التأخير الطفيف في ربط الحبل السري .. يفيد المواليد 

العناية بالتعقيم الفعال لموضعه قرب السرة يخفض من الالتهابات والوفيات لديهم
الرياض: د. عبير مبارك 
اعلن باحثون اميركيون في جامعة كنغستون ان الانتظار لأقل من دقيقة قبل ربط الحبل السري، ربما يكون أمراً مفيداً للمواليد قليلي الوزن، وفق نتائج دراسة نشروها في في عدد أبريل من مجلة «طب الأطفال» الأميركية. واضافوا ان استعمال الكلورهيكسوديل، وهو احدى المواد للتعقيم الموضعي، يخفض من التهاب ألسرة ومن الوفيات بسببه في الدول النامية كما تقول دراسة من جون هوبكنز نشرتها مجلة «لانست» الطبية في أواخر مارس الماضي.

توقيت الربط 

واليوم تختلف الممارسة الطبية في أوروبا عنها في الولايات المتحدة حول توقيت ربط الحبل السري بعد إتمام نزول الجنين، ففي الدول الأوروبية يتم الانتظار شيئاً يسيراً قبل ربط الحبل السري، بينما يقوم الأميركيون بربطه مباشرة بعد الولادة دونما تأخير. وطرحت الدكتورة جوديث ميركير من جامعة رودي أيلاند في كنغستون بالولايات المتحدة، بحثها الحديث حول تأثير الانتظار ما بين 30 الى 45 ثانية قبل ربط الحبل السري، معللة الحاجة لبحث هذا الجانب بالاختلاف في الممارسة الطبية، وقلة توفر أبحاث حوله وقلة عدد المشاركين فيها، بالإضافة الى أن هناك من المؤشرات ما يدل على فائدة تأخير ربطه إضافة الى وضع المولود في مستوى أقل من الأم، كل هذا كي تندفع أكبر كمية ممكنة من الدم الى الطفل.
 
الدراسة شملت 72 امرأة حاملا، من تمت لديهن الولادة قبيل بلوغ الشهر الثامن، أي 32 أسبوعا وما دون. وقُسمت المجموعة الى قسمين، قسم تم فيه ربط الحبل السري مباشرة بعد الولادة وفي غضون أقل من 10 ثوان، والقسم الثاني تم فيه التريث ما بين 30 الى 45 ثانية قبل ربطه.
 
وبينت النتائج أن التأخير رفع الى 24% من كمية الدم في جسم الجنين. الأمر الذي علقت عليه الدكتورة ميركير بقولها إن الاستعجال يحرم الوليد الاستفادة من كمية أساسية من الدم، الأمر الذي قد يسبب الى خفض ضغط الدم وقلة إرواء الأعضاء به. ولاحظ الباحثون لدى المواليد الذكور على وجه الخصوص ان التأخير قلل من نزيف الدماغ لدى الطفل قليل الوزن، أي أقل من 1.5 كيلوغرام، كما نقص أيضاً من خطورة التهابات الدم.
 

تعقيم السرة 

 
الى هذا، يقول الباحثون من جامعة جون هوبكنز الأميركية إن التعقيم السليم والفعال لمكان ربط الحبل السري يقي كثيراً من إصابته بالالتهابات ويحد من حالات الوفيات نتيجة له، ففي دراسة قام بها فريق من باحثي الجامعة في نيبال بأواسط آسيا تبين أن التعقيم بسائل الكلورهيكسوديل المعروف، يحد بنسبة 75% من حالات الالتهابات الميكروبية، وبنسبة 24% من حالات الوفيات لدى الأطفال حديثي الولادة مقارنة مع ما يُسمى بالعناية الجافة لموضع ربط الحبل ألسري. كما أنه حينما تم البدء بالتعقيم بالكلورهيكسوديل في أول 24 ساعة من الولادة بالتحديد فإن الوفيات قلت بنسبة 34%.
 
وتنتشر مشكلة التهابات السرة في كثير من مناطق الدول النامية، نتيجة لعدة عوامل منها الولادات المنزلية وعدم إشراف طبيب أو قابلة قانونية على الأمر بالإضافة الى المعتقدات الاجتماعية الخاطئة حول العناية بمكان ربط الحبل السري كاستعمال الطين أو روث الحيوانات، وهو ما يرفع منطقياً من نسبة التهاباته. الأمر الذي حدا بمنظمة الصحة العالمية مضطرة، الى النصيحة باستخدام العناية الجافة بمكان ربط الحبل السري بغية الابتعاد أي تعامل خاطئ من قبل الأمهات بمواليدهن. والدراسة الأميركية التي تمت في نيبال شملت أكثر من 15 ألف طفل، واستمرت بين عامي 2002 و 2005، حيث تم التعقيم بالكلورهيكسوديل لدى ثلثهم، وبالماء والصابون لدى الثلث الثاني، بينما بقيت السرة جافة لدى الثلث الأخير.
ويقترح الباحثون استعمال هذا المعقم الزهيد الثمن وبذل جهد أكبر في تثقيف الأمهات وتوفيره لهن.

الحبل السري 

ويعد الحبل السري حلقة الوصل ما بين الجنين وأمه لدى الإنسان والحيوان، إذْ يتم خلاله توصيل جزء كبير من تغذية الجنين وسحب فضلاته. ويحتوي بالأساس من نسيج يضم أوعية دموية عبارة عن شريانين ووريد، ومعدل طوله حوالي 50 سنتيمترا وعرضه حوالي سنتيمترين، وفي المرحلة الثالثة من الولادة حين ولادة المشيمة وانفصالها عن بطانة الرحم. وبينما تقوم أم الحيوان الوليد بقضم الحبل السري لقطعه، فإن الأم في الإنسان تقوم بربطه قرب بطن الطفل ومن ثم قطعه في جهة المشيمة. وعادة ما يجف الحبل وينفصل عن الجنين في غضون ما بين أسبوع الى ثلاثة أسابيع. ولذا يكون الحرص على إبقائه جافاً ونظيفاً حتى لا يُصبح مصدر التهاب بكتيري يُؤذي الطفل. وللمحافظة على جفافه في المناطق ذات الرطوبة العالية فإن استخدام مجفف الشعر بصورة لطيفة جداً وبحرارة متدنية ربما يُسهم في المحافظة على جفافه دون تعمد فركه أو تجفيفه يدوياً بصورة قوية. وعلى الأم أن تعتني به وتلحظ أي علامات على التهابه، كظهور احمرار في الجلد حول السرة أو إفرازات ملونة ذات رائحة وغيرها من علامات الالتهاب.
وربما يحدث نزيف حال سحب بقايا الحبل السري المتعلقة بالبطن قبل اكتمال جفافها وانفصالها عن جلد البطن، والنزيف يُعرف حينما تمسح الأم مكان الدم ثم تظهر قطرة دم أخرى وهكذا. وإذا كان الوضع كذلك فأخذ مشورة الطبيب لازمة آنذاك. كذلك الحال لو تأخر انفصال البقايا عن بطن المولود.
 
وكان ملحق الصحة في «الشرق الأوسط» قد عرض سابقاً ضمن أبحاث بدائل الدم الصناعي وأبحاث الخلايا الجذعية جانبين من استعمالها أنسجة الحبل السري ودم الحبل السري التي تدور حولها الدراسات الطبية الحديثة.

المراجع

tbeeb.net

التصانيف

صحة الطفل   الطبي   طب   العلوم البحتة   العلوم التطبيقية