عائلة فرنسية الأصل في مدينة جنيف في سويسرا عام 1712. تميزت حياة روسو ومنذ ولادته بالشقاء والتشرد والتعاسة، فبعد ولادته بأسبوع توفيت والدته لتتركه يتلقى العناية من الآخرين. وفي وصف شخصيته التعسة نراه يتذكر في كتاب ( الاعترافات) لقد ولدت ضعيفا ومريضا، وقد دفعت والدتي حياتها ثمن ولادتي، هذه الولادة التي كانت أول مصائبي لم يبلغ السادسة من عمره الا وكان أبوه يحمله على قراءة القصص الروائية والكتب الفلسفية مثل خطاب عن التاريخ العام من تأليف بوسويه (Bossuet) ومحاورات الموتى لفونتينيل (Fontenelle) وبعض مؤلفات فولتير (Voltaire) وبلوتارك (Ploutarkhos).
و لقد تأثر روسو تأثرا كبيرا بالفيلسوف و المفكر الأنجليزي جون لوك و كتابه الحكومة المدنية الشهير بالقانون المدني و تأثر ايضا بكتاب روح القوانين لمونتسيكو
روسو وكتابة العقد الجتماعي du contract social
ما ان صدر كتاب العقد الأجتماعي سنة 1762 حتى قررت السلطات الحاكمة بالقبض عليه بتهمة اثارة الخواطر ضد نظام الحكم و القوانين و العادات و التقاليد المستقرة مما ادي به الى الفرار من فرنسا الى سويسرا و لكنه طرد منها فعاد الى فرنسا عام 1766 ثم ذهب الى انجلترا و التقى الفيلسوف الأنجليزي دايفيد هيوم
فكرة العقد الأجتماعي
يدور العقد الأجتماعي حول فكرة وجود اتفاق او عقد بين الحاكم و المحكوم او بين الأفراد بعضهم ببعض على الخضوع لنوع معين من نظم الحكم و لقد تأثر روسو بجون لوك تاثرا كبيرا اذ يقول
(ان لوك على وجه الخصوص قد عالج موضوعات بنفس المباديء التي سرت انا عليها في كتابي هذا )
و لقد تأثرت فرنسا و من ورائها اوروبا بنظرية العقد الأجتماعي حتى انه كان من اهم المؤلفات التي ادت لأشتعال الثورة الفرنسية
محتويات كتاب العقد الأجتماعي
1- في الميثاق الأجتماعي
2-في السلطان
3في الحكومة
4-في كيفية تيسير امور الدولة
1- في الميثاق الأجتماعي
يقول روسو (ان الأنسان يولد حرا و لكنه مكبل بالاغلال في كل مكان)
فكيف اذن انتقل الأنسان من الحرية التي ولد فيها الى حالة من العبودية تسيطر عليه ويخضع فيها لسلطان يذله و يتحكم في مصيره و على اي اساس حدث هذا ؟؟
لايمكن ان يكون الأساس في الطبيعة هو ان يكون الأنسان ذليلا
يقول روسو (ان المجتمع الطبيعي لا يخضع الأولاد للأب و الأم الا طالما كانوا محتاجين للرعاية فان كبروا و لم يعودوا بحاجة الى الرعاية اصبحوا مستقلين مثلهما و الأسرة ليست الا النموذج الأول للمجتمع فالسلطان يمثله الأب و الأولاد يمثلون الشعب )يقول روسو (فالسلطان الذي يحكم رعيته وفق اهوائه هو بالتالي يحكمهم تبعا لمصالحه وبعيدا عن مصالحهم
هو سلطان فاقد للشرعية لأن هذا ضد القانون الطبيعي الا اذا كان القانون السائد هو قانون القوة و القوة لايمكن ان تكون باي حال اساسا للحق )
ويعادي روسو الأسترقاق و العبودية التي تحدث نتيجة للحروب الأستعمارية (لأن الحرب هي علاقة بين دولة ودولة وليست علاقة بين افراد)
فالطغيان لن يكون ابدا مشروع
2- في السلطان
ان اهم شيء ان تكون هناك ارادة عامة (ما يعرف حاليا بالرأي العام) la volonte generale
و للأرادة العامة وحدها الحق في قيادة الدولة و توجيهها نحو الغاية التي انشيء من اجلها النظام السياسي و هي بالضرورة الصالح العام للمواطنين
فا الأرادة العامة يجب ان تمارس السلطان بنفسها و ان يكون الشعب هو مصدرها
و كيف تتكون الأرادة العامة عند روسو ؟؟
عندما يتعلم كل فرد ان يضحي بمصلحته الفردية لصالح المصلحة العامة او الصالح العام للوطن
(انها اعم ارادة)
و الأرادة العامة هي مصدر كل السلطات وكل التشريعات
3- في الحكومة
الحكومة هي هيئة متوسطة بين الرعايا و السلطان تتولى تنفيذ القوانين و صيانة الحريات المدنية ولا سلطان عليها الا الشعب
4-في ادارة شئون المدينة :
ان الحكم السليم يستند دائما الى الأرادة العامة التي لا تقوم الا على الصالح العام
اما عن كيفية تعيين اعضاء الحكومة فان الأنتخاب هو افضل الوسائل
في ما عدا الوظائف التي تحتاج مهارات معينة مثل الجيش و الشرطة فيجب ان تكون بي الأختيار
ويختتم روسو مؤلفة بالحديث عن الدين قائلا
يقول كانت الشعوب القديمة تعتمد انظمة حكم قائمة على الدين
و كان لكل دولة دينها و هو يري ان الدولة الحديثة يجب ان تكون كيان اعتباري لادين له لأنه ليس شخصا ولابد لجميع المواطنين ان يحترموا القوانين المدنية التي يجب ان تسري على الجميع و ان لا تتدخل الدولة في الدين بان تترك الدين كمعتقد شخصي بين المواطن والله و لاتتدخل فيه
توفي جان جاك روسو في عام 1778
اي قبل قيام الثورة الفرنسية باحدي عشر عام فلم يعش فيلسوف الثورة ليري الثورة التي كانت مؤلفاته و خاصة العقد الأجتماعي احد اهم اسباب قيامها
الثورة الفرنسية رفعت شعارات روسو ,في الحرية و المساواة و الأخوة في الأنسانية و لكن بقي روسو و الثورة الفرنسية رمزا للتحرر لكل شعوب العالم..
|
المراجع
موسوعة الفلسفة والفلاسفة
التصانيف
فلسفة
|