البير كامي (1913 -1962) تركنا سارتر ورائنا و لأن الشيء بالشيء يذكر فانه لا يذكر سارتر بدون ذكر البير كامي ولا يذكر البير كامي دون ذكر سارتر حيث ان اسميهما اقترنا بالوجودية على الانسان ان يجمع بين العقل والجنون بين الفوضى والرتابة بين التوتر والاستقرار ويكون سلاحه في ذلك التمرد هذا ما خلص اليه الروائي والفيلسوف الفرنسي البارز البير كامي الحاصل على جائزة نوبل عام 1957 عن مجمل اعماله و اهمها 1- الطاعون 2- الغريب 3-اسطورة سيزيف 4-الأنسان المتمرد كل هذا في سبيل حق الانسان في حياة حرة كريمة وعلى هذا الانسان ان يتمرد في وجه الظلم والقسوة ويناضل من اجل التخلص من كل اشكال العبودية في سبيل الحياة التي هي افضل ما وهب للانسان على الارض فحتى نحترم الحياة ونليق بها علينا ان نسعى من اجل الحرية حريتنا وحرية الاخرين على دروب التكاتف الانساني. اوجة الأختلاف بين كامي وسارتر يري كامي انه (اننا غير مسؤلين عن أمنا وابينا او اسمنا او ديننا فكلها حصلت قبل وجودنا اما المستقبل او المصير فنحن مسؤلون عنه وعلينا ان نقرره ونختاره وهذه هي الحرية المسؤلة) ويري سارتر : ان الحرية المطلقة بدون اي حد هي عين الرعب ويري كامي : (عندما يبارك الاسقف حكم الاعدام يكون في رأيي قد خرج عن دينه، وحتى عن انسانيته) ويري سارتر : (اننا نعيش في عالم مليء بالشر ولهذا فاننا لا نستطيع ان نسيطر عليه الا اذا كنا قساة بعض الشيء ) التمرد و الموت التمرد والموت هذه معضلة كبرى واجهت البير كامي وهو الكاره لكل اشكال الموت والمرض الذي عادة يمهد للموت لقد تعلق كامي بالحياة الى درجة لا يمكن تصورها (ولا اسوأ من المرض في هذا الصدد. انه دواء ضد الموت انه يمهد له انه يحلق في مرحلته الاولى الاشفاق على الذات انه يدعم الانسان في جهده الكبير في التهرب من يقينه بأنه سيموت بأسره واشعر عندئذ ان التقدم الحقيقي الوحيد للحضارة، التقدم الذي يتعلق به البشر من زمن لآخر، هو ان نبدع ميتات واعية. ان ما يدهشني دوما هو فقر افكارنا عن الموت) ان كامي يتحدث عن الموت من خلال موت الأخرين و عندما يتحدث عن نفسه لا ينجح في تصوير هذا الموت ولكنه يرى ان الابداع هو خير وسيلة لمجابهة الموت انه الموت الواعي والناضج (اقول في نفسي سأموت، لكن هذا لا يعني شيئا لأنني لا اتوصل الى الاعتقاد به ولا يمكن ان تكون لي الا تجربة موت الاخرين ) و للتشائم شكل كبير في كتابات كامي و لعل ذلك يرجع لحقبة الحروب (لقد ترعرعنا انا وسائر ابناء جيلي على قرع طبول الحرب العالمية الاولى وقد تابع التاريخ منذ ذلك الحين حكاية القتل والجور والعنف الا ان التشاؤم الحقيقي كالذي نراه اليوم يكمن في استغلال هذه الوحشية والخزي اما فيما يتعلق بي فقد ناضلت دون هوادة ضد هذا الانحطاط لست اكره الا اولئك المتوحشين وفي احلك اعماق عدميتنا لم اكن انشد غير سبيل لتجاوز العدمية) توفي كامي في عام 1962 في حادث سيارة ,في ذروة احتفاله بجائزة نوبل للآداب وذروة التألق العالمي..

المراجع

hifati.yoo7.com/t8147-topic موسوعة الفلسفة والفلاسفة

التصانيف

فلسفة