(1898 ـ 1963)
 
إسماعيل القباني من أعلام التربية وأصولها في مصر. ولد في مدينة أسيوط وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي وأكمله فيها. حصل على دبلوم المعلمين العليا عام 1917. أوفد لدراسة الرياضيات في جامعة «بريستول» بإنكلترا عام 1918؛ ولكنه ولأسباب صحية أعيد وعيّن مدرساً للرياضيات في أسيوط (1919ـ1923). عاد ثانية إلى جامعة لندن للحصول على الدكتوراه في التربية عام 1923.
 
عمل القباني مدرساً في مدرسة المعلمين بعد عودته من لندن. ودرس مع العالم السويسري ادوارد كلاباريد Edward Clparede عام 1928 نظم التعليم في مصر، وتوصلا إلى توصية بإنشاء معهد التربية عام 1929، حيث عيّن فيه أستاذاً ثم وكيلاً، فعميداً في عام 1945. عُيِّن مستشاراً فنياً في وزارة المعارف عام 1947، ثم وكيلاً في عام 1948، ثم وزيراً للمعارف عام 1952 وبقي حتى عام 1954.
 
قدم القباني نظرة متكاملة في أسس التعليم الحديث وأهدافه وأساليبه، وطبقها في المدارس المصرية، مقاوماً بذلك التيار التقليدي السائد في التعليم آنذاك، وأطلق رسالته في التربية بنداء لإصلاح التعليم الابتدائي في مصر، ودعا إلى توحيده لأنه كان مزدوجاً ـ (قسم منه معدٌّ للعامة وينتهي بنهاية الدروس الابتدائية، وقسم للأثرياء والميسورين ويتصل بالمدرسة المتوسطة والثانوية) ـ وكذلك دعا إلى دمجه تمشياً مع مبدأ تكافؤ الفرص، وتلافياً للشقة المتزايدة بين الطبقات الاجتماعية في مصر.
 
وانطلاقاً من حاجات النهضة المصرية في رفع المستوى التربوي والصحي وتنمية الشعور الوطني وإعداد المواطنين لتحمل مسؤولياتهم ورفع مستوى حياتهم الاقتصادية، فقد اشتق القباني المبادئ التي يجب أن تركز عليها سياسة التعليم وبرامجها وطرائقها، ودعا إلى تعميم التعليم الابتدائي وأن يصبح إلزامياً، وتوحيد خطط التعليم ولاسيما بعد المرحلة الابتدائية، وبقاء التعليم الخاص حراً ليقوم بتجارب تربوية جديدة.
 
حدد القباني رؤيته في أساليب التعليم ومن أهم معالمها:
 
ـ تنمية شخصية المتعلم في جو من الحرية، وذلك بتهيئة الأحوال الملائمة لأنواع الأنشطة التي يزاولها، وحصوله على ما يشاء بالإقناع العقلي أو بالاستهواء عن طريق الشعور والاستجابة المستحبة.
 
وقد نشأت عن هذه الرؤية قواعد عمل مهمة جعلت التعليم المصري يخطو نحو المدرسة الحديثة منها:
 
ـ الربط بين مناهج الدراسة وحياة المتعلم، فتستثير هذه المناهج فاعلية المتعلم وتتيح له التعبير الحر عن ذاته.
 
ـ إيجاد صلة وثيقة بين التعليم وشؤون الحياة العملية.
 
ـ العناية بالناحية العملية، فتتمثل الصلة الوثيقة بين النشاط الذهني والنشاط العملي.
 
ـ الاهتمام بالفنون الجميلة.
 
ـ تجنب الإملاء والتلقين وترك المتعلم يتصدى للمشكلات كي يكتشف الحلول بنفسه.
 
ـ تدرج التعليم منطقياً في مراحل التعليم المختلفة، لتناسب الميول والاستعدادات الفردية للمتعلمين وإشباع حاجات المجتمع.
 
ومن أهم أعمال القباني التربوية:
 
ـ إنشاء المدارس التجريبية لتجريب المناهج وأساليب التربية الحديثة.
 
ـ إنشاء العيادات النفسية بمعهد التربية عام 1934.
 
ـ إدخال الاختبارات والمقاييس العقلية والنفسية أدوات توجيهية وتشخيصية.
 
ومن مؤلفاته:
 
ـ دراسات في مسائل التعليم 1951.
 
ـ التربية عن طريق النشاط 1958.
 
ـ دراسات في تنظيم التعليم في مصر 1958.
 
 

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث