من رماد الحرب..حتى شعرك الطويل

يكفينا من الجملِ الرنّانةِ
فعند الانطلاقةِ ستصبحُ الساحاتُ
لوحاتِنا، والحدائقُ ريشتَنا…
مايكوفسكي
سأرعى جسدَكِ، مثلما يرعى الجندي الذي
فَقَدَ في الحربِ، ساقَهُ الوحيدة..
مايكوفسكي أيضاً
..............
أصداءُ المدافعِ تحاصرُ نعاسي المرتبكَ
وكذلك ذكرياتكِ
أخرجُ رأسَ أحلامي من النافذةِ فتحاصرهُ سماءٌ مليئةٌ بالثقوبِ
ماذا أفعلُ؟
وأنا مجنونٌ برغبةِ التسكّعِ هذا المساء البليد
على رصيفِ اشتياقي لكِ
حتى آخرِ نهاياتِ العالمِ
أتصلتُ بكِ
كانت الخطوطُ متشابكةً إلى حدِّ كدتُ أضيّع صوتكِ البعيد
في زحمةِ الاطلاقاتِ والبياناتِ والزعيقِ والأصدقاءِ
ماذا أفعلُ..؟
أيتها الرائعةُ
وأنا أحتاجُ شفتيكِ، هذه الليلة، بشكلٍ غريبٍ
أقفلتُ السماعةَ..
ونمتُ مبكراً
احتجاجاً على غيابكِ
من حدود الشلامجة
حتى حدود آخر القذائف
من ضفاف شط العرب....
حتى أطراف شعركِ المجنون الطويل
بهاتين الكفينِ الناحلتينِ، اللتينِ تنامان الآن تحت رأسي المتعبِ
جستُ غاباتِ شَعركِ، خصلةً.. خصلةً
ومساماتِ بلدي، شارعاً، شارعاً
وسواترَ الحربِ، جثةً، جثةً
وقلّبتُ كتبَ العالمِ، قصيدةً، قصيدةً
فلمْ أجدْ ما أقولهُ
لكِ…
يا واسعة العينين
سوى

أن لا أقولَ شيئاً

 

بقلم عدنان الصائغ


المراجع

poetsgate.com

التصانيف

شعراء   الآداب