روبير (هوبير ـ)
 
(1733 ـ 1808)
 
 
 
هوبير روبير Hubert Robert رسام طبيعة وحفار ومعماري فرنسي، ولد وتوفي في باريس. تعلم الفن على يد النحات  سلودتسي M.Slodtz مدة ثلاث سنوات. وفي عام 1754 أوفدته الأكاديمية الفرنسيّة للدراسة في روما كما عمل ملحقاً في السفارة الفرنسية فيها. تأثر إبان إقامته في إيطاليا بالمعلمين الأساسيين للعمارة والزخرفة آنذاك أمثال بانيني P.Pannini الذي كـان روبير شديد الإعجاب به وقد اشترى 25 لوحة من أعماله، وج. ب بيرانيزي G.B.Piranesi وج. هـ. فراغونار J.H.Fragonard.
 
كان روبير مهتماً بعلم الآثار، وقد شارك في بعض الحفريات الأثريّة. وفي عام 1765 عاد من روما إلى باريس وكان يتمتع بشهرة واسعة في رسم المناظر الطبيعيّة والزخرفة. وفي عام 1778 صار عضواً في الأكاديميّة الفرنسيّة، وفي عام 1760 سافر مع الفنان فراغونار إلى فيلادستي للعمل سويةً حيث رسم هناك لوحة «الحديقة العامة» PARC ولوحة «منظر للكابيتول» وهي موجودة في متحف اللوفر Louvre. وفي عام 1793 اعتقل روبير بتهمة انتمائه للملكيّة، وبعد إطلاق سراحه عام 1794 عُيّن في اللجنة المسؤولة عن تحويل اللوفر إلى متحف Museum.
 
 
هوبير روبير: قطع الأشجار، حديقة فرساي (1775)- المتحف التاريخي، فرساي
 
بداية الشهرة المدويّة، والنجاح الكبير، لهذا الفنان، رافقت معرضه في الصالون الرسمي عام 1767، وكانت الأكاديمية الفرنسية قد قبلت قبل ذلك بعام عرض لوحته «ميناء روما» Port du Rome. تناول روبير في أعماله الفنيّة الطبيعة والعمارة والآثار، وكانت صياغته التشكيليّة شديدة التعبير عن الموضوع المتناول، ورسماً مباشراً على أرض الواقع، مما منح لوحاته قوة في الإضاءة، وإشراقة في اللون.
 
أرَّختْ أعماله الكثير من الأحداث المهمة التي جرت في عصره مثل: «حريق دار الأوبرا في باريس» incendie de l’opéra و«الاستيلاء على سجن الباستيل 1789» Prise de la Bastille  و«سقوط بيوت باريس»، وقد قام بتنفيذ مجموعة من الرسوم واللوحات والشعارات الدعائية لعدد من الفنادق.
 
أهم ما يميز أعمال روبير الدقة المفعمة بالألوان الحيوية، والحس الرقيق والدقيق الذي لازم بواكير الأعمال الفنية للقرن التاسع عشر، وقد مهدت أعمال هذا الفنان لولادة فن الطبيعة الفرنسيّة في القرن العشرين، كما يعد أحد آخر الرسامين في القرن الثامن عشر الذين لم تتأثر حساسيتهم وأناقتهم بالــروح الجديدة للفن الفرنسي. قام بتنفيذ زخرفة قصر المركـــيز دي مونتسكيو. كما طُلب إليه إعادة زخرفة حمامات أبولو في قصر فرساي، وتصميم الحدائق الملكية في باريس، وزخرفة قصر «الثري لابورد». ونفذ في أواخر حياته، سلسلة من اللوحات التخيليّة لأحداث سابقة، عُدت في حينها متفردة وواقعيّة مثل لوحة «تدمير جسر نوتردام» التي أنجزها عام 1786، ولوحة «الميناء الملكي» Une Frise du Port Royal. كما قام برسم سلسلة من المشاهد الخياليّة لغرف قصر اللوفر.
 
تتوزع لوحات روبير في الكثير من متاحف العالم منها: متحف إرميتاج بمدينة سان بطرسبرغ الروسيّة، ومتحف اللوفر بباريس، ومتحف فالانس.
 
محمود شاهين

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث