ماثيو فليندرز (1774 - 1814)، ملاح إنجليزي ومستكشف وعالم أن له الفضل في مسح سواحل أستراليا.
بدايات حياته
كان ولد في دونينغتون، قرب بوسطن، في لينكونشاير، في 16 مارس 1774. أراد ماثيو في بادئ الأمر إتباع مهنة أبيه الجراح، لكن حماسه لحياة المغامرة دفعه لدخول البحرية الملكية، وهو ما فعله في 23 أكتوبر 1789. بعد رحلة بحرية إلى الجزر الصديقة (تونغا) وجزر الهند الغربية، وبعد الخدمة في سفينة "بيليروفون" أثناء حملة اللورد هاو في 1 يونيو عام 1794 قرب ساحل أوشانت، خرج فليندرز في 1795 كضابط بحري في سفينة "الاعتماد Reliance" إلى نيو ساوث ويلز.
سنوات الاستكشاف
للسنوات القليلة القادمة كرس نفسه إلى مهمة مسح حدود الساحل الأسترالي بدقة، وما قام به أنه غطاه بعناية بحيث ترك القليل لخلفائه ليقوموا به. ومع صديقه جورج باس الجراح في سفينة "الاعتماد" وفي سنة وصوله استكشف نهر جورج؛ وبعد رحلة بحرية إلى جزيرة نورفولك، ومرة أخرى ذهب الصديقان في مارس 1796 في قارب سموه توم ثمب Tom Thumb وهو بطول مترين ونصف فقط، وكان معهم ولد فقط ليساعدهم، واستكشف امتداد الساحل إلى جنوب بورت جاكسون.
بعد رحلة بحرية إلى رأس الرجاء الصالح، حيث رقى إلى ملازم، انشغل فليندرز في فبراير 1798 في مسح جزر فورنو والتي تقع إلى شمال تسمانيا. وكانت فرحته عظيمة عندما كلف سوية مع باس في سبتمبر نفس السنة للمضي في السفينة الشراعية "نورفولك" والتي كانت تزن 25 طنا ليثبت بشكل حاسم أن أرض فان دايمن هي جزيرة بالإبحار حولها.
في نفس السفينة الشراعية في صيف السنة اللاحقة، قام فليندرز باستكشاف المناطق إلى شمال بورت جاكسون، وكان الهدف منها بشكل رئيسي أن يمسح خليج غلاسهاوس (خليج موريتون) وخليج هيرفي. عاد إلى إنجلترا وعين في قيادة بعثة للاستكشاف الشامل لسواحل تيرا أوستراليس ، مع ذلك فيقال أن فليندرز كان أول من اقترح اسم أستراليا. وفي 18 يوليو 1801 أبحرت السفينة الشراعية "المحقق" (334 طن)،من سبيتهيد جنوب إنكلترا.
كان فليندرز قد أعطي تعليماته مع جواز سفر من الحكومة الفرنسية إلى كل مسئوليهم في البحار الشرقية. ومن بين الطاقم العلمي كان روبرت براون، أحد أكثر علماء النبات الإنجليز البارزين؛ وبين الضباط البحريين كان قريب فليندرز جون فرانكلين مستكشف المناطق القطبية. ووصلوا إلى رأس ليوفين على الساحل الجنوبي الغربي لأستراليا في 6 نوفمبر، ومضيق الملك جورج في 9 ديسمبر.
أبحر فليندر حول الخليج الكبير، تفحص الجزر والتضاريس على الجانب الشرقي ولاحظ طبيعة البلاد والناس ومنتجاتها إلخ ، وانتبه بشكل خاص إلى موضوع اختلاف البوصلة. اكتشف واستكشف خلجان سبينسر وسانت فينسنت. وفي 8 أبريل 1802، بعد فترة قليلة من مغادرته جزر كانغارو الموجودة في خليج سانت فينسنت، التقى فليندرز مع سفينة استكشافية فرنسية تدعى "لو جوغراف" تحت قيادة الربان نيكولا بودان، في الخليج الآن المعروف بخليج إنكاونتر.
في قصة البعثة الفرنسية التي نشرت في 1807 (عندما فليندرز كانت سجينا في موريتيوس) من رجل يدعى بيرون كان عالم الطبيعة في البعثة، فإن معظم الأرض غرب نقطة لقائهما زعم أنها اكتشفت من قبل بودان، والأسماء الفرنسية استبدلت بشكل كبير نظائرها الإنجليزية التي أعطيت من قبل فليندرز . فقط في 1814، عندما نشر فليندرز قصته الخاصة تم رض القصة الحقيقية بالكامل. واصل فليندرز فحصه من الساحل على طول مضيق باس، مسح بعناية بورت فيليب. ووصل إلى بورت جاكسون على 9 مايو 1802.
الرحلة إلى خليج كاربنتاريا
بعد البقاء في بورت جاكسون لمدة شهرين تقريبا، انطلق فليندرز ثانية في 22 يوليو لإكمال طوافه البحري لأستراليا. وتفحص الحاجز المرجاني العظيم بعناية أكبر في عدة أماكن. ووصل إلى المدخل الشمالي الشرقي لخليج كاربنتاريا في وقت مبكر من نوفمبر؛ وأمضى الشهور الثلاثة التالية في فحص شواطئ الخليج، والجزر الذي التي يحاذيها. وبعد فحص "المحقق" اتضح بأنها كانت ترسب الماء ولكن فليندرز استطاع يكمل مسح خليج كاربنتاريا، وبعد التوقف في جزيرة تيمور، أبحرت سفينة "المحقق" حول غرب وجنوب أستراليا، وصلت ميناء جاكسون في 9 يونيو 1803. تحمل كل أعضاء البعثة تقريبا المعاناة ونسبة كبيرة من الرجال استسلمت إلى المرض، وتدهورت صحة زعيمهم بداء الإسقربوط.
رحلات لاحقة
صمم فليندرز على المضي إلى وطنه في السفينة "خنزير البحر" كمسافر، وقدم نتائج عمله إلى الأميرالية، وأراد أن يحصل إن أمكن على سفينة أخرى لإكمال استكشافه للساحل الأسترالي. وانطلقت "خنزير البحر" من بورت جاكسون يوم 10 أغسطس ، ورافقتها سفينة تدعي بريدجووتر زنتها 750 طن و"كاتو"وتزن 450 طن جائتا من لندن.
في ليلة السابع عشر اصطدمت سفينتا "خنزير البحر" و"كاتو" فجأة على شق مرجاني وتحولتا لحطام بسرعة. وعسكر الضباط والرجال على شاطئ رملي صغير، وتم إنقاذ كمية كبيرة من المؤن والعديد من الأوراق والمخططات. الشعبة المرجانية كانت حوالي 1200 كم من بورت جاكسون. وعاد فليندرز إلى بورت جاكسون في زورق بستة مجاديف لكي يحصل على سفينة لإنقاذ جماعته. ووصل إلى الشعبة المرجانية ثانية في 8 أكتوبر وتوجه إلى مضيق جونز في سفينة معيبة من 29 طن، تدعى "كمبرلاند" مع عشر رفاق ومجموعة ثمينة من الأوراق والمخططات والنماذج الجيولوجية وغيرها.
سجنه
في 15 ديسمبر تم وضعه في موريتيوس عندما اكتشف بأن فرنسا وإنجلترا كانت في حالة حرب. وكان جواز السفر الذي امتلكه من الحكومة الفرنسية خاصا ب"المحقق"؛ و مع إنه كان الآن في سفينة أخرى فإن مهمته كانت نفسها في الأصل، والعمل كان ببساطة استمرارا للمشروع في السفينة السابقة. على الرغم من هذا، فإن كمبرلاند عند وصولها في بورت لويس قد استولي عليها بأمر من الحاكم العام دي كاين، وتم استيلاء على أوراق فليندرز، وهو وجد نفسه سجينا. ولكن لا يصلنا الكثير عن هذا الأسر الغير مبرر، الذي دام إلى يونيو 1810. لكن لا يوجد هناك شك عن المشاق التي أرغم فليندرز على تحملها لأكثر من ست سنوات والتي ظهرت على صحته، وجلب حياته إلى نهاية مبكرة.
سنواته الأخيرة ومؤلفاته
وصل إنجلترا في أكتوبر 1810 بعد غياب أكثر من تسع سنوات. لكن الإجراءات البطيئة والعقيمة منعت كل الترقيات التي استحقها المستكشف سيئ الحظ، الذي كرس نفسه لتأليف سيرة لاستكشافاته، مع ذلك للأسف احتفظ دي كاين بجزء مهم من سجله. ونتائج أعماله نشرت في مجلدين كبيرين، معنونة أي رحلة بحرية إلى تيرا أوستراليس، مع ملف الخرائط. اليوم ذاته (19 يوليو 1814) الذي نشر فيه العمل مات فليندرز عن أربعين عاما.
إن العمل العظيم نموذج مهم عن نوعه، يحتوي قصته بنفسه وروايته عن الرحلات السابقة، لكن المهارة الموجودة في بيانات النتائج العلمية، خصوصا فيما يتعلق بالمغناطيسية وعلم الأرصاد الجوية وعلم مسح البحار والملاحة. وكان فليندرز قد ركز أكبر انتباهه على أخطاء البوصلة، خصوصا التي يسببها وجود الحديد في السفن. ومن المتفق عليه أنه أول من اكتشف مصدر مثل هذه الأخطاء (التي كانت بالكاد ملاحظة قبل)، وبعد تحري قوانين الانحراف، اقترح اختراعا حصل الأستاذ بارلو على التقدير منه لسنوات بعدها وهو ما سمي بعمود فليندرز. والتجارب العديدة على مغناطيسية السفن أجريت في بورتسموث من قبل فليندرز بأمر من الإدميرالية في 1812.
إضافة إلى كتاب الرحلة البحرية، كتب فليندرز كتابا معنون باسم ملاحظات على ساحل أرض فان دايمن، مضيق باس وغيرها. ومقالين آخرين أحدهما عن "الإبرة المغناطيسية" (1805) والأخرى "ملاحظات على الباروميتر البحري" (1806).
المناطق التي سميت على فليندرز
• خليج فليندرز وهو موجود في الجنوب الغربي في ولاية أستراليا الغربية
• جزيرة فلندرز وهي أكبر جزر فورنو شمال تسمانيا.
• جبال فليندرز وهي موجودة في شرق أستراليا الجنوبية
• حيد فليندرز وهو جزء من الحاجز المرجاني العظيم
• نهر فليندرز في غرب كوينزلاند والذي يصب في خليج كاربنتاريا
وهناك العديد من المناطق المسماة على سفنه منها:
• مجموعة جزر إنفستيغاتور على سفينته المحقق قرب شبه جزيرة أير في أستراليا الجنوبية
• مضيق إنفستيغاتور بين جزيرة كانغارو وشبه جزيرة يورك في أستراليا الجنوبية
• حيد كاتو في الحاجز المرجاني الكبير
المراجع
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
التصانيف
معلومات عامة مستكشفو أستراليا