ا
المصباح lamp هو السراج، وقد ورد ذكره في القرآن للدلالة على منبع ضوئي، ومصدر من مصادر الطاقة الضوئية الصادرة عن احتراق وقود قابل للاحتراق مثل الزيت ومشتقات النفط، أو الخشب أو الفحم. وقد استخدمت الطاقة الكهربائية في القرنين الماضيين في المصابيح برفع درجة حرارة الأسلاك المعدنية ذات المقاومة العالية إلى درجة الاحمرار، أو بإحداث قوس كهربائية ضمن حبابة زجاجية تحتوي على خليط غازي مضغوط.
لمحة تاريخية:
1ـ مصابيح الإنارة غير الكهربائية:
الصاعقة والنار هي أولى الظواهر الطبيعية المنتجة للضوء، وقد سعى الإنسان القديم إلى إيجاد مصدر للضوء ليلاً بحرق الحطب، ثم صنع الشعلة من عيدان الخشب وغمسها بمواد شحمية أو زيتية حيوانية أو نباتية لإطالة مدة احتراقها واستخدامها لإنارة كهفه ليلاً.
ابتكر الإنسان الشموع والسراج والفانوس والكاز، واستخدم فيه فتيلاً قطنياً مغموساً بالزيت السائل. وللحفاظ على الفتيل مشتعلاً أُحيط بزجاج واقٍ. وقد تطورت أشكال السرج والفوانيس وتنوعت وزادت كفاءتها، كما تنوع شكل الفتيل، وكلما ازدادت ثخانته أو عرضه زادت شدة الإضاءة وزاد استهلاك الزيت. وقد استمر استخدام السرج والفوانيس والشموع في معظم الدول حتى منتصف القرن التاسع عشر، وتعداه إلى منتصف القرن العشرين في بعض البلاد. كما استخدمت في إنارة الشوارع، وخصص لها عامل يصونها ويشعلها ويطفئها عرف باسم «الدومري».
مع تطور صناعة النفط والمشتقات النفطية (الكاز أو الكيروسين[ر]) ظهر جهاز إنارة يعطي شدة إضاءة تعادل عشر مرات أو أكثر من إضاءة مصباح الكاز العادي، ويُعرف محلياً باسم «اللوكس». وأصله أسطوانة تُملأ بالكاز وتحقن بالهواء. وبعد تسخين مجموعة الأنابيب الخارجة من الأسطوانة يتبخر سائل الكاز المضغوط ويشتعل بخاره (أو غازه) ضمن قميص حريري، فيتوهج ويصدر ضوءاً ساطعاً. ويحاط القميص عادة بواقٍ من الزجاج لوقايته من تيارات الهواء أو الصدمات. وقد استخدم اللوكس في الإنارة المنزلية وإنارة الشوارع.
2ـ مصابيح الإنارة الكهربائية:
يعزى اختراع أول مصباح كهربائي متوهج إلى العالم توماس ألفا إديسون[ر] Thomas Edisoon عام 1879م، الذي استخدم سلكاً رفيعاً ملفوفاً من الكربون، مرّر فيه تياراً كهربائياً، فتوهج السلك واحمّر، ووضعه في حافظة من زجاج مفرغة من الهواء لمنع تأكسده. وكانت شدة الإنارة عندئذ تكافئ 3 لومن/واط. وقد استخدمت في البدايات صفائح من الكربون أو البامبو bamboo، فتيلاً ذا مقاومة، وفي عام 1905م استخدم سلك معدني معالج بالهدروكربون لتشكيل طبقة من الفحم على سطحه، وكان هذا أول تقدم في صناعة المصابيح الكهربائية.
وفي عام 1907م استخدمت معادن التيتاليوم والتنغستن في صناعة السلك، وفي عام 1910م ظهرت مصابيح التنغستن ذات الحوجلة المفرغة من الهواء التي أعطت ضوءاً أبيض ووصلت حرارة الفتيل فيها إلى 2200 ْس وأعطت شدة إنارة بحدود 8لومن/واط.
في عام 1913 بُدئ بحقن الحوجلة بغازات خاملة أعطت نتائج اقتصادية جيدة من حيث الاستهلاك وشدة الإضاءة، وكانت أدنى استطاعة لمثل هذه الأجهزة لا تقل عن 40 واط.
