خبرني- تؤكد الكاتبة المصرية نوال السعداوي (79 عاما) أنها لا تزال تبحث في الحياة عن الحرية والحب والعدل، وهي نفس الامور التي كانت تبحث عنها عندما بدأت الكتابة. وعلى مدى مشوار يمتد 50 عاما، ألفت أكثر من 40 كتابا، وقادتها صراحتها بشأن حقوق المراة والمساواة بين الجنسين إلى السجن فترة من الوقت وسلسلة من الدعاوى القضائية والاتهامات بالردة و"التجديف". كما تم حظر نشر وتوزيع الكثير من كتب السعدواي في مسقط رأسها مصر، ولكنها تنشر العديد من أعمالها في بيروت، حيث صدرت أحدث رواياتها "زينة" عن دار الساقي في بيروت. وزارت الكاتبة المصرية العاصمة اللبنانية في الآونة الاخيرة للتوقيع على نسخ من روايتها الجديدة للقراء، حيث ذكرت أنها قضت حياتها تناضل من أجل ما تؤمن بانها أبسط الحقوق الإنسانية. وقالت "أريد أن أعيش في مجتمع عادل فيه إنسانية وعدل وحرية. أنا إنسانة طبيعية وبسيطة، أريد حياة بسيطة وعادلة، يحب فيها الناس بعضهم بعضاً، ولا يقتل شخص آخر. ولا يكون فيها تجارة بالدين، كما يخلص الزوج لزوجته حقاً. كما أريد أن أجد المساواة. وحين لا أجد كل هذا، أقاتل" من أجله. وتتناول رواية "زينة" قضية الأطفال الذين يولدون نتيجة علاقة خارج إطار الزواج في مصر، فيرغمون على حمل أسماء أسر وهمية ويعيشون في فقر ويعانون من القمع. وقالت نوال السعداوي في بيروت "كل كتبي تبحث عن الحرية
والحب والعدل.
هذه قضية حياتي. أنا في رحيل دائم باحثة عن الحب والعدل والحرية والإبداع، لكني لا أجدها". وفي قاعة المعارض التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) في بيروت تجمع عشرات من قراء نوال السعداوي حولها لتهديهم نسخا موقعهة من أحدث رواياتها وليتبادلوا الحديث معها. وقالت شابة من القارئات تدعى فرح عودة "معروف عنها أن أفكارها الجريئة هي التي أوصلتها للشهرة. فهي تدافع عن حقوق المرأة في هذا العصر، حيث لا تزال المرأة تضطهد وتخضع للقيود، رغم أنها إنسانة متساوية مع الرجل". وأكدت شابة أخرى، تدعى نجلاء كنعان، أنها تقرأ لسعداوي منذ وقت طويل، معتبرة إياها "من المفكرين العرب القلائل الذين لم يغيروا مواقفهم بمرور الوقت". وقالت نجلاء "الكثير من الأدباء قبلها كانوا يتراجعون عن كتاباتهم بعد فترة. لكنها (أي السعداوي) بقيت تكتشف أشياء جديدة، وما زالت في حال اكتشاف دائم". وعادت السعداوي إلى مصر في الآونة الاخيرة بعد أن قضت نحو عامين في التدريس بجامعات الولايات المتحدة. علماً أنها تحمل درجة علمية في علم النفس، وتولت في مرحلة ما رئاسة إدارة التعليم الصحي بوزارة الصحة المصرية. وكانت صريحة إلى أقصى درجة في معارضة خفاض الإناث الشائع في الريف المصري، كما نظمت حملات للمطالبة بمنح الأطفال الذين يولدون خارج رباط الزواج أسماء عائلات أمهاتهم. رويترز
المراجع
khaberni.com
التصانيف
علم النفس مشاعر العلوم الاجتماعية مجتمع