محاسبة النفس
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:إخوتي الكرام، مع خلق آخر من أخلاق الإسلام الفاضلة، وخصلة من خصاله الجليلة، مع خلق نودعُ به عاما مضى وفات، ونستقبلُ به عاما حلّ وحضر. إنه خلق المحاسبة.
فما أحوجنا إلى وقفة مع محاسبة النفس ومراجعتها، لعلها تنتبه من غفلتها، وتستفيق من رقدتها، وتقوم من سباتها، وترجع عن غيّها وضلالتها. ونحن نودعُ عامًا قد طُوي من عمر الزمان، على كل عاقل منا أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة ومراجعة، كما يقف التاجر الأريب من تجارته زمنًا معلومًا ينظر فيه إلى مَبلغ ربحه وخسارته، باحثًا عن الأسباب، متأملا في الخطأ والصواب.
علينا أن نقف وقفة ونلقي نظرة على العام المنصرم، من أجل العِظة والاعتبار، والاستفادة من الدروس والأحداث، نتزود من تجاربه لما بقي من أعمارنا، فالعاقل مَن وعظته الأيام، وعلمته الدهور والأعوام، واستفاد من أمسه ليومه، ومن يومه لغده.
قال تعالى في محكم تنزيله: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62].
وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 190، 191].
المراجع
alukah.net
التصانيف
مجتمع الدّيانات