وودرو (توماس) ولسون Woodrow (Thomas) Wilson، الرئيس الثامن والعشرون للولايات المتحدة الأمريكية (1913ـ 1921)، ولد في ستانتون بولاية فرجينيا Staunton VaVirginia، تلقى علومه العليا في جامعات برنستون Princeton وفرجينيا Virginia وجونز هوبكينز Johns Hopkins، وحاز شهادة الدكتوراه عام 1886. درَّس التاريخ في كلية برين ماور Bryn Mawr وجامعة ويسليان Wesleyan قبل أن يصير أستاذاً للتشريع القانوني والاقتصاد السياسي في جامعة برنستون، ثم رئيساً لها في عام 1902.
انتخب ولسون في عام 1910 حاكماً لولاية نيوجيرسي New Jersey بالاعتماد على تصويت الحزب الديمقراطي، وبقي حاكماً لنيوجيرسي مدة ثلاث سنوات أنجز فيها عدة إصلاحات. وفي عام 1912 عيّنه مؤتمر الحزب الديمقراطي مرشحاً عنه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1913 فاز ولسون برئاسة الولايات المتحدة حين انقسم تصويت الجمهوريين بين مرشّحيهم تافت W.H.Taft وتيودور روزفلت Theodore Roosevelt.
حقق برنامج الرئيس ولسون الذي عرف باسم «الحرية الجديدة» إنجازات مهمة على الصعيد الداخلي: ومن هذه الإنجازات نظام الاحتياط الفدرالي Federal Reserve System ت(1913)، والمفوضية التجارية الاتحادية Federal Trade Commission ت(1914)، وقانون كليتون المناهض للاحتكار Clayton Antitrust Act ت(1914). أما على الصعيد الخارجي فقد واجهت إدارة ولسون مصاعب كثيرة مع المكسيك قبل أن يخيم شبح الحرب العالمية الأولى على العالم.
حاول ولسون كثيراً إبقاء الولايات المتحدة على الحياد في الحرب العالمية الأولى، بيد أن محاولاته باءت بالإخفاق بسبب إغراق السفينة لوسيتانيا Lusitania ت(1915) والاعتداءات الألمانية الأخرى. خاض ولسون الانتخابات الرئاسية مرة ثانية عام 1916 تحت شعار «أبقينا بعيداً عن الحرب» وهزم المرشح الجمهوري تشارلز إيفانز هيوز Charles Evans Hughes بهامش ضيق.
استمر تدهور العلاقات الأمريكية مع ألمانيا وأعلنت أمريكا دخولها الحرب في 6نيسان/إبريل عام 1917، فقد رأى ولسون أن الحرب ضرورية لإبقاء العالم «آمناً من أجل الديمقراطية» وسرعان ما وضع أمته في المعركة.
وضع ولسون في سعيه نحو السلام خططاً لإحلاله تجلت في برنامجه «النقاط الأربع عشرة» الذي قدمه في كانون الثاني/يناير عام 1918. وقد دعا برنامجه هذا إلى السلام العادل وغير المتحيز الذي يوفر حكماً ذاتياً للمجموعات الوطنية الأوربية، ومهد الطريق إلى نزع السلاح وإجراء اتفاقيات مفتوحة بين الدول. وكان للبرنامج هدفان: الأول تجلى في التأثير في شعوب القوى المركزية المتحاربة وقادتها على أمل الإفادة من نفوذهم في تقصير أمد الحرب، أما الثاني فتجلى في توفير إطار حقيقي لمحادثات السلام. ومع أن الهدف الأول حقق نجاحاً، فقد تاهت النقاط المهمة في برنامج ولسون في خضم التسويات التي نجمت عن اتفاقية فرساي للسلام.
حين وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها أبحر ولسون إلى أوربا عام 1918 للمشاركة في محادثات السلام، وقد حازت مثاليات ولسون إعجاب الأوربيين كافة، وكان يُنظر إليه على أنه الأمل الكبير للسلام العادل. وعلى الرغم من خيبة أمله في معاهدة فرساي عقد ولسون آماله الكبيرة على عصبة الأمم[ر]. أما في الولايات المتحدة فقد عانى ولسون عزلة كبيرة ولاسيما من قبل الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي.
انصرفت جهود ولسون الأخيرة ـ بوصفه رئيساًـ إلى الحصول على مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على عهد عصبة الأمم The Covenant of the League of Nations لكن بلا طائل. أصيب ولسون بسكتة دماغية في أيلول/سبتمبر عام 1919 لم يشف منها حتى وفاته. حاز ولسون جائزة نوبل للسلام عام 1919.
كانت شخصية ولسون وسياسته موضوع نقاش لاذع، لكن حتى الذين شككوا في حكمته اعترفوا به واحداً من الشخصيات المحورية في تاريخ أمريكا والعالم.
المراجع
موسوعة الأبحاث العلمية
التصانيف
الأبحاث