أحد أقاربي كهل .. قال لي قصة قبل مدة قـال :

كنا في الحج .. فلما بلغنا منطقة قبيل مكة .. استرحنا قليلاً وأعددنا الطعام .. فإذا بنا

ننظر إلى شجرة هناك .. وإذا برجل قد انطوى من باكستان .. قد انطوى وفي حجره

مصحف يتلوه .. لونه شاحب .. أشعث .. أغبر .. ما معه إلا قربة من الماء ..

يقول : فسألناه متعجبين من حالته !! .. من الذي أتى بك لوحدك ؟ .. نحن من داخل

المملكة ولا نأتي لوحدنا .. كيف تأتي من باكستان ؟

يقول فبكى .. ثم صار يتكلم كلام مكسّر .. يقول :

كنت أنا وصاحبي أنا ما كنت وحدي !! .. كنت أنا وصاحب لي ومعنا حمار .. فبينما كنا

في الطريق إذ هجم علينا قطاع طريق فقالوا : هاتوا ما معكم !!

قال .. فشدّ معهم صاحبي وأبى أن يعطيهم .. فجرّوه فحاول أن ينزع يديه منهم .. فإذا

بأحدهم بسلاحه يطلق عليه النار فيموت !! ..

قال ثم أخذوا ما معه .. فلما رأيت أني هالك إن لم أعطهم ما معي .. أعطيتهم كل ما معي

ما بقي معي إلا قربة !! .. أخذوا الحمار وأخذوا المال الذي معنا وهو قليل .. وصاحبي

قد فارق الحياة ..

قال فمشيت والله لا أعلم الطريق ..

يقول : فبينما أنا أمشي .. إذا بالشمس قد اشتد وهجها وحرارتها .. ولهيبها ولهيب

الصحراء .. فإذا بالحلق قد جف .. يبست اللهات .. أيقنت أني ميت لا محالة .. فجلست

وتربعت .. ونشرت المصحف ..

اخوتي ووالله بالحرف الواحد يقـول : رفيق ما في .. مويه ما فيه .. أكل ما فيه .. لكن

قرآن فيه .. والله فيه .. ثم رفـع يديـه قال ” رب لازم مويه .. أنا أموت .. رب لازم

مويه .. لازم مويه .. ”

فإذا به ما أعظمـــه ينشئ السحب .. فتمطر على رأسه .. فيملأ القربة .. ويبكي من

الفررررح ..

كم من ضعيف متضعف كما قال عليه الصلاة والسلام ” ذو طمرين لو أقسم على الله

لأبره ” هذا يقسم لا تختلف عليه اللغات سبحانه يقول : رب لازم مويه .. ما أرحمـه كم

من ضعيف متضعف ” ذو طمرين لو أقسم على الله لأبره ”

الله لا يضيع أجر المحسنين سبحانه ..

قــــــصـــــــــــــة أخـــــــــــــــــــــــــــرى

رواها عبد الله بن المبارك رحمه الله يقول :

كان من أصحابنا رجل مجتهد في العبادة .. إذا جلس الناس قام .. وإذا أفطروا صام ..

وإذا ناموا إذا به يصلي ويتهجد في الأنام .. اسمه ” سعيد ابن مينان ” .. قال :

فقال له صاحبه لعلنا غداً نلقى العدو .. فُتضرب الأعناق وأنت ما استرحت علّك تنام ولو

القليل تستريح ..

إقال فدخل الخيمة .. وهذا الذي يروي القصة يقول وأنا واقف عند باب الخيمة .. بينما

أنا كنت أراجع القرآن .. إذا بي أسمع أصوات داخل الخيمة !! ..

تعجبت ما فيه إلا سعيد !!

فلما دخلت إليه فزع .. فإذا به وهو نائـم يبكــي تارة .. ثم يضحــك تارة .. ثم يمد يـده

ويرجعها ثم يقــول لا .. لا .. أهـلـي !! .. ثم استيقـظ وإلتفـت عن اليمين

ثم قـال أهلـي .. أهـلـي !!

يقول صاحب القصة : فاحتضنته .. وهدأته .. فلما هدأ قال : أين أنا !!!

