1
عندما ترجعُ بيروتُ إليْنَا
بالسَلامَهْ ..
عندما ترجعُ بيروتُ التي نعرفُها
مثلما ترجِعُ للدار الحَمَامَهْ ..
سوفَ نَرْمي في مياهِ البَحْرِ
أوراقَ السَفَرْ ..
وسنستأجِرُ كُرْسِيَّيْنِ في بيتِ القَمَرْ ..
وسنَقْضي الوقتَ ،
في زَرْع المَوَاويلِ ..
وفي زَرْع الشَجَرْ
آهِ .. يا بيروتُ كم أَتْعَبَنا هذا السَفَرْ .
فاغْمُرينا ..
بمكاتيبِ المُحبِّينَ .. اغْمُرينا
بتقاسيم العصافيرِ .. اغْمُرينا
بمزاريبِ المَطَرْ ...
2
عندما ترجعُ بيروتُ
التي كانتْ ملاذاً لهوانَا .
والتي قد أورقتْ
فيها من الحُبِّ يَدَانا .
مثلما يرجِعُ في الفجر الشِرَاعْ .
عندما ترجِعُ بيروتُ ..
فهل تأخُذُني ؟
يا صديقي ، مرةً أُخرى ،
إلى سَهْل البِقَاعْ .
حيثُ أغلى حُلُمٍ عندي
(عَرُوسٌ من لَبَنْ) ..
آهِ .. كم كانَ بسيطاً
حُبُّ ذَيَّاكَ الزَمَنْ
آهِ .. كم كانَ جميلاً
إِنْ يكونَ الحُبُّ إقليماً صغيراً
من أقاليم الوَطَنْ ..
3
هل من الممكنِ أن تطلَعَ بيروتُ الجميلَهْ
مرةً أُخرى ..
من الأرضِ الخَرَابْ ؟
هل من الممكن ، أن ينبتَ قمحٌ
في مياهِ البحرِ ،
أو يأتي مع الموج كتابْ ؟
هل من الممكن أن نكتبَ شِعْراً ؟
مرةً أُخرى .. على حَبَّةِ لَوْزٍ أَخْضَرٍ
أو على قُطْن السَحَابْ ؟
هل لدينا ؟.
فرصةٌ أُخرى لكي نَعْشَقَ ..
أَم أنَّ العُيُونَ الخُضْرَ صارتْ مُسْتَحيلَهْ ؟
والعيونَ السُودَ صارتْ مُسْتَحِيلَهْ ؟
وإذا عادَ إلينا (شارعُ الحمراءِ)
لو عادتْ إلينا (الرملةُ البيضاءُ)
لو عادتْ لنا ..
(مَنْقُوشَةُ الزَعْتَرِ ) ..
و (الكُورنِيشُ ) ..
لو عاد لنا (مَقْهَى دُبَيْبُو)
والمشاويرُ الطويلَهْ ..
4
لو فَرَضْنَا ..
لو فَرَضْنَا ..
أَنَّ بيروتَ الجميلَهْ
نَهَضَتْ من موتها ثانيةً
مَنْ سَيُعطينا مفاتيحَ الطُفُولَهْ ؟

اسم القصيدة: محاولةٌ تشكيليةٌ لرَسْم بيروت.

اسم الشاعر: نزار قباني.


المراجع

nizarq.com

التصانيف

شعراء   الآداب