تحليل النظم system analysis هو عملية إجرائية تفحصية لحالة عمل مهني، أو مجموعة أعمال متسلسلة، أو مجموعة عناصر مترابطة بهدف تطوير نظام (قد يكون حاسوبياً) لحل مشكلة ما، أو ابتكار وسيلة لتحسين طريقة العمل، أو مساعدة متخذي القرار لتحديد تسلسل أعمال أفضل من التسلسل الموجود لديهم في الوقت الحاضر. وهو علم يهتم بدراسة عناصر ضخمة الحجم ومعقدة، تتألف من مجموعة من المكونات، ودراسة التفاعلات فيما بينها. يقوم باحثو تحليل النظم بنمذجة النظم وتمثيلها رياضياً، وتطبيق منهجيات رياضية عليها سعياً منهم إلى معرفة سلوكها عند تطبيق دخل معيّن، ولتشكيل رؤية شاملة لها.
 

النظم والمنظومات

 

النظام والمنظومة مجموعة من عناصر ومكونات مترابطة ومتفاعلة تُشكِّل وحدة معقدة، وتعمل مجتمعة لإنجاز مهمة ما. من أمثلتها مايأتي:

 
ـ الحاسوب المكوَّن من المعالج الصغري والرقاقات وتجهيزات الدخل والخرج والدارات المرتبطة بها.
 
ـ نظام التشغيل المكوَّن من مجموعة من البرامج وملفات المعطيات.
 
ـ نظام إدارة قاعدة معطيات مخصص لتخزين معلومات ذات طبيعة معيّنة.
 
ـ نظام المعلومات: وهو مجموعة الأشخاص والبرمجيات والإجرائيات والمكونات العتادية التي تعمل معاً لتخزين المعلومات وإدارتها وتنظيمها والاستفادة منها.
 
ـ النظام البرمجي: وهو مجموعة إجراءات برمجية تحقق بعض الوظائف المطلوبة منها، وأهم هذه الوظائف قد تكون تلبية احتياجات العمل في المؤسسة، أو المساعدة في اتخاذ القرارات الصعبة.
 
ـ يمكن أن نعدّ هيئة ما من خلال وظائفها وإجرائياتها على أنها نظام.
 
ـ مجموعة الأعضاء أو الأجزاء المتكاملة فيما بينها كالنظام (الجهاز العصبي).
 
ـ مجموعة المكونات الميكانيكية أو الكهربائية المترابطة فيما بينها التي تسمى منظومة.
 
ـ شبكة من المركّبات والقنوات تُستخدم في الاتصالات أو المواصلات أو التوزيع.
 
ـ شبكة مترابطة من برامج الحاسوب والعتاد المادي وأجهزة إرسال المعطيات.
 
ـ مجموعة القوانين التي تحقق العدالة، وتشكِّل السلك القضائي في الحكومة.
 
ـ النظام الشمسي أو المنظومة الشمسية.
 

تحليل النظم والمنظومات

 
يمكن سرد مجموعة من التعاريف التي تتناول التحليل في مجالات مختلفة، فالتحليل هو تفحص شيء ما مع اتخاذ القرار بشأنه والحكم عليه أو تقييم وضع ما أو مشكلة معينة ومراجعتها من عدة جوانب ووجهات نظر، أو تحديد سيرورة العمل وتحديد الأخطاء وتقييم الأداء. كذلك يمكن تعريف التحليل بأنه تقسيم مشكلة ما إلى مكونات أصغر يمكن التعامل معها بسهولة أكبر، وفصل كيان مادي أو معنوي إلى الأجزاء المكونة له بهدف دراسته، ودراسة أجزائه وتباين العلاقات فيما بينها. أما التحليل الكيميائي لمادة ما فهو السعي إلى معرفة طبيعة عناصرها (تحليل نوعي) أو نسب تلك العناصر بعضها إلى بعض (تحليل كمي). أما التحليل العددي فهو فرع في الرياضيات يتناول الحسابات التكاملية والتفاضلية والمتتاليات، ويهتم بالحدود والمقاربات، أو هو طريقة البرهان على حقيقة معيّنة نتيجةً لمجموعة من المقدمات والاستنتاجات. والتحليل اللغوي هو تحليل الجمل اللغوية إلى أفعال وأسماء وحروف لمعرفة العلاقات القواعدية فيما بينها، والتحليل السياسي هو دراسة مجموعة المواقف والأحداث ومعرفة أسبابها ونتائجها والدروس منها.
 
ومحلل النظم هو الشخص الذي يعمل في تفحص النظم ودراستها بهدف تطويرها ووضع تصاميم جديدة لها، وهو يوازن بين مجموعة الأنشطة التقنية والإدارية والعلاقات الإنسانية المرتبطة بالنظام الذي يحلله.
 
المجالات المرتبطة بتحليل النظم
 
إضافةً إلى ارتباط تحليل النظم بالمعلوماتية، فهو يرتبط بعدة مجالات أخرى مثل بحوث العمليات والإجرائيات الصناعية والإدارة واتخاذ القرار وحماية البيئة.
 
