سامي بن بلعيد
الحوار المتمدن - العدد: 3656 - 2012 / 3 / 3 - 11:27
المحور: ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
1- هل سيكون للمرأة في الدول العربية نصيب من التغيرات المحدودة التي طرأت حتى الآن على مجتمعات هذه الدول كأحد نتائج الربيع العربي ?
سيكون لها نصيب محدود طبقاً وما تحقق .. وطبقاً لنسبة مساهمة المرأة وحضورها .. فالتغيير لم يكن من اجل المرأة او الرجل .. انه تغيير يهدف الى اصلاح المجتمع برمته .. والمرأة هي نصف المجتمع .. ويفترض أن تسائل المرأة وماذا قدمت لثورات الربيع العربي .. اي اننا ننظر اليها كا شريك .. اما السؤال الذي يستفسر عن نصيب المرأة بعد الثورات ؟ فهو عودة الى المربع القديم الذي ينظر الى المرأة على انها شيئ تابع .
2- هل ستحصل تغيرات على الصعيدين الاجتماعي والثقافي في منظومة القيم المتعلقة بالسلطة الذكورية والعقلية التسلطية التي تعاني منها نساء الشرق؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحصل تغيرات جوهرية في ضوء الحراك الشعبي الواسع والخلاص من رأس النظام وبعض أعوانه في أكثر من دولة عربية؟
ممكن يحصل تغيير في حال ان الثورة تلامس النسيج الثقافي والاجتماعي وقامت بعملية اصلاح تدريجي في هذا الاطار ونقلت الفكر الثوري المتحرّك على الارض الى عملية تثقيف وتوعية حتى تصبح الجماهير حاملاً اساسي لافكار الثورة اي انها تصبح جزء من ثقافتها ... والتغييرات الجوهرية بأمكانها ان تحصل في حال اصبحت الجماهير محصنه بالفكر الثوري الذي يحميها من الانقسامات التي تزرعها الشائعات المدبّرة من راس النظام وثورته المضادة ... لان حالة الاستقرار والتماسك الثوري والتفاف الجماهير الشعبية حول ثوراتهم هو الحصن الحصين للثورة ... اما التفكُك والانقسام في الولااءات لن يؤديان إلاّ الى ضعف الثورة الذي قد يمهد لانتصار قوى معادية لها .
3- ما هو الأسلوب الأمثل لنضال المرأة لفرض وجودها ودورها ومشاركتها النشيطة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في تلك الدول العربية التي وصلت فيها الأحزاب الإسلامية السياسية إلى الحكم؟
الاسلوب الامثل هو ان تدرك المرأة تمام الادراك ... ماذا تعني ثورة التغيير ؟ وذلك الفهم سيخرجها من مربعات الماضي التي يفرضها ألآخر وتجسدها المرأة بأدائها القاصر ... فالمرأة هي الجزء الاكثر اهمية في المجتمع فهي الجزء المنتج والحاضن والمربي للجزء ألآخر ... ومما يخالف الصواب ان البعض ينظر الى مشاكل المرأة وكأن المتسبب الرئيسي والوحيد هو الرجل ... فتلك ظاهرة عدائية ... ولا يمكن ان تقلّص مشاكل المرأة بل على العكس ... فعلاقة المرأة بالرجل تقوم على التكامل .. ذلك التكامل الذي يعطي معرفات للأختلاف ويجعل منها مفاصل وقوف وتفاهم من اجل الاستمرارية ... اي ان التكامل لم يصنع صراع الاضداد بل اوجد السبل السلمية التي تضمن الوصول الى من تختلف معه
بالنسبة للاحزاب الاسلامية فوصولها الى السلطة افضل من بقائها لاعب في الظل .. يعرقل ويلوم .. فوصولها الحديث لم يكن مثل وصولها في الماضي .. لانها ستكون تحت المراقبة من قبل جماهير الثورة من جهه ومن قبل كامرات الاعلام العالمي من جهة أُخرى .. فإن حققوا الاستقرار والمدنية فتلك من مطالب الثورة وسيكون لهم وجود تداولي مستمر .. وإن اخفقوا فسقوطهم سيكون نهائي من الساحة السياسية .. ولا تنسوا المراحل الثورية الحاسمة لم تأتي بعد .. والجماهير التي خرجت بالملايين لا زالت عائشة وبأمكانها ان تكرر عملية الخروج
4- تدعي الأحزاب الإسلامية السياسية بأنها تطرح إسلاماً ليبرالياً جديداً وحديثاً يتناسب مع فكرة الدولة المدنية. هل ترى-ين أي احتمال للتفاؤل بإمكانية شمول حقوق وحريات المرأة ضمن البرنامج السياسي الإصلاحي الاحتمالي لقوى الإسلام السياسي, وهي التي تحمل شعار "الإسلام هو الحل"؟
كُلنا نؤمن بالتعدد ولا مجال لالغاء الآخر ان كان سلوكنا وهدفنا مدني ... مسألة صحة ادعاء الاحزاب الاسلامية .. هذا ما سوف تحدده المراحل القادمة .. ولا يهمنا ان يكون لدينا أمل او تفاؤل بأمكانية شمول حقوق وحريات المرأة .. لان ذلك لن يضر المرأة بقدر ما سيدفع تلك الاحزاب الى خارج الساحة .. ولا خوف من الاسلام اذا صلحة عقول ابناءه وعقول كل العرب .. لان الخلل في العقول التي تتعاطى الاشياء وليس في الافكار الانسانية والمناهج الربانية .. والدليل ان الوطن العربي بكل اقطاره لم يصنع مدنيته المتدين ولا العلماني الاشتراكي ولا الرأسمالي ولا الملك ولا الامير ولا ولا ولا .. اي ان الخلل الحضاري قد اصاب كينونة الجميع
5- هل تتحمل المرأة في الدول العربية مسؤولية استمرار تبعيتها وضعفها أيضاً؟ أين تكمن هذه المسؤولية وكيف يمكن تغيير هذه الحالة؟
المرأة العربية تتحمّل جُزء من تلك المسؤلية والجزء الاكبر تتحمّله الثقافة المجتمعية المعقّدة بعاداتها وتقاليدها وتراثها .. ويزيد الامور تعقيد الوضع الثقافي السيئ الذي وصل اليه الجميع .. وفي حال التدقيق في مقومات العمل الحضاري الذي ترتقي به الشعوب والامم .. فنحن لم نسمع عن اي شعب او أُمّة في العالم انه وضع خطة عمل تطويرة للمرأة بمعزل عن الرجل .. لان عملية البناء الحضاري تقوم على اساس عملية تكاملية في حال ادراك مفاهيم ومقاصد الحركة الدافعة نحو التطوّر
وتتغير تلك الحالة في حال انتصار ثورات التغيير ووصلت الى مهمتها الرئيسية وهي بناء الانسان القادر على البناء .. والانسان هو وهي (المرأة والّرجُل ) وهناك نقطة مهمة يأبى الكثيرون الخوض في تفاصيلها وهي ان الانسان العربي ـ المرأة والرجل ـ صار يتحرّك بعواطفه التي تجعله يتحدّث بأسم الاشياء بدلاً من ان يتحدث عنها .. اي يكون حيادياً .. ويكون لديه منهج عقلي للوصول الى الحقيقة
6. ما هو الدور الذي يمكن أن يمارسه الرجل لتحرير نفسه والمجتمع الذكوري من عقلية التسلط على المرأة ومصادرة حقوقها وحريتها؟
كما تحدثنا من قبل الدور لا بد ان يكون تكاملي .. لان التطور لن يأتي بالصراع .. ولن يأتي بالانتصار لطرف على حساب طرف آخر .. لانه لا يمكن الطيران بجناح واحد
المراجع
شبكة الحوار المتمدن
التصانيف
أبحاث