الفن البيزنطي
 
ساعد موقع القسطنطينية الجغرافي بين الشرق والغرب، في أن تكون مركزاً تجارياً مهماً، وفي ازدهار طراز فني نتيجة امتزاج عناصر من رومة ومن العالم الهليني بعناصر شرقية محلية، ومع انتقال قسطنطين إلى العاصمة الجديدة ازداد نفوذ بيزنطة السياسي والديني، وصارت القسطنطينية المركز الرئيس للحضارة والفن البيزنطيين منذ القرن السادس الميلادي حتى سقوطها في أيدي الأتراك عام 1453.
ولارتياب المسيحية في الفن، بادىء الأمر، لأنها رأت فيه عماداً للوثنية وشعائرها، ولمّا عدّ الناس أن الجسد أداة الشيطان، وصار الراهب المثل الأعلى للرجولة، فقد اختفت من الفن دراسة التشريح، ولم يبق في فني النحت والتصوير إلا الوجوه الحزينة والثياب التي لا شكل لها. لكن مع انتصار المسيحية على الوثنية، أخذت تقاليد الفن المحلية والقومية تزدهر وتثبت وجودها مرة أخرى.
اتحدت الفنون البيزنطية في أصولها عمارة لمبان دينية وفنوناً تشكيلية لدين واحد، ولكنها اختلفت اختلافاً جوهرياً من حيث الروح المعمارية والمنظر العام للزخرفة والتصوير. ومن أهم الأسباب التي أوجدت هذا التباين، التنوع القومي والجغرافي، واختلاف مواد البناء المحلية، والحالة السياسية والاجتماعية والعلمية في البلاد المختلفة، فمصر، على سبيل المثال، أسهمت في الحضارة البيزنطية بفنها القبطي الذي يعد بحق أول الفنون المسيحية، كما أسهمت سورية لا في تشكيل المسيحية الأولى وأفكارها اللاهوتية فحسب، بل بنقلها فنونها إلى بيزنطة أيضاً، فعاشت «تدمر» نهضتها الفنية موصولة على الرغم من احتلال الرومان لها، وكذلك كانت الصور الجدارية في دورا أوروبوس على نهر الفرات نماذج من إبداع المنطقة التي أغنت الأيقونوغرافية البيزنطية الجديدة. ويذهب بعضهم إلى أن العقد والقبوة والقبة ـ التي وهبت الفن الروماني إيقاعاً دائرياً تجاهلته عمارة اليونان ذات الزوايا ـ تعود جميعاً إلى فارس التي أخذتها هي الأخرى عن الآشوريين. وعلاوة على ذلك لابد من التنويه بتأثر اليونان وبلغارية وروسية، وغيرها من الدول، بالفنون البيزنطية، وإسهامات تلك الدول في العمارة والأيقونة والفسيفساء والمخطوطات.  
العمارة
تُمثل مدة حكم الامبراطور قسطنطين (307-337م) بداية للتاريخ البيزنطي، ولكنها لا تمثل نقطة تحول في تاريخ الفن والعمارة، إذ استغرق تبلور العمارة وتميزها قرناً من الزمن، كما أن التغير الواضح في الذوق لم يحصل إلا في أواخر القرن الخامس الميلادي.
 اعتمدت الكنائس المسيحية الأولى في تصاميمها على البازيليكا المشتقة من نمط استعمل بكثرة في العمارة الرومانية لأغراض مدنية، فشَكّلت في الشرق والغرب على السواء، الأنموذج للكنائس الأسقفية والأبرشية وكنائس الأديرة. وهناك فئة أخرى من العمارة البيزنطية المبكرة وتضم الأضرحة التذكارية والمباني التي يُحج إليها. من الممكن عد الكنائس التذكارية الرئيسة التي بناها قسطنطين أو والدته للشهداء في الأراضي المقدسة، نماذج أولية لكنائس الشهداء في الشرق، ومثال ذلك كنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في القدس، وكنيسة القديس ديمتريوس في سالونيك (منتصف القرن الخامس)، ويعاصر هذه الكنيسة التجمع الضخم لقلعة سمعان العمودي (قضى أربعين عاماً على عمود) في شمال سورية بين حلب وأنطاكية.
 
لم تعتمد البازيليكا في إحداث تأثيرها الجمالي في شكلها المعماري الخارجي، بل على الزخارف الداخلية: الأعمدة الرخامية، والتيجان المنحوتة، والكسوة المشكلة من قطع الرخام الملون، وأحياناً الزجاج واللؤلؤ والفسيفساء، والأرضيات الفسيفسائية المزينة بأشكال هندسية، وقطع الأثاث كالحاجز والمظلة والمنبر. كانت البازيليكا سهلة البناء وحققت الجمع بين الحد الأعلى من التأثير بالحد الأدنى من الجهد، ويمكن توسيعها أو اختصارها من دون إحداث مشاكل هندسية باستثناء عرض الرواق الأوسط. وباختصار فإن الكنائس البازليكية كانت تمثل إنتاجاً بالجملة.
تتوزع العمائر الدينية في أنحاء الامبراطورية في أربعة طرز مختلفة:
1ـ الكنيسة البازيليكية ذات السقف الخشبي مثل كنيسة القديسة ماري بالقسطنطينية، وكنيسة القديس أبولينير في رافينة.
2ـ المباني التي تعتمد تصميماً مركزياً (مباني التعميد المستديرة أو المتعددة الأضلاع)، مثل مبنى القديسَين سرجيوس وباخوس في القسطنطينية، وكنيسة القديس فيتالي في رافينة.
3ـ الكنيسة المغطاة بقبة مثل كنيستي القديسة إيرينة والقديسة صوفية في القسطنطينية.
4ـ الكنيسة التي يعتمد تصميمها الصليب الإغريقي المتساوي الأضلاع، وهذا طراز بيزنطي صرف، ظهر في القرن السادس وفيه تعلو القبة مركز تقاطع أضلاع الصليب الإغريقي الموجود داخل مربع، وتمثله كنيسة الرسل المقدسة في القسطنطينية (536-546).
وتعد كنيسة «آيا صوفية» في القسطنطينية من أروع الأمثلة على الفن البيزنطي في عهد جستنيان، ومفخرة العمارة البيزنطية، كما أن لها أهمية خاصة في تاريخ العمارة للابتكارات التي ظهرت فيها. استوحت العمارة في فلسطين من الطراز البيزنطي أيضاً، ومثالها كنيسة سان سيرج في غزة. أما في الغرب فلقد بني في رافينة (إيطالية) الكثير من العمائر البيزنطية ذات الصفة الخاصة، ومثالها سان أبولينير الجديد التي ابتدأت في عهد تيودورا، وكنيسة سان أبولينير إن كلاس، ثم كنيسة سانت فيتالي ذات المخطط المركزي وهي تشبه كنيسة أنطاكية. وفي شمالي أفريقية عدد وفير من الكنائس البيزنطية المختلفة. وكانت عمارة شمالي سورية كما هي ممثلة في كنيسة اللوزة، عمارة حجرية اتباعية المفهوم، وفيها غزارة في الزخارف المنحوتة سواء في الداخل أم في الخارج، ومن الزخارف التي تميز المنطقة حلية زخرفية تأخذ شكل شريط متواصل ينساب فوق النوافذ. إن أفضل مثال معروف لاستيراد عمارة جستنيان إلى سورية نراه في مجمع قصر ابن وردان عند حافة الصحراء، ويتألف من قصر وثكنة للجند وكنيسة. ولم تكن العمارة السورية قليلة التأثر بعمارة القسطنطينية فحسب، بل كانت ذات تأثير امتد شمالاً حتى الأجزاء الشرقية من آسيا الصغرى وأرمينية، وجنوباً حتى شبه جزيرة سيناء.
إن البراعة التي أبداها المهندسون الأرمن في عصور الامبراطورية المظلمة (القرنين السابع والثامن) لا يرقى إليها الشك، ولكن من الصعب تحديد نسبة الأصالة في أعمالهم، وليس بالإمكان تجاوز حقيقة أن مجموعة متنوعة من الأشكال المقببة قد أُدخلت كلها دفعة واحدة  إلى أرمينية من دون أن يكون لها جذورهناك. إن مركز الإلهام على الأرجح كان شمال العراق، منطقة اتصال الأرمن مع السوريين مباشرة.
إن أهمية العمارة الأرمنية والجورجية، لا تكمن في نوعيتها الرفيعة فقط، ولكن في كونها تعكس تطورات معمارية غير معروفة في المقاطعات الشرقية للامبراطورية أيضاً، ومن أرمينية عادت تلك الأشكال الشرقية وتغلغلت في العمارة البيزنطية.
التصوير
عبّر المصورون عن موضوعاتهم المسيحية المصورة بوسائل عدة منها: التصوير الجداري والأيقونة والمخطوطات، ولاسيما الفسيفساء التي تعد من أجمل مظاهر الفن المسيحي البيزنطي، ومن أهم الفنون المكملة للعمارة في الكنائس. ففي عصر كان الفكر فيه يتطلع إلى ما وراء عالم الحقيقة، كانت الفسيفساء الوسيط المثالي للإيحاء برؤى عالم الغيب الميتافيزيقية وتوجيه الفكر نحو عالم الروحانيات غير الملموس. من أهم اللوحات الفسيفسائية: فسيفساء ترجع إلى القرنين السادس والسابع في كنيسة القديس ديمتري بسالونيك، وهي من القطع البيزنطية الجميلة المصممة بأسلوب قصصي تاريخي. وفسيفساء كنيسة سان فيتالي وهما لوحتان موزعتان على جانبي حنية المذبح المتقابلين، تصوران الشخصيات البارزة برافينة، ويظهر في إحداها الامبراطور جستنيان وسط حاشيته، في حين تظهر في اللوحة الأخرى الامبراطورة تيودورا بكل أبهة الملك الباذخة. ولوحة «التجلي الصرحية» في دير سانت كاترين التي نفذها أحد كبار الفنانين بحذق وبراعة، فصور الحادث على أنه رؤيا، مميزاً بحساسية بالغة بين المسيح والنبيين والحواريين. و«يوم الحساب» في بازيليكا تورشيلّو. و«رقصة سالومي في عشاء هيرودوس» في معمودية بازيليكا القديس مرقص في البندقية، و«المسيح ضابط الكون» Pantocrator في كاتدرائية سيفالو بصقلية، و«الامبراطور ليو السادس ساجداً أمام المسيح» مؤدياً حركة «بروسكينيسيس» في كنيسة «أيا صوفيا»، وفسيفساء يوحنا الثاني كومنينوس والامبراطورة إيرينة واقفين على جانبي العذراء والمسيح الطفل.
النحت
توافرت للفنانين التشكيليين مواد كثيرة يستخدمونها في أعمالهم، فكانت لدى النحات محاجر الرخام في أماكن عدة، وكان لديه عمد وتيجان ينتهبها من كل هيكل وثني قائم، ومع كل ما لديه كان يعمل لخلق جمال مجرد من الصور الرمزية. ولكن المثَّالين البيزنطيين كانوا مع هذا القيد عمالاً يمتازون بالكفاية والصبر وسعة الحيلة، وقد نحتوا التاج التيودوسي للعمد وجمعوا بين النمط الأيوني وأوراق النمط الكورنثي وكأنهم أرادوا أن يجعلوا هذه الوفرة من الطرز أشمل وأعم، فحفروا على هذا التاج المركب أجمة من النبات والحيوان.
بعد أن كان النحت فناً قائماً بذاته غدا فناً مكملاً لأشكال العمارة والشعائر المسيحية، وضمرت أبعاده الاتباعية الثلاثة حتى أضحى، كما التصوير، مقتصراً على أشكال مصورة بارزة من الأسطح الحجرية، كالنقوش البارزة على ألواح التوابيت الحجرية، وتشتمل عناصرها على أشخاص وحيوانات وطيور ونباتات حية ورموز مسيحية، ومثال ذلك منحوتات قاعدة المسلة المصرية في اصطنبول، وتمثال برونزي لأحد الأباطرة الظافرين من بارليتا Barletta، وتمثال لوجه قسطنطين الثاني من البرونز، وتابوت تيودور رئيس الأساقفة، وكرسي مكسيميان الذائع الصيت.
الأيقونة
 
سادت في القرن السابع الميلادي الخرافات والأساطير عقول الشعب، وآثر الكثيرون حياة الكسل والتراخي معتمدين على شفاعة الأتقياء والقديسين، فانتشرت عبادة الصور والاعتقاد فيما تأتي به من معجزات، وانتشرت جراء ذلك الأيقونات، فاعترض كثير من المثقفين والمؤمنين المسيحيين على ذلك ودعوا إلى وضع حد لها، فسارع ليو إلى إعلان حملته ضد الأيقونات للتخفيف من ازدياد عدد الرهبان المستفحل، واستنهاض الناس للعمل في المزارع والإنتاج والجيش. وفي عام 726 أصدر ليو أول قرار بتحريم الصور الدينية وأمر بتحطيمها، فحدثت ثورة ضد هذا القرار، وتفاقم الخلاف حتى وصل إلى الذروة بين الشرق والغرب، فأقال ليو بطريرك القسطنطينية في عام 730، وأغلق المدارس التابعة للكنيسة. عالج ليو الأمر باعتدال على عكس ابنه قسطنطين الخامس (740-775)، الذي سفك الكثير من الدماء. واستمرت حركة الاضطهاد بدرجات متفاوته من الشدة حتى عام 797، عندما أعلنت إيرينة نفسها امبراطورة على بيزنطة. وبمضي الزمن وبتأثير الرهبان والأديرة انتهت حركة اللاأيقونية Iconoclasme. ومع ازدهار الفن البيزنطي، وفن تصوير الأيقونات خاصة، أخذت الفوارق المحلية التي كانت موجودة قبل عصر التحريم وفي أثناءه بالتلاشي، وغدت القسطنطينية الحكم الفني والثقافي بلا منازع، وأخذ الأسلوب الجديد الذي نشأ في العاصمة إبان عهد الأسرة المقدونية يعم إشعاعه جميع الأقطار النائية حتى بات من العسير تحديد ما إذا كان العمل الفني وقتذاك قد تم في العاصمة أو في أحد المراكز الواقعة تحت تأثيرها.
ومن بين أجمل الأيقونات: «المسيح ضابط الكل» وتعود إلى النصف الأول من القرن السادس، و«الأم الرؤوم» الصربية، و«العذراء والطفل» في متحف كييف للفن الشرقي والغربي، و«صعود المسيح» بدير سانت كاترين، و«عذراء فلاديمير» من القرن الثاني عشر، و«رب المجد» من محارف القسطنطينية في مستهل القرن الثاني عشر، و«الملاك ميكائيل» من أشهر أيقونات القرن الرابع عشر، و«الثالوث المقدس»، و«وجه المخلّص» بريشة أعظم مصوري القرن الخامس عشر الروس أندره روبليف، و«مارجرجس يقضي على التنين» من مدرسة الجزر اليونانية نحو عام 1500.
الفنون الصغرى
وتتضمن هذه الفنون المخطوطات المصورة (ترقين الكتب وزخرفتها ـ المنمنمات)، والنسيج الموشّى، والعاج المنحوت، والمعادن المزخرفة والمطعمة بالمينا (التزجيج)، وصياغة المعادن الثمينة، والزجاج.
يتداخل في صور مخطوطات العصر البيزنطي المسيحية والمدنية أسلوبان متعارضان: الأول أسلوب تصويري عُرف في مصر وفي العالم الاتباعي (الكلاسيكي)، والثاني أسلوب متأثر بالتقاليد الشرقية الآسيوية السورية، فمن أرض الجزيرة وسورية جاءت الصور والرموز التي كانت لها الغلبة في الكتابة التصويرية التي ذاعت في العالم البيزنطي، وقد تكررت هذه الكتابة في الفنون الصغرى واتخذت لها آلاف الأشكال حتى ثبتت وأصبحت تقليداً وعرفاً متبعاً. ومن أشهر المنمنمات: «داوود يعزف على القيثارة» في كتاب المزامير الذي نُسخ وصُوّر في القسطنطينية في منتصف القرن العاشر (دار الكتب القومية بباريس)، و«يشوع يسجد أمام رئيس جند الرب» وهي من أعظم الإنجازات الفنية لعصر الإحياء المقدوني (مكتبة الفاتيكان)، و«الحوت وهو يلفظ يونس النبي»، و«تجلي المسيح»، و«رئيسة الدير والراهبات».
أما العاج المنحوت فقد امتزج فيه الطابع الاتباعي والعناصر الشرقية ولاسيما السورية، ففي العصور الأولى كانت كل من مصر وسورية من المراكز المهمة لنحت العاج ولكن ضياعهما من الامبراطورية ودخولهما في حكم العرب بما فيهما من مراكز فنية مهمة، الاسكندرية وأنطاكية خاصة، كان من العوامل التي ساعدت على ازدياد الأهمية النسبية للقسطنطينية وسالونيك، وعلى هجرة الفنانين إليهما. استُخدِم العاج بكثرة في صناعة الصناديق والعلب والأثاث واللوحات الدينية المؤلفة من طيتين أو ثلاث طيات. من أجمل الأعمال وأكثرها دلالة على مهارة الصانع كرسي أسقف رافينة الذي يرجع تاريخ صنعه إلى المدّة ما بين (545-556)، وتتكون لوحاته من زخارف آدمية وحيوانية ونباتية.
بدأت الامبراطورية البيزنطية، في النصف الأول من القرن التاسع، الخروج من غمامة الظلام التي طغت على الامبراطورية من دون أن تستعيد مكانتها العظيمة السابقة، فقد برز العرب قوة خلفت رومة في المنطقة، فتمكنوا من السيطرة على مناطق واسعة تمتد من أواسط آسيا إلى إسبانية.
وبحلول نهايات القرن الثاني عشر بدأت تتفتت دول العصور الوسطى البيزنطية إلى دوقيات إقطاعية، إذ انسلخت قبرص سنة 1185 عن الدولة تحت قيادة إسحق كومنين أحد أفراد العائلة الامبراطورية، وفي سنة 1189، نصب تيودور منكافاس نفسه حاكماً على فيلادلفية غربي آسيا الصغرى، وعندما سقطت القسطنطينية سنة 1204 تحت سيطرة فرسان الحملة الصليبية الرابعة عجل ذلك في التفتت الداخلي، لذلك فتاريخ العصور البيزنطية المتأخر لا يمكن نسبته إلى دولة واحدة بل لمجموعة من الإمارات الصغيرة. فمن الطبيعي أن تُظهر عمارة هذه الفترة وفنونها الأخرى تنوعاً حسب الأقاليم.
 
فائق دحدوح
 
 

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث