رغم الصحوة التي تلاحظها المجتمعات العربية بخصوص الرعاية الصحية بجوانبها الكثيرة إلا أن مجال طب الأسنان لا يزال يعاني نقصاً في إدراك أهمية الأسنان وخصوصا الأسنان اللبنية وبالتالي فان الحماية من الأمراض العديدة التي تصيب الأسنان ليست ذات أهمية عند المواطن العربي والذي لهذا اليوم يعاني من عدم تكامل المعلومات لديه عن الوقاية من الأمراض والفحص الدوري ويفضل ان يكون زبونا دائما عند طبيب الأسنان.
الأسنان اللبنية
ومن هذه الأمراض المنتشرة التي يجب على الآباء والأمهات الانتباه لها والوقاية منها أو علاجها في مراحلها الأولى هو التسوس المبكر للأسنان اللبنية والذي قد ينتج عنه ويلات لا حصر لها إذا ما تم مقابلته بعدم المبالاة.
التسوس المبكر للأسنان اللبنية أو ما يسمى بالتسوس الناتج عن الرضاعة أو تسوس رضاعة الحليب هو أول أشكال التسوس الذي يصيب الأسنان اللبنية وبشكل سريع ومفاجئ وهذا ما يجعل الأمهات تتفاجأ بتغير لون الأسنان وهشاشتها بعد فترة قصيرة من ظهورها في فم الطفل ويتساءلون عن السبب الذي أدى بأسنان أطفالهم إلى هذا الحال،
والصحيح الذي يجب أن تعلميه أيتها الأم انه بداية التسوس المبكر الذي توفرت له العوامل المساعدة لهذه البداية المبكرة لفترة زمنية طويلة ونستطيع القول أن السبب الرئيسي لهذا التسوس هو إضافة مادة السكر إلى الحليب في الرضاعة لاعتقاد الأهل الخاطئ أن الطفل قد لا يتقبل الحليب بدون إضافة السكر وغاب عن أذهانهم أن الطفل يتقبل طعم السائل كما يعطى له من البداية ونؤكد على ذلك بأن الطفل يتقبل الحليب منذ الولادة وبدون إضافة السكر له.
الرضاعة الطويلة
والسبب الرئيسي الآخر هو طول مدة الرضاعة أي وجود رضاعة الحليب في فم الطفل لمدة طويلة خلال الليل والنهار وهو ما يساعد على وجود السكر على الأسنان لفترة طويلة مما يسهل على الجراثيم الموجودة على الأسنان بأن تقوم بعملية التخمر التي تؤدي إلى نخر الأسنان بصورة سريعة مع ما يصاحبها من عوامل أخرى مساعدة لهذا النخر ونذكر منها :
1 ـ عدم تنظيف أسنان الأطفال بصورة مستمرة وهو ما يتوجب مراقبة الأمهات للأطفال خلال تنظيف الأسنان.
2 ـ تناول العصائر والحلويات والمكسرات التي يتناولها الطفل يوميا والتي تحتوي سكريات عالية.
3 ـ عدم مبالاة الأهل بإعطاء الطفل الأغذية الصحية ذات القيمة الغذائية العالية.
4 ـ عدم القيام بالزيارة الدورية إلى طبيب الأسنان والتي تعود بالفائدة على الأهل والطفل بالنصائح المفيدة واكتشاف النخر المبكر وعلاجه مبكرا بدون ألم.
ويبدأ التسوس من الأعمار المبكرة ( 2-4 سنة) وبأشكال متعددة تبدأ من وجود ثقوب صغيرة، في الأسنان مع تغير لونها من الأبيض إلى الأصفر فالبني وينتهي بالسود مع زيادة حجم الثقوب التي تؤدي إلى تآكل الأسنان تماما، وتكون الأسنان الأمامية العليا هي أولى الأسنان التي تصاب بالنخر وتتبعها الأسنان الخلفية العليا والسفلي بالإصابة.
خسارة كبيرة
يصحب مراحل النخر المختلفة أعراض متنوعة تبدأ بالألم ثم الالتهاب المصاحب بالحرارة وعدم الراحة انتهاء بوصول التهاب السن إلى مراحله النهائية ووجود خراج في نهاية جذر السن مما قد يؤدي إلى وجود ورم في الفم ووجوب خلع السن اللبني وهنا تكون الخسارة كبيرة وهي مالا يقدره الأهل إلا حينما تتم التضحية بهذه الأسنان مما يؤثر على شكل الطفل وقابليته على المضغ والنطق السليم واعوجاج الأسنان الدائمية عند ظهورها.
الوقاية أولاً
وهنا يأتي دورنا للتوعية بعد أن بينا الأسباب والنتائج لهذا النوع من التسوس وعلينا أن نسأل هل المطلوب الوقاية من هذا التسوس أم العلاج؟
أما العلاج فهو دور طبيب الأسنان وإما الوقاية فنوصي بها أخواتنا الأمهات للنجاة من هذه الآفة ونعطي هنا بعض النصائح المفيدة للوقاية من التسوس المبكر لدى الأطفال:
1 ـ أهمية الرضاعة الطبيعية وما لها من إيجابيات على صحة الطفل العامة وفم الطفل خاصة.
2 ـ عند استعمال الرضاعة الاصطناعية يرجى عدم إضافة مادة السكر إلى الحليب منذ الرضعة الأولى وإعطاء الطفل كفايته من الحليب قبل النوم وإذا اقتضت الحاجة وضع الماء في الرضاعة خلال الليل بدلا من الحليب.
3 ـ التقليل من المأكولات التي تزيد من قابلية الأسنان على التسوس كالحلويات.
4 ـ البدء بتنظيف أسنان الأطفال بصورة مبكرة ( 2 سنة ) باستخدام الفرشاة والمعجون وتحت إشراف الأهل.
5 ـ زيارة طبيب الأسنان الدورية لفحص الأسنان بصورة مستمرة ومعالجة النخر والحالات المرضية الأخرى مبكرا.
د. عفراء صلاح العبيدي
اختصاصية طب أسنان الأطفال ـ كلية طب الأسنان ـ شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا
المراجع
tbeeb.net
التصانيف
صحة الطفل الطبي طب العلوم الاجتماعية