بول ماري تيودور فانسان دَاندي Paul-Marie-Théodore Vincent d'Indy مؤلف موسيقي ومعلم وقائد أوركسترا فرنسي، ولد وتوفي في باريس. تلقى علومه الموسيقية الأولى (قبل الحادية عشرة من عمره) من جدته الموسيقية، ثم انتسب إلى المعهد الموسيقي conservatoire لمتابعة دراسته الموسيقية، وكانت أسرته ترغب في أن يدرس المحاماة بدلاً من الموسيقى.
عقد داندي صداقات مع زملائه الموسيقيين الفرنسيين مثل: ماسنيه Massenet، وسان - سانس Saint-Saëns، وبيزيه Bizet، كما التقى عدداً من الموسيقيين غير الفرنسيين في أسفاره إلى أنحاء أوربة، وتوطدت بينه وبين بعضهم صداقات حميمة مثل صداقته مع فرانز لِيسْت Liszt، وفاغنر Wagner، وبرامز Brahms. أسهم داندي مع أستاذه فرانك C.Franck وعدد من الموسيقيين الفرنسيين في تأسيس «الجمعية الوطنية الموسيقية» S.N.M. التي أصبح رئيساً لها عام 1890 بعد وفاة فرانك. وتوجهت إليه الأنظار مؤلفاً موسيقياً وقائداً للأوركسترا، وبلغ شهرة مرموقة، في فرنسة، في نهاية القرن التاسع عشر. وفي عام 1894، شارك مع بعض الموسيقيين في تأسيس مدرسة غنائية دينية دعيت باسم «سكولا كانتوروم» Schola Cantorum كان من أهدافها إحياء التراث الغنائي الغريغوري والنهوض بالموسيقى الكنسية. وقد غدت هذه المدرسة، فيما بعد، معهداً رسمياً لتدريس التأليف الموسيقي، ودرّس داندي التأليف في هذا المعهد قبل أن يصبح مديراً له عام 1911و1912 واستمر في تدريس هذا المقرر حتى وفاته.
كان داندي صاحب فكر تقليدي، وكان مولعاً بالموسيقى القديمة متحمساً لها، وكان يرى أن على الموسيقيين الشباب أن يحذوا في تآليفهم حذو الأقدمين وينهلوا من مشاربهم قبل أن ينهلوا من المعاصرين. وقد أسهم في إحياء أعمال موسيقية كثيرة لطائفة من الموسيقيين مثل الإيطالي مونتفيردي Monteverdi، والفرنسي رامو Rameau، والألماني باخ Bach عن طريق قيادته للأوركسترا وجولاته الموسيقية في مدن أوربة والولايات المتحدة الأمريكية. وكتب عن حياة بعض الموسيقيين الذي يعدّهم جهابذة الموسيقى مثل بتهوفن Beethoven، وفاغنر، وفرانك. كما وضع كتاباً تدريسياً في التأليف الموسيقي في ثلاثة أجزاء ما يزال مرجعاً مهماً في معاهد موسيقية عدة.
تعددت أنشطة داندي، بعد وفاة أستاذه فرانك، في كل الاتجاهات والفنون الموسيقية مثل الأوبرا opera، والسمفونية symphony، وموسيقى الحجرة chamber music، والجوقة الغنائية، والأغاني، والآلات المنفردة، إضافة إلى قيادة الأوركسترا. إلا أن مؤلفاته المميزة تبقى في أعماله الأوركسترالية مثل: سمفونية «على لحن فرنسي جبلي»sur un chant montagnard français، و«عشتار» Istar وهي تنويعات لحنية variations أوركسترالية. كما أنه اهتم بالفنون الشعبية، واستخدم أغاني شعبية في كثير من أعماله مثل «سمفونية السيفين» (symph. Cévenole (1886.
اصطبغت موسيقى داندي بكاثوليكيته. فالروحانية والقناعة الدينية لديه ساقتاه تلقائياً إلى الالتزام بإبداع فني متحفظ بعيد عن متعة الاستماع الموصوفة بالمادية والوثنية في العالم المسيحي. وهو يرى أن الألحان الانسجامية (الهارمونية) والأوركسترالية للانطباعيين الذين يخاطبون الحواس والمشاعر الإنسانية مباشرة، تنطوي على نوع من الزندقة.
كان داندي، من الناحية الموسيقية والفلسفية، أسير تيارين اثنين في آنٍ واحد: أولهما ألماني وثانيهما فرنسي. فقد تتلمذ على فرانك وتأثر تأثيراً بالغاً بفاغنر وأعلام الموسيقى الألمانية مثل: باخ، وبتهوفن، وشومان Schumann، ومندلسون Mendelssohn. وقد حاول أن يجري دماً جديداً أصيلاً في الموسيقى الفرنسية، وكان يعتمد على الموسيقى الشعبية التراثية ولا يغفل الماضي. ومع ذلك، فقد بقي خارج إطار التجديد والمدرسة الفرنسية الحديثة التي أنشأها فوريه Fauré وديبوسي Debussy، ورافيل Ravel، إذ إنه كان على النقيض من مناحيهم ومناحي «مجموعة الستة» Groupe des Six، ثم إنه لم يتعاطف مع الاتجاهات الموسيقية للمجددين الأوربيين مثل: شونبرغ Schoenberg النمسوي، وسترافنسكي Stravinsky الروسي، وريتشارد شتراوس R.Strauss الألماني. كما أن أفكاره واتجاهاته الموسيقية لم تستطع أن تؤثر في تلامذته مثل: روسّيل Roussel الفرنسي، وألبينيث Albeniz الإسباني، وأونيغر Honegger السويسري.
اهتم داندي بالبناء الموسيقي في أعماله وبالأفكار النبيلة في موضوعاتها وبموسيقى القدماء. وكان أستاذاً فذاً في التدريس ومتمكناً من علم الطباق counterpoint، وفن التوزيع الموسيقي. كما كان علماً في قيادة الأوركسترا.
من أعمال داندي الموسيقية المختلفة: ثلاث مسرحيات غنائية درامية، واثنتان من الأوبرا، وألحان أوركسترالية منها قصيدتان سمفونيتان symphonic poems وثلاث سمفونيات، وقطع من موسيقى الحجرة، وقطع للبيانو المنفرد، وللوتريات، وألحان غنائية جوقية ومنفردة وشعبية.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية التربية والفنون الفنون فنانون