إن الاستخدام الأفضل لتحليل النظم يكون في توجيه القرارات المتعلقة بالخطط والبرامج الوطنية أو التعاونية، أو سياسات استخدام الموارد أو سياسات الحماية، أو أعمال البحث والتطوير، أو التطوير المدني والإقليمي، أو نظم التعليم، أو الصحة أو الخدمات الاجتماعية الأخرى.
 
وتبرز أهمية تحليل النظم في حالات المشكلات المعقدة التي ليس لها سلسلة من الإجراءات المنطقية تعطي نتيجة أكيدة لحلها.
 
ومع تعدد المعاني التي يُستخدم تحليل النظم لتمثيلها، وتعدد المجالات المرتبطة به؛ فإن المعنى الأكثر تداولاً هو تحليل النظم المؤسساتية بهدف تطوير طريقة العمل فيها أو بناء نظم معلوماتية لتخديم إجرائياتها. وعلى هذا المعنى يكون المجال المعلوماتي ـ وتحديداً هندسة البرمجيات ـ هو المجال الأقرب لتحليل النظم.
 

مراحل تحليل النظم

 
يبدأ تحليل النظم عندما يلاحظ مستخدمو نظام ما أو المستفيدون منه أو محللو النظم وجود مشكلة ما في النظام القائم حالياً، وقد تكون هذه المشكلة بطئاً في العمل أو انخفاضاً في الجودة أو هدراً في المال… عندها يضع المعنيون مقترح مشروعٍ لحل المشكلة يتضمن:
 
ـ تحديد المشكلة بدقة.
 
ـ تحديد الأهداف والقيود.
 
ـ أهمية المشكلة للمؤسسة المعنية.
 
ـ الحلول الممكنة.
 
ـ إمكانية استخدام نظام معلومات حاسوبي…
 
وبعد موافقة مديري المؤسسة المعنيّة على المشروع المقترح يبدأ محللو النظم بدراسة الحالة بدقة بوساطة:
 
ـ نمذجة المسألة وتمثيلها.
 
ـ تحديد الخيارات الممكنة للحل.
 
ـ دراسة نتائج تطبيق كل خيار ممكن من حيث الكلفة والفائدة والمخاطر.
 
ـ تقديم النتائج في إطار عمل قابل للمقارنة، بحيث يتمكن متخذ القرار من اختيار أحد الحلول.
 
إذا اختار متخذ القرار أحد الحلول، وكان هذا الحل هو استخدام نظام حاسوبي، تبدأ مرحلة جديدة من العمل تنطبق على معنى آخر من معاني تحليل النظم، وهو مرحلة من مراحل تطوير نظام معلومات حاسوبي، أو فترة في دورة حياة نظام حاسوبي.
 
فالدورة التقليدية لحياة نظام حاسوبي تتألف من المراحل الآتية: (تحليل النظام، تصميم النظام، بناء النظام، اختبار النظام، تشغيل النظام، صيانة النظام).
 

تتضمن هذه المرحلة خطوتين رئيسيتين:

 
1ـ تحصيل المعلومات: ويهدف إلى معرفة المتطلبات. ويتم ذلك بإجراء مجموعة من المقابلات والملاحظات والاستبيانات، أو مراجعة التقارير الدورية والإحصائيات المتوافرة.
 
2ـ تحليل المتطلبات: ويهدف إلى وضع نموذج للنظام المدروس يكون مرجعاً لفهم النظام ووسيلة للتواصل مع المستخدمين، ويكون بنمذجة المعلومات والإجراءات بوساطة مخططات مفاهيمية تسمح بتمثيل المعطيات والعمليات والعلاقات فيما بينها.
 

أنواع أخرى أكثر تخصصاً من تحليل النظم

 
هنالك أنواع أخرى متخصصة عديدة من تحليل النظم تُستخدم لها أحياناً تعابير مختلفة:
 
ـ تحليل النظم المتعلق بقرارات شعبية، ويشار إليه غالباً بتحليل السياسات policy analysis.
 
ـ تحليل النظم الذي يوازن بين عدة خيارات، ويرتبها اعتماداً على خصائصها، ويُدعى تحليل القرار decision analysis.
 
ـ تحليل النظم الذي يُركِّز على تحديد إمكانية تطبيق سلسلة من الإجراءات أو أنها تخرق بعض القيود ويُسمَّى تحليل الإمكانية feasibility analysis.
 
ـ تحليل النظم الذي يرتب الحلول بحسب فعاليتها من حيث كلفة ثابتة، أو بحسب كلفتها من حيث فعالية متساوية، وهو تحليل الكلفة مقابل الفعالية cost-effectiveness analysis.
 
ـ تحليل النظم الذي يدرس الكلفة ومخطط الفائدة بقياسات المادية لكل خيار مخطط، ويوازن بينها اعتماداً على ذلك، وهو تحليل الكلفة مقابل الفائدة (أو الجدوى الاقتصادية) cost-benefit analysis.
 
ـ تحليل النظم الذي يتولى تحديد تكلفة كل مخاطرة، ليتمكن من موازنة مجموع التكاليف مع مجموع الفوائد التي ستنتج من القرار، ويُدعى تحليل المخاطر مقابل الفوائد risk-benefit analysis.
 
محمد سعيد الدسوقي

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث