد ذلك.
 
بدأ أنور رحلته مع رياضة رفع الأثقال منذ نشأته وكان يمارسها في نادٍ خاص صغير يقع في أول شارع الإسكندراني بمحرم بك مكان مولده بجوار نادي شركة الغزل الأهلية في الإسكندرية التي كانت تولي اهتماماً خاصاً وكبيراً للرياضة في تلك الفترة. وكان المصارع الأولمبي البطل إبراهيم مصطفى الذي أحرز الميدالية الذهبية في أولمبياد أمستردام عام 1928 يزاول تدريباته بنادي الشركة. وبخبرته الكبيرة توقع لأنور مصباح أن يكون أحد الأبطال المرموقين في هذه الرياضة فقرر أن يتولاه برعايته فاصطحبه إلى النادي الأولمبي الذي كان يتدرب به في الإسكندرية ثم اصطحبه معه إلى القاهرة ليمارس التدريب في نادي بوكاليني الذي اشتراه فيما بعد بطل الأثقال السابق مختار حسين وأصبح اسمه نادي مختار. وهناك بدأت رحلة تفوق أنور مصباح في رياضة رفع الأثقال التي بدأها بوزن الريشة ثم تحول إلى وزن الخفيف بناءً على نصيحة مدربه السيد نصير.
 
لم يكمل أنور مصباح دراسته لأنه كان يساعد والده في محمصة الفستق. وكان يهرب دائماً ليذهب للتدرب في النادي حتى كان عام 1923 فشارك في بطولة الجمهورية لرفع الأثقال التي حضرها الملك فاروق الذي أعجب به إعجاباً كبيراً وكافأه بإعفائه من الخدمة الإلزامية ودفع البدل ليتفرغ للتدرب استعداداً لأولمبياد برلين عام 1936 مع عمالقة رفع الأثقال الآخرين خضر التوني وإبراهيم شمس ومختار حسين.
 
قبل السفر إلى الأولمبياد استقبل الملك فاروق الربَّاعين طالباً إليهم بذل كل الجهد لرفع اسم مصر ووعد كلاً منهم بمئة جنيه ذهباً في حال إحرازه الميدالية الذهبية.
 
عندما يُذكر أولمبياد برلين عام 1936 يتبادر إلى الذهن عمالقة مصر في رفع الأثقال خضر التوني وأنور مصباح وإبراهيم شمس ومختار حسين فهؤلاء صنعوا مجداً لمصر والعرب في هذه الدورة لن تنساه مصر والعرب والألعاب الأولمبية عموماً.
 
في أولمبياد برلين كانت المنافسة بين أبطال الحديد قوية جداً وكان البطل النمساوي فين Fenn هو الخصم القوي المنافس لأنور. ونجح أنور في تسجيل أرقام قياسية جديدة له نتيجة المنافسة الشديدة وتساوى مع البطل النمساوي في مجموع الرفعات وفاز بالميدالية الذهبية لأن وزنه كان أخف استناداً إلى القانون، وقام هتلر بتسليمه الميدالية الذهبية مع زميله البطل الفذ خضر التوني. وعاد إلى مصر ليستقبله الملك فاروق مع زملائه ويمنحه مئة جنيه ذهبياً ويصدر مرسوماً بتعيينه مدرساً للتربية الرياضية بوزارة المعارف. واستمر أنور بممارسة رفع الأثقال حتى اعتزلها لاعباً عام 1945 واستمر مدرساً ثم خبيراً للتربية البدنية حتى عام 1972 حينما أحيل على التقاعد. إلى أن وافته المنية بعد أن ترك بصماته المشرقة في السجل الأولمبي الدولي وتاريخ الرياضة المصرية والعربية.
 
عمر حريري

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث