د. سميح خوري- تتجمع اعصاب الرحم الحسية التي تنقل الدفقات العصبية الناتجة عن تقلصات الرحم او عند تمدد عنق الرحم بشكل حبكة عصبية كثيفة على طرفي العنق. من هنا تصعد الاوتار العصبية للالتقاء بالسلسلة الذاتية الودية المواجهة للعمود الفقري، ثم تتابع مسارها التصاعدي مخترقة هذه السلسلة كي تلبح اخيرا النخاع الشوكي الموجود على مسافة بعيدة فوق الرحم.
ان الاحساس بألم المخاض مرتبط بالتقلص الرحمي، او بالاحرى مع التمدد الذي يتعرض له عنق الرحم. فالجزء الاسفل من الرحم هو الجزء الاكثر احتواء للنهايات العصبية. فلا تصبح التقلصات الرحمية مؤلمة الا بدءا من مرحلة زوال العنق (اتساعه كامل). ويسبب تمدد العنق احساسا مؤلما حيث يكون احيانا عنيفا فوق مركز ارتفاع عظم العانة، حتى ان التمدد المتمركز في المنطقة الخلفية من الدائرة العنقية قد يسبب الما في الظهر، ثم لا ننسى أن تمدد وتقلص شرايين الرحم الرئيسية ووالتغييرات الايضية في الانسجة الرحمية يسببان نقصا في التأكسد الموضعي واطلاقا للمواد السامة موضعيا، وبواسطة المواد الناتجة، يقوم الالم النسيجي باثارة الاوتار العصبية الدقيقة، وهذا مما يقوي العملية التقلصية.
في مرحلة هبوط ودوران راس الطفل والتقائه بارضية الشرج، والاتكاء على الفتحة الشرجية، يصبح الاحساس بالالم مختلفا. فالتمدد الفرجي بحد ذاته غير مؤلم وتفسير ذلك هو ان فقر الدم الموضعي الناجم عن الضغط الجنيني على انسجة غشاء الفرج، يسبب خدرا موضعيا.
ولتخفيف آلام الولادة يعطى عقار «البثيدين»، الذي له تأثير جيد في ازالة التشنجات والتوتر، ودون ان يعرقل سير المخاض اذا اعطي بجرعات مناسبة. يحقن البثيدين في العضل بجرعة 100ملغ كل اربع ساعات اذا لزم الامر وذلك في المرحلة الاولى من الولادة وعندما يستقر ويشتد المخاض.
وهناك حقن المادة المنحدرة في سلسلة الظهر، وهو حتما سيؤدي الى زوال ألم المخاض، ويفضل اعطاؤها عند بداية المخاض او حينما تصبح الانقباضات الرحمية مصدر الم حقيقي.
ومن مضاعفات هذا النوع من التخدير النادرة هبوط ضغط الدم بنسبة تقدر ب5% وفي حال اعطاءؤ ابرة الظهر تتم ولادة الطفل دائما بالملقط الولادى لان الولاَّدة لا تستطيع الدفع لاخراج الطفل.