نيكر (جاك ـ)
(1732 ـ 1804)
جاك نيكر Jacques Necker مصرفي سويسري، ووزير للمالية في عهد الملك لويس السادس عشر. ولد نيكر في جنيڤ، وأرسله والده شارل فريدريك نيكر Charles-Frédéric Necker ـ أستاذ القانون في أكاديمية جنيڤ ـ ليعمل كاتباً في مصرف «بنك» يمتلكه صديق له وهو في السادسة عشرة من العمر. وحين ناهز الثلاثين افتتح مصرفاً خاصاً وأصاب نجاحاً في تجارة الحبوب والمضاربة في البورصة. تزوج سنة 1764 سوزان كورشو Suzanne Curchod الجميلة والموهوبة، والتي كان لصالونها ـ الذي ضم نخبة المجتمع ـ الفضل في تعبيد طريق زوجها وإنارته.
نال جائزة الأكاديمية الفرنسية سنة 1773 عن كتابه «مديح لكولبير» Eloge de J.B.Colbert الذي كتبه في ذكرى تأبين كولبير، وزير المالية في عهد لويس الرابع عشر. وفي سنة 1775 كتب مقالاً عارض فيه سياسة تورجو في التجارة الحرة للحبوب وكان لـه الأثر الأكبر في دخول نيكر المعترك السياسي.
عيَّنه لويس السادس عشر مديراً للخزانة الملكية سنة 1776 على الرغم من معارضة الأساقفة كونه بروتستنتياً وسويسرياً. وخلال سنة رقي إلى منصب مدير عام المالية الفرنسية ولم يمنح لقب الوزير ولا مقعداً في المجلس الملكي. أرسى نيكر نظاماً جيداً في الإدارة المالية وحسابات ووفراً أفضل وسعى إلى الحد من الدين العام المتزايد بإنقاص مصروفات البلاط والحكومة، ودعم بعض الإصلاحات الاجتماعية والإدارية، كما خفف الضرائب المفروضة، وكسب ثقة الشعب بتوفيره المال المناسب لمساندة أمريكا في حرب الاستقلال. أسس المجالس المحلية، ووضع سابقة مهمة إذ اتخذ التدابير لجعل ممثلي الطبقة الثالثة (العامة) مساوياً لعدد ممثلي رجال الدين والنبلاء مجتمعين (1778ـ 1779)، واستطاع إقناع الملك بتحرير العبيد العاملين في الأراضي الملكية.
انتقد نيكر وخاصة ممن خلفوه على طرحه القروض بدلاً من الضرائب، لكنه أصر على أن الشعب قد فُرِض عليه من الضرائب ما يكفي. وفي محاولة لكسب ثقة المجتمع المالي نشر نيكر (1781) «تقريراً مقدماً إلى الملك» Compte rendu au Roi هادفاً إطلاعه والأمة على إيرادات الحكومة ومصروفاتها محاولاً حجب العجز في الميزانية ليضفي إشراقاً على الصورة، لكنه قوبل بالمعارضة الشديدة من البلاط الملكي وخاصة الملكة ماري أنطوانيت مما أجبره على الاستقالة في 19 أيار/مايو 1781 وحزنت باريس على سقوطه.
وفي 26 آب/أغسطس 1788 وبضغط من الرأي العام أعاده لويس السادس عشر مع منحه لقب وزير للمالية وبوّأه مقعداً في المجلس الملكي. وكانت البلاد على شفا الإفلاس وتعاني خللاً إدارياً وسياسياً، فكان على نيكر الاحتفاظ بالاستقرار حتى يجتمع مجلس الطبقات. وقد حذر نيكر الملك من أنه إن لم تذعن الطبقتان المميزتان لمطالب الطبقة الثالثة فإن مجلس الطبقات سينهار وستفلس الحكومة. كان أمر صرفه من الخدمة للمرة الثانية السبب المباشر في هجوم العامة على الباستيل في 14 تموز/يوليو 1789 مما أجبر الملك على إعادته ثانيةً. وكانت وزارته الثالثة صراعاً عقيماً ضد العجز المتزايد في الميزانية. بعد استقالته الأخيرة في أيلول/سبتمبر 1790 عاد إلى قريته كوبيه Coppet وبقي فيها حتى وفاته.
رنا بيرقدار
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث