كشف د. طارق أنيس، رئيس الجمعية العربية للصحة الجنسية، عن ازدياد الوعي في البلدان العربية إزاء الجنس وأمراضه قائلا إن 20 % من الذين يواجهون مشاكل جنسية يزورون اليوم عيادات الصحة الجنسية مقابل 10% فقط كانوا يفعلون ذلك في الماضي وكانت نسبتهم ضعيفة نتيجة غياب الوعي لديهم.
وأرجع د. أنيس عدم الرضى الجنسي لدى النساء والرجال في الشرق الأوسط إلى درجة "الانتصاب" أثناء المعاشرة، موضحا أن الانتصاب هو عرض لأمراض أخرى وليس مرضا، مشددا على أن أسبابه التدخين والخمول وأمراض أخرى.
وجاء كلام الطبيب المصري البارز طارق أنيس لـ"العربية.نت" على هامش أعمال مؤتمر علمي ناقش الصحة الجنسية عند العرب، والذي استمرت فعالياته في دبي لثلاثة أيام وانتهى أمس الأحد 11-2-2007، برعاية أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، ومشاركة عدد من كبار المتخصصين عالمياً وإقليمياً، وتنظمه الجمعية العربية للصحة الجنسية التي تتخذ من القاهرة مقرا لها.
وعي جنسي
ورأى د. أنيس أن نظرة العرب للجنس تغيرت، مضيفا "حصل تغير في السنوات الأخيرة وصار الجنس قضية طبية وصرنا نعرف أسبابها الطبية وأصبح الناس يتكلمون فيها ويناقشون ويسألون عن العلاج، وهذا ما يفعله المتزوجون، وبالنسبة للشباب علينا توعيتهم لكي لا يحصلوا على معلومات غير صحيحة من جهات غير موثوقة".
وكشف عن أنه "منذ سنوات كان كل واحد من عشرة أشخاص يعانون من مشكلات جنسية يذهبون للطبيب، والآن صار كل واحد من خمسة يذهبون للطبيب"، و"السبب في تغير النظرة إلى الجنس وأمراض مع وجود أدوية فاعلة تعالج مشاكل الانتصاب تشجع الناس للذهاب إلى الطبيب".
وكانت دراسة ميدانية -هي الاولى من نوعها- حول "الرضى الجنسي" في منطقة الشرق الأوسط قد خلصت إلى أن أكثر من نصف النساء في المنطقة لا يشعرن بالرضى التام عن حياتهن الجنسية، وأن 57 في المائة من الرجال غير راضين جنسياً. وجاء عرض نتائح الدراسة أثناء المؤتمر العلمي الذي انعقد بدبي.
وأظهرت الدراسة التي أجرتها شركة فايزر الأمريكية أن 40 في المائة من الرجال و62 في المائة من النساء في الإمارات يشعرون برضى كبير عن حياتهم الجنسية، فيما بلغت النسبة في الكويت 46 في المائة للرجال و49 في المائة للنساء، وفي مصر بلغت نسبة الرضى الجنسي 39 في المائة للرجال و41 في المائة للنساء.
ولكن لماذا قامت شركة أجنبية بدراسة وضع الرضى الجنسي لدى العرب ولم تقم بذلك شركة عربية؟ يجيب الدكتور طارق أنيس لـ"العربية.نت" قائلا إن "الدراسة عالمية وشملت دولا عربية وغير عربية ولكن نحن بالمؤتمر ناقشنا فقط المنطقة العربية، والشركة الأجنبية التي أجرت الدراسة لها مكاتب بالدول العربية".
الانتصاب والأداء الجنسي
وعن المقصود بتعبير "عدم الرضى"، يوضح "يحمل معنى نفسيا، أي إذا كان الشخص راض عن أدائه الجنسي أم لا، وهي كلمة عامة تشمل معايير مختلفة جزء منها مرتبط بالرغبة أو الأداء أثناء المعاشرة أو الاحساس بمدى رضى الشريك".
ويرى د. انيس أن السبب الرئيسي لـ"عدم الرضى الجنسي" هو "صلابة انتصاب العضو الذكري" أثناء المعاشرة.
وأضاف : عدد مرات الجماع في بلد مثل انكلترا مقارنة بالولايات المتحدة هي نفس الشئ، ولكن الرضى مختلف وله أربع درجات؛ الدرجة الرابعة وهي انتصاب قوي يسمح بالأداء ودرجة ثالثة لا يسمح فيها بالأداء، ودرجة ثانية هي تغير الحجم بدون صلابة ويسمح بالمعاشرة ودرجة أولى تغير الحجم الذي لا يسمح بالمعاشرة.إذن، الأمر مرتبط بدرجة الانتصاب والذين عندهم الدرجة أربعة من أربعة يكونون راضين عن أدائهم الجنسي.
وأشار أيضا إلى "الحالة النفسية" كسبب آخر يؤدي لعدم الانتصاب وبالتالي غياب الرضى جنسيا. واستطرد: كنا نقول منذ عشر سنوات إن الانتصاب له الدور الأكبر في عملية الرضى الجنسية وبعد خمس سنوات قللنا من أهمية عامل الانتصاب، إلا أننا منذ سنتين ومع تطور وسائل تشخيص أمراض الشرايين والاعصاب تأكد لنا أن عدم الانتصاب يرجع لأسباب عضوية بسبب خلل ما بالدورة الدموية بالعضو وكذلك في أنحاء أخرى من الجسم، فضلا عن وجود السكر والدهون والتدخين وهي من عوامل الخطورة.
عرض وليس مرض
وشدد الطبيب أنيس على أن ضعف الانتصاب "عرض وليس مرض"، وأوضح "من لديه ضعف في الانتصاب يجب أن يعرف أن هذا عرض ومؤشر على احتمال إصابته بسكتة دماغية بعد سنوات إذا لم يهتم بصحته ويراقب ضغط الدم والسكر ويقلع عن التدخين، كما أنه مؤشر على أمراض أخرى". ودعا من يعانون من ضعف الانتصاب لمراجعة عيادة الطبيب لمعرفة السبب والامراض التي تقف وراءه.
كما تحدث عن حالات أخرى يترافق معها ضعف الانتصاب وبالتالي غياب الرضى الجنسي، ومنها: التقدم في السن الذي تحصل معه تغيرات في الشرايين، أمراض مزمنة تسببها الدهون والسكر والاكتئاب، الأدوية وخفض الضغط وعلاج الاكتئاب، جراحات الأورام في الحوض والبروستات، نمط الحياة مثل التدخين والكحول والبعد عن الرياضة والحياة الخاملة وضغوط العمل.
حلول طبية
واقترح الدكتور طارق أنيس مجموعة من الحلول لمعالجة ضعف الانتصاب وغياب الرضى الجنسي، قائلا: "إن جزءا من المشكلة متعلق بعدم المعرفة، لذلك لا بد من زيادة المعرفة والوعي . كثير من الناس لديهم ضعف وصل لدرجة ما، لكنهم يقدرون على المعاشرة إلا أنهم غير راضين تماما ويذهبون للطبيب ويمكن أن يعالج حالتهم.والناس تعتقد أن التقدم في السن يصاحبه ذلك، وهذا غير صحيح، فهذه مشكلة طبية".
المراجع
موقع كتابي
التصانيف
العلوم التطبيقية صحة