قلت له لا بأس عليك أنت في الخيمة .. إني رأيتك يا سعيد في المنام بكيت ثم ضحكت ثم

حركت اليد .. أرسلتها ثم قبضتها ..

قال : هل رآني أحد معك ؟ .. هل رآني أحد غيرك ؟

قلت لا والله .. قال الحمد لله

قلت وما ذاك يا سعيد ؟ .. قال أكتمها عليه

قلت .. أسألك بالله أن تخبرني ما الذي رأيت ؟

قال .. إني رأيت أن القيامة قامت .. وحشر الناس حفاة عـراة .. وحشرت أنا معهم .. إلى

العرض .. إلى ماااالك يوم الـدين .. فبينما كان الناس يمـوجون.. أتياني رجــلان فقالا :

أنت سعيـد ؟ .. قلت نعم !!

قالا تعال معنا حتى نريك كرامــة الله لك وأنه تقبل دعائــــك !! ..

قال فحملوني على نجب ليست كنجبكم هذه .. فارتحلا بي حتى إذا بلغنا قصــر .. ففتحت

أبــواب القصـــر .. وإذا به جـــواري لا أستطيع وصفهــن !! .. وإذا بهن يقلن بصـوت

واحد : جـاء حبيـب الله .. جـاء ولي الله .. يستبشـرووووون !!

يقول فلما دخلت أدخلـوني غرفة من تلك الغـــرف .. فإذا بها امــرأة ليست

كالنســاء !! .. والله لا أعلم أهي أجمـل .. أم لباسها .. أم حليّها .. أم سريرها .. فقالت

لي : سعيـد مرحبــــا بك يا ولـــي الله ..

فقلت لها أين أنا ؟ .. قالت أنت في جنــة المـــــــأوى !! ..

قال فلما حدثتني .. خضع قلبي لها .. ورق قلبي لها .. فمددت يدي لها .. فأرسلت يدها

وكفّت يدي وأرجعتها بلطف .. قالت ليس الآن فيــك نفس الحيـــــــاة !!

فقلت كــــلا .. لا أررررريد أن أرجــــع .. قالت فيك نفس الحيـــاة

وبعد ثلاثة أيام إن شاء الله ..

أقلت لها لا أريـد أن أرجــــع .. لا أريـــد أن أرجـــــع .. قالت ذلك قدر أمــــر الله وكان

أمر الله قدراً مقدوراً ..

قال .. ثم استيقظت ..

يقول سعيد وما إن انتهت هذه الرؤيا إلا وبصوت ينــــادي ” يا خيل الله اركبي ..
يا خيل الله اركبي ”

يقول فركبنا .. فلما اصطف الجيشان .. وإذا بأول من ينطلق سعيد !! .. فكان يذود بنفسه

ويلقي بنفسه على العدو .. فكان حديث المجالس في ذلك الوقت حتى رجعنا ..

فلما كان في اليوم الثاني .. وإذا به يلقي بنفسه على الأعداء .. ويذود عن المسلمين ..

فلما كان في اليوم الثالث .. قال راوي القصة والله لا أتركه لأتبعه حتى أرى

صدق رؤيـــاه !! ..

يقول فتبعته .. فوالله أعجزني وأتعبني وأنهكني .. كيف وهو يلقي بنفسه بين الناس ..

فلما جاء قبيل الغروب .. إذا بسهم يأتي فيدخل في عنقه ويخرج من الجهة الأخرى ..

قال فسحبته والدماء تنزف .. ثم صحت في الناس : يا أيها الناس تعالوا

واسمعوا قصته !!

قال .. فنظر إلي .. ثم عض على الشفـــاه .. ثم ابتسم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن

محمد رسول الله .. ثم ابتســـــم .. وخرجـــــت الـــــــروح ..

فقلت .. هنيــئــــــاً لمن ستفطـــــر عندهم في هذه الليلـــــة !!

” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة .. ”

القصص مصدرها من شريط ” إني أحب فلان ” للشيخ الأحمد حفظه الله

موقع الكلمة الطيبة


المراجع

quicklook4u.com

التصانيف

روايات   فنون   كتب   روايات وكتب ادبية   الآداب