كذلك استخدم بخار الزئبق في الحوجلة بدءاً من عام 1933م واستخدمت في إنارة الشوارع. ثم استخدم كبريت الصوديوم ضمن حوجلة مغطاة بالسيليكون تحت ضغط منخفض مما أعطى شدة إضاءة وصلت إلى 14لومن/واط، وشهدت هذه الأجهزة تطوراً واسعاً في السنوات الأخيرة سواء من حيث نوعية المادة أم الضغط ضمن الحوجلة. كما تطورت آلية إضاءة المصباح، وانتشرت المقلعات الإلكترونية الحديثة التي أسهمت في تسريع الإشعال وترشيد استهلاك المصباح.
ـ وفي منتصف القرن الماضي ظهرت أجهزة الفلورسنت التي تعتمد على مبدأ الانفراغ الغازي وتطورت حالياً لتأخذ أشكالاً واستطاعات عديدة.
أنواع المصابيح الكهربائية وآلية عملها:
تصنف المصابيح حسب طريقة عملها في ثلاثة أنواع رئيسية:
ـ مصابيح تعتمد الإشعاع الحراري الضوئي (مصابيح التنغستن).
ـ مصابيح تعتمد التفريغ الغازي (مصابيح الهالوجين، وبخار الزئبق، وبخار الصوديوم ذات الضغط المنخفض أو العالي).
ـ مصابيح الفلورسنت العادية والمصابيح الخاصة.
المصابيح ذات الإشعاع الحراري الضوئي (المصابيح المتوهجة):
اعتمد أول منبع إنارة على إصدار الضوء نتيجة إحداث قوس كهربائية، ثم استُبدل بها سلك رفيع ملفوف من الكربون أو من التنغستن، ولدى مرور التيار الكهربائي المتناوب في هذا السلك ترتفع درجة حرارته وقد تصل إلى 2000 ْس- 2400 ْس، فيصدر عنه إشعاع ضوئي وحراري وكهرومغنطيسي، يشتمل على عدد من الإشعاعات التي تنتشر بسرعة واحدة بأطوال موجات وترددات مختلفة. وعندما تكتسب ذرة السلك طاقة أو تخسرها يُعبّر عنها بحركة الإلكترونات؛ إذ تنتقل من مدار إلى آخر بعيداً عن النواة، ثم تجذبها النواة من جديد فتعود إلى مدارها في مدة لا تزيد على عشر الثانية وهكذا.
يعتمد طول موجة الضوء على مقدار الطاقة المحررة، ومن ثم على موقع الإلكترون ومداره. ويعتمد لون الضوء الصادر عن المعدن المستخدم على نوعية الذرة التي تم تحريضها. وتكون أطوال موجات الأشعة المرئية والأشعة فوق البنفسجية نسبياً صغيرة، ويُعبّر عنها بالأنغستروم 10-7 مم أو ميلي ميكرون 10-6. وللأمواج ذات الطول 380 mmμ حتى 780 mmμ أهمية خاصة في هندسة الإنارة، وهي الموجات القادرة على تحريض الشعور أو تهييجه بوجود الضوء في العين، وتوليد الإحساس بلون الضوء.
يصدر أي مصباح كهربائي فيضاً ضوئياً، يُعبر عنه باللومن، يتناسب كميةً مع استطاعة المصباح، لذا يمكن استخدام مصطلح لومن/واط Lum\W للتعبير عن شدة إنارته، ويُعبّر عنها باللوكس، وهي حاصل قسمة الفيض الضوئي للمصباح على المتر المربع الواحد (لومن/م2).
أبسط المصابيح ذات الإشعاع الحراري الضوئي، ويُطلق عليه اسم المصباح المتوهج incandescent lamp، ويتكون المصباح المتوهج من المكونات الأساسية الآتية:
1ـ الحوجلة المفرغة bulb.
2ـ القاعدة base ولها عدة مقاطع وأشكال.
3ـ الفتيل filament أو السلك المتوهج وقد يكون أحادياً أو مزدوجاً.
وهو فتيل من التنغستن Tungsten أو الكربون Carbon موصول خارج الحبابة الزجاجية المفرغة من الهواء عبر أسلاك نحاسية ذات مقاومة منخفضة إلى قاعدة المصباح. وقد يكون هذا المصباح بأشكال متعددة وبأقطار مختلفة تبعاً لطريقة الاستخدام.
- تستخدم حديثاً بلورة وحيدة من السليكاكربيد Silica Carbide عوضاً عن التنغستن، وقد أثبتت هذه البلورة أنها أقوى من التنغستن وأكبر مقاومة، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في تصنيع بلورات مفردة وبحجم كافٍ للاستخدام في أجهزة الإنارة.
مصابيح الفلورسنت fluorescent lamps: إن الجزء الأساسي من هذا المصباح هو أنبوب زجاجي مغلق، يحتوي على كمية قليلة من الزئبق وغاز خامل (الأرغون argon عادةً) تحت ضغط منخفض، ويغشى الأنبوب داخلياً بذرور الفسفور phosphor powder. وللأنبوب مربطان في نهايته، يوصلان بالدارة الكهربائية لتيار متناوب.
عند وصل المصباح يمر التيار في الدارة الكهربائية حتى المرابط، ونتيجة فرق الكمون على المرابط تهاجر الإلكترونات عبر الغاز من طرف إلى آخر في الأنبوب. تعمل هذه الطاقة على تحويل جزء من الزئبق ضمن الأنبوب من حالة سائل إلى غاز، وفي الوقت نفسه تتحرك الإلكترونات والذرات عبر الأنبوب، فيصطدم بعضها بذرات غاز الزئبق، فتتحرض دافعة الإلكترونات إلى مدارات أعلى، وعندما تعود الإلكترونات إلى مداراتها الأصلية تحرر الفوتونات الضوئية وهي غير مرئية عادةً.
تصطدم الفوتونات الضوئية الصادرة عن الزئبق بذرات طبقة الفسفور التي تغلف داخل الأنبوب فتؤدي إلى انتقال إلكتروناتها إلى مستويات أعلى فتسخن الذرة، وعند عودة إلكترونات ذرات الفسفور إلى مداراتها تصدر فوتونات ضوئية مختلفة عن تلك الصادرة عن بخار الزئبق، وأضعف طاقة منها؛ لأنها تفقد بعض الطاقة على صورة حرارة، ويكون الضوء الصادر عن الحبابة الفلورسنتية ضمن المجال المرئي وهو أبيض اللون. ويمكن تغيير اللون بخلط الفسفور بمواد أخرى
مصابيح الفلورسنت ذات فعالية تصل إلى أربع أو ست مرات فعالية المصابيح المتوهجة، ومع ذلك تُستخدم المصابيح المتوهجة لأنها أكثر دفئاً وتعطي لوناً أحمر وأقل زرقة، وهي تستخدم في الإنارة على اختلافها.
يحتاج مصباح الفلورسنت إلى مقلع خاص حتى ينتقل إلى التشغيل كما هو موضح في
مصباح الفورسنت
المقلع ومراحل عمله
البنية الداخلية للحبابة الزجاجية لمصباح الفلورسنت والمقلع والمحول (بلاست)
إذ يساعد المقلع على مرور التيار من فتيل إحدى النهايات إلى دارة المقلع؛ فإلى فتيل النهاية الأخرى لتكتمل الدارة، ويسخن التيار المار الفتيل، ويصدر الإلكترونات مما يؤدي إلى تأين الغاز. ويؤدي هذا التأين مع فرق الكمون على طرفي الأنبوب إلى ظهور قوس كهربائية تقفز من مربط (نهاية) إلى آخر حتى يتم التوصيل الكامل، فيتوقف عن العمل بعد أن يتأين الغاز ضمن أنبوب المصباح، ويصبح الوسط ناقلاً، ولا يحتاج الأنبوب بعدئذٍ إلاّ إلى صدمات توتر عبر المرابط ليستمر ظهور القوس، ويغذّي هذه الصدمات محول خاص يسمى «بلاست» (ملف خانق) يحاول منع انقطاع التيار في الدارة والحدّ من التغيرات السريعة فيه. ويعطي نبضة تيار عابرة كل نصف دور من موجة التوتر المتناوب، وتعد هذه النبضة العابرة أساس استمرار القوس ضمن الأنبوب
كما أن الإلكترونات المتناثرة حول الفتيل تبقيه ساخناً بعد فصل المقلع؛ لذا يستمر الفتيل بإصدار الإلكترونات الجديدة في تيار الأنبوب.
إن السيئة الرئيسية في هذا النوع من المصابيح هو أن الإشعال يحتاج إلى بضع ثوان، وتسعى الأبحاث والصناعات الحديثة إلى إشعال مصابيح الفلورسنت لحظياً، بتطبيق توتر أولي عالي القيمة على طرفي الإلكترودات فيتأين الغاز، وفرق التوتر بين الإلكترونات ينشئ القوس الكهربائية.
يسبب استعمال المحول في دارة المصباح انزياحاً في التيار بالنسبة إلى التوتر، أي إن عامل الاستطاعة سيكون سيئاً، وهو لا يتجاوز 0.5 عادةً، ويلزم دائماً إضافة مكثفات خارجية لتحسينه وجعله قريباً من الواحد.
آلية عمل مصابيح التنغستن هالوجين
يعتمد هذا المصباح مبدأ مصباح التنغستن العادي، الفتيل من التنغستن، لكن الحبابة مُلئت هنا بغاز الهالوجين عوضاً عن تركها فارغة كما في المصابيح المتوهجة، وتحاط عادة بحبابة أخرى كبيرة للوقاية من الحرارة والصدمات وتحقيق الانتشار الضوئي. وفي بعض الأجهزة يمكن أن تُربط مباشرة إلى مرابط تغذية المصباح (الشكل 6).
آلية عمل المصابيح ذات الانفراغ الغازي discharge lamps:
يعتمد هذا النوع من المصابيح لإصدار الحرارة والضوء على إحداث انفراغ كهربائي ضمن غاز محصور داخل حبابة صغيرة، قد تكون متطاولة.
لا يتمكن التيار الكهربائي من المرور عبر الغاز في الشروط العادية، ولكن إذا وُضع إلكترود electrode (قطب) في كل طرف من أنبوب زجاجي رفيع وبُدئ بتفريغ الهواء، فإن التيار يبدأ بالمرور عند درجة تفريغ معينة، فتظهر حزمة ضوء أحمر ضعيف في الأنبوب تنتقل من القطب الموجب إلى القطب السالب، ويمكن تحسين شدة الإضاءة بإضافة بعض الأبخرة المعدنية، مثل أبخرة الصوديوم أو الزئبق، فتتراكب النبضات الصادرة عن المقلع على موجة توتر التغذية، وتسبب الانفراغ وانتقال المصباح إلى الإشعال الكامل. يُضاف إلى المقلع دائماً محول (بالاست) Ballast؛ لاستمرار سريان التيار في الحبابة.
تصل شدة الإضاءة في مصابيح بخار الصوديوم إلى 500 لومن/واط، وفي المصابيح الزئبقية إلى 300 لومن/واط.
ولكل مصباح محوله الخاص المناسب لاستطاعة المصباح. وفي الأسواق مصابيح باستطاعة 150- 250- 400- 1000واط.
- إن عامل الاستطاعة لجميع المصابيح الانفراغية سيئ، لأنه لابد من استخدام البلاست في داخل المصباح؛ لذا ينصح دائماً بتزويد هذه الأنظمة بمكثفات ذات توتر متناوب، لتحسين عامل الاستطاعة وإنقاص الاستهلاك من الشبكة العامة.
ميزات المصابيح الحديثة واستخداماتها:
ظهرت في الأسواق أسر جديدة من المصابيح، أهمها ما يأتي:
مصابيح الصوديوم ذات الضغط العالي high pressure sodium lamps (H.P.S): هي فصيلة مستقلة من أسرة مصابيح التفريغ العالي الكثافة high intensity discharge (H.I.D).
بدأ هذا النوع من المصابيح بالظهور والتطور منذ عام 1968م. تحتوي الحبابة الرئيسية الخارجية على حبابة أخرى صغيرة، فيها مزيج من الغازات المضغوطة (الزينون Xenon أو الصوديوم أو الزئبق) التي توفر المحيط الملائم لتوليد الضوء. إن غاز الزينون سهل التأين، يسهل حدوث القوس الكهربائية أو الانفراغ عند تطبيق التوتر على المرابط المصنوعة من التنغستن التي تتحمل توتر نبضات عالية وتردد عالٍ.
تعمل الحرارة الناشئة من القوس على تبخير الزئبق والصوديوم، فيساعد بخار الزئبق على رفع الضغط ويولّد بخار الصوديوم الضوء.
وهذا النوع من المصابيح من أكثر المنابع ذات الضوء الأبيض مردوداً، وتقريباً 29٪ من الاستطاعة المقدمة تتحول إلى ضوء.
يحتاج هذا النوع من المصابيح إلى مقلع (بلاست) لتنظيم تيار القوس وتوفير التوتر المناسب لاستمراره، ولا يحتاج إلى إلكترود (مربط) خاص للقدح، ويستعاض عنه بدارة بدء إقلاع إلكترونية، تربط مع البالاست على مرابط الدخل.
إن هذا النوع من المصابيح يتحمل انخفاض التوتر نسبياً ويستمر بالإضاءة ولو انخفض التوتر 50٪ من التوتر الاسمي، وهذا يسبب انخفاض المردود، وتغيّر لون الضوء وشدة الإنارة. والمتوافر من هذه المصابيح باستطاعة 35 حتى 100 واط وتعطي شدة إضاءة بين 70 و120لومن/واط. ومنها نماذج متطورة للإنارة الموجهة التي تحتاج إلى سطوع كبير كما في المسارح ودور العرض).
مصابيح التفريغ العالي الكثافة high intensity discharge (HID):
تصنف هذه المصابيح في ثلاثة نماذج أساسية هي:
ـ مصباح ميتال هاليد بقطب إقلاع probe start metal halide:
هو من النوع التقليدي وأقدم الأنواع الثلاثة، تراوح حرارة ضوئه بين 300 و4100 كالفن، ويستخدم في الإنارة الداخلية والخارجية، يحتوي المصباح على قطب أو مأخذ للقدح ولا يُستخدم قادح خاص، وهو أقل كلفة وأكثر تداولاً من باقي الأنظمة.
ـ مصباح الإقلاع النبضي pulse start system:
يحتاج هذا المصباح إلى نظام إقلاع خاص به igniter ولا يمكن أن يستبدل به مصباح آخر، ويمكن أن ينفجر إذا لم يكن ثمة توافق بين المصباح والبلاست.
هذا المصباح يحتاج إلى دارة قدح مهمتها تطبيق نبضات توتر بالكيلو فولت في مرحلة الإقلاع، وعادةً تقف النبضات القادمة من المقلع بعد اكتمال الإشعال، الذي يتم بسرعة أكبر من باقي المصابيح.
ـ مصباح ميتال هاليد الخزفي ceramic metal halide:
تُستخدم مصابيح الميتال هاليد الخزفية للاستطاعات الكبيرة، وتعمل باستخدام بلاست ومقلع يسمى pulse start ballast. يمتاز هذا الجهاز مقارنة بنموذج الإقلاع النبضي بأنه يحافظ على اللون لعمر أطول، والمصباح باستطاعة 400 واط يعطي 92- 94 لومن/واط.
الاختيار بين المصابيح
إن الاختيار بين المصابيح في منشأة ما (مسرح ـ معمل ـ غرفة عمليات ـ مكاتب ـ مطارات ـ قاعة استقبال) يعتمد على خبرة المهندس ومعرفته بنوعية المصابيح المتوافرة من ناحية، وعلى متطلبات العمل وشروطه من ناحية أخرى.
وتعتمد طريقة اختيار المصباح على ما يأتي:
1- مستوى إنارة المصباح وارتفاعه عن النقطة المراد إنارتها.
2- أثر ارتفاع التوتر و انخفاضه في عمل المصباح.
3- المنحني القطبي للإنارة والحاجة إلى إنارة موجهة.
4- الحرارة الصادرة عن المصباح وأثرها في المحيط.
5- الضجيج الصادر عن المصباح وأجزائه.
6- اللون الصادر عن المصباح.
7- استمرارية التشغيل أو التوقف مع ارتفاع حرارة المصباح.
8- الحاجة إلى إقلاع خطي (كما في المطارات بعد انقطاع التوتر).
9- الناحية الجمالية في المنشأة.
10- تحديد درجة عزل الحبابة وحمايتها من ناحية الرطوبة الخارجية والغبار المحيط.
11- نوعية التوتر المراد تطبيقه على الجهاز مستمر أو متناوب.
وأغلب الأجهزة ذات التوتر المتناوب تعمل عند تردد 50 - 60هرتز.
مصابيح خاصة:
لكل نوع من أنواع المصابيح السابقة الذكر مصابيح خاصة تعمل بالمبدأ نفسه، لكنها تستخدم في مواقع محددة لحماية المصباح من الحرارة أو الرطوبة، أو بحسب نوعية الإنارة المطلوبة وتركيزها، والمكان المراد تركيبها فيه، وفيما يأتي بعض المصابيح الخاصة المتوافرة لكل نوع من أنواع المصابيح:
أ ـ المصابيح المتوهجة الخاصة incandescent: وهي تختلف باختلاف وظيفتها، فمنها ما يُستخدم لطرد الحشرات أو في الأفران الحرارية أو البرادات أو آلات الخياطة أو الضوء الأزرق، ومنها المصابيح ذات التوتر المنخفض جداً (0.5- 1) فولت كمصابيح التصوير الضوئي والغرف المظلمة والعرض الميكروي والمسارح العامة وغيرها.
ب ـ مصابيح الفلورسنت الخاصة:
وتستخدم: مصابيح لأحواض السمك، وللضوء الأسود والمصابيح الملونة ومصابيح مكافحة التلوث والمصابيح الطبية ومصابيح ترشيد الطاقة.
ج ـ مصابيح ميتال هاليد الخاصة:
- مصابيح ميتال هاليد ومصباح الزينون النبضي والمصابيح الباردة والمصابيح الساخنة، والمصابيح ذات الاستطاعة العالية وذات الاستطاعات المتدنية جداً ومصابيح الأبنية.
د ـ مصابيح الهالوجين الخاصة:
ومنها؛ مصابيح المسارح وغرف التصوير والأفلام، ومصابيح الأشعة تحت الحمراء الحرارية والعادية، ومصابيح الإسقاط الضوئي، والمصابيح ذات الفتيل المسطح Flat filament، ومصابيح الإسقاط المكروية، ومصابيح أجهزة الڤيديو، ومصابيح الأجهزة الطبية العينية.
هـ ـ المصابيح التحريضية induction lamps:
هذا النوع من المصابيح ليس له إلكترود إشعال، ويعمل على مبدأ التحريض وتفريغ الغاز.
يتميز بساعات عمل طويلة (6000) ساعة ويحتاج إلى دارة إلكترونية خارجية لإشعاله، لا يتأثر هذا المصباح كثيراً بانخفاض التوتر لكنه يعمل ضمن مجال توتر مستمر أو متناوب في حدود (200-240 فولت). يستخدم هذا المصباح للإنارة الخارجية وإنارة المواقع الصناعية والأماكن العامة، وتراوح الاستطاعات المتوافرة من 55 واط حتى 85 واط.
المصابيح الإقتصادية compact lampe:
وتتألف من أنبوب تفريغ بقطر صغير، ملفوف على شكل حرف U أو بأي شكل تزييني آخر كما هو مبين بالشكل (9) أدناه. يحتوي الأنبوب على بخار الزئبق، ونتيجة مرور التيار تتشكل البلازما الضوئية، التي تشع أشعة فوق بنفسجية ultraviolet غير مرئية، ويتم امتصاصها من ذرور الفلورسنت التي تغطي عادة السطح الداخلي للإنبوب الزجاجي وتشع الضوء المرئي. المصباح الاقتصادي مثل باقي مصابيح الفلورسنت، لا يعمل من دون مقلع، ويحتاج إلى نبضة إقلاع عالية التوتر لشحن البلازما، فيزداد مرور التيار، وتصبح المقاومة الداخلية للحبابة منخفضة، ويلزم عندئذ التحكم بالتيار المار وإلا ازداد ضرره. وتستخدم لهذه الغاية دارة تحكم وقدح مرتبطة مباشرة بالمأخذ الرئيسي (السوكة). وكلما ازداد التردد صغرت أبعاد المحول والملفات الضرورية لعمل المصباح.
إن مردود هذه المصابيح جيد، ويراوح بين 70-100 لومن/واط أي أن 70 -80% من القدرة الكهربائية المستجرة ليتحول إلى طاقة ضوئية، فلا تصدر عن المصباح حرارة عالية. وعمره الوسطي يقارب 10000ساعة عمل مقارنة بمصابيح النيون العادية التي لا تتجاوز ساعات عملها 1000 ساعة. وعليه فإن مردود تشغيلها الاقتصادي وطول عمرها يعوض عن غلاء سعرها ويوفر في استجرار الطاقة الكهربائية.
هاشم ورقوزق
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث