إلهامي الميرغني
الحوار المتمدن - العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 23:18
المحور: ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
عشنا لسنوات علي أمجاد الزمن القديم ، وعندما نتحدث عن المرأة المصرية كنا نتحدث عن هدي شعراوي وسيزا نبراوي ونبوية موسي ولطيفة الزيات ونوال السعداوي وغيرهن ممن حملن لواء التحديث والتنوير لمصر. لكن بعد ثورة 25 يناير تفجرت مصر بطاقات نسائية صنعت مرحلة جديدة من تاريخنا.
مقدمات الثورة
كانت النساء حاضرات في كافة الاحتجاجات العمالية والفلاحية التي سبقت ثورة 25 يناير فأضربت عاملات شركة المنصورة اسبانيا لمدة 69 يوم وقدمن نموذج يحتذي لكل عمال مصر. وكانت صلابتهم حافز للعديد من التحركات العمالية.وفي إضرابات المحلة الكبرى عرفنا أمل السعيد ووداد اللاتي قدن الإضراب فهتف عمال المحلة " الرجالة فين ، الستات أهم " فكانت قيادتهم حافزا لانضمام ألاف العمال للإضراب. كما عرفنا النقابية عائشة أبو صمادة من شركة الحناوي للدخان وهي العاملة ذات الأصول الريفية التي نجحت في عضوية اللجنة النقابية للمصنع وتم التنكيل بها وفصلها رغم حصانتها النقابية. كما عرفنا سيدة فايد أحد قيادات حركة التمريض والتي ساهمت في إنشاء نقابة مستقلة للتمريض بالقصر العيني الفرنساوي. وشاهدنا عشرات من إضرابات الممرضات وأخصائيات التمريض والزائرات الصحيات ومدرسات العقود والحصة.
شاركت النساء في إضراب واعتصام موظفي الضرائب العقارية والذي استمر 14 يوم كانت النساء فيه تنام في شارع حسين حجازي من اجل مطالب موظفي الضرائب العقارية والتي توجت بتحقيق مطالبهم وإنشاء أول نقابة عمالية مستقلة في مصر.
كانت المرأة المصرية مشاركة في كافة احتجاجات الفلاحين واحتجاجات الحق في السكن من عشش زينهم إلي صخرة الدويقة. وكانت العشرات منهن تنام علي رصيف مجلس الشعب من موظفات مركز معلومات مجلس الوزراء إلي ذوي الإعاقة.وشاهدنا جميعا والدة خالد سعيد وهي تتقدم المظاهرات تطالب بحق ولدها وحق كل المصريين .
كما ساهمت المرأة بدور بارز في الإعداد للثورة فعرفنا الإعلامية الأستاذة جميلة إسماعيل التي خاضت معارك سياسية كبري من خلال حزب الغد وخاضت انتخابات مجلس الشعب في 2010 و 2011 . وكذلك الأستاذة بثينة كامل التي خاضت معارك كبري ضد الفساد علي مدي سنوات متواصلة . ومن صناع الثورة نوارة نجم التي كانت مقالاتها وتعليقاتها من عوامل التجهيز للثورة ، وكذلك إسراء عبد الفتاح أحدي نشطاء حركة 6 إبريل التي كان لها دور بارز منذ 2008 . لذلك كان من الطبيعي أن نجد النساء جزء رئيسي من الثورة منذ 25 يناير وحتى الآن.
ثائرات في المقدمة
مع بدايات الثورة عرفنا رموز نسائية جديدة مثل أسماء محفوظ وسالي توما الذين كانوا في مقدمة صفوف الثوار وضمن ائتلاف شباب الثورة . ومع سقوط الشهداء كانت سالي زهران أحدي أيقونات الثورة المصرية في مقدمة الشهداء .
كما شاهدنا علي منصات الثورة الدكتورة كريمة الحفناوي أمين عام الحزب الاشتراكي المصري الآن والمناضلة الفلاحية شاهندة مقلد والفنانة تيسير فهمي والفنانة جيهان فاضل والعديد من المصريات الذين شاركن في الثورة. ووالدة خالد سعيد وأمهات شهداء الثورة الذين كان صدق كلماتهن مفجر للهتافات المدوية. وكانت كتابات الدكتورة أهداف سويف وكريمة كمال وعشرات آخرين مشاعل للنور في ثورة مصر .
وعندما اعتدت الشرطة العسكرية علي المظاهرة النسائية في مارس وارتكبوا جريمة كشف العذرية علي 7 بنات . كان من الممكن للحقيقة أن تموت لولا شجاعة سميرة إبراهيم التي وقفت لتكشف أبعاد الجريمة التي تمت وتنجح في الحصول علي حكم بإدانة ما حدث واعتباره جريمة هتك عرض تمت بحق النساء الثائرات.
وعلي مدي العام الأول للثورة كانت الدكتورة مني مينا المتحدث باسم حركة أطباء بلا حقوق وسط المستشفيات الميدانية تضمد الجراح وتدعم أطباء وطبيبات الثورة ، الذين مارسوا عملهم في ظروف في غاية القسوة وكانوا عرضة للاعتداءات المتتالية.ونجحت الدكتورة مني مينا في عضوية النقابة العامة للأطباء بعد أن كانت وسط زملائها في إضراب الأطباء في مايو الماضي.
وبعد مذبحة ماسبيرو تابعنا زيارة والدة الشهيد خالد سعيد لوالدة الشهيد مينا دانيال وكيف جمعت الثورة بين المصريين علي اختلاف دياناتهم وتوجهاتهم . كما كان إضراب الدكتورة ليلي سويف عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن نجلها علاء عبد الفتاح الذي اعتقل علي خلفية أحداث ماسبيرو ، واستمرت الدكتورة ليلي في إضرابها عن الطعام رغم مرضها ، بما دعم من صمود علاء حتى تم الإفراج عنه.
لقد شاركت المرأة المصرية في الإعداد والتجهيز للثورة المصرية وقدمت الكثير من التضحيات ولازالت . لم تتأثر بدعوات التخلف والظلام التي تتعامل معها ككائن ناقص أو التيارات الظلامية التي رشحت نساء ولم تنشر صورهم وكأن علينا أن ننتخب أشباح.
لقد تعرضت النساء المشاركات في الثورة علي مدي الأسابيع الماضية للعديد من الاعتداءات سواء في شارع محمد محمود أومجلس الوزراء مثل الاعتداء علي الدكتورة غادة كمال عضو حركة 6 إبريل إلي الفتاة التي تم سحلها بواسطة رجال القوات المسلحة وأخيرا الناشطة سلمي سعيد التي تعرضت لثلاث طلقات خرطوش في وجهها وجسدها بينما تؤكد بيانات الداخلية انه لا يستخدم سوي القنابل المسيلة للدموع.
وتمضي الثورة المصرية بنسائها ورجالها من أجل استكمال مهام الثورة ، ورغم قنابل الغاز والرصاص المطاطي فإن الثورة مستمرة. وكل عام ونساء مصر والعالم بكل خير.
المراجع
بكة الحوار المتمدن
التصانيف
أبحاث