الجوهره المشعوره
عرضت على البلاط الإنجليزى جوهرة ثمينة ، قرر جواهرجى الملك أنها أجمل ما وجد فى الدنيا من الجواهر ، غير أنه اكتشف أنها " مشعورة قليلاً " ، ولهذا السبب ، بل لهذا العيب الذى يكاد أن لا يرى نقص ثمنها ألوفاً من الجنيهات ! .. وهكذا خطية صغيرة قد تنقص من قيمتنا كثيراً
تمثال نابليون و الخط الأحمر
لما بدأ كانوفا المثال القدير أن ينحت تمثالاً لنابليون ، لاحظ فى القطعة التى كان مزمعاً أن ينحت منها التمثال ، خطاً أحمر فى غاية الدقة ، وبسببه رفض أن يضع أزميله فى هذه القطعة بالمرة .. أن كثيرين تتعطل خدمتهم وحياتهم الروحية بسبب العيوب والخطايا الصغيرة .
الخطايا الصغيرة و الثعالب الصغيرة
تعطلت القطارات القادمة من الصعيد والذاهبة إليه عند بنى سويف ، وقد اهتمت الحكومة بالأمر فكانت تنقل الركاب بالسيارات ليذهبوا إلى الشمال أو إلى الجنوب من المحطات القريبة ـ ذلك أن مياه الترعة المجاورة للسكة الحديد ثقبت الجسر الذى عليه القضبان الحديدية وأحدثت فجوة هائلة زادت عن العشرين متر عرضاً ووصلت إلى عمق مخيف بحيث لو مر قطار عليها لهوى بمن فيه من الركاب إلى الهلاك الأكيد .. على أن الله لطف بالأمر إذ بلغ أحد سائقى السيارات عن هذا الأمر قبل أن يمر قطار على تلك الفجوة المرعبة وكانت القضبان متماسكة ولكنها معلقة فى الفضاء بشكل رهيب .. وما السر فى هذا كله وكيف تعطلت عشرات القطارات عن السير فى مواعيدها المحددة حتى أصلحت السكة مرة أخرى ؟ أنه ثعلب واحد قد اتخذ له جحراً فى جسر السكة الحديدية ووصله إلى الناحية الأخرى فمرت به المياه وفعلت ما فعلت من هذا التخريب الفظيع !
فلنحذر من الخطايا الصغيره فهي كالثعالب الصغيرة . احذر ولو من ثعلباً واحد لأنه يستطيع أن يجلب الدمار لحياتك الروحية .
خسائر الخطايا الصغيرة
أحصت وزارة الزراعة الأمريكية الخسائر الناتجة عن بعض الحشرات الضارة بالزراعة بمبلغ مائتى مليون من الجنيهات ، أما الحشرات المؤذية للقطن وحدها فتسبب خسائر قيمتها بنحو خمسين مليوناً من الجنيهات !! وكم تسبب الخطايا التى يسمونها بالخطايا الصغيرة من الأضرار بالحياة الروحية ؟ !
السكين و صندوق البوصله
غرقت سفينة قرب إيرلندا ، ودهش الكل كيف سقط الكابتن فى الغلطة المرعبة التى أدت إلى غرق السفينة ، إذ سيرها فى اتجاه مغلوط جداً ، وإذا أرسلوا غطاساً إلى قاع البحر حيث غطست السفينة ، اكتشف فى صندوق البوصلة سكيناً من الصلب ، استعملت فى تنظيف الصندوق فى اليوم السابق للمأساه ، وهذه السكين جعلت البوصلة تتجه اتجاها خاطئاً مما أدى إلى غرق السفينة ! .. فلنحذر الخطية ولو كانت صغيرة فإنها تؤدى بنا إلى الضلال فالهلاك .
الهزيمة بسبب الخطايا الصغيرة
حدث فى الحرب الأهلية الأمريكية ، أنه كانت سفينة حربية بها ثقب بسيط جداً ، حتى أن عيون رجال الأسطول تعامت عن هذا الثقب ولم تعره التفاتاً ، لذلك رؤى أنه لا يوجد ما يمنع هذه السفينة فى الإشتراك فى العمليات الحربية . وجاءت المعركة وإذ بهذا الثقب المستهان به يصير سبباً ، كما بينت التقاريرالحربية فيما بعد ، فى إعطاء النصرة لقوة معادية أقل من القوة المهزومة بكثير . فيا جنود الملك السماوى لا تستهينوا بالخطاياالصغيرة فإنها تسبب الهزيمة .
الخطايا الصغيرة مميتة كالكبيرة
يموت فى الهند كل عام أكثر من عشرين ألف من الناس بالحيات السامة . والحية التى اسمها كاريت مع أن طولها لا يزيد عن ست بوصات ، وسمكها سمك الدودة الصغيرة ، غير أنها سامة كالحية الكبيرة تماماً المسماه الكوبرا .
وهكذا الخطايا الصغيرة مميتة كالخطايا الكبيرة لأن الكتاب لا يعين خطية خاصة عندما يقول " أجرة الخطية موت "
الخطايا الصغيرة وعلاجها
(1) أن نعتبر الخطية عصياناً على الله لأن الخطية هى التعدى مهما كانت صغيرة أم كبيرة ـ فأصل كل خطية ، كان أكلة واحدة نهانا الله عن أكلها
(2) أن نطلب مساعدة المسيح لنغلبها ولا نفشل
(3) أن نسلك بالتدقيق فى كل شئ
(4) أن نضع الصليب بيننا وبين أية خطية
(5) أن نحيا حياة السهر والصلاة ودرس الكلمة
(6) أن نفعل الخير فلا نعمل الشر
(7) أن نحذر غيرنا
الخطيه تخدرنا فلا نشعر بشقائها
ضربت في ذلك أمثله عديده
ــ ان من يسبح في الماء و يغوص في قاعه تكون فوق رأسه اطنان من الماء و مع ذلك لا يشعر بثقلها اذ هو غاطس فيها محاط بها . و لكنه لو خرج الي البر و حمل جره واحده مما كان فوق رأسه لشعر بثقلها . هكذا الخاطيء يفوته الشعور بفظاعه الخطيه طالما كان غاطسا فيها , و لكن متي خرج منها يشعر بأقل خطأ فيوخز ضميره وخزا مؤلما .
ــ مثال آخر , قال أحدهم : كنا في غرفه و كان عددنا كثير جدا , و كانت النوافذ مغلقه و فسد الهواء , و لكننا لم نشعر بفساده , و فجأه دخل علينا أحدهم و هو يتأفف متضجرا من فساد هواء الغرفه و هو يصرخ : افتحوا الشبابيك . و لما جاء الهواء النقي شعرنا بالفارق العظيم . و هكذا الخاطيء و هو في وسط جو فاسد لا يشعر بتلوث قلبه الا اذا هبت عليه نسمات روح الله الطاهره .
ــ مثال ثالث , قال أحدهم : كنا نمر علي مكان دبغ الجلود حيث تشتم روائح كريهه جدا . كنا نسرع و نجري لنبتعد عن الروائح الفاسده . و لكن من الغريب ان عمال هذه المدابغ لا يشتمون هذه الروائح فقط , بل يأكلون بجوارها و يستريحون و ينامون و كأن ما حولهم أصبح شيئا عاديا ! كذا المؤمن يتأفف من فظاعه ما يري و يسمع من الشر بينما الأشرار لا يشعرون اذ لا يرون في اعمالهم أيه غضاضه , بل ربما اتهموا المؤمنين بالخبل و خفه العقل لما يرونه و يشمئزون منه .
القاتل و الكلب و محب الأستطلاع
قتل احدهم رجلا و دفنه في جزيره و عرف كلبه مكانه فكان يعبر النهر و يقف علي المكان الدفون فيه سيده بحزن ظاهر . فأراد محب الأستطلاع أن يعرف سر عبور الكلب للنهر مرارا فأستأجر قاربا , و هناك رأي الكلب يقف فوق مكان خاص و يبدأ في نبش التراب برجليه . و تحت مسافه بسيطه في الأرض ظهرت الجثه ! فذهب الرجل و أخبر رجال البوليس , ففحصوا الجثه و أمروا بدفنها . و بدأ البحث عن القاتل , و اخذ الرجل الكلب و اعتني به , و بينما كان يسير ذات مره في أحد شوارع المدينه و الكلب يتبعه . رآه يهجم علي أحد الماره هجوما شديدا , حتي ان الماره تمكنوا من انقاذ الرجل بعد جهد كبير . و عندئذ حامت الشبهات حوله و بعد البحث القي القبض عليه بتهمه قتل صاحب الكلب فأضطر الرجل ان يعترف بجريمته و حكم عليه بالأعدام جزاء فعلته الشنعاء .. حقا ان الخطيه كثيرا ما تعلن عن نفسها بمختلف الطرق !
الفلاح البليد و النار
كانت عائله لفلاح انجليزي في كوخهم و اذ بالنار تمسك بسقفه دون ان يدروا بها . فرآها أحد الجيران فذهب يخبرهم , و كان رجلا بليدا باردا , فأخذ يخبرهم بكلام كثير تافه عن خطر النار و عن كيف تحرق كل شيء , و بينما هو يتكلم علي هذه الصوره الفاتره هجم آخر , و صفق بيديه بغايه الشده و الحراره صارخا : حريقه ! حريقه ! النار في بيتكم ! اخرجوا حالا لئلا تموتوا حرقا . و هكذا يجب ان يكون موقفنا بأزاء نيران الخطيه و الا فالناس لا يكترثون بكلامنا .
لا تزال امامك الفرصه للرجوع الي الله
ماذا تستفيد اذا فصلت نفسك عن الله و ملائكته و قديسيه و اصبح مصيرك هو الظلمه الخارجيه في البحيره المتقده بالنار و الكبريت ( رؤ 20 : 15 ) . لا تزال امامك الفرصه للرجوع . ماذا تستفيد اذا ربحت العالم كله و خسرت نفسك ( مت 16 : 26 ) . من المؤكد انك لا تستطيع الأستمرار في هذا الأنفصال عن الله . و من المؤكد ان هناك صوت ثائر عليك يدعوك للأصطلاح مع الله الذي يريد رجوعك . فأنفصالك عنه ليس هو الوضع الأصيل و لا هو القصد الألهي من خلقك .
لن تجد راحتك في هذا العالم المتعب . ستعود الي الله . لا تنتظر ان يرسل لك الله ضيقه ترجعك , بل ارجع من نفسك حبا في الله , و حبا للخير , و حبا للملكوت السماوي . و ستنطبق عليك العباره الجميله التي وردت في قصه فلك نوح ان الحمامه لم تجد موضعا لرجليها , و رجعت مره أخري الي الفلك ( تث 8 : 9 ) .
الباب الثاني : الرجوع الي الله (1)
متشرد في اجتماع بالكنيسه
حضر أحد المتشردين اجتماعا في أحدي الكنائس , و بينما كانوا يرنمون الترنيمه التي تقول : انا التراب افتكري يا نفسي .. انا التراب اياك تنسي . صرخ هذا الشاب و قال : نعم . هذا هو الواقع . انا هو ذاك الشخص . انا هو التراب . انا هو الأعمي الشرير فليساعدني الرب حتي استطيع ان اتوب عن كل شرورلاي و اعوض ما ضاع مني . و أخذ الشاب ينتفض و يجاهد ليردد الترنيمه حيث كان في حاله من الضعف و الهزال و كان صوته يخرج منه بصعوبه . و كان أحد الحاضرين جالسا الي جوار الشاب و كان في شده الضيق و التأثر فقال : لم اسمع طوال حياتي ترنيما اعذب مما كان يخرج من فم هذا الشاب البائس العائد الي الله و النادم علي ما فعله في حياته.
ثوره المريض ضد الطبيب .. جهالة !!
ماذا تظنون فى ثورة تحدث فى داخل مستشفى ، بتآمر المرضى على القيام بهذه الثورة فى يوم خاص متفقين على رفض الأطباء والممرضين ؟ وما معنى هذا إلا تآمرهم على خراب أنفسهم إذ يعانون آلام المرض من الداخل ، بينما تنقطع عنهم كل مساعدة من الخارج ..
وهكذا الخطاة الذين يثورون ضد الله رافضين المخلص الوحيد لنفوسهم والشافى العجيب لأمراضهم ، والكتاب الذى يبشرهم بذلك وخدام الدين اللذين يعلنون لهم هذه الحقائق . وهكذا يفتخر الملحدون قائلين لقد تخلصنا من المسيح ومن الفداء ومن الكتاب .. لقد تخلصوا بجهلهم مما يؤول إلى شفائهم هنا وفى الأبدية بل مما يؤول إلى شقائهم الزمنى والأبدى .
الطاووس والفراغ
نظرت إلى نفسي من الخارج فوجدتها كالطاووس، الرائع الجمال ففرحت فرحاً عظيماً، ولكن عندما نظرت لها من الداخل وجدتها فارغة، محطمة وآثمة، فسقطت هامتي المرفوعة .. من سيقبلني بكل أثمي وضعفى ؟
هنا سمعت صوتاً جميلاً فى داخلى يقول : " سأقبلك أنا الله لآني أحبك … أحبك رغم آثامك وأخطائك ولهوك بعيداً عنى " .. يارب .. حمداً لك وشكراً .
غريب تائه يطلب الأمن والسلام
الإنسان فى هذا العالم غريب تائه يطلب الأمن والسلام، و عبثاً يجده أن لم يبحث عنه فى طريق كلمة الله، فإن هناك المراعى الخصبة والطريق ممهدة، والباب مفتوح لكل من يريد الدخول، هناك ينفتح باب القلب على مصراعيه وتنصت النفس لاستماع ارق وأعذب الأحاديث، وفى ذلك الوقت يلتقي القلب بأصدق صديق ويشعر بمعنى الراحة والسعادة والسلام.
لا تخف آيها القلب فإن لا شئ يستطيع أن يبعدك عن الرب يسوع وينزع سلامك طالما أنت متمسك به، هذه الأمواج لا تقدر أن تزعزع الأيمان أو تطفئ لهب المحبة المتأججة، فإن المحبة تستطيع أن تتغلب على كل الموانع وتحتمل كل الصعوبات، أثبت فى محبة الرب يسوع المسيح فلا تقدر عليك كل مخاوف الجحيم ولا تقوى لنزع سلامك، فى الرب ثبات شعبه وبه قوتهم ولا تقدر قوه أن تنزعنا من بين يديه، وهو يعر ف خرافه وخرافه تعرفه وتسمع صوته فتتبعه، ولا يقدر أحد أن يخطفها من يده .
الغرور والقدرات
الله سلح الإنسان بقدرة خاصة، تفوق كل القدرات الأخرى، هذه القدرة المتميزة هي قدرته على الاتصال الروحي بالله !فقد وهب الله الإنسان قلباً يتوق إلى معرفته، وعقلاً يدرك به عظمته، ومنطقاً يتبين به حاجته الشديدة إلية، فأصبح التطلع الى السماء، والتعرف على طريق الخلاص الروحي، والتجاوب مع همسات روح الله القدوس، أصبحت هذه جميعها من قدرات الإنسان وملكاته الحرة .
لكن الإنسان كثيراً ما يضل الطريق، حين يملأه الغرور بما لدية من قدرات ومواهب، لذلك فإنه كلما زادت قدراتنا وتميزت مواهبنا، احتجنا إلى مزيد من الحكمة، والتواضع والخشوع بين يدي الله، حتى لا نتلهى بقدرتنا، فلا نرى ضعفنا وحاجتنا .
فالإنسان القوى البنية – مثلاً – يستعرض عضلاته القوية أمام الناس، فيحسبون له ألف حساب، ويخشونه، ويفسحون له الطريق، ويلبون مطالبه الثقيلة، هذا الإنسان قد يملأه الكبر، فلا يدرك محدودية إمكانياته، ويحمد الله على نعمته، إلى أن يباغته الضعف، ويسرى فى جسده الوهن، فيدرك حينئذ ما كان غائباً عنه، وهنا تتجلى للإنسان قدرة الله المطلقة، حين يقتنع هو بمحدوديته وضعفه .
إن جميع مواهب البشر وقدراتهم، هي عطايا إلهية خاصة، يمنحها الله لخيرهم، لكن أعظمها هي القدرة على معرفة طريق الخلاص من قيود هذا الجسد، والانطلاق فى رحاب الروح، والتجرد من قشور المادة، والتطلع إلى خلاص النفس، وإدراك الطريق للخلاص الأبدية .
ليكن الرب قائدنا
ما اجمل وعد الرب " بالبكاء يأتون وبالتضرعات أقودهم أسيرهم إلى أنهار ماء فى طريق مستقيمة لا يعثرون فيها لآني صرت لإسرائيل أباً " ( ار 31 : 9 ) . صخرتي ومعقلي أنت من اجل اسمك تهديني وتقودني " (مز 31 : 3 ) اعترف يارب بآني أعمى عن الطريق ولا اعرف كيف أسير فسيرني أنت، أتضرع إليك بأن تقودني كما تشاء فى جميع طرقي وفى كل آمر كبير آو صغير اتبع ميولي عاكسني وقاوم إرادتي إذا رأيت فيها ما يخالف مشيئتك فأنى كثيراً ما اخدع بالظواهر وكن ميزان حياتي حتى أفعل بحسب مشيئتك .
دموع حقيقيه و ليست دموع مأجوره
بينما كان الأب الكاهن يعظ طلب منه احد الأسشخاص ان يسمح له بكلمه , ثم شق طريقه إلي الأمام و هو يبكي وبينما هو يتقدم سمع رجلاً يهمس لآخر "أنه ممثل و مأجور" فلما وصل إلي الأمام واجه الجمع وكانت صورة وجهه تعلن عن تلك الوجوه التي لعبت بها الخطية فشوهتها فكنت لا تدري أهو ابن ثلاثين أم ابن خمسين0
وقف برهة حتي ضبط أنفاسه ثم قال "أنا ابن رجل غني ولكني كسرت قلبه، وأمي نزلت القبر من حمل العار الذي جلبته أنا عليها0 ومرة دعاني أبي إلي مكتبه وقال: "ياولدي أطلب منك أثنتين أولاهما أن تفارقني، والثانية أن تغير أسمك لأنك كسرت قلب أمك وها قد جلبت الخزي والعار علي أبيك" ثم استطرد الكلام فقال: وقد جئت إلي هذه النواحي وتمرغت في أوحال الإثم والفجور0 ولكني منذ شهر سلمت حياتي ليسوع0 وهنا في هذا المكان قد وجدته لما جثوت علي ركبتي وتناولت من الجسد والدم، وقد أرسلت خطاباُ إلي أبي، واليوم فقط وصلني الرد منه، ولكن بينما كنت اجتاز هذه الطرقة سمعت واحدا من الرفاق القدماء يقول لآخر أني مأجور( حقاُ أنا مأجور، لأن والدي يفتح صدره الرحيب ويدعوني أن أرجع إليه ثانية0 حسناُ أنا مأجور، وأختي تكتب في ذيل الخطاب الذي بيدي أخي العزيز لم يمض يوم واحد منذ فارقتنا إلا وأنا أطلب من الرب ان يهديك وها الرب قد استجاب طلبتي فارجع الينا عاجلآُ لأن كلنا شوق إليك، فهل أنا مأجور؟!
الــدمــوع المقدسه و الدموع السيئه
ليست كل الدموع هي دموع مقدسه او دموع للتوبه و الندم و لكن هناك دموع سيئه تعبر عن قلب صاحبها . فلنحذر لئلا تكون دموعنا لا ترضي الله و لا تفرح قلبه القدوس . بل تحزنه و تحزن ملائكته .
أبى جرح شعورى
تقابل شاب مع خادم، فعرف أن بينه وبين أبيه مشاكل فنصحه أن يسلم حياته للرب وعندئذ تحل مشاكله مع أبيه، فأخذ الشاب يبكى بشدة وهو يصلى. وبعد مدة قابله الخادم وعرف أنه لم يسلم حياته للمسيح. فسأله: إذاً ماذا عن دموعك الغزيرة التى سكبتها أمام الله؟ فأجابه: لم أكن أبكى على خطاياى بل على جرح أبى لشعورى! كان يبكى بكاءاً أنانياً على جرح كرامته وسموه، لا على خطاياه!.. ليتنا نتذكر انه جاء بالتلمود: "ليحذر الأبناء من أى يكونوا سبب بكاء الأمهات لأن الله يحصى دموعهن"
دموع العواطف الوقته
كثيرون تطاوعهم دموعهم، فما أسرع أن تفيض بغزارة على أثر عظة مؤثرة أو حادث يهز أركان حياتهم. ولكن ما أسرع أن تجف دموعتهم بعد وقت قصير ثم يعودون إلى خطاياهم وسابق سيرتهم بأكثر جسارة كشاول الذى لما عفا عنه داود تأثر وصار يبكى ويشهد له لأنه عفا عنه، ولكننا نقرأ حالاً على أثر ذلك أنه صار يفتش عليه ليقتله وقد نسى دموعه التى ذرفها فى فورة العواطف.
بعض أنواع الدموع السيئة
ــ دموع الحزن على البركات التى للغير.
ــ دموع الدنس والمحبة الفاسدة.
ــ دموع اليأس عند الشدة.
ــ دموع الحزن على الموتى بلا تعزية.
ــ دموع حصد ثمار شرورنا بدون الإلتجاء إلى الله.
ــ دموع العوز بدون الإلتجاء إلى رحمة الله وكرمه
ــ الدموع المزيفة كدموع المعددات المأجورات في الجنائز
– دموع ريائية لأجل الغش والخداع
– دموع التملق كدموع أمرأة شمشون للحصول علي سر لغزه
– دموع التمرد والعناد وعدم التسليم لمشيئة الله
ــ دموع الطمع والجشع
ــ دموع البغضة والكراهية0وتقول الأساطير اليونانية إن التماسيح تبكي لما لا تجد ما تفتك به من الضحايا!
ــ دموع الأغراض الذاتية وعدم الحصول علي المطالب الأنانية، وعن هذا يقول شيشرون الخطيب الروماني المشهور: إن أغلب دوع الشباب والشابات لو أجيبت لصارت وبالا عليهم0
الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج
لاننس أن هذه الحياة حياة الدموع وأنه سيأتي وقت يمسح الله فيه كل دمعة من عيوننا بل طالما نحن فى العالم لا يمكن أن نفر من الحزن وترديد لابكاء ولا يمر يوم دون آن تبكى قلوبنا سواء من أتعابنا أو أتعاب غيرنا، ولا مهرب من الحرب لأننا فى الميدان بل لابد أن نبكى ونئن من شقاوات متعددة، ولكن مما يعزينا أن الله لا يضيع دمعة واحدة من دموعنا لأنها مسجلة فى سفره، أما استودعها المرنم بقوله " أجعل أنت دموعي فى زقك أما هي فى سفرك " ( مز 56 : 8 ) ومن تعريات الله لنا قوله " الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج . الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزارع مجيئا يجنئ مترنماً حاملاً حزمه " ( مز 126 : 5 و 6 ) ومن يزرع لابد أن يحصد ما زرع، فإن كنت بكيت وزرعت وتحصد الآن بالفرح والترنيم فاشكر الله الذي لم يضيع دموعك هدراً . وأن كنت تقض الحياة كلها فى الدموع ولا تحصد أبداً فى هذه الحياة فأرفع ألحاظك إلى العلاء وأثبت فى الرجاء وأنتظر الحصاد فى زمن الحصاد الحقيقي لأن الحصاد هو نهاية العالم عندما يقول الرب للحصادين اجمعوا القمح إلى مخزني وأما التبن فيحرق بنار لا تطفأ .
الدموع السيئة ومصدرها
إن الدموع السيئة مصدرها
(1) عدو الخير، فهي ليست من الله لأنها تدور حول أغراض أنانية وأفكار مغلوطة ومطامح غير مقدسة ومشاعر ساقطة0
(2) الدموع السيئة قد يكون مصدرها الجهل0 بكي الطفل لما أبي ان يعطيه ابوه السكين التي طلبها0 ولو أجاب طلبه لسبب الولد الإذي لنفسه أو لاخوته0
الدموع السيئة ونتائجها
بعض نتائج الدموع السيئة :
(1) إنها تجعل الحياة بغيضة ومؤلمة .
(2) إنها تؤلم من حولنا .
(3) إنها تولد شراسة بخلاف الدموع المقدسة التي ترقق طباعنا0
(4) إنها لا تتمتع بتعزية من الله أو من أولاده .
(5) أنها تؤول إلي الموت كقول الكتاب إن "حزن العالم ينتج موتاُ"0
رفض الدموع بسبب الضمير
لما سمع الواعظ عن رغبة الملكة ماري في الزواج من امير من غير دينها , وقف من علي منبر الكنيسه وقال لهم "أنكم وأنتم تعترفون بالمسيح عندما تسمحون لهذا الشخص ان يصير ملكاُ عليكم فانكم بهذا تبعدون عن المسيح من هذه الناحية " وقد عرفت ماري عدوها فأرسلت واستدعته وقالت والدموع تسيل من عينيها، أنه لم يعاملها أي أمير بمثل هذه المعاملة0 وفي غضبها صرحت بأنها ستنتقم منه ثم أنها أجهشت في البكاء بشدة0 ووقف الواعظ صامتاُ إلي أن هدأت قليلاُ وقال: يا سيدتي إني أمام الله أصرح أني ما وجدت لذة أبداُ في دموع خلاف دموعك . الله يعلم انني وبصعوبة كُبري أحتمل دموع أولادي الذين أودبهم بيدي0 ولكني إذ أري إني لم أتكلم إلا الحق كما يميله علي عملي فأني أفضل استرسال دموع جلالتك بدلآُ من إيذاء ضميري0
الدموع المعطلة للإيمان وغلبتها
آمن هندي بالسيد المسيح وقد هدده اهله بالقتل والتعذيب ولكنه ثبت في محبة من أحبه وأخيراُ جاء أهله باكين نائحين ومتوسلين ألا يكسر قلوبهم بترك دين آبائه وإلا سبب لهم عاراُ أبدياُ وقد قال للمبشر " أنا لم تهمني التهديدات والتعذيبات، فأنا مستعد أن أحتمل كل الاضطهادات و المجادلة لا تزعجني ولكن آه . إن أصعب ما احتمله هو تلك الدموع، أنها أصعب من الاضطهاد فقد كسرت قلبي ولكن حتي هذه لا تقلل من حبي ليسوع"!!
الدموع ترافق التوبة العميقة
التوبة مركزها الإرادة والندم مركزه العواطف0التوبة هي ترك الخطية والندم بغضها والحزن عليها0 ولذلك فالتوبة قد تحصل مرة واحدة عندما نتحول من حياتنا الشريرة الي الله، أما الندم فأنه يتمشي مع كل اختباراتنا المسيحية0 وكلما ازددنا اقتراباُ من المسيح زدنا حزناُ من أجل الحزن الذي سببناه له.عندما وصلت المرأة الخاطئة إلي قدمي المسيح، وأدركت أن خطاياها قد غفرت، بلت قدميه بالدموع وقبلتهما0 أن الأيمان الذي لا يتبعه الندم والدموع أيمان يشك فيه جداً0
طلب الدموع من الرب
أستطيع أن اخطيء كثيراُ، ولكني لا أستطيع أن أتوب كثيراُ0 ويحي لقلبي القاسي والجاف0 اعطني يارب قلباُ رقيقاُ0 أعطني الدموع0 اعطني هذه النعمة العظيمة0 لست راض بشيْ . ليس هناك شيء طيب في العالم يعادل عندي الدموع0 دموع كالتي أعطيتها لداود وأرميا . الدموع بسبب خطيتي العظيمة ولأجل خلاصك العظيم"
عمل ألهى
لقد عرفنا جميعاً صنوفاً من الشهوات، وسقطنا جميعاً فى صنوف من الخطايا، وقليل من خطايانا يراه الناس، لكن أكثرها خفي عن البشر، معروف لنا، مكشوف أمام الله . ولابد أننا جميعاً نذكر مرات كثيرة حركتنا فيها شهواتنا الداخلية نحو أحاسيس، وأفكار، وأعمال، نخجل آن نعلنها . وربما استطعنا أحياناً أن نسيطر على أرادتنا، ولكننا فى أحايين كثيرة – دفعتنا رغباتنا الجامحة إلى حيث لا نريد . إن الشهوة حين تكتمل فى داخلنا، تلد الخطية، والخطية حين تملك تصبح سيداً قاسياً لا يطاق .
وكما كانت أجساد العبيد قديماً تسقط تحت أقدام السادة الجبابرة كذلك نحن أيضا كثيراً ما ننستحق روحياً تحت ثقل خطايانا وشهواتنا الأرضية الفاسدة .
لكننا لا نحتاج إلى بطل يحرر العبيد فى عالم الروح ولا نحتاج إلى زعيم يحررنا من عبودية القلب، ففي عالم الروح تموت البطولات البشرية .
لذلك فتحرير القلب من الخطيئة والشهوة ليس جهداً بشرياً فقط، لكنه عمل ألهى أيضاً آي أن الجهاد تصاحبه النعمة .
والله يريد أن ينقذنا مما آلت إليه حياتنا الروحية من عبودية خفية للشر، نعيشها فى السر، ونعانى منها كل أيام العمر .
إن الله يستطيع أن يطلقنا فى أجواء الحرية، وينتشلنا من أغلال خطايانا، وقيود شهواتنا وعبودية أرواحنا، ليصبح هو وحده الرب المعبود، والإله الذي له كل الخضوع والسجود. فهل لك ان تقترب اليه و تتوب عن خطاياك .
عصفور وغراب
فى حديقة منفردة بين المروج الخضراء .. كانت تعيش شجرة المعرفة بين الأزهار والرياحين .. مخترقة بجذورها أعماق الأديم، كأنها تريد أن تستكشف أسرار الهاوية .. ممتدة فروعها إلى السماء كأنها تريد أن تعانق الأبدية .
وكان خرير الجداول يأتى من بعيد متآلفاً مع حفيف الأوراق مكوناً لحناً روحانياً يوحي بالسكينة .. كل شئ كان يوحي بأن الطبيعة كما لو كانت تكرز بالطهر .. وتبشر بالمحبة !! فى وسط كل هذا كان يقف عصفور " الصدق " وغراب "الكذب" على أغصان شجرة المعرفة يتناحران .
بدد السكينة صياح الغراب قائلاً : " أيها العصفور، أنني حقاً أرثى إليك، فما أتعسك فالناس لم يعودوا بحاجة إليك فقد صرت الآن عقبة أمام طموحهم وحجراً فى طريق مستقبلهم .. فكم تسبب لهم من الآلام بأمانتك .. ومن الأوجاع بوداعتك .. فإن كل من يتبعك تدمى الأشواك قدميه .. وتنوء بالأحمال كتفاه .. أما أنا فكل من يتبعني يصير عظيماً . له من الجاه والسلطان بقدر ما لأتباعك من الضعف والهوان " .
نظر إلية العصفور نظرة ملؤها الإشفاق قائلاً : " ما أوضعك أيها الغراب، أتقارن مصيرك بمصيري .. أتقارن عبيدك بأبنائي .. عجباً ! أتصف ترفعي بالهوان وتنعت قوتي بالضعف .. قوتي هذه آلتي تمخضت بالتجارب .. وولدت بالأتعاب . إن صراخك لا تسمعه سوى الأجساد الهاجعة والنفوس الراكدة .. أما صوت ترنمي فلا يعيه إلا من تطهرت نفسه بالمحبة وسمت روحه بالقداسة .
ضحكت " شجرة المادية " وتمايلت بأغصانها قائلة : " ما أغباكما ! علام تتشاجران ؟ إن ضمير الناس أقوى منك أيها الكذب .. ولقمة العيش أقوى منك أيها الصدق .. فاتركا الناس وحالهم فهم يستعينون بكما عند الحاجة " .
فاهتزت شجرة " المعرفة " بعنف قائلة : " هكذا أنت أيتها المادية تهتمين بما للجسد وتهملين ما للروح .. تفرحين متى كان الجسد متسربلاً بالحرير ولو كانت الروح متدثرة بالمسوح والأسمال .. تسرين متى كان الجسد معطراً بالطيب .. ولو كانت النفس تفيح منها رائحة الموت .. أما أنا فأهتم بأبدية أبنائي آلتي هي أغلى من كل اهتماماتكم فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم وخسره نفسه .
كان يعرف مكاني
كان يعمل خارج مدخل منجم الذهب بأعلى جبال لا بلاتا جنوب غرب ولاية كولورادو الأمريكية . انهالت كتلة ضخمة من الثلج وطمرته تحت أطنان بيضاء، وعندما استعاد وعيه ووجد نفسه محبوساً تحت أطنان من الثلج المتصلب كالأسمنت .. وأنه وحيد ولا أحد يدرى بورطته .. غلبه اليأس، ثم فكر فى أن الله يعلم بمكانه وعندئذ فقط راح ينشب أظافره فى الثلج وهو يتأوه مبتهلاً : " يا ألهى، أنت تعرف مكاني " .
وكلما أعياه التعب وحاربه اليأس كان يردد " مادام الله منحنى الهواء لأتنفس والقوة لأناضل فلن أستسلم " .
قال له أحد رجال الإنقاذ بعد انقضاء خمس عشرة ساعة : " أنك لمعجزة حقاً ! " فابتسم قائلاً وهو يفكر : " أنا لست كذلك أبداً، بل أن الله كان عارفاً بمكاني " .
الرجوع إلي الله ودوافعه
إننا لا نرجع إلي الله إلا إذا تأكدنا قوله " كلنا كغنم ضللنا " (أش 53:6)
كان أحدهم عبداً للسكر، فكان إذا ما سكر يسقط علي الأرض متمرغاً في التراب أو في الأوحال دون أن يدري عن أمره شيئاً يكفي لردعه عن شره، لاسيما وأنه لما يعود إلي البيت ينظفونه فيخرج نظيفاُ000 فأراد أحد أصدقائه افاضل أن يوقفه علي جلية الأمر، وتركه ليذهب للسكر حسب عادته، ثم تعقبه وهو يمشي مترنحاً إلي أن دفعه بعض الأولاد الاردياء في وحلة فنزل فيها متمرغاً كخنزير وهو يضحك ويهرف بما لا يعرف وهنا أقترب منه وأخذ له صورة ثم أختفي0
وحمل الرجل كالعادة إلي بيته ونظفوه وخرج في الصباح نظيفاً محترماُ0 وتقدم إليه صديقه بالصورة قائلاُ ٍتقبل هذه الصورة هدية مني" فتأملها الرجل مندهشاُ وهو يكاد أن لا يصدق عينيه بأن هذه صورته لولا أن ملامحه واضحة إنه هو، فصاح "أهذه صورتي أنا؟ هل أتمرغ في الأوحال بمثل هذه الكيفية المزرية" فطوح بها بعد أن مزقها وهو يقول "إذهبي لأن الرجل المصور هنا لن يعود أيضاً فيما بعد إلي السكر وشكر لصديقه هذا المعروف0
كل هذا فعلته من اجلك
تقابل تقي مع أحد الشبان وسأله: ماذا فعلت لأجل مخلصك؟ فأجاب: وماذا فعل هو لأجلي؟ فقال لقد سفك دمه لاجلك0 فقال ولكنه عمل هكذا ليس لي فقط بل لأجل الجميع000 وبعد مدة مرض هذا الشاب، فرأي رؤيا فإذا به يري منظرا وكأنه يسقط من علو وإذ بشخص يتلقاه علي يديه المجروحتين! وفي مرة ثانية كأنه يسقط علي صخرة وكاد يتحطم لولا شخص كريم مثقوب اليدين اسرع لانقاذه0 ومرة أخري كان يضع قدمه علي حية كبيرة ولكن صاحب اليدين المثقوبين أمسك برأس الحية حتي لا تلدغه0ثم قال له بعد أن أراه يديه المجروحتين: "لا تعد تخطيْ" ثم أقترب منه وقال: كل ذلك فعلته لأجلك، بينما تظن بأني لم أفعل معك شيئاُ، ولكني سأنقذك أيضاُ من هذا المرض، فأذهب وناد بكم رحمتك، فلما تماثل للشفاء أخذ يبشر بكل قوة.
ولما تقابل معه ذلك التقي مرة أخري اعترف بجهله وبأنه كان ينسب حوادث نجاته الماضية لمجرد الصدف أما الآن فقد ايقن بأن يسوع هو الذي عمل معه كل ذاك محققا وعده بان يكون معنا حتي الانتهاء0 حقا ان احسانات الله تدفعنا للرجوع إليه
حوار بين الله و ملائكته .. مجرد تخيل !
قال أحدهم :أن الله لما أراد أن يخلق الإنسان عقد مجلس شوري من ملائكته الاطهرين وقال لهم :أني سأخلق أنساناً يعمر الأرض ويملأها. فقال ملاك العدل: حاشا لك لآن تفعل هكذا، لأنك إن خلقته فأنه سيرتكب كل أنواع الشرور والمعاصي ضد اخوته البشر ويكون قاسياُ ووحشياُ وخائناُ واثيماُ ومملوء كل شر ونجاسة.
وقال ملاك الحق: حاشا لك أن تفعل هكذا لأنه سيفعل كذاباُ وغشا، وخداعاُ لأخيه الإنسان ولجلالك الأسمي . وقال ملاك القداسة : حاشا لك أن تفعل هكذا لأنه سيفعل كل ماهو نجس ورجس في عينيك ويرتكب الاثم أمام وجهك .
حينئذ تقدم ملاك الرحمة ( حبيب الله ) وقال : اخلقه ايها الآب السماوي فإذا أخطأ وابتعد عن طريقك ووصاياك وعدلك وحقك وقداستك آخذ بيده بكل لطف ورقة وأردد له كلمات المحبة وأعيده إليك طائعاُ مختاراُ"0 فخلق الله الإنسان0
المسيح هو طريقنا للرجوع إلي الله
كان أول من بشر بين أهل الماليكو أكلة لحوم البشر المخيفين0 فذات يوم كان ماشياُ وسط غابة هناك، فشعر بغتة بحديد بندقية قد وضعت علي خده – ذلك أن أحد هؤلاء المتوحشين باغتة بهذا العمل0 فقال : فتكلمت بكل هدوء مع أصحاب البنادق، وإذ رأوا أني أعزل من كل سلاح، عرفوا أني رسول سلام لا خصام، فلو كنت متسلحاُ لكنت قتلت في الحال0 فالتفت إليهم وقلت لهم: أني جئت لأكلمكم عن الله . فقالوا: نحن نعرف الله . فاخبرتهم كيف ضلوا الطريق عن الله وكيف أن يسوع جاء من السماء ليرينا الطريق ثانية0 فأظهروا ميلا للسماع لاسيما لما تكلمت عن الفداء فقال شيخهم : هذه كلمة حق000 هذا كلام طيب . لأنهم كانوا يعلمون انه لا يمكن التكفير عن خطأ إلا بسفك دم سواء كان دم إنسان أو دم حيوان00 وقال واحد منهم :إني كنت ذاهباُ الآن لأقتل بعض الناس لأن قتلهم ضروري، ولكن هذه مسألة يمكن تأجيلها ( وهنا تهيب في صوته ) وقال: لكننا لا نقدر أن نؤجل السماع عن يسوع لأننا لا نسمع عنه كل حين0
قال المبشر وحيثما توجهت كنت أجد أناساُ متلهفين للسماع عن المسيح، ولما تركت ذلك الجبل أهدي إلي شيخهم ملعقة مقدسة، الملعقة التي أكل بها هو وأجداده لحوم بني آدم0 الملعقة التي أسودت بدماء البشر وتلطخت بجرائم قتلهم للأبرياء وقال وهو يقدمها : أن قصتك معقولة عندي0 حقا أننا ضللنا الطريق إلي الله ، ونحتاج إلي إبن الله ليرينا الطريق ثانية0 وتم ارسال خدام الي تلك الجهة و تعظم اسم الرب و رجع الكثيرون الي الله .
خصص موضوع الابن الضال لنفسه
سمع أحد الجنود في المستشفي قصة الابن الضال ولما وصل القاريء إلي القول "أقوم وأذهب إلي أبي" صاح قائلاً: أنا هو ذلك الضال " وقد نفذ أيضاً عزم الابن الضال علي الرجوع إلي أبيه، فرجع هو أيضاً إلي الآب السماوي0
أننا نبدأ رجوعنا إلي الله لما نرجع إلي أنفسنا
كان لأحد الآباء ابن عاق شرير رديء السيرة والسلوك، ومرض هذا الرجل العجوز فجاء أبنه يلتمس منه البركة والرضي، فلم يعنفه أبوه علي ماضي حياته وشره، بل التفت اليه وقال: إنني أطلب منك شيئاُ واحداُ وهو أن تصرف كل يوم ربع ساعة لوحدك منفرداُ0 فقبل الابن هذه الرغبة وبعد مدة بدأ يقلق ويفكر في فائدة هذه النصيحة0 وأخيراً اهتدي إلي الرأي الصواب، فقال: لا شك أن والدي أمرني بذلك حتي أراجع نفسي وماضي حياتي في خلوتي اليومية، فاقلع عن شري وسوْ سلوكي، وفي وقت قصير رجع عن شروره وصار أنساناُ جديداُ كل أيام حياته0
ركبت جملي و حاولت الدخول من ثقب الأبره
حلم أحدهم فقال: حملت جملي بكل غناي، فارتفعت الحزم إلي فوق، واخذته إلي " ثقب الإبرة " فقالت لي : " ما هذا " فقلت: "هذا ماس ، وهذا ذهب، وهذه حجارة كريمة، وهذه لآليْ نادرة0 وجئت لأدخل فرفض0 ودفعت جملي بغضب ليدخل فلم يستطع، فقد كان الجمل عالياً0 ركبت علي جملي نهاراُ وليلاً، وحاولت الدخول بطريق الحيلة، ودرت دورات كثيرة فلم أجد إلا طريق "ثقب الإبرة" الضيق فتضجرت لأن أموالي تناقصت! فغضبت علي نفسي، ورغم هذا انتزعت بعض اثقالي وحاولت الدخول، فظل جملي علي وقفته0
نزلت من علي جملي وحملت افضل اموالي في جيوبي حتي انفخت وذهبت إلي "ثقب الإبرة" لأدخل فرفضت0 اخيراُ القيت بكل حملي علي الأرض، وركعت علي ركبتي وصليت، و بكيت وترجيت قائلاً: "شحاذ يريد الدخولن يارب فاغفر خطيتي" فرحبت بي "ثقب الإبرة" والحمد لله فقد دخلت0لقد دخلت عن طريق الباب الضيق .
الاعتراف بالخطأ
لما فكر الابن الضال في السفر إلي الكورة البعيدة دعا ذلك حرية، و هناك لما أحاط به طلاب امواله دعا ذلك سروراً ولذة، ولما أفتقر وتخلوا عنه، دعا ذلك غالباً سوء طالع، ولما راجع نفسه دعا تصرفه حماقة، لكي الكلمة الصحيحة التي أرجعته إلي أبيه هي كلمة " أخطأت " . لقد تاب و رجع الي الله فهل نرجع نحن ايضا ؟ و هل نعرف ما معني كلمه التوبه ؟ و هل نعرف كيف نتوب ؟
دموع التوبة وتقدير الأفاضل لها
يقول فم الذهب: "أن البكاء أحسن مظهر للرجوع الي الله ، ولكن أين الذين بكوا علي خطاياهم كبطرس ومريم المجدلية والمرأة الخاطئة؟ أين الذين بكوا وبرهنوا بأعمالهم علي أنهم تابوا حقيقة! أن كثيرين من الذين بكوا وتابوا عادوا إلي خطيتهم0
وقال أيضاُ "أيها الخطاة0 أبكوا هنا يسيراُ قبل أن تبكوا هناك كثيراُ"
ان الدموع التي نذرفها علي خطايانا أثمن من جواهر العالم0
قيمة دموع التوبة أمام الملائكة
يقال أن مؤمنا ُرأي رؤيا وإذا بملاك يبحث عن أثمن شيء في الأرض، وجال هنا وهناك تاركاُ كل جواهر الأرض وذهبها وفضتها غير مكثرت بها، وأخيراً وجد ضالته المنشوده . وجد رجلاُ يبكي وينتحب حزناُ علي خطاياه، وهنا أنحني الملاك بالكأس التي كان يمسك بها واجتهد في أن لا تسقط دمعة واحدة من دموع الرجل إلي الأرض بل تلقاها كلها في كأسه وصعد بها إلي السماء ليقدم أمام الله أثمن ما وجده في الأرض0
وقال القديس بولس الرسول : " ان لي حزناُ عظيماُ ووجعاُ في قلبي لا ينقطع ، لأجل أخوتي وانسبائي حسب الجسد " ( كو 2:9 وعندما كان ينذر أعداء الصليب كان ينذرهم باكياُ ( غل 18:3 ) ثم يقول " أني ثلاث سنين ليلاُ ونهاراُ لم أفتر عن أنذر بدموع كل واحد " ( أع 31:20 )0
دموع الشفقة والحنان علي الغير
قال أحد القديسين "أعتقد أن الرحمة لو تمثلت لما كانت إلا دمعة!
وقال أيوب "ألم أبك لمن عسر يومه، ألم تكتئب نفسي علي المسكين ؟! " (أي 25:30) ويقول القديس بولس الرسول " فرحاُ مع الفرحين وبكاء مع الباكين "
الرجوع الي الله والتوبة
التوبه هى عهد يعهده الإنسان بينه وبين الله أو بينه وبين أبناء جنسه أو بينه وبين نفسه . هي عقد و ميثاق بأن لا يعود فى مستقبل حياته استعمال أى رزيلة أو خلق غير جميل كان يمارسها فى الماضى مع القدرة عليه.
التوبة هى التأمل في الماضي ومعرفة ماحدث اذ من المحال أن المرء يعتقد بوجوب تغيير سيرته ملتزماً بأن يصلح ما كان دون أن يعرف ذاته مذنباً مستحقاً أن يعاقب لأجل اثمه0
التوبة هى ندامة الإنسان علي ذنب اقترفه بعد المعمودية بعد فحص الضمير الواجب مع العزم علي عدم الرجوع الي الخطية
التوبة هى فضيلة يشمئز الانسان بها من الخطايا التي ارتكبها ويبغضها حباً بالله متوجعاً قاصداً قصداً ثابتاُ أن لا يخطيْ فيما بعد ومترجياً نوال المغفرة من رحمة الله0
التوبة هى توجع القلب لاجل الخطية المرتكبة مع قصد الارادة علي المداواة منها وعدم الرجوع اليها0
التوبة هى عمل مقدس به يصفح كاهن الكنيسة الشرعي بقوة الروح القدس للمسيحي التائب والمعترف عن جميع خطاياه التي فعلها بعد المعمودية فيتجدد تبريره ويتقدس كما كان في الساعة التي خرج فيها من المعمودية المقدسة0
الرجوع إلي الله والتصالح معه
" ارجعوا إلي أرجع اليكم " ( ملا 7:3 ) . وقد رجع الابن الضال إلي أبيه ( لو 15: 18 – 20) ... "أذن نسعي كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا0 نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" (2 كو 5 : 20)0
الرجوع الي الله هو يقظة روحية تنقلنا من الموت إلي الحياة
" أنها الآن ساعه لنستيقظ من النوم " ( رو 11:13 ) .. "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح" ( اف 14:5)0
الرجوع الحقيقي الي الله هو ترك الخطية بلا رجعة
الرجوع الحقيقي الي الله هو ترك الخطية بلا رجعة من أجل محبة الله الذي يحررنا منها ومن عبودية الشيطان : " أن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم احرار" ( يو 36:8 )0
الرجوع الي الله هو استبدال شهوة بأخري
حيث تحل شهوة الحياة مع الله بدلاُ من شهوة الخطية مع الجسد وذلك بتجديد الذهن .. "تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ماهي ارادة الله الصالحة" (رو 2:12)0
الرجوع الي الله هو صرخة الضمير وثوره علي الماضي
وتغيير شامل لحياة الإنسان ليكون له حياة النصر وانشودة الغالبين0
الرجوع الي الله هو قلب منسحق وعذاب للشياطين . تجعل الزناة بتوليين .
" وأرش عليكم ماء طاهر فتطهرون من كل نجاساتكم وأعطيكم قلباً جديداُ وأجعل روحاُ جديدة في داخلكم " ( حز 36: 25 – 27)0
الرجوع الي الله هو يد الله الممدودة لدعوتك اليه
الرجوع الي الله هو يد الله الممدودة تناشدك الرجوع .. " فرجع إلي نفسه" (لو 17:15)... الرجوع الي الله هو استجابة الإنسان لدعوة الله إليه فتفرح به السماء .. "هكذا يكون فرح في السماء بخاطيء واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراُ لا يحتاجون إلي توبة" (لو 7:15)0
الرجوع الي الله هو طريق النجاة من الغضب الآتي
الرجوع الي الله هو طريق النجاة من الغضب الآتي ( يو 10:13، 13:26، حز 18: 21 – 32 ) .
الرجوع الي الله هو الطريق الموصل الي استحقاقات دم المسيح
ــ الرجوع الي الله هو الطريق الموصل الي استحقاقات الدم المسفوك علي الصليب لتكون بداية حياة طويلة الي حياة النقاوة .
الرجوع الي الله هو
اقتناع قلبى بالخطأ وأن أدين نفسى وأحكم عليها.
الرجوع الي الله هو ان اتوب و التوبة فى اليونانية والقبطية ( مطانية ) ( Metonia ) وتعنى حرفياً تغير فكر القلب وتغيير اتجاه الحياة ( من اليسار لليمين) من الشر للخير، ويصير الإنسان جديداً فى كل شئ (2كو5: 17)... الرجوع الي الله هو باب معرفة يسوع المسيح وبها نتلمس الحياة معه ونتذوق حلاوتها. و هو جمرة نار يلتقطها أحد السارافيم من فوق المذبح " لقد انتزع اثمك وكفر عن خطيئتك " ( إش 5:6 ) .. الرجوع الي الله ليس مجرد حزن، وإنما يلازمه الفرح والسلام القلبى ... الرجوع الي الله هو عدم يأس ، وعدم الإحساس بنير الخطايا وعبئها الثقيل، بل الشعور بأن الله يحملها كلها، ويغسل الخاطئ فيبيض أكثر من الثلج ( مز50 ) .بالرجوع الي الله يسعي الشخص الي ممارسه سر التوبة والاعتراف الذي هو إشعال الروح القدس فينا، ليكشف الرب عن حبه. فالإعتراف تلاقى مع الرب فى حبه، وتجاوب النفس مع عمله الخلاصى .الرجوع الي الله يحتاج إلى اتضاع قلب. فالذى يدافع بأستمرار عن أخطائه، ويبرر تصرفاته هو إنسان غير تائب، ويمنعه كبرياؤه عن التوبة.. الرجوع الي الله هو شعور بعمل النعمة فى الإنسان، فتتغير أفكاره، ومعاييره وسلوكياته.
ما هو الرجوع .. ماهي التوبة ؟
قال القديس بولس الرسول: " لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشيء توبة لخلاص بلا ندامة" (2 كو 7:10)0فالتوبة اذاً هي الندامة الممزوجة بالحزن أو الحزن المقرون بالندامة علي ما اقترفه المؤمن ــ بعد المعمودية أو بعد اعترافه وتناوله سر الشكر لآخر مرة ــ من الزلات والخطايا ضد شريعة الله ومحبته الفائقة0 والندامة هي توجع النفس ومقتها الخطية التي ارتكبتها مع القصد بأن لا يعود ليخطيء وتسمي انسحاقاً ولذا نتساءل ماهية التوبة ؟
التوبه ليست مجرد الحزن ( هيرودس و ابنه هيروديا )
كحزن هيردوس عندما طلبت منه ابنة هيروديا رأس يوحنا المعمدان علي طبق ( مر 26:6 ) لأن هذا الحزن مع كونه كان شديداُ لكنه لم يستطع معه ان يجعله حائلاُ بينه وبين الخطية بل زاد عليها بأنه مع حزنه اجاب طلب الصبية وأمر بقطع رأس يوحنا0
حريق هائل في مسرح بشيكاغو
حدث أثناء حريق هائل في مسرح بشيكاغو ان سيده نجت و ركبت القطار , و لاحظتها سيده أخري في انزعاج عظيم , حتي انها اضطرت ان تسألها عن سبب انزعاجها , فأجابتها : لقد كنت في المسرح و انا من القلائل الذين نجوا من الحريق . فقالت لها : لا شك انك يجب ان تكوني شاكره علي هذا . فبكت و قالت : و لكنني لم أنقذ أحد , فأرادت تعزيتها فقالت لها : و لكن لا لوم عليك لأنك كنت في انزعاج عظيم فطأطأت السيده رأسها و أخذت تجهش بالبكاء قائله : نعم يا عزيزتي , و لكنني لم أحاول حتي مجرد محاوله أن أنقذ أي نفس .
و هكذا ستكون صرخات كثيرين في اليوم الأخير ممن يدعون بأنهم للمسيح و لكنهم لا يحاولون انقاذ النفوس من نار الحريق الأبدي و فاتهم قول السيد المسيح " من لا يجمع معي فهو يفرق " و " العبد البطال اطرحوه في الظلمه الخارجيه "
الطفله و قطعه الحلوي
اخذت الطفله قطعه الحلوي و كذبت علي امها , و عندما علمت بكذب ابنتها حزنت جدا كما حزنت الطفله و بكت و أقرت لأمها انها كذبت و هي تبكي من شده حزنها , و هنا قالت الأم : انا سعيده يا ابنتي لأنك تبكين نتيجه شعورك بخطيئتك . أنك الآن قد تبت , و انا سامحتك . و الآن يا طفلتي العزيزه اعلني بوضوح علامه توبتك الصحيحه , و أرمي قطعه الحلوي من فمك . .. فبكت الطفله أكثر و أكثر و لم ترمي قطعه الحلوي من فمها .. و نحن كثيرا ما تكون توبتنا غير صحيحه , فنحزن علي الخطيه و لا نتركها .
التوبه ليست هي الندامة فقط
( يهوذا الأسخريوطي )
لأن يهوذا الاسخريوطي ندم ولم ينتفع بندامته اذا قيل "حينئذ لما رأي يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة الي رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاُ قد أخطأت اذ سلمت دماً بريئاً" (مت 27: 3 – 4) 0
كنت ثلجاً ابيض ولكنى سقطت وتلوثت
كانت فتاة محبوبة حباها الله جمالاً فائقاً . وكانت متعلمة متوقدة الذكاء ، وقد وضعت قصيدة غاية فى السمو عنواانها هو " الثلج الأبيض الجميل " وقد رقدت فى المستشفى بجمالها وعلمها . ولكن يا للأسف كان على جبهتها الإسم المريع " زانية " وقد اشتد عليها المرض إلى أن أخرجت آخر أنفاس الحياة ، وقد أرسلوا إلى الجرائد قصيدتها التى كتبتها " الثلج الجميل " وفيها تقول : " ينزل الثلج من السماء ناصع البياض يلمس رؤوس الناس ـ يغطى الأشجار لكنه يسقط فيداس تحت الأقدام وسريعاً يختلط بطين الأرض . كنت ثلجاً ، ولكنى سقطت وتلوثت نفسى بالدنس وطلبونى لجمال وجهى ، والآن نفسى تحت اللعنة وأجد نفسى بعيدة عن روح الصلاة " .. وماتت هذه المسكينة فى حالة اليأس والحزن الأبدى .
التوبه ليست مجرد الاعتراف بالخطية ولوم النفس
( أخوه يوسف و شاول امام صموئيل )
كما فعل أخوة يوسف الذين مع كونهم اعترفوا بخطيتهم ووبخوا انفسهم علي ما ارتكبوه ضد يوسف اخيهم ومع ذلك تمادوا في قساوة قلوبهم اذ قالوا بعضهم لبعض "حقاً اننا مذنبون إلي أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع لذلك جاءت علينا هذه الضيقة" (تك 42:21) أو مثل اعتراف شاول أمام صموئيل وطلبه المغفرة مع ابتعاد قلبه عن الله " فقال شاول لصموئيل اخطأت لاني تعديت قول الرب وكلامك لاني خفت من الشعب وسمعت لصوتهم والآن فاغفر خطيتي وارجع معي فاسجد للرب" (1 صم 15: 24 – 25)
هربت مع شاب توسمت فيه أنه على ذوقها
هربت إمرأة مليونير بنيويورك مع شاب توسمت فيه أنه على ذوقها أكثر من زوجها . ولكنها قبل أن انتحرت بأسبوع قالت لصديقة لها " إننا كلينا نعيش فى هذه المدينة عيشة الطياشة والخلاعة ، وكثيراً ما نهزأ بالدين والشرائع زعماً منا إنها أمور تناسب الجهال . نعم يا صديقتى قد نهزأ بعقاباتها لما تنهانا عن أمر ما ، ولكن سيأتى وقت يعرف فيه كل واحد وواحدة منا حق هذه الشرائع والمطالب الدينية ، وإنها صواب لا جدال فيها ، وأن ما تنهانا عنه يجب أن لا نفعله ، وإذا فعلناه لا نستطيع أن ننجو من ألم القصاص لأنى قد تعلمت واقتنعت بأن أجرة الخطية هى موت "
التوبه ليست هي اصلاح السيرة ظاهرياً
( فرعون و موسي ــ هيرودس و امرأه اخيه )
التوبه ليست هي اصلاح السيرة ظاهرياً خلواً من أنسحاق القلب مثل فرعون عند نزول الضربات " فأرسل فرعون ودعاً موسي وهرون وقال لهما اخطأت هذه المرة0الرب هو البار وأنا وشعبي الاشرار0 صليا إلي الرب وكفي حدوث رعود الله والبرد فاطلقاكم ولا تعودوا تلبثون (خر 9: 27 – 28) ولكنه ندم ولما نزلت به ضربة الجراد رجع " فدعا فرعون موسي وهرون مسرعاً وقال أخطات إلي الرب إلهكما و اليكما و الآن اصفحا عن خطيتي هذه المرة فقط وصليا إلي الرب الهكما ليرفع عني هذا الموت فقط " (خر 10: 16 – 17)0
أو مثل تظاهر هيرودس الملك الذي لكي يبرر اغتصابه لامرأة أخيه وعدم ارعوائه إلي نصيحة يوحنا المعمدان ويتوقي صارم توبيخه قيل عنه: " لأن هيردوس الملك كان يهاب يوحنا المعمدان عالماً أنه رجل بار وقديس وكان يحفظه واذا سمعه فعل كثيراً وسمعه بسرور" (مر 20:6)0
ومثل هؤلاء قد أنطبق عليهم القول " يأتون اليك كما يأتي الشعب ويجلسون أمامك كشعبي ويسمعون كلامك ولا يعملون به لأنهم بأفواههم يظهرون أشواقاً وقلبهم ذاهب وراء كسبهم وهاأنت لهم كشعر أشواق لجميل الصوت يحسن العزف فيسمعون كلامك ولا يعملون به" (حز 33: 31 – 32)0
الرجوع إلي الله ونتائجه
أستمريت لسنين كثيرة مسيحياً مع زوجت وكنا داخل حظيرة الكنيسة، ومن سنين سرت في طريق الارتداد وأرتكبت كل أنواع الخطايا بل صرت سكيراُ، ووصلت إلي أردأ دركات الشر والعار، وقد استمريت لمده أسابيع دون أن أفيق دقيقة واحدة من الخمر، وفي الواقع أني جئت هنا سكيراً، ومن مدة خمسة أسابيع كنت سكراناً ليلاً ونهاراً0 وقد تستغربون إذا ذكرت لكم الأمر الذي قادني إلي الرب وها أنا أخبركم به: "لقد ذهب أببنا الأصغر إلي جيش الولايات المتجدة الذي سافر إلي الحرب، ووصلت منه رسالة بالبريد الجوي اليوم وفيها يقول: يا ابي لا ترتبك بسببي فأنهم هنا يقدمون لنا أفضل الأشياء من طعام ولباس وأسلحة وعناية، ولا يوجد إلا أمر واحد يربكني وهو أني أريد أن أرجع مرة تخري إلي الرب حتي نتمكن من الصلاة لأجلي كما كنت تفعل من قبل، وهذا ما قادني للرجوع مرة أخري للرب0000!!
أمرى يفتضح و لكن شكرا للرب
ذكر شاب هذه القصة المؤثرة قال : كنت عبداً لإحدى العادات الممقوتة فكنت ارتكبها ولكن كنت أظهر أمام الإخوة كأحد الشبان الأتقياء الذين ما بهم عيب وفى ليلة ما حلمت أنى ارتكبت نفس الخطية وإذا بأمرى يفتضح بطريقة شائنة . وما أسرع أن انتشر الخبر بسرعة البرق : فلان ضبط يرتكب الخطية . وكم تعذبت نفسى من كلمات المشجعين على عدم اليأس تماماً كعذابى من المعنفين بل المهددين .. وكم كنت حائراً كيف أدافع عن نفسى وكيف أزيل عنى وصمة العار .. كفى كفى ولكنى رجعت القهقرى مراراً وتكراراً ؟ قال الراوى وبينما أنا فى موقف حرج دقيق جداً وضاغط على نفسى أمام أحد المعنفين إلا وقد استيقظت من هول ما كنت فيه من الحلم وكم شكرت الرب أن المسألة لم تكن علماً بل حلما . فقلت فى نفسى : ليساعدنى الرب على عدم العودة لشرى مرة ثانية ، فنعمة الله فيها الكفاية .. إذا كانت فضيحة الخطية بشعة بهذا المقدار فى الحلم فكم وكم تكون إذا ظهرت أمام الناس حقاً ؟ وإذا كان أمر الخطية وظهورها شنيعاً بهذا القدر أمام عيون البشر الدنسة فكم وكم تبدو شنيعة فى نظر الإله القدوس الذى عيناه أطهر من أن تنظرا إلى الشر . وإذا كان دينونة الخطية هكذا مرعبة أمام الناس على الأرض فكم يكون رعبها أكبر بما لا يقاس فى حضرة الديان فى اليوم الأخير ، عندما يكون " مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى " ؟
الخادم و الروائي
زار احد الخدام كاتبا شهيرا في مرضه و كان الكاتب ممن اشتهروا بكتابه القصص و الروايات الخليعه , و عندما خاطبه الخادم عن ضروره التوبه و الرجوع الي الله و أبدي الخادم رأيه بصراحه في ضروره حرق كل الروايات بما انها ضاره و مفسده للقراء , لم يعارض الكاتب في الأمر بل اخرج له الكتب و أحرقها , و عندما خرج الخادم قال احد الأصدقاء للكاتب : كيف تتجاسر و تحرق كل انتاج ذهنك ؟ . فأجابه الكاتب : لا تخف ففي مكتبي الذي امامك توجد نسخه خطيه من كل كتاب احرقته .
هذه يوبه لا قيمه لها , لأنها ليست من القلب لأنها ابقت الخطيه بمكر . فالتوبه ليست مجرد اصلاح السيرة ظاهرياً.
الرجوع الي الله والتوبة الايجابية
الرجوع الي الله والتوبة هو كره الخطية كرهاً تاماُ لأنها " خاطئة جدا" (رو 13:7)
ــ لأنها لعنت الإنسان المخلوق علي صورة الله " فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم اخيك من يدك" ( تك 15:4)
ــ لعنت الأرض " ملعونة الأرض بسببك" ( تك 17:3)
ــ فصلت بين الإنسان وخالقه" بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتي لا يسمع" (إش 2:59)0
ــ قال القديس كبريانوس من آباء الجيل الثالث في الساقطين ( رأس 29 و 32 – 34) يحث الخطاة علي التوبة : فلنرجع إلي الله من كل قلبنا ولنطلب من الله المحب البشر ولنقع أمامه من تلقاء أنفسنا لكي يرضيه حزننا ولكي يٌلقي كل رجائنا عليه فهو يعلمنا كيف يجب أن نتوب "والآن يقول الرب الهنا أرجعوا إليَ من كل قلبكم بصوم وبنحيب وبعويل ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم" ( يؤ 2: 11 – 12) فلنرجع إلي الله من كل قلبنا وهكذا نستعطف رجزه وسخطه بالصوم والبكاء والعويل كما علمنا هو ذاته0 قدموا له توبة كاملة وأظهروا حزن نفوسكم بدموعكم وزفراتكم .
هذه هي التوبة التي ترضي.و من يرفض التوبة عن الخطية يغلق دونه باب الرضي0
لقد جعلت الخطيه الإنسان كله نجاسة : " وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا" ( أش 64: 5 – 6 )
لأجل كل هذه الاسباب مجتمعة يلزم التائب كراهة الخطية كرهاً تاماً , متي كان مقتنعاً من أعماق قلبه بأنه خاطيْ حتي تظهر نتائج حزنه وندامته عليها
القديس بولس الرسول يعلن ماهي التوبة الايجابية !
يوضح القديس بولس الرسول ماهي التوبة الايجابية فيقول "فانه هوذا حزنكم هذا عينه بحسب مشيئة الله كم أنشاء فيكم من الاجتهاد بل من الاحتجاج بل من الغيظ بل من الخوف بل من الشوق بل من الغيرة بل من الانتقام" (2كو 11:7)0فالتوبه الأيجابيه هي :
الاجتهاد ـ الاحتجاج ـ الغيظ ـ الخوف ـ الشوق ـ الغيرة ـ الانتقام
اولا : التوبه الأيجابيه هي الاجتهاد
التوبه الأيجابيه هي الاجتهاد ومعناه استفراغ جهد الطاقة وبذل المجهود في تحصيل المطلوب وكأن ماخسرناه من بركات نعمة الله وخلو قلوبنا من السلام الكامل معه بارتكابنا أي نوع من الخطايا يجب علينا أن نجتهد في تحصيله حتي يأخذ مكانه من قلوبنا ونتمكن من عشرته السرية الطاهرة وما ذلك إلا بالحزن علي مافرط منا والندامة العميقة علي ما ضاع من أيامنا في مجالات الرذيلة " مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام وأن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور وتتجددوا بروح ذهنكم وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق" (أف 3:4 و22 – 24)0
النقود و حوش البهائم
فقد رجل عجوز ورقه ماليه و بحث عنها مرارا و لم يجدها . و لكنه قال لنفسه ان الورقه الماليه بكل تأكيد موجوده في مكان ما بهذا الحوش فسأبحث عنها حتي أجدها . و بدأ يشتغل بكل اعتناء مخرجا القش و التبن ساعه بعد ساعه حتي عثر اخيرا عليها . و بعد اسابيع قلبله جلس ليستدفيء بجوار النار . متأملا في حالته الروحيه لأنه شعر بأن حالته لم تكن في وفاق مع الله , و نظر الي زوجته و قال : ماذا افعل لأجل عودتي الي حظيره المسيح فأجابته : يا زوجي العزيز يجب ان تتوب بجد و حراره كما كنت تبحث عن الورقه الماليه , و قد أثرت فيه هذه الكلمات و عمل بنصيحتها , فتاب و اعترف بخطاياه و تناول من الأسرار المقدسه .
الرسام و الأقدام
قيل ان أحد الرسامين كان ماهرا جدا في رسم الأشخاص غير انه كان يبتديء من القدم في رسوماته , و لهذا كان يحدث احيانا ان القماش الذي يرسم عليه لا يكفي فتبقي الصوره بدون رأس او برأس غير كامل .
هكذاايضا نري كثيرين من اصحاب العقول و الذكاء ماهرين في جميع اعمالهم غير انهم يبتدؤن من القدم , اي يصرفون اغلي ما عندهم في امورهم الزمنيه تاركين الرأس أي اعمال التوبه الهامه لآخر حياتهم و لكن هيهات ان يبقي لهم زمن لأتمامها كما يجب . توبه المريض مريضه و لكنها توبه كقول القديس اوغسطينوس لأنه مستحيل علي الأنسان ان يتقن مهنه لم يكن مارسها مده حياته . من الذي يستطيع ان يبني دارا و يتقن بنيانها اذا لم يكن تعلم ذلك قبلا .
ثانيا :التوبه الأيجابيه هي الاحتجاج
التوبه الأيجابيه هي الاحتجاج ومعناه تبكيت الضمير " رجع إلي نفسه" ( لو 17:15) كما ورد في سيرة الإبن الضال " لأنه أن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا ويعلم كل شيْ" (1 يو 20:3) وتسليم الإنسان واقتناعه بالنقائص وأيضاح عدوله عنها بلوم نفسه وتبكيت ضميره علي ما تدهور فيه ويلهج علي الدوام بالهتاف العميق " قلباً نقياً أخلق فيً الله وروحاً مستقيماً جدده في داخلي لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني . رد لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة اعضدني" ( مز 51: 10 – 12) ولا يكف عن هذه اللجاجة حتي يحصل علي السلام مع الله .
ثالثا : التوبه الأيجابيه هي الغيظ
التوبه الأيجابيه هي غيظ الأنسان علي نفسه ومنها لما أتاه من اساءة ولما أهمله من واجبات اذ قد أساء إلي نفسه باهلاكه أياها "لأنه ماذا يتنفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه " ( مت 26:16) لذلك يغتاظ حقاً لأنه بخسارة نفسه قد خسر كل شيء ويغتاظ من نفسه التي انقادت للجسد وامياله بينما "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات" ( غل 24:5) فقصرت بل عجزت عن القيام بواجبات تدل علي حياتها وتبرهن علي حسن صلتها بخالقها وتمتعها بقداسة العشرة معه0
رابعا : التوبه الأيجابيه هي الخوف
التوبه الأيجابيه هي الخوف من وقوع التائب ثانية وأن يلحقه من نتائج سقوطه ما قاساه سابقاً من آلام الحزن والندامة علي ما أقترف من الذنوب " أذا من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (1 كو 12:10)0
فهو دائما في سائر تصرفاته القادمه يسلك بحذر و خوف لئلا يجرح من خصمه ثانية ويخاف من صراحته واخلاصه في الاعتراف ثانية بما يرتكب لما يصادفه من الخجل وما يستحقه من تأنيب وتوبيخ وما ينتج عن ذلك من كآبة النفس0 ويخاف لئلا يهجم عليه السارق قبل أن يعتنق التوبة "تب وإلا فأني اتيك سريعا" (رؤ 16:2) .. "فأذكر كيف اخذت وسمعت واحفظ وتب فأني ان لم تسهر أقدم عليك كلص ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك0 ها أنا أتي سريعاُ تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد اكليلك" (رؤ 3:3 -11) . لذلك يعيش المؤمن في ميدان جهاده بالحذر والانتباه واليقظة حتي يصنع لرجله طرقا مستقيمة لكي لا يعتسف الاعرج بل بالحري يشفي" (عب 13:12)0
انا الموت
تقدم خادم الي رجل ليكلمه عن خلاص نفسه , فأبتدره الرجل بالقول " ما هو عملك ؟ " . فأجابه : " ان عملي هو ان اتكلم عن النفس و ابدينها , و لكن أري انك مشغول " . فقال الرجل " نعم أنا مشغول جدا " و عندئذ مد الخادم يده بتحيه الوداع , ثم اقترب من الرجل و همس في اذنه , في جد و رصانه قائلا : " لكن افرض انني كنت الموت ! هل ستقول لي انا مشغول ؟ " , فأرتعب الرجل و اعطي وقته للخادم الذي قاده للمسيح و قدم توبه حقيقيه .
خامسا :التوبه الأيجابيه هي الشوق
التوبه الأيجابيه هي الشوق آلي اصلاح الخلل الذي نشأ في توازن حياته الروحية وتحقيق انضمامه في سلك الرعوية المقدسة بتوبة صادقة عما ارتكبه بل يشتاق إلي الحصول علي رضا الله بتقويم اعوجاج نفسه ويشتاق إلي القيام بواجباته ليتمتع براحة ضميره ويشتاق إلي ما يسر الله و خٌدام الله ويكسبه رضاهم "اطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كانهم سوف يعطون حساباُ لكي يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم" (عب 17:13)0فطاعة المؤمن وخضوعه للارشادات والنصائح المقدسة يفرح قلوب خدام الله الأمناء ويزيدهم نشاطا ُفي عملهم واغتباطاً برعيتهم ولذا يقول يوحنا الحبيب " ليس لي فرح اعظم من هذا ان اسمع عن أولادي انهم يسلكون في الحق" (2 يو 4)0
بين يديك
بينما كان الواعظ يلقي عظته في جو روحي مليء بعمل النعمه , انحني ناحيه المنجليه حيث سمع شخصا تائبا يصلي بألم عظيم قائلا " يارب قطعه عمل بين يديك , توبني و اصلحني و اصنع مني ما تشاء " .
سادسا :التوبه الأيجابيه هي الغيره
التوبه الأيجابيه هي الغيرة لأنه " حسنة هي الغيرة في الحسني" ( غل 18:4) فيغار المؤمن التائب لنفسه لتطهيرها مما علق بها من ادناس السقوط ويغار علي كنيسة الله لتطهيرها مما يحاول ابليس ان يزرعه فيها لأنه مكتوب " غيرة بيتك أكلتني " (مز 9:69) ويغار علي خلاص نفوس شعب الله ٍ" غرت غيرة للرب اله الجنود لأن بني اسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف فبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها" (1 مل 10:19 و رو 3:11) "يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فأبكي نهاراً وليلاً قتلي بنت شعبي" (أر 1:9)0
"اقول الصدق في المسيح لا اكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس أن لي حزناً عظيماُ ووجعاً في قلبي لا ينقطع فأني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل اخوتي انسبائي حسب الجسد" ( رو 9: 1 – 3 ) ولما غار فينحاس علي بيت الرب وطعن الرجل الاسرائيلي والمرأة المديانية في بطنهما بالرمح كلم الرب موسي قائلاُ " فينحاس بن العازار بن هرون الكاهن قد رد سخطي عن بني اسرائيل بكونه غار غيرتي في وسطهم حتي لم افن بني اسرائيل بغيرتي لذلك قل هانذا اعطيه ميثاق السلام فيكون له ولنسله من بعده ميثاق كهنوت ابدي لاجل انه غار لله وكفر عن بني اسرائيل (عد 25: 10 – 13)
ونري السيد المسيح له المجد عندما رأي تشويش بنظام العبادة في هيكل أورشليم وانحراف كهنة اليهود وراء المطامع المادية حتي ماتت فيهم الغيرة علي كرامة بيته المقدس خرج عن طور الوداعة المألوفة في اقنومه الالهي وظهرت فيه الغيرة الحسني بحماس محسوس " فصنع صوتاً من حبال وطرد الجميع من الهيكل حتي قلب موائد الصيارفة" كل هذه الفضائل يتسربل بها المؤمن التائب فتكون الغيرة غريزة فيه وسجية له لمجد الله وخلاص نفسه ونفوس الآخرين وكرامة بيوت العبادة بكمال نظامها ولأنتعاش نفوس العابدين فيها0
سابعا :التوبه الأيجابيه هي الأنتقام من الخطية
التوبه الأيجابيه هي الأنتقام من الخطية ومن أبليس زارع بذارها فيعترف بها بكراهة ويشهرها بصراحة ويصورها بصورتها الشنيعة ورائحتها الكريهة وثمارها المٌرة ويحارب خصمه ابليس بشجاعة لأنه أغراه عليها وأوقعه صريعاً في ميدانها ويتسلح بسلاح الله الكامل ضد هجماته ويقهره وبذلك يكون قد أنتقم لنفسه من ذلك العدو الخبيث وفخاخه وأشراكه التي اصطاده بها , بل ينتقم من نفسه التي غلبت علي أمرها أمام الشهوات الجسدية باحتمال التأديبات الكنسية من الآب الروحي كعقاقير لشفاء الجراح التي اصابته من سهام العدو ويرضخ لاستعمالها والقيام بها مسروراُ لقهر أميال الجسد باتمام قانون التوبة وذلك انتقاماً من النفس التي طوحت بها الاهواء إلي تلك المهاوي السحقية حتي فقدت سعادتها وبذلك تخشي النفس العودة ثانية الي التمرغ في مراغة الحمأة " لم تقاوموا بعد حتي الدم مجاهدين ضد الخطية وقد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر اذا وبخك لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله ان كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين فأي ابن لا يؤدبه ابوه" (عب 12: 4 – 11)0
الفتاه و العقارب
كانت فتاه من الأرياف تسير في شوارع القريه و ازقتها و معها مصباح و قضيب من الحديد له طرف مدبب تبحث به عن العقارب , و عندما تجد واحد منها علي ضوء المصباح تقوم بغرس القضيب الذي معها فيه . و كانت تعمل ذلك بكل غيره و نشاط مما دفع أحد الأشخاص لسؤالها , لماذا كل هذا العناء ؟ أن رجال القريه لا يفعلون مثلك , اجابت : منذ ان لدغني عقرب في يوم من الأيام تولدت عندي العداوه تجاه العقارب . فأنا اقتلها اينما اجدها . مهما كلفني ذلك من جهد .. و هكذا يجب ان يفعل كل من نجا من الخطيه , عليه ان يكرهها و يعمل علي القضاء عليها اينما وجدت مستخدما وسائط النعمه التي هي اقوي من ذلك القضيب ذو الطرف المدبب الذي استخدمته الفتاه .
الرجوع الي الأم بالرجوع ليسوع
جلست الأم في بيتها حزينة تفكر في أبنها الذي انحرف وهرب000 ماذا حدث له؟ هل هو حي أم ميت؟ أو في تعب؟ وإذا بدموعها تسيل علي وجنتيها في حزن وفي ألم، وبينما هي علي هذا الحال سمعت طرقاً علي الباب، ولما قامت لتفتح، كم كانت دهشتها عظيمة، لأن الطارق لم يكن سوي هذا الابن الضال، الذي أسرع فارتمي عند قدميها، وقال بصوت أسيف "هل تقبيليني يا أمي؟ هل يمكن أن أنال صفحك عني؟ ثم توقف قليلاُ وقال: "لكن أبشرك يا أمي بشيْ جديد عظيم، تركت البيت وأنا نمحروم منه، ولكني إذ أعود إليك، بأعز ما أمتلكه الآن، فقد ربحت وأنا بعيد عنك شيئاً عظيماً جداً هو يسوع المسيح الذي يسكن الآن في قلبي، وهو الذي قادني للرجوع إليك، فمالت أمه وقبلته فرحة لا برجوعه فقط إلي البيت، بل برجوعه أيضاُ إلي الرب ولأنه كان ميتاُ وعاش وكان ضالاً فوجد0
الرجوع ألي الله يحل مشاكل الحياة
اجتمع مرة في مدينة وشنطن أشهر رجال المال وعلي رأسهم أحد رجال المصارف من مدينة اتلانتا ليعالجوا مشاكل البلاد المالية، وبعد أن أمضوا يوماُ كاملاً صرفوه في المناقشات العويصة، وقف أحد المجتمعين ووجه إلي رئيس الاجتماع هذه الكلمات: "أيها الرئيس الموقر، هذا الحفل الجليل يقدر أفكارك كل التقدير، وبما أننا الآن في ختام أبحاثنا فنريد قبل انهاء اجتماعنا أن نسمع رأيك، فأنك من بدء الاجتماع لم تسمعنا شيئاً، لاسيما والمسألة تهمك لأنها تتعلق بحياة أمتنا العزيزة . " وعندئذ أخرج الرجل الوقور كتاباُ مقدساُ بالياُ من كثرة الاستعمال، من كيس بقدر حجمه ثم فتحه وقرأ من سفر أخبار الأيام الثاني من الاسحاح السابع والعدد الرابع عشر هذه الكلمات: " فأذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم، وصلوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية، فأنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وابريء أرضهم" ولما أنتهي من القراءة أرجع الكتاب بكل هدوء إلي كيسه كما كان0 والتفت إلي المجتمعين وقال " أيها الرجال الأفاضل، أن الجزء الذي قرأناه الآن من كلام الله، هو حسب فكري، يحوي حلاً ناجحاً لمشاكل بلآدنا أكثر من أي كلام سمعناه، فأنه يرينا المخرج من المشاكل بكل وضوح"
عبثا يحاول البشر أن يصلحوا الأمور السياسية والاجتماعية أو المالية قبل اصلآح الأمور الروحية أولاً0
وضعت ابني في الملجأ منذ 20 سنه
دخل توما كونور الحانة ليسكر كعادته، أما صاحب الحانة فزجره لمعرفته بافلاسه، وقال له أذهب فلن أعطيك ولا نقطة من الخمر، أخرج وإلا أحضرت لك البوليس لاخراجك من هنا بالقوة0 فخرج الرجل يتعثر في خطواته ويرثي نفسه فقد أضاع في الخطية مركزه وأمواله، وقد ماتت زوجته التقية حزينة عليه0
وكيف وضع ابنه منذ عشرين سنة في إحدي الملاجيء، وها صحته قد خربتها الخمر0 وخرج ليتسكع في الطريق من هنا إلي هناك إلي أن وصل إلي مكان أجتماع روحي وما كان لينوي أن يدخل لولا أنه سمع ترينمة حلوة عن محبة المسيح كان قد سمعها في صغره0 وهنا دخل وجلس في المقاعد الخلفية وبعد نهاية الخدمة خرج وقد سمع الواعظ يذكر ميعاد الاجتماع في الليلة القادمة0
ولما بدأت الخدمة في اليوم التالي ذهب وجلس في الخلف فدعته ابنة الواعظ أن يتقدم إلي الأمام، فقال لها إنه لا يستحق حتي أنه يدخل هذا المكان لا أن يتقدم إلي المقاعد الأمامية، وكانت العظة عن قول الأبن الضال " أقوم وأذهب إلي أبي " وكان التأثير الشديد بادياً علي وجهه وقد فاضت دموعه إذ سمع عن محبة الله العجيبة التي ترحب بالخطاة نظيره .ثم تقدم للقاء الخادم الذي حاول ان يزيل شكوكه ومخاوفه باظهار محبة الله في المسيح وأستعداده لقبوله وقوته لخلاصه000 وهنا أبدي الرجل شوقه أن يذكر له قصة حياته وماكاد يصل إلي نهايتها حتي أحمر وجه الخادم0 وفاضت دموعه وصاح "أبي000 أبي000 أنا أبنك الذي وضعتني في الملجأ من 30 سنة وقد ردك الرب إلي بل ردك أيضاُ إليه وقد سمع الصلوات التي رفعت لأجلك"0
من ذلك اليوم وجد توما كو نور الرب بل وجد نفسه وابنه وكرامته المفقودة، وأنقذ من مخالب السكر والخطية وأصبح عضواً في تلك العائلة الشريفة الكبيرة التي تضم جميع المفديين في السماء وعلي الأرض0
سكير يحلم بأن السيد المسيح ظهر له
حلم سكير بأن السيد المسيح ظهر له ومعه سيف بيده وهو يقول له: " إن لم تتب عن الخمر، فاني أقطع غداً رأسك " ولم يذق الخمر بعد ذلك، علي أنه ظل يدخن ويشتم ويحلف000 أنه لم يرجع إلي الله رجوعاً حقيقياً تائباً عن كل خطية بل رجع رجوعاً عاطفياً نتيجة الخوف، لذا لم يتب إلا توبة جزئية
بعض أنواع باطلة من الرجوع إلي الله
الجزئي: إذا شئت أن تجد المغفرة وجب عليك أن تطرح كل خطية نهائياً وبعزم القلب فلا يكفي أن تظهر استياءك منها أو أن تنبذ جانباً منها0 لأنه لا توبة حقيقية إلا التوبة الكاملة .
الريائي: قال أحد الاسكتلنديين " أنه قبل حدوث النهضة الدينية في بلادنا كان الناس يتباهون بمعاطاة المسكرات ولكن بعد النهضة صاروا يتعاطونها سراً فلا فائدة من تخفيف جرم الخطية أو التستر عليها " .
الصوري : قال آخر " أن أهم نتائج النهضة في كورنوال كان تبديل الخطيا المعروفة والمشهورة بغيرها، علي أنه لا هذا ولا ذاك يسمي رجوعاً حقيقياً إلي الرب لأن الرجوع لا يبقي علي خطية ولا يستبدل خطية بخطية ولا يقلل مقام الخطية يخفيها بل أنه يعمل علي تركها تركاً تاماً0
قوة الدموع للحصول علي الصفح
لما دافع المحامي الشهير " لبير ادوارد هول" عن السيدة مرجريت فهمي، قاتلة علي بك كامل بكي أمام المحلفين فكانت دموعه من أسباب تبرئتها أمام المحكمة وهكذا الرب يصفح عمن يطلبون صفحة من قلب كسير بل الذين يرجونه بانكسار فيما يطلبونه منه، كما طلب حزقيا مد عمره بدموع فأضاف الرب علي عمره خمسة عشرة سنة .
نجاح صلواتنا ودموعنا لربح النفوس
ذهب هنري مارتن في أوائل القرن التاسع عشر إلي جهات الكنج بالهند وبدأ يصلي كثيراُ بدموع لكي يخلص الرب علي أي حال قوماُ0 وقد ظهر له اليأس مجسماُ عن نجاح الإنجيل في تلك البقعة حتى قال " أن قيام ميت أيسر من أن يخلص أحد البراهمة لشدة تعصبهم لدينهم واستعزازهم به ولكن بعد مائة سنة من قوله هذا، اجتمع في نفس المكان براهمة متنصرون لتكوين لجنة تبشيرية من رجالهم وأموالهم ليبشروا بني جنسهم وقد قامت هذه اللجنة بهدايه الكثيرين من مختلف الطبقات ومنهم الكثيرون من البراهمة! وهكذا لم تذهب صلوات المرسل ودموعه عبثاُ!
يستحيل ضياع دموع أم سدي
كانت القديسة مونيكا قد ذهبت باكية إلي أسقفها وحدثته عن الامها لحياة ابنها الشرير فهدأ روعها بالقول " يستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع " وهذا ما تم0
كان أغسطينوس وثنياُ في بادىء الأمر ورغم اجتهاد أمه في بذر التعاليم المسيحية في ذهنه فأنه توغل في المعاصي0 وفي سن الثامنة والعشرين من عمره أصبح معلماُ في روما وانتقل إلي ميلان حيث تردد ليسمع مواعظ الأسقف امبروز0
ويوماُ ما كان وحده في حديقة المنزل يفكر في شره فسمع هاتفاُ وراءه يقول: " خذ واقرأ " ففتح الانجيل الذي أمامه فخرجت الآية " لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد بل البسوا الرب يسوع ولا تصنعوا تدبيراُ للجسد لأجل الشهوات" ( رو 13:13 – 14)0ومن تلك الساعة قرر أن يكون مسيحياُ وأخبر أمه بذلك فسرت جداُ وقالت له " الآن يمكنني أن أموت بسلام " وقد تم قول أسقفها " يستحيل علي ابن هذه الدموع أن يهلك "0
الرجل الوقور و الحداد الملحد
كان رجلا وقورا مهتماُ بخلاص النفوس ، وفي صباح يوماُ ما، ذهب ليقابل حداداُ ملحداُ كان قد جاهد مع الله في الصلاة لأجله، وبشعور عميق قال له " أنني متهم جداُ بخلاصك0 أنني متهم بخلاصك " ثم انفجر بالبكاء ولم يستطيع أن يقول شيئاُ أكثر من ذلك ثم رجع إلي بيته0 واذا بالعبارة ترن في أذني الحداد كالرعد " متهم جداُ بخلاصي "! فاذاُ يجب أن اهتم بخلاص نفسي ماذا أفعل ؟! فذهب إلي زوجته المسيحية وسأل عما يجب عليه عمله فنصحته بأن يذهب إلي بيت الرجل الوقور ففعل ذلك وبعد أن حياه قال " جئت لأخبرك بأنني مهتم بخلاص نفسي " ثم صليا وقد آمن الحداد وتاب عن شروره وأخذ يجاهد ليستحق الحياة الأبدية بدموع هذا الرجل الوقور التقي0
أبطال التدخين بسبب دموع الأم
سئل شاب كان يكثر من التدخين كيف استطاع أن يتغلب علي هذه الآفة فأجاب: الفضل في ذلك يرجع لدموع أمي فقد نصحتني كثيراُ أن أتغلب عليه، ويوماُ ما دخلت إلي غرفتي وأخذت تبكي بشدة، فسألتها عن سر بكائها فأجابت: أنه تدخينك يا أبني، فوعدتها بأني لن أدخن في ما بعد، ومن ذلك اليوم حفظت هذا العهد0
الرجوع إلي الله يحل لك مشاكلك
إن رجعت إلي الله، تنحل لك مشاكلك... بل تعيش بلا مشكلة لأن المشكلة الوحيدة الحقيقية في حياتك هي الإنفصال عن الله0 وكل المشاكل الباقية قد تكون نتيجة لها0 فإن رجعت إلي الله، تحيا في سلام.. في سلام مع الله، وسلآم مع نفسك وداخل قلبك وقد قال السيد الرب "بالرجوع والسكون تخلصون0 بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم" (إش 15:30) وبهذا يتجدد مثل النسر شبابك (مز 5:103) حقاً أن الله يريدنا أن نرجع اليه من أجل صالحنا0
لست ملكاً لنفسك
لكي ترجع إلي الله، أذكر أنك ملك له... أنت لست ملكاً لنفسك، حتي تتصرف فيها كما تشاْ( أنما أنت ملك له الذي خلقك، والذي فداك. وهوذا القديس بولس الرسول يقول لنا: "أنكم لستم لأنفسكم، لأنكم قد شريتم بثمن0 فجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي الله" (1 كو 6: 19 – 20)0إن الشيطان قد سلبك من الله0 ولكن الله – من حبه لك – يتمسك بملكيته لك، ويقول "إرجعوا إليَ".. إرجعوا إلي نقاوتكم، التي كانت لكم وأنتم ثابتون فيَ إرجعوا إلي راحتكم، فلا راحة لكم إلاَ فيَ0كل الذين بعدوا عن الله، أو أنفصلوا عنه، لم يجدوا راحة نفسهم، وعاشوا في تعب وإضطراب0 ولقد إختبر أوغسطينوس هذا الأمر فقال للرب "ستظل قلوبنا قلقة، إلي أن تجد راحتها فيك"0
والرب الذي يريد لنا الرجوع، يقول لنا، ونحن في تعب العالم وهمومه "تعالوا إليَ يا جميع الُمتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم" (مت 28:11)0
بكامل ارادتنا
عبارة "إرجعوا إِليَ" تحمل معني إن الله يريدنا أن نسير معه بكامل إرادتنا، من كل القلب، وبكل الحب، لذلك يقول "إرجعوا إليَ" وكأنه يقول: أنا لا أرغمكم علي محبتي، ولا أضطركم علي تكوين علاقة معي0 إنما الأمر متعلق بإرادتكم أنتم0 إن أردتم أن أرجع إليكم، فإني أرجع إليكم0 وإن لم تريوا، إسلكوا حسب حريتكم0
ولعل إنساناً يقول: أريد ولكني ضعيف000 يكفي أن تريد، والله سيكمل معك( وكما قال أحد القديسين: "أن الفضيلة تريدك أن تريدها لا غير"0
عبارة "إرجعوا إِليَ" دليلاً علي حنو الله... فمن نحن التراب والرماد، حتي يعونا الله للرجوع إليه؟! لكنها محبة الله، التي لا يعبر عنها، إنه يريد ن تظل عشرتنا به ثابتة، هذا الذي لذته في بني البشر، الذي يقول لنا "حيث أكون أنا، تكونون أنتم يضاً" (يو 3:14) لذي إسمه عمانوئيل، أي الله معنا (مت 23:1) وق جعل أورشليم السمائية هي "مسكن الله مع الناس" "الله وسط شعبه" (رؤ 3:21)0
الرجوع إلي الله هو الوضع الطبيعي
الله ينادينا في حب "إرجعوا إليَ، ف{جع إليكم" (ملا 7:3)0وتحمل هذه العبارة كثيراً من المعاني العاطفية : إنه يذكرنا بأن أصلنا عنده، والخطية دخيلة علينا... وكأنه يقول لنا: ليس إنفصالكم عني هو وضعكم الأصلي0 فوضعكم الأصلي هو الثبات في0 لأني أنا الكرمة، وأنتم الأغصان (يو 5:15) وطبيعة الغصن أن يكون ثاباً في الكرمة0 وأنا الرأس، وأنتم الجسد، أنتم الأعصاء، (أف 23:5) فثباتكم فيَ في أمر طبيعي. لذلك لست أناديكم أن أتوا إليَ، بل أن ترجعوا إليَ .
شر تأجيل الرجوع إلي الله
ذهب أحد خدام الرب لاحدي القري لعقد بعض الاجتماعات فدلوه علي رجل كان يعيش لله ولكنه تهاون ورجع من وراء الرب0 وقصوا للخادم قصصاً عجيبة عن أنقاذ الرب له من ميتات كثيرة تعرض لها وكانت الواحدة منها كافية للقضاء علي حياته، فقالوا: "أن اللصوص أختطفوه مرة وطلبوا من أهله مبلغاً جسيماً من المال لاطلاق سراحه ولكنه افلت منهم مرة علي غفلة منهم0وفي يوم آخر اطلق عليه اللصوص عياراً نارياً فمر قريباً منه فلم يصب بأذي، وفي يوم من الأيام، امسك جمل غدور عنقه بأسنانه وأخذ يطوح به إلي هنا وهناك ولكن الرب أنقذه بمعجزة وكانت أقل حركة من هذه الحركات كافية لكسر عنقه000
فقال له الخادم: "أن الرب لم يبقيك بعد هذه الأخطار المرعبة عبثاً000 بل ابقاك ليعطيك فرصة لتتذكر من أين سقطت وتتوب0 ولكن الرجل بقي لا يهتم بالأمور الروحية بالنسبة لاهماله بل ازداد شراً علي شر، وفات هذا الرجل قول الكتاب " أن لطف الله لكي انما يقتادك إلي التبة ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب"0
الفرح والحرص والتدقيق
الذي يرجع إلي الله، يكون فرحاً جداً برجوعه، حريصاً علي هذا الصلح الذي تم بينه وبين الله، لذلك يكون مدققاً جداً لئلا تصيبه نكسة فيسقط كما كان0
لقد جرب من قبل مشاكل التساهل مع الخطية0 وكيف أنه إذا تساهل مع الفكر، يتحول إلي شعور في القلب، ثم إلي شهوة تشتعل داخله، وتبدأ الخطية تسيطر عليه0 وعليه ويصبح من الصعب أن يفلت منها0
لذلك يدقق مع كل فكر ومع جميع الحواس
يدقق مع الخطايا التي تبدو صغيرة، مثلما مع الخطايا الواضحة الخطأ0 ويقول مع النشيد "خذوا لنا الثعالب، الثعالب الصغار المفسدة للكروم" (نش 15:2) ويقول للخطية وهي في أولها "طوبي لمن يمسك أطفالك، ويدفنهم عند الصخرة" (مز 9:137) وهكذا يكون أميناً في القليل0
الرجوع بقلب جديد
يقول الله000 أعطيكم قلباً جديداً، أجعل روحاً جديدة في داخلكم" (خر 26:36)0 والقديس بولس الرسول يقول: "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو 2:12) أي بفكر جديد، يزن الأمور بميزان غير ميزانه السابق0 فكر أصبحت للروحيات عنده قيمتها، وفقدت الخطية تأثيرا عليه0
الرجوع إلي الله ليس معناه برنامج روحياً فقط
البعض يظن أن الرجوع إلي اللهن معناه برنامج في الصلاة والصوم والتداريب الروحية، والقراْات الروحية والإجتماعات والمطانيات000
كل هذا حسن وجميل، ولكن هل فيه علاقة قلبية مع الله أم لا؟ هل فيه حب لله أم لا؟
بدون هذه العلاقة القلبية، وبدون هذا الحب، لا تكون قد رجعت إلي الله، مهما كانت لك صلاة وأصوام وقراءات ومطانيات000 إنما بالعلاقة مع الله وبالحب، تأخذ كل هذه الوسائط الروحية فاعليتها وقوتها000 فالقلب أولا، ومنه تصدر هذه المارسات0
لهذا يقول الرب في سفر يوئيل النبي (2: 12 : 13) "أرجعوا إليَ بكل قلوبكم" (يوئيل 12:2)0
الرجوع الدائم الثابت
الرجوع الذي لا نكسة فيه0 لأن هناك أناساً يظنون أنهم قد رجعوا إلي الله، بينما يحيون مترددين، يوماً معه وربما بحرارة شديدة، ويوماً في شهوات العالم ورغباته0 كما قيل في قصة الفلك عن الغراب الذي أطلقه نوح، إنه "خرج متردداً" (تك 7:8)0
لا يكون رجوعك إلي الله إذن، هو رجوع في مناسبات، أو في أصوام، أو في تأثيرات معينة، أو فترات تدريبات، رجوعاُ موسمياُ، تعود بعده إلي خطاياك السابقة، منفصلاً عن الله مرة أخري0
القديس موسي الأسود مثلاً، حينما رجع إلي الله، رجع بكل قلبه، ولم يعد إلي خطاياه الأولي مرة أخري، بل ظل ينمو وينمو حتي تحول إلي مرشد روحي وقدوة لكثيرين0
ومريم القبطية، وبيلاجية، وأوغسطينوس وغيرهم، كل أولئك رجعوا إلي الله، ولم ينفصلوا عنه مرة أخري، إنما تقدموا باستمرار في النمو الروحي، من حياة التوبة إلي حياة القداسة0
يتمسكون بالوسائط وينسون الله
إنسان كل همه أن يتلو مجموعة من المزامير، إن لم يتلها يكون حزيناً، وإن أكملها يصير سعيداً، حتي لو لم تكن له علاقة بالله أثناء تلاوتها!! كلا ليس الأمر هكذا000
إن المزامير لها قوتها الروحية الجبارة، ولها بركتها وأثيرها وفاعليتها بشرط أن تكون صادرة من القلب، بعلاقة مع الله0
أما بغير هذه العلاقة، وبغير مشاعر القلب، فقد تصلي، ومع صلاتك يسري الفتور والسرحان وطياشة الفكر، وقد تصلي بلا عاطفة، وبلا حرارة وبلا أيمان، ودون شعور بالوجود في حضرة الله000 لقد تحول الأمر إلي مجرد ممارسة، بدون علاقة قلبية في الداخل تعطي هذه الممارسة وزناً وقيمة0
أو كأنسان يصوم، والله ليس في صومه , كل همه يتركز في فترة الإنقطاع وتطويلها، وفي زهد الطعام ونسكه، ربما لا يأكل شيئاً حلواً، أو لا يأكل شيئاً مطبوخاً، أو يقتصر علي الماء والخبز والملح، فإن فعل ذلك، يكون راضياً عن نفسه0 شاعراً إنه ناجح في صومه0 أما إستخدامه الصوم كوسيلة توصله إلي الله فربما يكون أمراً لم يخطر علي باله!هناك من يصوم، فينال مراحم الرب وغفرانه، كما فعل هل نينوي0 وغيره يصوم فلا يقبل الله صومه، كما حدث لفريسي0
القلب إذن هو الحكم0 والرجوع إلي الله، نريده بالقلب0
الرجوع بقوة
رجوع يمنحك فيه الله قوة تلمسها في كل نواحي حياتك الروحية: قوة في الانتصار علي الخطية، وقوة في النمو الروحي، وفي الارتفاع ‘لي فوق، وكما قيل عن ذلك في سفر أشعياء النبي "يعطي المعيي قدرة... يجددون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون، يمشون ولا يعيون" (أش 29:40 – 31)
شمشون الجبار فقد قوته لما أخطأ، لأن نعمة الله فارقته لكنه لما رجع إلي الله، عادت إليه قوته
أطلب من الرب إذن أن يعيك قوة ترجع بها، وأن يعطيك قوة تلآزمك في رجوعك إليه، قوة من روحه القدوس... قوة حسها في كل عمل تمتد إليه يدك، كما قال في المزمور الأول عن الرجل البار "وكل ما يعمله ينجح فيه" (مز 3:1)0
كإنسان كان مريضاً جداً، ثم نقلوا إليه دماً، فتقوي
بنقل الدم عاد إليه نشاطه، وعادت إليه حيويته، ودخلت فيه قوة... هكذا أيضاً التائب الراجع إلي الله، حينما تدخله قوة من عمل روح الله فيه0
قالوا عن الدموع
ــ قد يغسل الله عيون أولاده بالدموع ليمكنهم أن يقرأوا صحف عنايته حسناُ ويتظروا نفع اوامره ونواهيه
ــالضحك الشديد قد يميت، ولكن الإجهاش بالبكاء تعقبه الراحة النفسية
اذا وجدت المحبة في القلوب فاضت الدموع من العيون، دموع التوبة في نظر الله بخور
ــ قال القديس مكاريوس الكبير: كما أن المطر إذا سقط علي الأرض تنبت وتنتج الثمار وفي ذلك راحة وفرح للناس: كذلك الدموع إذا ما وقعت علي القلب تحدث ثماراُ روحانية للنفس والجسد معاُ0
ــ أن عقود اللآلي ليس أثمن لدي الإنسان من قطرات دموع التوبة لدي الله الرحوم
ــ دموع توبتنا تعفينا من دموع الجحيم .
ــ أن بعض دموع الندامة علي الماضي هنا، تعفينا من الدموع الأبدية المرة في جهنم0
ــ ليست الدموع هي تلك التي تظهر لامعة بأجفاننا، بل هي تلك التي تختبيء بقلوبنا اذا ليست الدموع الظاهرة هي كل شيء .
ــ إن دموع التائبين هي خمر الملائكة فما أثمن دموع التأبين إذاُ أمام الله وملائكته .
ــ أجمل ابتسامة في الوجود هي تلك التي تشق طريقها وسط الدموع
ــ لما كنت في انكسار القلب كانت ينابيع الدموع تفيض بغزارة ولكن لما بارحنى انكسار القلب، صارت دموعي قليلة بل جافة .
ــ أن اليوم الذي لا أبكي فيه من أجل خطايا الآخرين أحسبه يوماُ نافلاُ .
الله يقدر الدموع المقدسة
ــ الله يكافيء دموع التائبين كما فعل بالزانية في بيت سمعان
ــ يكفكف دموع المشتاقين إليه بالتقابل معهم كما فعل مع المجدلية بعد القيامة
ــ الرب يستجيب دموع الثقة فيه كما فعل مع حزقيال لما أضاف الي عمره 15 سنة
ــ الرب يكفكف دموع الحزاني كما فعل مع الأرملة التي فقدت وحيدها
ــ الله يستجيب دموع المصلين لأجل توبة الغير كما فعل مع مونيكا
ــ الرب يلاشي الدموع . عند مجيئه سيمسح الرب الدموع نهائياُ لما يمتعنا بمجد" الخروف الذي في وسط العرش يقتادهم إلي ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم" حيث لا يوجد الم ولا موت في مابعد0
بعض واجبانا ازاء الدموع المقدسة
(1) أن نرثي لها ونقدرها
(2) أن نعزي أصحابها ما أمكن
(3) أن نطلب الدموع الصالحة لاسيما من أجل الغير كقول أرميا " ياليت رأسي ماء وعيني ينبوع فابكي نهاراُ وليلاُ قتلي بنت شعبي "
الرجوع لله والخضوع له
الخضوع لمن تخضع له كل الخلائق... يقال أن ملكاً من ملوك بلاد الانجليز ضل في احدي الغابات فقابله قروي وبدأ يتسامر معه بساطة الفلاين، غير عالم بمقامه الرفيع، ولكنه لم يلبث أن رأي حاشيه تقبل وهم يحنون الرؤوس ويظهرن علامات الخضوع، فأنزعج القروي وتقدم وهو أيضاً ليظهر ولاءه للمليك، وهكذا الطبيعة وكل شيء تخضع لمن به وله قد خلقت أفلا نخضع نحن له ونكرمه كملكنا العظيم0
أننا نخضع لله لحبه العجيب
أن رجلاً مجرماً جباراً كان قد حكم عليه بالنفي في جزيرة تابعة للأملاك الانجيزية، وقد ربط إلي صخرة كبيرة بسلسلة عظيمة، وكان كل حاكم جديد يعطي نصائح من سابقه عن وجوب معاملة هذا الاسير بكل خشونة ردعاً لشره وأذلاله لقسوته، ولكن حاكماً جديداً كان رجلاً مسيحياً أراد أن يعامله معاملة أخري بحسب مباديْ المسيح، فاقرب منه وحياه ولكن الرجل لم يثق بتحيته وظنها من قبيل نية الغدر وأن هذا الحاكم الجديد هو أشد الجميع مكراً وأن هذه التحية ليست سوي مقدمة "علقة" مرة لأذلاله بحسب التوصية المعهودة
ولكن الحاكم حادثه بكل لطف واقترب منه مطمئناً ياه وجلس بجواره وقدم له رسالة محبة المسيح فبكي الرجل كطفل! والذي لم يتأثر من القسوة ذاب قلبه أمام صليب الفادي، وصار رجلاً جديداً، ثم فكه الحاكم من السلسلة فصار يعاونه ثم حكم باطلآق سراحه أذ رأي رغبته في التبشير بمحبة المسيح لقد أخضعته المحبة
الله لا يخضعنا قسراً بل بارادتنا
قال أحد المؤمنين كنت أصلي وأقول لله "أخضعني لك، أخضعني لك، وإذ بالرب يرد علي في قلبي من كتاب فيقول: "إلا أريد من زمن بعيد أن أخضعك لي كلية؟ أسمع لقولي: "أخضعوا لله، قاوموا أبليس فيهرب منكم اقتربوا إلي الله فيقرب اليكم" هيا أخضع لي ولا تضيع الفرصة في الصلآة لأجل الخضوع، فلنخضع له الآن ولا نضيع الفرصة في التفكير في الخضوع
رؤية يد الله من وراء كل ما يحدث لنا
قال أيوب بعد أن سلبت أمواله "الرب أعطي والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً" ولم يذكر شيئاً عمن سلبوها لأنه من خلال هذه الحوادث رأي يد الله وأرادة الله .
الخضوع لله ومظاهره
استشارة أبينا في كل شيء... قيل عن شاب يكرم أباه التقي أنه كان يحمل له صورة في جيبه باسمرار فعندما تعرض عليه، بعض الأمور يخرج صورة ابيه ويستوحي منها حكمه ورأيه، فإذا ما رأي الأمر يتفق مع صفات أبيه وأخلاقه قبله0 أما أن تعارض الأمر مع ذلك رفضه كل الرفض
ايها المؤمن أخضع لإرادة أبيك الصالحة واسشره في كل شيء .
احتمال الألم خضوعاً لارادة سيدنا
اعتاد ملك أن يفخر بعبد من عبيده، حتي أثار كلامه فضول حاشيت، فطلبوا منه أن يتفضل فيريهم ذلك العبد، فدعا الملك عبده الممتاز عنده ودعا معه عبيده الآخرين، فلما جاْ العبد تأمله كل رجال الحاشية وإذ هو لا يمتاز في شكله عن بقية العبيد، وشعر الملك باندهاش من رجال حاشيه فقال لهم، أنكم لن تستطيعيوا أن تدركوا امتياز عبدي إلا إذا احضرتم لي كاساً من المر، وعندئذ طلب من عبيده الواقفين أن يرتشف كل واحد رشفة واحدة من الكأس، ففعلوا، ولكن التقزز ظهر علي وجوههم بشكل ظاهر0 وأمر الملك باعاة ملء الكاس ثم ناوله لعبده الممتاز، فأمسك العبد بالكأس وركز عينيه في الملك ورشف الكاس حتي الثمالة والابتسامة لا تفارق شفتيه، والتفت الملك إلي رجال حاشيته ثم قال: "هل رايتم سر فخري بعبدي؟ هؤلاء العبيد شربوا المر لكنهم شربوه بالرغم منهم، وعلآمات التقزز علي وجوههم، أما هذا العبد الصالح الأمين فقد شرب المر، والمر كله بسرور، ولم يتغير وجهه بل ازدادت ابتسامته0وهنا سأل أحدهم العبد عن سر احتماله فأجاب: "لو فكرت في المر لتألمت كما تألم باقي رفاقي، لكنني ركزت عيني في وجهه ملكي الكريم وفي اليد الكريمة التي قدمت لي هذه الكأس فاحتملت وابتسمت0
ونحن إذ ننظر إلي وجه مليكنا السماوي بل فادينا الحبيب وإلي يديه المثقوبين لتقلبنا من يده كأس التجارب مهما كانت مريرة بسرور وفرح0
دموع عجزنا عن تحقيق الخدمات المرجوة
أننا نبكي مراراُ لما نتطلع إلي تحقيق بعض الخدمات أو الآعمال التي نري عجزنا عن إتمامها، وهذا يشبه دموع يوحنا الذي قال " فصرت أنا أبكي كثيراُ لأنه لم يوجد أحد مستحقاُ أن يفتح السفر ويقرأه ولا أن ينظر إليه (رؤ 4:5)
دموع الشكر التي هي أثمن من اللآليء
كانت الأميرة أوجين السويدية مهتمة ببناء مستشفي ، وبعد أن بدأت فيه رأت أنه يحتاج إلي مال كثير فباعت جواهرها وأكلمته0 وقد زارته عند افتتاحه ووقفت بجانب سرير لمريض رفع عينيه وأبصر الأميرة الطيبة التي ضحت بكل شيء في سبيل المستشفي، فامتلأت عيناه بدموع الشكر0وعندئذ صاحت الأميره " ها أنا أري جواهري مرة أخري"0
الخضوع لله في الالام
مرض ولد بداء عضال وشعر أنه اصبح ثقلاً علي والديه وأصدقائه وجيرانه وحتي علي نفسه، ويوماً ما فتش عليه أبوه فلم يجده فخاف عليه خوفاً شديداً0 وبعد التفتيش وجده في طابق البيت الاعلي وسمعه يصلي قائلاً: "يارب اشفني لأجل خاطر المسيح0 ولكن اذا كانت ارادتك أن استمر في مرضي وكان هذا مجدك فانا راض ولتكن لا مشيئتي بل مشيئتك"
بركات الخضوع لارادة الله مصدر قوة
كان أحد الرهبان يصنع عجائب كثيرة، مع أنه لم يكن في حياة التقشف أفضل من غيره، مما جعل رئيس الرهبان يتعجب من ذلك، فسأله يوماً عن تلك العبادة الخصوصية التي كان يمارسها والتي لأجلها يمنحه الله تلك القوة التي يصنع بها المعجزات، فأجابه الراهب أنه وأن يكن اقل تقشفاً من اخوانه، ولكنه كان مجتهداً في قضية واحدة بكل قدرته، وهي بأن يجعل ارادته منطبقة في كل شيء مع المشيئة الالهية، فسأله الرئيس: "فإذا أما شعرت بغم ما، عندما شاهدت الضرر الذي سببه لنا أعداؤنا في أراضينا منذ أيام وجيزة؟" فأجابه الراهب: "كلا يا أبتي، بل أني بالاحري شكرت الرب علي ذلك، لأن كل ما يريده الله ويسمح به فانما يقصد به خيرا" فحني~ذ عرف الرئيس أن قداسة راهبه قد كانت سامية وهي اخضاع ارادته لارادة الله كليا.
الحرية والانتصار والسيادة بالخضوع للمسيح
وضع جورج مائيسون الواعظ الشهير والمرنم القدير ترنيمة يعتبرها البعض أجمل ترنيمة في اللغة الانجليزية مطلعها "يا ايها الحب الذي لا يتخلي عني" وقبل رحيله إلي عالم الخلود وضع ترنيمة قال مخاطباً المسيح "صيرني عبداً لك ياربي فاتحرر000 تسلم يا إلهي سيفي، وأجعلني أحد أسراك فاظفر أرني أرتمي عند قدميك0 وبذلك أصبح ملكاً وسيداً0
الخضوع لله ونتائج رفضه .
لم تصلي بالخضوع لمشيئة الله
كان لأم أرملة ابن وحيد عزيز وكان قلبها متعلقاً به فمرض في ذات يوم مرضاً شديداً ويئس الطبيب من شفائه0 فصلت بلجاجة حتي يشفي ولم تصلي بالخضوع لمشيئة الله0 بل قالت انها لا تريد أن تعيش اذا لم يبقي ولدها لها000 فشفي الولد كما طلبت ولكنه صار طماعاً ومتمرداً، وفي يوم من الايام غضب وضرب أمه وكسر قلبها وصار من رديء إلي أردا وأخيرا قتل أحد رفاقه في مخاصمة من مخاصمات السكر فأخذ إلي السجن وقضي عليه بالاعدام وأنتهت حياته بالمشنقة
رفض الخضوع المتأخر لله
حدث أنه كان كورسن يحاصر ساردس أنه طلب من الاهالي أن يسلموا فأبوا وأستمروا يحاربونه إلي أن سقطت مدينتهم في يد جنوده0 وعندئذ جاءه الاهالي راجين أن يقبل تسليمهم فأجابهم بهذا المثل "طلب صياد من السمك أن يرقص له في الماء بينما يوقع له لحناً علي مزماره ولكن السمك أبي أن يتحرك0 فأخذ الصياد شبكته وألقاها علي الاسماك فاصطادها0 فلما خرجت إلي البر وصارت في قبضة يده، اخذت جميعها ترقص0 فأجابها الصياد "كفوا عن الرقص الآن بعد أن رفضتم الرقص كما طلبت منك ذلك"
كثيرون سيطلبون التسليم بعد فوات الفرصة بلا فائدة "حينئذ يدعونني فلا استجيب، يبكرون إلي فلا يجدونني" (أم 28:1)0
الهلاك المريع لرافضي الخضوع لله
بينما كان الاسكندر الاكبر يحاصر مدينة، رفع لرالها العلم الابيض معنياً بذلك أنه يعاملهم معاملة طيبة لو خضعوا وسلموا000 وبعد مرور وقت رفع لهم علماً أحمر قاصداً بذلك أن يفهمهم أن النجاة ممكنة الآن للرال دون المدينة0
وأخيراً لما لما يرضخوا رفع لهم علماً أسود، ليفهمهم أنهم الآن وقد رفضوا التسليم له فإنه سيحاربهم إلي الموت... وهكذا يرفع الله للخطاة أولاً علم النعمة الأبيض0 وأذ يرفضون يرفع لهم علم الانذار الاحمر0 وبعد ذلك لا يبق أمامهم إلا علم الموت الابدي المريع، قال الرب "أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون"
الخشوع أمام الله واسبابه
في جزيرة سيلان معبد أثري لبوذا يحج إليه كثيرون من أطراف الارض وهنا يقضون الوقت الطويل صامتين خاشعين000 وهم يشيرون بأيديهم احتراماً وولاءً لتمثال بوذا، أمام تمثال ميت يخشعون000 فكم يجب أن نخشع أمام الإله الحي القادر علي كل شيء؟!
بعض أنواع الدموع المقدسة
توجد دموع مقدسة منها:
(1) دموع التوبة عن الخطيئة0
(2) دموع الاشتراك في آلام الآخريــن0
(3) دموع الشوق إلي الله0
(4) دموع التعزية والبركة0
(5) دموع التوسل لنجاح عمل الله0
(6) دموع التألم لأجل شرور الأشرار المضرة لهم وللغير0
(7) دموع الشكوي لله وحده : قال داود " صباحاُ وظهراُ ومساءُ أشكو وأنوح "
(8) دموع الخدمة المخلصة كقول بولس " كنت أنذر كل واحد منكم بدموع "
(9) دموع الرثاء للهالكين كقول ارميا " يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فابكي نهاراُ وليلاُ قتلي بنت شعبي " وكدموع الرب التي سكبها حزناُ علي أورشليم التي لم تعرف زمان افتقادها " فنظر إلي المدينة وبكي عليها "0
(10) دموع الألم عند الحيرة كدموع هاجر التي لم تجد ماء لتسقي ابنها0
(11) دموع التأديبات الإلهية كما قيل عن شعب الله " سقيتهم الدموع بالكيل "0
(12) دموع المقهورين والمظلومين هذه هي الدموع التي يحفظها الله في زقة0
الدموع بركة منذ البداءة
ينزل الطفل من بطن أمه صارخاُ، وهذا نافع لفتح رئتيه لأول مرة للهواء وإلا أختنق، ولهذا فعندما يولد طفل و لا يصرخ بسبب آلام الولادة أو غيرها فانهم يضربونه بخفة علي فخديه ليصرخ! فإن الصراخ يفتح الرئتين ويقويهما وينظم التنفس ويقوي الحبال الصوتية , الدموع والأنات هي لقلب المتألم صمام الأمان لمنعه من الانفجار
الخشوع أمام الله وكيفيته
بعض الامور التي تظهر بها خشوعنا امام الله
قد نظهر خشوعنا أمام الله بواسطة سكوننا أمامه بهدوء0
بالاحترام الكلي وقت العبادة مع الحشمة والورع كالملائكة الذين يغطون أرجلهم ووجوههم 0
سلوك أمامه سلوك المساكين بالروح وبروح الوداعة
وبالتأمل العميق في صفاته وحسناته لنا
بالتواضع والانسحاق الدائم أمامه
الخشوع أمام الوالدين وكبار الناس جزء من الخشوع له
الخضوع الكلي له وقت التجارب .
الخشوع وبركات مراعاته
بعض بركات من يخشعون أمام الله
أنهم بهذا يرفعهم الرب (يع 10:4)
أنهم يزدادون نعمة وسلاماً
أن الرب يعلن لهم أسراره (مز 9:25)
بل يعلن الرب ذاته لهم (1 صم 3: 1 – 9)
بل يأتي ويتلك قلوبهم الخاشعة ويسكن فيها (أش 15:57)
يجعل تأثيرهم عجيباً وخدمتهم مثمرة
أنه يمجدهم عند مجيئه .
بعض معطلات الخشوع أمام الله
الزعم بأن محبته تنافي التأمل في عدله وجلاله
عدم اتخاذ وضع مناسب للصلآة
الاستخفاف بالعبادة في الميعاد، أو في استعمال شيء من الخفة أو عدم اللياقة
انصراف البعض لنوع مغلوط من الخشوع هو الجمود بعينه .
شر الخصام مع الله
يسأل الكتاب: "هل يخاصم الإنسان خالقه؟ هذا أمر عجيب، كبرغوت يتصدي لاسد، أو ابريق خزف يتصدي للفخاري الذي صنعه0 أن الكلب لا يحارب من يعطيه لقمة أو لقمتين، أما الإنسان الذي يأكل ويشرب ويلبس ويسكن من بين يدي الله، فيثور ضد خالقه ويحاربه بالعصيان فحقاً "ويل لمن يخاصم جابله" .
بعض أسباب الخصام مع الله
يذكر أشعياء بعض أسباب الخصومة مع الله وهي:-
(1) السحر (ع 3: 3 – 12) (2) الظلم (ع 5) (3) خطايا اللسان (ع 8) (4) والافعال (ع8) (5) والنجاسة (ع9) (6) الضلال لاسيما ضلال المرشدين
(ع 12) (7) سلب الفقير الاستهتار به (ع 14 (8) المحاباة (ع 15) (9) اندفاع النساء نحو التبرج (ع 16 – 26) .
بعض نتائج عدم الخشوع أمام الله
أن من لا يخشعون أمام الله يعاقبون
ــ بالجفاف الروحي وعدم التعزية لاطفائهم الروح
ــ القدوة السيئة أمام أهل الخفة بما يزيد في اسهتارهم بالله وبعابدته
ــ قد يغار الرب علي مجده فيضربنا كما اقتحم عزة لما أمسك بالثيران التي كانت تجر التابوت( أو كما حرقت النار من قدموا ناراً غريبة، أو كعز الذي ضرب بالبرص باقتحامه أمور العبادة لاستخفافه بها0
تحويل الدموع إلي بركات
أن صاحب المزمور 84 عرف كيف يتصرف مع الدموع، فهو لم يتحملها فقط، بل حولها إلي بركة بقوله: " عابرين في وادي الدموع يصيرونه ينبوعاُ . ينبوعاُ من البركة والتعزية والسرور" ( مز 8:84 )0
بعض نتائج الخصام مع الله
(1) الجوع (أش 3: 1 – 3) (2) جعل الصغار رؤساء علي الشعب (ع 4) والنساء (ع 13) تمرد الصغار علي الكبار والادنياء علي الشرفاء (ع5) الفقر المدقع واليأس الشديد (ع 6 و 7) الفضائح (ع 9) مجي الصعاب والويلآت وحصد نتائج شرهم (ع 9 – 11) ابتلاع مرشديهم لهم (ع 12) معاقبة النساء المستهترات بالفضيحة (17) وينزع الزينات عنهن (ع 18) وبالذ (ع 24) وبضياع الكرامة (4:1) وبالسقوط في الحرب (ع25) وبالالم والانين (ع 26) وبالفراغ والتفاهة ع 26 ومعاقبة الشر بتأديبات نارية 4:4 وبالاختصار "مخاصمو الرب ينكسرون" (1 صم 10:3)0
أن سمعتم صوته فلا تقسو قلوبكم
أن سمعت صوت الله في داخلك يدعوك إليه، فلا تتجاهله، ولا تؤجل، لئلا تصاب بقساوة القلب، وتفقد التأثير الروحي، ليتك تصغي لقول القديس بولس الرسول " أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم " ( عب3 ) , بل يجب أن تكون سريع الاستجابة لصوت الله في قلبك .
ليكن تفكيرك بعيد المدي
ليكن تفكيرك بعيد المدي، ولا يقتصر علي الأيام القليلة التي تعيشها علي الأرض، بما فيها من أرتباطات بالمادة والجسد0
إن أصطلحت مع الله، إحرص أن تستمر في صلحك لذلك فكر كثيراً في الأبدية وفي ملكوت الله... وأن تعبت من أجل الله، وفي الصلح معه حملت صليباً، قل لنفسك إن "آلام الزمان الحاضر، لا تٌقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا" (رو 18:8) ولذلك فإن الذين يعيشون في علآقة طيبة مع الله يعيشون "غير ناظيرين إلي الأشياء التي تُري، بل إلي التي لا تُري( لأن التي تُري وقتية، وأما التي لا تُري فأبدية" (2 كو 18:4) .
حرارة الصلح مع الله تتحول إلى حب
إن الفضيلة ليست هى الهدف. فالهدف هو الله ذاته.الفضيلة هى مجرد وسيلة، تعبر بها عن التصاقك بالله .. أما هدفك فهو هذا الإلتصاق بالله ، فى حب مستمر.. وإن سرت فى حياة الفضيلة والبر، فلا يكن ذلك لكى تكبر ذاتك فى عينيك، أو فى أعين الناس.. وإنما لكى بهذا البر ترتبط بالله أكثر، ويصبح قلبك أهلاً لسكناه. لذلك كن مدققاً جداً وحريصاً.ولا تخرج من دائرة الله، إلى دائرة الذات، أو إلى دائرة الفضائل.كن مركزاً إهتمامك وسعيك كله فى الله ومحبته. فيظل قلبك حاراً على الدوام، وتستمر علاقتك بالله قوية..
كثيرين يعيبهم أنهم يمارسون الفضائل، دون أن يشعروا بوجود الله فى حياتهم وفى عواطفهم. أما أنت فقل له: أريد يارب أن أشعر بك، وتعلن لى ذاتك. أريد أن أختلى بك، وأكلمك وأفتح لك قلبى. أريد أن أحبك أكثر من كل أحد، وأكثر من كل شئ. وأكون مستعداً أن أخسر كل شئ وأنا أحسبه نفاية، لكى أربحك أنت وأوجد فيك ( فى8:3 ).هذه هى حرارة الصلج التى تتحول إلى حب .
أهم مُعطلات الرجوع الي الرب
اولا : التأجيل و الأهمال :
إن عملت النعمة في قلبك وشعرت باشتياق إلي التوبة فلا تؤجل، لأنه ربما يزول الدافع، وتعطي للشيطان فُرصة لمحاربتك، وجعل الطريق يبدو صعباُ أمامك0
+ عنصر السرعة مهم في التوبة، فقد يموت الإنسان فجأة0 ويقول أيوب الصدّيق "أيامي أسرع من عداء (متسابق) تفر ولا تري خيراُ" (أي 25:9) . ولأن مجيء الرب الثاني للدينونة سريع أيضاُ (رؤ 20:22) كما أن التأجيل يعني الأستهتار بعدم سماع صوت الله وبعمل النعمة0 وأنك ترفض المصالحة مع الله (مخاصمته) وأنك تُفضل الإستمرار في مقاومته، والإضرار بنفسك روحياُ ونفسياُ وجسدياُ (ضياع المستقبل الأبدي والأرضي)0
افرض انك .. النار .. السفينه .. العطش
ــ افرض انك في منزل اشتعلت فيه النار حتي قطعت عليك سبل النزول , و اذ برجال المطافيء يمدون اليك سلما هي الطريق الوحيد لأنقاذك من موت محقق رهيب فكيف تنجو ان اهملتها ؟
ــ افرض انك سقطت من علي ظهر سفينه هبت عليها عاصفه عاتيه و اذ بصديق يسرع فيرمي اليك حبل النجاه حتي يكون في متناول يدك و انت تعلم انه السبيل الوحيد لأنتشالك من الغرق . فكيف تنجو ان اهملته
ــ افرض انك استيقظت في منتصف الليل عطشانا و لكن بدلا من ان تتناول كوب الماء بجوارك تناولت قدحا آخر مملوء ماده سامه فجاء أحد اصدقائك مقدما لك دواء هو الواسطه الوحيده لحياتك و انت تعلم ان كل دقيقه تمر هي خطر محقق عليك . فكيف تنجو ان اهملته ؟ ! هذه هي التوبه .
السفينه و الزوار .. لا للتأجيل
الذين يؤخرون توبتهم يشبهون المسافرين في البحر بغير زاد و لا يفطنون لذلك الا بعد ابتعادهم عن البر حيث لا يعد بأمكانهم الرجوع الي الميناء فيموتون جوعا . كذلك حال الخاطيء المسافر في بحر ذنوبه الذي لا يفتكر بزاد الآخره الا في ساعه الموت و حينئذ يريد ان يتوب نادما و قد يسعفه الوقت او لا يسعفه .
لقد اعطي لأهل نينوي مهله اربعين يوما و مع ذلك لم يؤخروا توبتهم ساعه . و انت لم يعط لك ساعه مؤكده و تؤخر توبتك اربعين سنه . فأهل نينوي يقومون يوم الدين و يدينونك .
ان من يريد الدخول في النهار الي مدينه محاصره و بيده تذكره المرور يفتح له و اذا تأخر الي زمن الليل فيمنع من الدخول حتي لو كرر قرع الباب , و هكذا من قرع باب مدينه اورشليم السماويه في مساء عمره ( بعد رحيله ) فلا يفتح له . لقد انقضي زمن التوبه .
لقد قرعن العذاري الجاهلات في نصف الليل و كررن التوسل بقولهن " ربنا ربنا افتح لنا " فلم ينلن ذلك . بل استمر باب المراحم الألهيه مغلقا دونهن , و مكثن خارجا .
فلنرجع الي الله مادام لنا زمان للرجوع و لا نؤخر التوبه الي مساء حياتنا لئلا يدركنا ظلام الموت . لا نقدم للدنيا ثمين حياتنا و نبقي لله خسيسها فيرذله الرب كما رزل تقدمه قايين .
ثانياً: اليأس :
الله يستطيع أن يغيّر النفس مهما فعلت من شرور، ويقبل كل من يُقيل إليه (يو 37:6) وهو الذي قبل السامرية وزكا وبطرس والمرأة الخاطئة، وكذلك رحم أغسطينوس وموسي الأسود وبلاجي000الخ وكانوا من أكثر الناس شراُ0يجب أن تؤمن وتثق أن الله يحبك ويريد خلاصك ويهبك الرحمة دائماُ0
يقول القديس يوحنا الدرجي: من يسلم نفسه لليأس يقتل نفسه بنفسه .
حوار مع حانوتي
( دع الموتي يدفنون موتاهم )
خلال تشييع احدي الجثث في يوم ممطر في خارج البلاد اضطر احد الخدام ان يركب سياره دفن الموتي مع الحانوتي و داربينهما هذا الحوار :
الخادم : ما رأيك في قول الكتاب " دع الموتي يدفنون موتاهم " ؟
الحانوتي : لا توجد ايه بالكتاب المقدس تقول هذا الكلام .
الخادم : لا , بل توجد و موضعها في بشاره القديس متي 8 : 22
الحانوتي: ربما لا يكون كما تقصد اذ ان الشخص الميت لا يمكنه ان يدفن ميتا .
الخادم : المعني صحيح و السيد المسيح صادقا .
الحانوتي بأنفعال : هل أخبرك أحد بشيء رديء عني ؟
الخادم : لا بالطبع , و لكن لماذا تسألني هذا السؤال ؟
الحانوتي : لقد دفنت خلال الأسبوع الماضي أشخاصا كثيرين , حتي تأثرت جدا , و اخذت أفكر في مصيري الأبدي و ظللت حتي ساعه متأخره من ليله أمس أبحث عن الطريق الي الله .
الخادم : و هل وجدت هذا السبيل ؟
الحانوتي : لا , لأنني كنت أقرأ بأضطراب و لا استطيع أن اركز في شيء . ثم جئت أنت اليوم تخبرني بالأيه التي تقول" دع الموتي يدفنون موتاهم " فما معني هذه الآيه ؟
الخادم : أنت حانوتي ميت , تجلس في مقدمه السياره و تسير بها الي المقبره لتدفن جثه السيده الميته بالنسبه لنا , و انت ميت بالنسبه لله , اذ كما انها لا تتجاوب معنا في شيء فأنت ايضا لا تتجاوب مع الله .
الحانوتي : انت علي حق , فأنا لا اعرف الله . و بالتالي لا اتجاوب معه علي الأطلاق . و السيد المسيح وصفني بهذه الآيه وصفا دقيقا , و جعلني أشعر بتعاستي و حاجتي الماسه الي تغيير في حياتي , ينقلني من الموت الي الحياه حتي استطيع أن اعرفه و اتجاوب معه .
الخادم : ليتك تقرأ قول الرب في ( يوحنا 10 : 1 ) " و اما أنا فقد أتيت ليكون لهم حياه , و ليكون لهم أفضل " , و لتعلم أنه جاء لكي يعطي الحياه للموتي بالذوب و الخطايا . و هذه الحياه هي شخصه , اذ انه هو الأله الحق و الحياه الأبديه ( 1 يو 5 : 20 ) و هو يقول " من يقبل الي لا أخرجه خارجا " فهل أنت مستعد أن تتوب عن خطاياك و تعترف بها و تسلم حياتك للسيد المسيح .
الحانوتي : أشكر الله الذي اعطاني هذه الفرصه لكي أتوب اليه و أرجع عن خطاياي .
و قد عاد الحانوتي الميت الي الحياه بعد توبته و تقربه الي الأسرار الألهيه .
ثالثاُ: الخجل
+ يحجم البعض عن الاعتراف خجلاُ من أباء الأعتراف (1) ، وينسي هؤلاء أن الله وملآئكته وقديسيه يرونهم في شرهم وسوء أفعالهم0
+ المفروض أن يخجل الشخص من الخطية، وليس من أب الإعتراف0 فلماذا لا يخجل المريض من كشف أعضائه المستورة للطبيب، ليعرف أعراض مرضه، ويصف له الدواء0
+ أن المرأة الخاطئة لم تخجل من يسوع ولا من الموجودين، في بيت سمعان الفريسي0فلماذا تخضع لحيل ابليس . تذكر قول الحكيم بن سيراخ: "لا تستح أن تعترف بخطاياك" (24:4)
+ يجب أن يستحي المعترف من الله وهو يقر بخطاياه، دون أن يخجل من أب إعترافه، كأب وطبيب ومُعلم ومرشد صالح0
+ يجب أن يشعرك الخجل ببشاعة الخطية وعارها، ويشجعنك علي عدم العودة إليها0
+ إن كنت تخجل من كشف خطيتك لأب إعترافك ، فماذا يكون حالك عندما تُعلن أمام الملايين، يوم الدينونة؟!
+ الشيطان يستفيد من الخجل، فيجعل الخاطيء يحجم عن أخذ الغفران والنعمة، ويحرم المسيحي من البركات التي تنتج عن التحرُّر من الخطية والاقرار بها ونوال الحل من الله بصلوات الكاهن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر كتابنا التوبه و الأعتراف
النتائج الغير المنظورة للرجوع الي الله!
عندما يتقدم المسيحي النادم علي ما فرط منه والتائب عما أرتكبه من الخطايا إلي طبيبه الروحي وهو منسحق قلبياُ وعازم عزماُ ثابتاُ علي اصلاح سيرته وتطهير سريرته في المستقبل ومملؤ ايماناُ حقيقياُ حياُ بربنا ومخلصنا يسوع المسيح ورجاء به ومحبة له تليق بمركزه البنوي ويعترف بجميع خطاياه يمنحه الاب الروحي ترك الخطايا باسم الرب اتباعاُ للأمر الالهي القائل "ما تحلونه علي الأرض يكون محلولاُ في السماء" (مت 18:18) ومن غفرتم له خطاياه تغفر له" (يو 23:20) وعندئذ يحصل المؤمن علي النعمة السرية ويفوز بالفوائد الاتي ذكرها0
أولاُ: غفران الخطية
حسب قول داود النبي " اعترف لك بخطيتي ولا اكتم أثمي . قلت أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت أثام خطيتي " ( مز 5:32) وقول أشعياء النبي " ليترك الشرير طريقه ورجل الأثم افكاره وليتب إلي الرب فيرحمه وإلي الهنا لأنه يكثر الغفران" (إش 7:55)0 ويقول القديس يوحنا الرسول: "أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل أثم" (1 يو 9:1)0
حوار في الطريق
بينما كنت اتجول في أحدي بلاد الغرب استوقفتني أحدي الشابات و دار بيننا هذا الحوار
* ما هذا الذي ترتديه ؟ و لماذا ؟
++ أنها ملابس الكهنوت , فأنا كاهن قبطي ارثوذكسي .
* أسمح لي أن أسألك , هل حقا يمكننا أن ندخل السماء في المستقبل ؟
++ بل اسمحي لي أن اسألك , هل انت فتاه طيبه ؟ و الي أي مدي تكون طيبتك ؟ .
* يجب أن تدرك أنني فتاه خاليه من أي انحراف في سلوكي , انا اعلم أن غالبيه الفتيات هنا غير متعبدات , و لكنني أشعر أنني فتاه طيبه .
÷÷ كم عمرك ؟
* ( بحده ) و ما أهميه ذلك في رأيك ؟
++ ( دون الآلتفات الي اجابتها ) أنا أري انك في الثامنه و العشرين تقريبا من عمرك
* و ليكن !
++ اذا فأنت غير مسؤوله عن الثمانيه سنوات الأولي من حياتك , و لكنك مسؤوله عن ما صدر منك من اخطاء في العشرين سنه الأخيره . ( ثم أخرجت و رقه و قلم و بدأت أحسب معها و أنا اقول ) عشرون سنه و كل سنه 365 يوم فيكون الناتج 365 × 20 = 7300 يوم . ما رأيك هل أرتكبت خطيه واحده في كل يوم من هذه الأيام ؟
* أنني اوافقك علي ذلك و ربما أكثر
++ معني هذا انك ارتكبت علي الأقل 7300 خطيه , فهل بعد ذلك تستطيعين ان تقولي أنك انسانه طيبه .
* ( احمر و جهها و اضطرب قلبها و صمتت في تأمل عميق )
++ هل تعتقدين أنك ربما فعلت اكثر من خطيه في اليوم الواحد ؟
* أنني واثقه أنني كنت أفعل يوميا عشرات الخطايا بمعرفه و أخري بغير معرفه , و لكنني لم أكن أدرك أنني سيئه الي هذا الحد . ما هو الحل ؟
++ دم يسوع المسيح هو الذي يطهرك
* كيف أحصل عليه ؟
++ بالتوبه و تسليم الحياه للمسيح و الأيمان به و الحياه وفق مشيئته " أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتي يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل أثم " ( 1 يو 1 : 7 ــ 9 ) .
* ها انا اسلمك ذاتي لترشدني لكي اربح المسيح
++ أننا نرحب بك في قطيع المسيسح , و سنبدأ معا بدراسه كلمه الله , ثم نتحقق من ايمانك ثم تنالين الميلاد الجديد من الماء و الروح بالمعموديه المقدسه " من آمن و اعتمد خلص " . ثم يحق لك بعد ذلك التناول من الأسرار الألهيه " من يأكل جسدي و يشرب دمي يثبت في و انا فيه . و أنا اقيمه في اليوم الأخير "
ثانياً: محو الخطية
محو الخطيه ومسحها تماماُ من سجل حياة المؤمن حتي لا يذكرها الله له حسب قول اشعياء النبي " قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك " ( إش 22:44 ) " أنا هو الماحي ذبوبك لأجل نفسي وخطاياك لا اذكرها " ( أش 25:43 ) وحسب قول أرميا النبي " لأني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد " ( أر 34:31 وحسب قول حزقيال النبي " كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه " ( حز 22:18 ) " أستر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي " ( مز 9:51 ) " لاني سأكون صفوحاُ عن آثامهم ولا اذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد" ( عب 12:8 )0
حوار في الهواء
خلال أحدي السفريات , كانت المضيفه علي درجه عاليه من الخلق الكريم و الثقافه الفائقه . و كانت تتعامل مع الجميع معامله طيبه و تظهر قمه اللطف و العطف نحو الأطفال الصغار , و بينما الطائره فوق السحاب كنت اقرأ في الكتاب المقدس مما شد انتباه هذه المضيفه و دار بيننا هذا الحوار :
ـ ما هذا الكتاب الذي تقرأه ؟
= أنه الكتاب المقدس . كلمه الله التي أوحي بها لنا . هل لديك نسخه منه ؟
ــ لا لأنني نشأت في بيئه لا تعرفه . عموما عن أي شيء يتحدث الكتاب المقدس ؟
= يتحدث عنك و عن السيد المسيح .
ــ عني أنا ؟ و ماذا يقول عني ؟
= فلنقرأ منه ما جاء في رساله ( روميه 3 : 1 أأ 18 ) و هي .. " ... ليس بارا و لا واحد . ليس من يفهم . ليس من يطلب الله . الجميع زاغوا و فسدوامعا . ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد . حنجرتهم قبر مفتوح . بالسنتهم قد مكروا . سم الأصلال تحت شفاههم . و فمهم مملوء لعنه و مراره . ارجلهم سريعه الي سفك الدم . في طريقهم اغتصاب و سحق . و طريق السلام لم يعرفوه . ليس خوف الله قدام عيونهم " . هذا هو تقرير الله عنك .
ــ كيف عرف كاتب هذه الكلمات كل شيء عن حياتي ؟ كيف وصفني بمنتهي الدقه ؟ لقد تحدث عني كأنه يعيش معي لحظه بلحظه .
= فلتسمحي لي أن اخبرك أنني لم اتوقع منك أن تقبلي هذا الوصف المخزي بمنتهي السهوله . خاصه انه من الواضح انك علي قدر من الخلق و الثقافه , و لكن هذا هو عمل الله . أنه يريد ان الجميع يخلصون و الي معرفه الحق يقبلون .
ــ و كيف أستطيع ان اقبل الحق ؟
= بأن تؤمني بالسيد المسيح كمخلص للبشر " هكذا احب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به , بل تكون له الحياه الأبديه " ( يو 3 : 16 )
ــ هل هذا فقط ؟
= لا . يجب ان تسلمي حياتك للمسيح . يجب ان تتوبي عن خطاياك . و تسلكي في وسائط النعمه و الأسرار التي بدايتها المعموديه .
ــ أشعر أنني اؤمن بما تقوله . و أود أن اعترف بكل ما فعلت . و ان اقرأ كثيرا كثيرا لأعوض ما فات من عمري .
لقد كان حوارا في الهواء . استكمل علي الأرض حيث تم عمادها بعد اختبار ايمانها و اعترافها و توبتها و دراستها .
ثالثا: التطهير من نجاسة الخطية والتبرير منها :
حسب قول داود النبي " طهرني بالزوفا فاطهر اغسلني فأبيض أكثر من الثلج " ( مز 7:51 ) " أقول لكم أن هذا نزل إلي بيته مبرراُ دون ذاك " ( لو 14:18 ) .. " فاذا تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح " ( رو 1:5 ) " وأطهرهم من كل أثمهم الذي اخطأوا به والتي عصوا بها علي " ( ار 8:33 ) " وأرش عليكم ماء طاهراُ فتطهرون من كل نجاستكم ومن كل اصنامكم اطهركم " ( حز 25:36) " فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي" ( عب 14:9 ) " متبررين مجاناُ بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح " ( رو 24:3 ) " لكنه جعل التائبين مرجعاُ وعزي ضعفاء الصبر ورسم لهم نصيب الحق فتب إلي الرب واقلع عن الخطايا " ( سيراخ 20:17)0
رابعاُ: خلاص النفس في يوم الرب
خلاص النفس والتمتع برجاء الحياة الابدية في المسيح يسوع " اليوم حصل خلاص لهذا البيت " ( لو 9:19 ) "
لأنكم بالنعمة مخلصون بالايمان وذلك ليس منكم هو عطية الله " ( اف 8:2 ) " الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضي اعمالنا بل بمقتضي القصد والنعمة التي اعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الازمنة الازلية " ( 2 تي 9:1)0
خامساُ: النجاة من دينونة المصريين علي معاصيهم
حسب قول يوحنا المعمدان للفريسيين والصدوقيين "يا اولاد الافاعي من اراكم أن تهربوا من الغضب الآتي" ( مت 7:3 ) وقول السيد المسيح "أن لم تتوبوا فكذلك جميكم تهلكون" ( لو 3:13 ) "وتنبأ عن هؤلاء ايضاُ اخنوخ السابع من آدم قائلاُ قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة علي الجميع ويعاقب جميع فجارهم علي جميع اعمال فجورهم التي فجروا بها وعلي جيمع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار" (يه 14 – 15) "اذاُ لا شي0 من الدينونة الآن علي الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رو 1:8)0
سادساُ: المصالحة مع الله بربنا يسوع المسيح
" فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح " ( رو 1:5 ) "ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة أي أن الله كان في المسيح مصالحاُ العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاُ فينا كلمة المصالحة اذا نسعي كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" ( 2 كو 5: 18 – 20 ) " ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاُ العداوة به فجاء وبشركم بسلام انتم البعيدين والقريبين لأنه به لنا كلينا قدوماُ في روح واحد إلي الاب" (اف 2: 16 – 18) " وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاُ الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما علي الأرض أم مافي السموات وأنتم الذين كنتم قبلاُ اجنبين واعداء في الفكر في الأعمال الشريرة قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوي امامه ان ثبتم علي الايمان متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الانجيل الذي سمعتموه" (كو 1: 20 ــ 23)0 "أما كل الذين قبلوه اعطاهم سلطان أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه " (يو 1:12) " اذ لست بعد عبداُ بل ابناُ " ( غل 4:7 ) " أنظروا اية محبة اعطانا الله الآب حتي ندعي أولاد الله " في سفر الحيوة " ( في 3:4 ) " بل قد أتيتم إلي جبل صهيون وإلي مدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلي ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة ابكار مكتوبين في السموات " ( عب 12: - 23 ) " رايت الاموات صغاراُ وكباراُ واقفين أمام الله وانفتحت اسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحيوة ودين الأموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب أعمالهم وكل من لم يوجد مكتوباُ في سفر الحياة طرح في بحيرة النار" ( رؤ 12:20 – 15 )0 مبارك ومطوب من غفرت آثامه ولم يحسب له الرب خطية وكان هذا ختام حياته السعيد والخلود مع الله في كل حين0
الرجوع إلي الله بعد ارجاع الحقوق لأصحابها
أنهت الأم شغلها، وجلست في مطبخها أمام النار تستعرض صور الماضي وتذكر ابنها الذي سرق الدراهم من مستخدمه وهرب منذ أثنتي عشرة سنة0 ومن يقدر أن يصف آلامها النفسية كل تلك المدة التي لم يصلها فيها كلمة من ابنها الحبيب ولم تعرف عنه شيئاُ0 وكم سكبت الدموع الغزيرة أمام الله، كلما قرأت في كتابها عن الابن الضال "فرجع ‘لي نفسه وقال، أقوم وأذهب إلي أبي" متمنية لو يرجع إبنها إلي أمه، وفي تلك الليلة، قرع الباب شاب، ولما فتحته دخل أبنها وسقط عند قدمي أمه صارخاُ "هل تقبليني يا أمي؟! أنني لم أرد أن أكتب ولم أتجاسر أن أرجع حتي أرد شرفي، وها قد عدت بالدراهم المسروقة، تركت البيت وقلبي خال من يسوع والآن أعود وقلبي مملوء منه"
وكم امتلأ قلب الأم وقلب الأب بالفرح تلك الليلة!!
الرجوع إلي الله ومشجعاته
قال القديس مكاريوس: "لا يقل أحد بأن الرجوع إلي الله مستحيل علينا كبشر لضعفنا، فأننا نجتهد في ذلك ومع شدة ضعفنا فهو يعيننا لكي نأتي إليه، مثل طفل يحبو نحو أمه مشتاقاُ أن يأتي إليها لتحمله0 ومع أنه لا يستطيع أن يرفع نفسه إليها0 فهي إذ تراه وعيناه متطلعتين نحوها وهو باذل جهده في المجيء إليها، فأنها تحنو عليه ثم تأني وتحمله000 وهكذا من يطلبون المجيء إلي الرب بالاشتياق وبذل الجهد0 فأنه يسرع لنجدتهم ويحملهم من أوحال الخطية ويمتعهم بشخصه المبارك"
الرب يدعو الضالين إلي الرجوع
سقطت فتاة في الشر وتركت أمها البائسة وسافرت إلي مكان بعيد، فتعبت أمها في التفتيش عليها، وأخيراُ اقترح عليها أحدهم أن ترسل بألف صورة من صورها لتوضع في بعض المجلات والأماكن البارزة ومحطات السكة الحديدية وتكتب عليها "أرجعي للبيت حالاُ0 أمك في أنتظارك" ففعلت0 وفي يوم ما رأت الفتاة صورة أمها المرحبة بها في أحد الأماكن فرجعت إلي البيت نادمة، أيها البعيدون0 الرب يدعوكم للرجوع0
الباب المفتوح برجوع الضالين
ضلت فتاة تاركة بيت أمها، وبعد مدة حثها قلبها علي الرجوع فرجعت وكان الةقت ليلاً، وقد فكرت طويلاُ كيف يمكنها أن تدخل البيت في مثل ذلك الوقت000 ولكنها لما أقتربت من البيت وجدت البابا مفتوحاً، فدخلت وأرتمت في حضن أمها، أما أمها فكان سرورها برجوع ابنتها الضالة عظيماُ جداُ، فسألت الفتاة أمها "كيف حدث أن أترك البيت مفتوحاً في تلك الليلة؟ فأجابتها "أن الباب لم يغلق قط منذ أن تركت البيت، بل ظل مفتوحاً حتي لا ترجعين خائبة عند الرجوع0
وهكذا محبة الله تترك باب الرحمة مفتوحاُ أمام كل ضال يفكر في الرجوع إلي بيت الآب السعيد0
الفوائد والبركات الخاصة بالتوبة
قال رب المجد : "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو 1:14 – 5)0 ولهذا تحدث الآباء عن التوبة وفوائدها كما يلي:-
+ "لا يمكن للأنفس أن تحيا إن لم تتقدّم روحياُ بالتوبة والإعتراف" (القديس مكاريوس الكبير)0
+ لا نٌدان علي كثرة شرورنا، بل لإننا لا نريد أن نتوب" (مرقس الناسك)0
+ "مادامت لك فرصة للتوبة ( قبل الموت ) فارجع وتقدَّم للمسيح بتوبة خالصة، سارع قبل أن يٌغلق الباب، فتبكي بكاءً مُراً، لأن المسيح إلهنا يريد خلاص كل الناس، وهو ينتظرك وسوف يقبلك" (موسي الأسود)0
+ "لا يدخل مدينة الروحانيين (أورشليم السماوية) من كانت له صلة بشهوة العالم" (الشيخ الروحاني)
+ "ليست خطية بلا مغفرة إلا التي بلا توبة" (مار إسحق)0
+ "جيد ألا تُخطيء000 وأن أخطأت فجيد ألا تؤخر التوبة000 وإن تُبت فجيد أن لا تُعاود الخطية بمعونة الله000 وأن تشكره علي معونته ومراحمه" (باسيليوس الكبير)0
لا أطلب ترميم قلبى. بل قلب جديد
أنا يارب لا أستطيع أن أصلح قلبى أولاً، لكى أصطلح معك. وإنما أنت الذى تصلح هذا القلب، وتضع فيه المشاعر المقدسة اللائقة بهذا الصلح..أنت تقول يا إبنى إعطنى قلبك ( أم26:23 ), و انا اقول لك خذه كما هو..أنضح عليك بزوفاك فيطهر. وإغسله فيبيض أكثر من الثلج ( مز50). لست أطلب أن ترمم هذا القلب. إنما إخلق فىَّ قلباً نقياً ( مز50). وأعطنى روحاً جديداً ( حز26:36 ). إن لم يكن فى قلبى حب لك، فأعطنى هذا الحب.
الصلح والتخلص من الصراع
عظيمة هى الفوائد التى تحصل عليها من الصلح مع الله
فى الصلح تجد المغفرة وتجد الخلاص، ويغسلك الرب فتبيض أكثر من الثلج (مز50). يمحو إثمك، ولا يذكر لك خطاياك القديمة (ار34:31). وفى الصلح تحصل على سلام داخلى، فتصطلح معك نفسك أيضاً، ولا يعود يوجد صراع فى داخلك.
وبالصلح تعود إلى رعوية الله، ولا تصبح غريباً على بيته ولا على ملكوته، بل تصبح من أهل بيت الله (أف19:2). وبالصلح تكسب أبديتك.
كفى مخاصمة مع الله
إن الله يريد أن يصطلح معك بكل الوسائل الممكنة.
يقول لك: كفى فترة الخصومة التى مضت، ولنبدأ علاقة جديدة. فمهما هربتم منى، وذهبتم إلة كورة بعيدة، أو اختبأتم وراء الشحر، أو بعد قلبكم عنى، سأرسل لكم الرسل والأنبياء لأجل مصالحتكم، وأرسل لكم الخدّام.. وأرسل نعمتى، وأعدّ الوسائط الروحية، وأُمهد الفرص..
المسيح يدفع دمه ثمناً لمصالحتك
إن مصالحة الرب للبشر كانت هى السبب فى التجسد الإلهى وهى هدف الفداء أيضاً.
لقد كان دم السيد المسيح، هو ثمن هذا الصلح. وفى ذلك يقول الرسول: "عاملاً الصلح بدم صليبه" (2كو20:1). فأنظر ما أغلى ثمن مصالحتك، وما أغلى نفسك عند الله. فإننا "نحن قد صولحنا مع الله بموت إبنه" (رو10:5). "أى أن الله فى المسيح كان مصالحاً العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم" (2كو19:5).
وماذا فعل المسيح فى هذه المصالحة؟ يقول الرسول: "لأنه هو سلامنا. الذى جعل الإثنين واحداً، ونقض حائط السياج المتوسط أى العداوة" (أف2: 15،14). "بالصليب قاتلاً العداوة به" (أف16:2).
المسيح صالحنا مع الآب، وأزال العداوة، وأزال الحاجز المتوسط.
ولكننا مازلنا نخطئ، ونحتاج كل يوم إلى مصالحة.
ولذلك كانت (خدمة المصالحة) هى عمل الرسل ورتب الكهنوت...
وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول: "وأعطانا خدمة المصالحة" "واضعاً فينا كلمة المصالحة" "نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2كو5: 18، 19، 20).
كل عمل الرعاة والكهنة والوعاظ والمعلمين هو "خدمة المصالحة"، متابعة الصلح بين الله والناس... وهذا هو عمل غالبية الأسرار المقدسة.
قالوا عن التوبه
تغني الأباء ببركات التوبة فقالوا :
+ "مجاري المياه توقف الحريق، ومجاري الدموع تفيد في زمن التجربة"0
+ "الماء يُخمدِ لهيب النار، والدموع تطفيء شهوة الشر" (مار إفرام السرياني)
+ "إن النفس وقت خروجها من العالم لا تجد ما يُعزيها وما يُشجعها إلا ما قدمته من التوبة والدموع"0
+ أطلب التوبة في كل لحظة، ولا تدع نفسك للكسل لحظة واحدة "
+ " أوقد سراجك بدموع عينيك " ( أنبا أنطونيوس )
+ أي مقدرة للخطية حيث تكون التوبة " ( ذهبي الفم )
+ التوبة: صُلح مع الله + معمودية ثانية + رجوع إلي الله + تُجدد قلب الخاطيء + تُصلح ما أفسدته الخطية + تجذب الناس إلي العرس" ( أنبا إيليا )0
أنواع التوبة
(أ) توبة شاملة
هي لمن سار في طريق الرزيلة طويلاُ، وشرد عن الإيمان، وعن الفضيلة ويعزم علي ترك كل الشرور والخطايا والعادات الردية
(ب)التوبة اليومية
هي توبة السائرين في طريق السماء، بمحاسبة النفس كل يوم ( قبل النوم ) عن أخطائها0 وممارسة وسائط الخلاص ، من صوم وصلاة، واعتراف وقراءات وتناول من السر الأقدس، فينال الغفران باستحقاقات الدم بسر القربان، " لأن دم يسوع المسيح يطهرنّا من كل خطية " (1 يو 7:1، عب 14:9)
دور الروح القدس في التوبة
+ يُحرك روح الله القدوس الخٌطاة والعُصاة ليتوبوا ويخلُصوا0 ويبكتهم باستمرار، مُظهراُ لهم شناعة الخطية ونتائجها الردَّية0
+ ومن المؤكد أن الخاطيء يحتاج فعلاُ إلي قوة روحية تدفعه للكنيسة للإعتراف بخطاياه، ويساعد الروح القدس علي جذبه نحو الرب المُحب وتحريك حواسه الميتة، ويفتح عينيه للحقائق الإلهية والأبدية، بعدما طمسها الشيطان (2 كو 4:4) وأصدقاء السوء، وأفكار العالم (وسائل الإعلآم)0
+ ومن الملاحظ أن الخاطيء – المعتمد علي ذاته – كثيراُ ما يُردّد عبارة "أنا قرَّرت أتوب" ولكنه لا يتوب – في الواقع – بدون معونة الروح القدس ( رو 7) وبدون معونة الله " لا نستطيع أن نفعل شيئاُ " ( يو 5:15 )0
+ طلب داود النبي تجديد الروح القدس له: "إغسلّني فأبيض أكثر من الثلج، وبروح رئاسي (ملاك قوي) عضدّني" (مز 50)
+ يقول القديس الأنبا أنطونيوس "إن الروح القدس يُسهل الدخول للتوبة ويُظهر طرقها (عظة 1) " ثم يحيط النفس بمعونات وتعزيات أكثر" ( الرسالة الاولي )0
+ ويقول القديس أبو مقار الكبير: "بعد أن يدعو الروح القدس النفس، ويُسهل الدخول للتوبة (= الإعتراف) يقف حارساُ للنفس، حتي لا تجاذبها شهواتها الأولي، وجرها للرجوع عن توبتها " ( عظة 16 )
ياللعجب.. الله يمد يده ويطلب مصالحة المعاندين
يقول القديس بولس الرسول: "نسعى كسفراء للمسيح، كأن الله يعظ بنا".
"نطلب من المسيح: تصالحوا مع الله" (2كو20:5).
إذن فالسيد المسيح، هو الذى يرسل هؤلاء السفراء إلينا، طالباً منا أن نصطلح معه.. ما أعجب هذا الحب!
ربما يكون من الصعب عليك أن تذهب إلى شخص لتصطلح معه، وأنت لاا تعرف هل يقبل منك الصلح أم لا. أما هنا، فإن الله هو الذى يريد الصلح، ويطلبه، ويرسل من أجله رسلاً، ويعمل فيه بنعمته وبروحه القدوس... ويقول للبشرية: "هلّم نتحاجج..." (إش18:1). وليس هذا فقط، بل يسعى حتى لمصالحة المعاندين والمقاومين. ويقول:
"مددت يدى طول النهار، لشعب معاند ومقاوم" (رو21:10).
تصور أن الله يمد يده طول النهار طالباً مصالحة هؤلاء المعاندين. وعبارة (طول النهار) تعنى طول أناته، وطول إنتظاره، فهو لا يمل من السعى لمصالحة الخطاة... هو الذى ينظر إلى قلبك ويقول: "ها هو موضع راحتى إلى أبد الأبد. ههنا أسكن لأنى إشتهيته" (مز14:13).
واجه نفسك في ميادين الخطر وطريق النجاة منها
الميدان الخطر " مالك نائماُ " ( يون 6:1 )
طريق النجاة " اهرب لحياتك لا تنظر إلي ورائك " ( تك 17:19 ) " أنظر قد جعلت اليوم قدامك الحيوة والخير والموت والشر " ( تث 15:30 )
وهنا قبل أن نذكر للمعترف شيئاُ من واجباته الخاصة نذكره بخطوره هذا الميدان فأما تحلو له الأقامة والنوم بين جدرانه فيختنق ويذهل من رائحته الكريهة الممزوجة بالميكروبات القتالة المهلكة وينام مثقلاُ فيجلب علي نفسه خطر الشر والموت أو يفزع للتوبة هارباُ فيتمتع بالخير والحياة وكل من هذين الأمرين يفعله حراُ مختاراُ وبمحض أرادته واليك مهاوي الميدان وطريق النجاة منها .
أولاً: الكبرياء
تولد العظمة والأنانية وحب الذات والعجب والافتخار والاعتداد بالنفس واحتقار الاخرين وغير ذلك . هي أم الكبائر وجرثومة المعاصي و الذنوب وبالاجمال هي خطية ابليس وسبب سقوطه وسقوط الجنس البشري .
" كبرياء الإنسان تضعه " ( ام 23:29 ) " كل من يرفع نفسه يتضع " ( مت 12:23 ولو 14:8 ) " يقاوم الله المستكبرين " ( يع 6:4 و 1 بط 5:5 ) " لا تدع الكبر يستولي علي افكارك واقولك لأن الكبر مبدأ كل هلاك" ( طو 14:4 )0" فهوذا ياتي اليوم المتقد كالتنور وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشاُ ويحرقهم اليوم الآتي قال رب الجنود فلا يبقي لهم أصلاُ ولا فرعاُ " ( ملا 1:4 ) .. " اللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل العشار اصوم مرتين في الاسبوع وأعشر كل ما اقتنيه " ( لو 11:18 – 12 ) .. " داء المتكبر لا دواء له لأن جرثومة الشر قد تأصلت فيه " ( سيراخ 30:3 ).. " وداخلهم فكر من عسي ان يكون أعظم فيهم " ( لو 46:9 ) " هكذا قال الرب لا يفتخرون الحكيم بحكمته ولا يفتخر الجبار بجبروته ولا يفتخر الغني بغناه بل بهذا يفتخرون المفتخر بأنه يفهم ويعرفني أني أنا الرب الصانع رحمة وقضاء وعدلاُ في الأرض لأني بهذه أسر يقول الرب " ( أر 23:9 – 24 ) .. " لأن ليس من مدح نفسه هو المزكي بل من يمدحه الرب " ( 2كو 18:10 )
" لأنه أن ظن أحد انه شيْ وهو ليس شيئاُ فأنه يغش نفسه " ( غل 3:6 )
واجه نفسك
هل أفتخرت بشخصك أم بأمولك ام بأعمالك الصالحة أم بعلمك وتقواك؟
هل سررت بمديح الغير واعتبار الناس لك ؟
هل تمسكت برأيك الخاص واحتقرت رأي الآخرين ؟
هل تكدرت لمذمة الناس لك وغضبت منهم ؟
هل أحببت الرئاسة في أي مضمار؟
هل احتقرت أي انسان؟
هل دنت غيرك دينونة باطلة أو أشعت مذمة عنه؟
ثانياُ: التجديف
موضوعه رفض التوبه و قطع رجاْ الخاطيء من رحمة الله واستمراره في الياس والقنوط بعدم امكان الله مغفرة طاياه واعتقاده أن أبواب الرحمة قفلت أمامه
" اما التجديف علي الروح فلن يغفر للناس0 وأما من قال علي الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي " ( مت 31:12 و 32 )
" توجد خطية للموت ليس لأجل هذه اقول أن يطلب " (1 يو 16:5 )
" قد اخطأت اذ سلمت دماُ بريئاُ0 ثم مضي وخنق نفسه " ( مت 27: 4 – 5 )
" فخرج بطرس إلي خارج وبكي بكاء مراُ " ( لو 6:22 )
واجه نفسك
هل الله يستطيع ويريد غفران خطاياك ؟
هل تذمرت علي الله في ظروفك وضجرت من أعمال عنايته معك ؟
هل استرسلت في تسليم ذاتك للغضب من الخضوع لارادته ؟
هل أهملت الالتجاء إلي الله بالصلاة في تجارب الحياة ؟
هل انكرت اسم المسيح قدام الناس أو أنك مسيحي
ثالثاُ: اهمال الصدقات
يولد حب المال والاتكال عليه وحب الذات وقساوة القلب
" أن الصدقة هي رجاء عظيم عند الله العلي لجميع صانعيها " ( طو 12:4 ) .. " لا تكنزوا لكم كنوزاُ علي الأرض حيث يفسد السوس والصداء وحيث ينقب السارقون ويسرقون بل أكنزوا لكم كنوزاُ في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صداء وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاُ " ( مت 19:6 – 21 ) .. " قال له يسوع ان أردت أن تكون كاملاُ فأذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء " ( مت 20:19 لو 22:18 ) .. " بيعوا ما لكم واعطوا صدقة اعملوا لكم أكياساُ لا تفني وكنزاُ لا ينفد في السموات حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس " ( لو 33:12 ) .. " أوص الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يتكبروا ولا يلقوا رجاءهم علي غير يقينة الغني بل علي الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغني للتمتع وان يصنعوا صلاحاُ وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة وان يكونوا أسخياء في العطاء كرماء في التوزيع مدخرين لأنفسهم أساساُ حسناُ في المستقبل لكي يمسكوا بالحياة الأبدية " (1 تي 17:6 – 19 ) .. " فلا نفشل في عمل البر لأننا سنحصد في وقته أن كنا لا نكل فإذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولاسيما لأهل الايمان " ( غل 9:6 –10 ) .. " صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب لأن الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الإنسان لنوال الرحمة والحياة الابدية " ( طو 8:12 – 9 ) .. " الصدقة تكفر الخطايا " ( سيراخ 33:3 ) .
واجه نفسك
هل اعتقدت أن كل ما لك هو عطية الله وأنه يعطيك كل يوم ؟
هل أعطيت الله شيئاُ مما أعطاك ؟ النصف كزكا أو العشور حسب الشريعة (ملا 10:3) أو كل معيشتك كالارملة؟
هل ساعدت الملاجيء و المحتاجين ؟
هل رحمت الارملة واليتيم والفقراء ؟
هل حفظت مالك لنفسك وشهواتك واعوازك فقط ؟
رابعاُ: أهمال الصلوات
يولد البعد عن الله وقساوة القلب واستباحة الشرور والمعاصي
" فصلوا انتم هكذا " ( الصلاة الربانية ) (مت 9:6 – 13) .. " وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع علي صدره قائلاُ: " اللهم أرحمني أنا الخاطيء أقول لكم أن هذا نزل إلي بيته مبرراُ دون ذاك " ( لو 13:8 – 14 ) .. " وأنا أقول لكم اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوايفتح لكم " ( لو 9:11 ) .. " واسألوا إذاُ وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا أهلاُ للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون وتقفوا قدام ابن الإنسان " ( لو 36:21 ) .. "أنا ان طلبنا شيئاُ بحسب مشيئته يسمع لنا " (1 يو 14:5 ) .. " فرحين في الرجاء وصابرين في الضيق مواضبين علي الصلوة " ( رو 12:12 ) .. " مصلين بكل صلوة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين " ( اف 18:6 ) .. " واظبوا علي الصلوة ساهرين فيها بالشكر مصلين في ذلك لأجلنا نحن أيضاُ " ( كو2:4 – 3 ) .. " صلوا بلا أنقطاع " (1 تس 17:5 ) .
واجه نفسك
هل لم تحفظ يوم الرب ؟
هل لم تحضر فيه العبادة لسماع الوعظ والتعليم والقداس والتناول من الاسرار بدون عذر شرعي ؟
هل تعودت علي الصلاة الانفرادية في مخدعك والعائلية بين أولادك ؟
هل لم تحفظ كرامة بيت الله أثناء وجودك به أو كنت خارجاُ عنه ؟
هل التفت الي هنا وهناك أثناء وجودك بالكنيسة خصوصاُ لغايات سيئة أو جلست غير محتشم أو تكلمت مع الآخرين أو ضحكت أو إشغلت الآخرين عن سماع الوعظ والقداس ؟
هل حضرت إلي بيت الله متاخراُ أم خرجت منه قبل نهاية وقت العبادة بدون عذر ؟
هل لم تحفظ يوم الرب مع إمكانك ذلك وتقدسه للعبادة ؟
خامساُ: اهمال الاصوام
يولد قساوة القلب وحب الذات والشره وعبادة الجسد والميل إلي الشهوات
" ولكن الآن يقول الرب ارجعوا إلي بكل قلوبكم بالصوم والكاء والنوح ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وأرجعوا إلي الرب الهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم علي الشر000 قدسوا صوماُ نادوا باعتكاف " ( يؤ 12:2 – 15 )" ها أنكم في يوم صومكم توجدون مسرة وبكل اشغالكم تسخرون" ها أنكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر 000 اليس هذا صوماُ اختاره حل قيود الشر وفك عقد النير واطلاق المسحوقين احراراُ وقطع كل نيراُ . أليس ان تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلي بيتك . اذا رأيت عرياناُ أن تكسوه وأن لا تتغاضي عن لحمك " ( إش 3:58 – 7 ) .. " في تلك الأيام انا دانيال كنت نائحاُ ثلاثة أسابيع ايام لم أكل طعاماُ شهياُ ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر ولم أدهن حتي تمت ثلاثة أسابيع ايام " ( دا 2:10 – 3 ) . " و متي صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين000 وأما أنت فمتي صمت فأدهن رأسك وأغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائماُ بل لأبيك الذي يري في الخفاء " ( مت 16:6 – 18 ) .. " صوموا من جهتي ولا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة ايام ليلاُ ونهاراُ وأنا أيضاُ وجواري نصوم كذلك " ( اس 16:4 ) .. " وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم اطلقوهما " ( اع 2:13 – 3 ) .. " والفرض علي جميع المسيحيين هو صوم الاربعين التي صامها المسيح له المجد ثم جمعة الصلب000 ثم الأربعاء والجمعة من كل أسبوع ماعدا أيام الخمسين وعيدي الميلاد والظهور .
والأصوام الأخري منها ما يجري مجري الصوم الكبير وهي اسبوع مقدمة الصوم الكبير وصوم أهل نينوي وبرموني الميلاد والغطاس0و هناك ايضا الصوم المتقدم للميلاد ثم صوم الرسل وصوم السيد العذراء .
ومن صام زائداُ عن المفروض والمستقر شيئاُ فله بركات عديده و لكن يتم ترتيب هذه الأمور مع اباء الأعتراف0 ولا يقرب الرجل زوجته في أيام الصوم0ومن لم يصم الأربعين والأربعاء والجمعة فليقطع أن كان كاهناُ إلا أن يكون منعه من ذلك مرض أو ضعف ظاهر وأن كان علمانياُ فليعزل " ( المجموع الصفوي ص 136 – 140 )
واجه نفسك
هل أهملت ممارسة الأصوام لغير سبب اضطراري أو عذر شرعي ؟
هل كان ذلك بحل من أب اعترافك ؟
هل عوضت عن ذلك بقانون أو بصدقات أو بأي ممارسات صالحه ؟
هل مارست أصوامك بقلب طاهر خال من البغضة والحقد والعداوة والحسد ؟
هل حفظت لسانك من مذمة الآخرين وجسدك طاهراُ من النجاسة والأميال الردئية ؟
هل اعتزلت مضجعك مدة الصوم ؟
هل قرنت اصوامك بالرحمة علي المساكين علي قدر الطاقة؟
سادسا : عدم اكرام الوالدين وعدم محبة القريب
يولدان غضب الله ونكد الحياة وتقصير الآجال وكثرة المتاعب والآحزان
" أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك علي الأرض التي يعطيك الرب الهك " (خر 12:20 وتث 16:5 واف 2:6 – 3) .. " ومن شتم اباه أو أمه يقتل قتلاُ " ( خر 17:21 ) .. " الذي يتقي الرب يكرم أبويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له " ( سيراخ 8:3 ) .. " تهابون كل إنسان امه واباه وتحفظون سبوتي أنا الرب الهكم "( لا 3:19 )0" فإن الله أوصي قائلاُ أكرم اباك وامك ومن يشتم اباُ أو أماُ فليمت موتاُ " ( مت 4:15 ) " أكرم اباك بكل قلبك ولا تنس مخاض أمك اذكر انك بهما كونت فماذا تجزيهما مكافأة عما جعلا لأجلك " ( سيرلخ 29:7 – 30 )0 .. " أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك" ( مت 19:19 ) .. " لا تنتقم ولا تحقد علي ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك " ( لا 18:19 ) .. " لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته وان كانت وصية أخري هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك فاذا كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضاُ فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضاُ" ( غل 14:5 – 15) .. " فإن كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب تحب قريبك كنفسك فحسناُ تفعلون ولكن أن كنتم تحابون تفعلون خطية موبخين من الناموس كمتعدين " ( يع 8:2 – 9 ) .. " لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا " (1 بط 8:4 ) .. " فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاُ بهم لأن هذا هو الناموس والانبياء0" .. " كل ما تكره أن يفعله غيرك بك فأياك أن تفعله أنت بغيرك " ( طو 16:4 )
واجه نفسك
هل أهملت الاحترام والطاعة لوالديك ؟
هل خالفت اوامرهم وكذبت عليهم ؟
هل سخرت بهم واحتقرت نصائحهم ؟
هل تمنيت الضرر أو الموت لهما ؟
هل سببت لهم ضجراُ وحزناُ لسبب اعوجاج تصرفاتك ؟
هل تخاصمت مع اخوتك واخواتك وهل حقدت عليهم ؟
هل حفظت الاعتبار الواجب لزوجتك وهل أسأت معاملتها ؟
هل أهملت العناية بأولادك مادياُ وأدبياُ ؟
هل سرقت شيئاُ وما هو مقدار ذلك ؟
هل اغتصبت مال غيرك أو أكلت اجرة الاجير ؟
هل غششت بيعك وشراك وشغلك ؟
هل شهدت شهادة زور ؟
هل أعطيت فضتك بالربا ؟
سابعا: الأيمان الباطل وتحريم القسم
يولد الكذب والغش والسرقة والاغتصاب وعدم احترام الله .
" سمعتم أنه قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب اقسامك وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسي الله ولا بالأرض لأنها موطيء قدميه ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم ولا تحلف برأسك لانك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا ومازاد علي ذلك فهو من الشرير " ( مت 33:5 – 37 ) .. " الكذب عار قبيح في الإنسان وهو لا يزال في افواه فاقدي الادب " ( سيراخ 26:20 ) .. " ويل لكم أيها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم000 فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه " ( مت 16:13 – 22 ) .. " لا تعود فاك الحلف " ( سيراخ 9:23 ) .. " ولكن قبل كل شيء يا اخواتي لا تحلفوا لا بالسماء ولا بالارض ولا بقسم آخر بل لتكن نعمكم نعم ولاكم لا لئلا تقعوا تحت دينونة " ( يع 12:5 ) .. " لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه " ( اف 25:4 ) .. " لا تفتر الكذب علي أخيك ولا تختلقه علي صديقك " ( سيراخ 13:7 ) .
واجه نفسك
هل نطقت باسم الله بدون احترام ؟
هل لم تف للرب نذورك ؟
هل حلفت مخالفاُ لقوله لا تحلفوا البتة ؟
هل كذبت علي أحد ؟
هل غششت احداُ في البيع أوالشراءأو في عمل آخر؟
"أهرب لحياتك ولا تنظر إلي ورائك" .
ثامناُ: البخل
يولد قساوة القلب والشح ومحبة المال والظلم والاغتصاب وغير ذلك
" هذا وأن من يزرع بالشح فبالشح أيضاُ يحصد " (2 كو 5:9 – 6 )
" أن كان فيك فقير أحد من اخوتك في أحد أبوابك في أرضك التي يعطيك الرب الهك فلا تقسي قلبك ولا تقبض يدك عن أخيك الفقير بل افتح يدك له واقرضه مقدار ما يحتاج اليه0 احترز من أن يكون مع قلبك كلام لئيم قائالا قد قربت السنة السابعة سنة الابراء وتسؤ عينك بأخيك الفقير ولا تعطيه فيصرخ عليك إلي الرب فتكون عليك خطية " ( تث 7:15 – 9 ) .. " هوذا اجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم المبخوسة منكم تصرخ وصياح الحصادين قد دخل إلي أذني رب الجنود " ( عب 4:5 ) .. " لتكن سيرتكم خالية من محبة المال " ( يع 5:13 ) .. " لتكون هي معدة هكذا كأنها بركة لا كأنها بخل " (2 كو 5:9 ) .. " وأما من كانت له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاُ وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه " (1 يو 17:3) .. " أن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم أمضيا بسلام استدفياُ واشبعا ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة " ( يع 15:2 – 16 ) .
واجه نفسك
هل أشتهيت الغني واتكلت عليه وأحببت المال حتي اشغلك عن عباده الله ؟
هل حصلت المال بطرق الظلم مثل الربا والاغتصاب واكل اجرة الاجير ؟
هل قسي قلبك فلم ترحم بائساُ أو فقيراُ ولم تشفق علي ارملة أو يتيم ؟
هل أهملت الصدقة واحجمت عن مساعدة أي عمل خيري ؟
تاسعا : الزنا
يتولد من الشهوات الجسدية والافكار والتخيلات القبيحة والنظرات الرديئة " لا تزن " ( خر 14:20 ) .. " ولكن الجسد ليس للزني بل للرب " (1 كو 13:6 ) .. "اهربوا من الزني كل خطية يفعلها الانسان هي خارجة عن الجسد لكي الذي يزني يخطي إلي جسده " (1 كو 18:6)0 .. " كل من ينظر إلي امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبه " ( مت 28:5 ) .. " عهداُ قطعت لعيني فكيف اتطلع في عذراء " ( أي 1:31 ) .. "لا تشتهين جمالها بقلبك " ( ام 25:6 ) .. " فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة للعيون " ( تك 6:4 ) .. " لا تتفرس في العذراء لئلا تعثرك محاسنها " ( ابن سيراخ 5:9 ) .
واجه نفسك
هل نظرت نظرات شهوانية ؟
هل تعلق قلبك بمحبة فاسدة ؟
هل افتكرت افكاراُ مهيجة للشهوات ؟
هل أرتكبت خطايا فاحشة ؟
هل كنت سبب عثرة لغيرك من هذا القيبل بالقول أو بالنظر أو الفعل ؟
هل اغريت الآخرين عليه ا؟
هل تكلمت ضد العفة والطهارة ؟
عاشراُ: الحسد
يولد الغيرة المرة والاشتهاء والاغتصاب والظلم والسرقة والطمع والمذمة .
" فأنتم اذ فيكم حسد وخصام وأنشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر " (1 كو 3:3) .. " لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديْ " ( غل 16:3 ) .. " لا تشته بيت قريبك لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاُ مما لقريبك " ( خر 17:20 و تث 21:5 ) .. " فأنهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها ويظلمون الرجل وبيته والإنسان وميراثه " ( مي 2:2 ) .. " أنظروا وتحفظوا من الطمع " ( لو 15:12 ) .. " لا يذم بعضكم بعضاُ " ( يع 11:4 ) .
واجه نفسك
هل اشتهيت مقتني غيرك ؟
هل حزنت لنجاح الآخرين ؟
هل فرحت بالشر الذي حصل للقريب ؟
هل رضيت بمذمة غيرك ؟
هل تمنيت له الضرر في ماله أو شخصه ؟
حادي عشر : البغضة
تولد العداوة والحسد والغضب والقتل .
" أن قال احد أني أحب الله وابغض اخاه فو كاذب " (1 يو 20:4 ) .. " كل من يغضب علي أخيه باطلاُ يكون مستوجب الحكم " ( مت 22:5 ) .. " كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حيوة أبدية ثابتة فيه " (1 يو 15:3) .. " أغضبوا ولا تخطئوا إلا تغرب الشمس علي غيظكم ولا تعطوا أبليس مكاناُ " ( أف 26:4) .. " لا تخترع شراُ علي صاحبك " ( أم 29:3 )0 .. " يا أخوتي الاحباء ليكن كل إنسان000 مبطئاُ في الغضب لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله " ( يع 19:1 – 20 )
واجه نفسك
هل غضبت علي أحد حتي تكلمت بكلام مذموم أو أشتهيت الشر لغيرك ؟
هل أبيت مسامحة الغير ومصالحته ؟
هل سببت ضرراُ لقريبك سواء بالفكر أو بالقول أو بالفعل ؟
هل زرعت الفتنة بين الاخرين وفرقت بين الاصدقا ء؟
هل تلفظت بكلمات ردية ؟
ثاني عشر: الكسل
يولد الاهمال والفقر ويؤدي إلي السرقة .
" أذهب إلي النملة أيها الكسلان تأمل طرقها وكن حكيماُ التي ليس لها قائد أو عريف أو متسلط وتعد في الصيف طعامها وتجمع في الحصاد أكلها إلي متي تنام ايها الكسلان متي تنهض من نومك . قليل نوم بعد قليل نعاس وطي اليدين قليلاُ فياتي فقرك كساع وعوزك كغاز " ( أم 6:6 –11 ) .. " الكسلان يأكل لحمه وهو طاو يديه " ( جا 5:4 ) .. " عبرت بحقل الكسلان وبكرم الرجل الناقص الفهم فإذا هو قد علاه كله القريص وقد غطي العوسج وجهه وجدار حجارته أنهدم " ( أم 30:24 – 31 )0 .. " لا يسرق السارق فيما بعد بل بالحري يتعب عاملاُ الصالح بيديه ليكون له أن يعطي من له احتياج " ( اف 28:4 ) .. " لأننا نسمع ان قوماُ يسلكون بينكم بلا ترتيب لا يشتغلون شيئاُ بل هم فضوليون فمثل هؤلاء نوصيهم ونعظهم بربنا يسوع المسيح ان يشتغلوا بهدوء ويأكلوا خبز أنفسهم " (2 تس 11:3 – 12 ) .. " أن كان أحد لا يريد يشتغل فلا يأكل أيضاُ "
واجه نفسك
هل أتممت وظيفتك وعملك بامانة ؟
هل أهملت الصلوة أو تلاوتها بغير تعقل وبدون انتباه ؟
هل أهملت تناول الأسرار المقدسه ؟
هل أهملت الاعتناء باولادك مادياُ وادبياُ ودينياُ ؟
هل أهملت الاصوام لغير سبب اضطراري أو عذر شرعي ؟
هل أهملت استماع كلام الله ؟
المراجع
مكتبة الكتب المسيحية
التصانيف
أبحاث