لينا جزراوي 
الحوار المتمدن - العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 23:17 
المحور: ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي 
راسلوا الكاتب-ة  مباشرة حول الموضوع     
 
 
 
 
1- هل سيكون للمرأة في الدول العربية نصيب من التغيرات المحدودة التي طرأت حتى الآن على مجتمعات هذه الدول كأحد نتائج الربيع العربي؟
الاجابة،،،، الحقيقة أن المرأة العربية كانت تتأمل أن يكون لها نصيب من التغيرات التي طالت المجتمعات العربية ، الا أن خيبة أمل تجلت واضحة جدا خصوصا بعد سقوط رأس النظام المصري ، ففي الوقت الذي شاركت فيه المرأة العربية في هذا الثورة وطالبت باسقاط الديكتاتوريات واحلال الأنظمة الديموقراطات ، والتي بطبيعة الحال يجب أن لا تميز في الحقوق ما بين امرأة ورجل ، الا أن الواقع الذي فرض نفسه على الساحة تجاهل تمام حقوق المرأة ، وعاد من جديد ليمارس تسلطه الذكوري البترياركي على النساء ، ولم يلتفت لحقوق المرأة ، بل بدا بالمطالبة بعودتها الى النسق الأسري بذريعة أن هذا هو مكانها الطبيعي ، وحتى في الدول التي لم تسقط انظمتها مثل الأردن ، والتي اجرت بعض التعديلات الدستورية واستحدثت قوانين جديدة ، تنفسيا للاحتقانات الدائرة في الشارع الأردني والمطالبة بالاصلاح ، تجاهلت تماما حقوق نصف المجتمع ، واقتسمت كعكة الاصلاح مع النصف الآخر فقط ، وهذا يعود لتركيبة ذكورية متأصلة في المجتمع ، والتي يمكن تعميمها على كافة الانساق والمؤسسات التي يتشكل منها ، وللأسف أن مدعي التحرر والمنادين بحقوق المرأة كانوا الأكثر اجحافا بحقها ، وعزلوها عن الاصلاح واستثنوها من الديموقراطية ،، لأنه يبدو أن الديموقراطية لا يجيد ممارستها الا الذكور.
 
2- هل ستحصل تغيرات على الصعيدين الاجتماعي والثقافي في منظومة القيم المتعلقة بالسلطة الذكورية والعقلية التسلطية التي تعاني منها نساء الشرق؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحصل تغيرات جوهرية في ضوء الحراك الشعبي الواسع والخلاص من رأس النظام وبعض أعوانه في أكثر من دولة عربية؟
 
الاجابة ،،، لست متفائلة ، فالاداء السياسي حتى اللحظة في مختلف الدول الثائرة ، لا يدل على تغير في السلطة الذكورية والعقلية التسلطية ، والحراك الشعبي لا تشارك فيه النساء بشكل فعال لتثبت ارادتها ورؤيتها للتغيرات ، اما لجهلها بحقيقة الفخ المنصوب لها وانسحابها من العمل السياسي ، على اعتبار أنه عمل الرجال ، واما لعدم ثقتها بمن سيقود المرحلة القادمة ، وبأنه سيكون أكثر مرونة مع قضايا النساء في العالم العربي ، الحقيقة أنه حتى لو تحطمت وسقطت رموز السلطات الذكورية في البلدان العربية ، الا أن القيم الذكورية والعقلية التسلطية ما تزال متجذرة في العمق ، وتحتاج لحراك نسوي شديد اللهجة ، ومنظم ، يحطمها.
 
3- ما هو الأسلوب الأمثل لنضال المرأة لفرض وجودها ودورها ومشاركتها النشيطة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في تلك الدول العربية التي وصلت فيها الأحزاب الإسلامية السياسية إلى الحكم؟
الاجابة،،، الاندماج ، والمشاركة ، في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية ، والتوقف عن حبس نفسها داخل قمقم الدور الرعائي والأمومي ، فالمرأة العربية لو شاءت ،، قادرة تماما على أن تحقق التوازن في كافة الأدوار ، هو نضال حقيقي لفرض الوجود واستعادة الكيان ، وللاعتراف بها شريك استراتيجي ومؤثر في الحياة السياسية ، وهذا لن يحدث طالما بقيت منسحبة ، وحتى في ظل الاحزاب السياسية الاسلامية ، يمكنها ان تلعب دور المعارضة ليبرالية كانت أو يسارية ، الحل هو بفرض نفسها على الساحة السياسية ، عدا عن ذلك تزداد الذكورية تفشيا في العقليات ، ويزداد صاحب القرار تفردا بقراره ، وتخسر تماما كيانها بالمشاركة في التأثير على القرار السياسي.
 
4- تدعي الأحزاب الإسلامية السياسية بأنها تطرح إسلاماً ليبرالياً جديداً وحديثاً يتناسب مع فكرة الدولة المدنية. هل ترى-ين أي احتمال للتفاؤل بإمكانية شمول حقوق وحريات المرأة ضمن البرنامج السياسي الإصلاحي الاحتمالي لقوى الإسلام السياسي, وهي التي تحمل شعار "الإسلام هو الحل"؟
 
الاجابة،،،، علينا الاعتراف بواقع جديد ، وهو ان القادم في الغالب هو الحركات الدينية ، والتي تلبس ثوبا جديدا ينادي بالليبرالية والحرية ، والدولة المدنية ، أنا لا أعتقد أن تحت أي سقف ديني يمكن للمرأة أن تحصل على حقوق تصل لمستوى طموح عالي ، لكن علينا التعامل مع المرحلة بحكمة ، ورفض أي واقع جديد يتنافى مع حقوق النساء ، والوقوف حائط صد في وجه التيارات الرجعية ، التي تصادر حقوقها ، وهذا لن يتحقق الا بالتنظيم ،، والدخول الى معترك الحياة السياسية ، لفهم الواقع السياسي العربي على حقيقته ، وليس كما يتم التسويق له.
 
5- هل تتحمل المرأة في الدول العربية مسؤولية استمرار تبعيتها وضعفها أيضاً؟ أين تكمن هذه المسؤولية وكيف يمكن تغيير هذه الحالة؟
 
الاجابة،،، نعم تتحمل المرأة مسؤولية تبعيتها وضعفها وانسحابها ، لأنها استجابت واستسلمت للأدوار التقليدية ، ورضيت أن تكون مكون سلبي في المجتمع ، لكن لم يفت الأوان بعد ، أعتقد ان هناك حاجة وضرورة لرسم استراتيجيات موجهة تستهدف المرأة العربية ، تعمل على رفع درجة الوعي في الحقوق والحريات والقوانين الخاصة بها، وتؤهلها لخوض معارك انتخابية ، سواء بالانتخاب أو بالترشح، وهنا يأتي دور مؤسسات الدولة ، ومنظمات المجتمع المدني ، والاعلام بأنواعه ، كما علينا الاعتراف بأن الرجل مازال هو صاحب القرار ، لذلك على المرأة ان تمتلك مهارات اقناع الرجل في حياتها ، بأنها شريكه له في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة، وهذا يتطلب مهارة ووقت ، فكسب مؤيدين وداعمين من الذكور ، سيسرع بتحقيق مطالبها.
 
 
6- . ما هو الدور الذي يمكن أن يمارسه الرجل لتحرير نفسه والمجتمع الذكوري من عقلية التسلط على المرأة ومصادرة حقوقها وحريتها؟
 
الاجابة،،، عليه الاعتراف أولا بأن هذا المجتمع ذكوري ، ثم التخلص من الحساسية التي نلمسها عند خوضنا في حقوق النساء والانتهاكات الممارسة ضدهن ،وكأننا نستهدف الرجل لهويته الجندرية،وهذا ليس صحيحا ، وعلى الرجل أن يعي تماما بأن في تحرر المرأة ، تحررالرجل أيضا ، والقضية ليست برأيي دور يمارسه الرجل ، بقدر ماهي تغيير منظومة كاملة من الأفكار والقيم والمعتقدات ، البعض منها مستمد من العرف والبعض منها مستمد من الدين ، وتغيير هذه القيم خصوصا في عقلية الرجل الشرقي التقليدي ، يحتاج الى عمل موجه ، تقوم به امرأة على درجة من الوعي والنضج والحكمة ، دور الرجل أن يثق بشريكته ، وأن يؤمن بأن مثلما له حقوق يطالب بها ويسقط بسببها أنظمة ، فان المرأة أيضا لديها حقوق تطالب بها مساوية تماما لحقوقه ، في الحرية والتحرر والانعتاق من العبودية ، لأن سبب ديكتاتورية الأنظمة الحاكمة ، هو نفسه سبب ديكتاتورية الذكر الحاكم في دولته الصغيرة، مؤسسة الزواج ، على الرجل أن يغير هذه العقلية التسلطية ، طالما يطالب الديموقراطية. 
 

المراجع

شبكة الحوار المتمدن

التصانيف

أبحاث