لا وردَ ينهضُ من سياجِ الدَّم ِ أكبرُ من يدي
لا جسرَ يعلو فوقَ سورِ الرملِ أعلى من ترابي المنشدِ
لا من يماماتٍ تزفُّ على طريق ِ البحرِ أغلى من فمي
لا من كتابٍ يستقرُّ
أو من شروحٍ تستمرُّ إذا تمادت في غياب ٍ عن غدي
لا من رياح ٍ ترتوي في جسرها العالي مليَّاً مثلما
يغدو النشيدُ إذا ترتَّلَ في الخلودِ على حكايا رقصُها
حزني ، وصمتُ مسيرها من رعشةِ في موقدي
لا وردَ أغلى من دمي
لا وردَ أغلى من دمي......
هذا صباحٌ للبكاءِ على القديم ْ
هذا صباحٌ للبكاءِ على الجديد ْ
هذا صباحٌ لانتظارِ الموتِ من خصرِ العويلْ
هذا صباحٌ لاشتقاقِ الانتظارْ
هذا صباحٌ لاغترافِ الاحتضارْ
هذا صباحٌ لافتراقِ النصِّ عن شفةِ القتيلْ
هذا صباحٌ لم يعد عنهُ البديلْ
هذا صباحٌ ضاعَ فيهِ الوقتُ وانتحرَ الدليلْ
هذا صباحٌ للحصارْ
هذا صباحٌ للدمارْ
هذا صباحٌ للحواجزِ والسواترِ والجنازاتِ الرتيبةِ
في الجوارْ
هذا صباحُ الأمسِ في ثوبٍ صغيرْ.....
لم تتعبوا من رحلةٍ مكرَّرةْ
لم تستعيدوا وقتكمُ منذُ آخرِ مجزرةْ
ما شهوةُ الآتي لديكم في احتراقِ مفكِّرةْ ؟ |
فلتطمأنوا لا جديدْ
هي كومةٌ أخرى من الأشلاءِ في بطنِ الحجارةِ ثمَّ
عشرٌ من جثثْ
وإذا استوت أسماؤها كانت حروفاً مجبرةْ
لا تلفظوها إننا ندري بأنَّ شفاهكم قد لا تطيقُ دروبها
ما قد تبقّى بعدَ أن قد قطَّعتها المعصرةْ
لابدَّ أن قد تخطئوا في لفظها
فلتسترحْ آذانكم ودعوا الطيورَ مسافرةْ.......
هيَ خوذةُ الصمتِ اللقيطةُ
كلما أمعنتُ في شفتيكِ ناري
لم أجد إلا رماداً
بعضُ دمّي في سلالِ بني القوافلِ والقبيلة ْ
شاهت على أعطافها
كم مرَّةٍ تختالُ في ثوبِ اللطيمةِ كلما سنحت لها فرصُ
الدلالةِ والجباية ْ
كم مرّةٍ لا بدَّ ندفعُ رسمَ ضادٍ أفلست من ضادها
كم مرَّةٍ لا بدَّ نوقفُ في فداءِ نخيلها
كم مرَّةٍ لا بدَّ نسرجُ في سرابِ خليلها
حانت ولو أن نفتدي
كلَّ الذي سلمتموهُ
فاخرجوا منا عرايا للبوارْ.......
سفرُ الخروجِ إلى الحضورِ منَ الغيابْ
سفرُ الصلاةِ على كتابِ الاقتضابْ
سفرُ الترابْ
من أينَ يوقدُ في السلالةِ الحلمْ ؟
يا وحدكَ العالي إذا عزَّ الخضابْ
يا وحدكَ العالي إذا جنَّ الصوابْ
يا وحدكَ المجبولَ في بابِ البقاءِ من الكتابْ
صلّى عليكَ اللهُ يا نسلَ النبوَّةِ في زمانِ الارتيابْ
لا صبحَ أغلى من قيامكَ فانتشرْ في الصبحِ زهراً
واستعدْ جمرَ الحجابْ......
اسم القصيدة: من سفر التغريبة.
اسم الشاعر: أيمن اللبدي.
المراجع
konouz.com
التصانيف
شعر الآداب
|