غوتفريد بن Gottfried Benn شاعر وقاص وكاتب مقال ومسرحي ألماني. ولد في مانسْفِلد التابعة لمنطقة بريغنيتس الغربية، وتوفي في برلين. وكان والده قساً بروتستنتياً. انتقلت أسرة بن إلى سيلين التابعة لمنطقة نويمارك، حيث انتسب إلى مدرسة مدينة فرانكفورت/أودر، وتعرف فيها إلى الكاتب كلابوند Klabund. تلبية لرغبة والده درس بن اللاهوت والآداب في برلين، وتحول عام 1905 إلى دراسة الطب العسكري في أكاديمية القيصر فيلهلم، التي تخرج فيها عام 1912 ليفتتح عام 1914 عيادة خاصة في برلين، حيث صادق الكاتبة شولر E.L.Schueler وانخرط في أجواء الحركة التعبيرية[ر]، وبدأ بنشر نتاجه في صحفها، ثم أمضى مدة الحرب العالمية الأولى طبيباً عسكرياً في بروكسل، حيث تعرف إلى الأدباء كارل شترنهايم K.Sternheim وأوتو فلاكه وكارل أينشتاين وغيرهم. ثم عاد إلى مزاولة الطب في برلين متخصصاً في الأمراض الجلدية والتناسلية. وفي 1932 أصبح عضواً في أكاديمية الفنون البروسية. مع صعود الدولة النازية اعتقد بن أن تركيزها على العنصر الشعبوي سيؤدي إلى الخلاص من الفكر العدمي البورجوازي الذي خلفه نيتشه[ر] Nietzsche في ألمانية، لكنه سرعان ما أدرك مع نهاية عام 1934 لاعقلانية هذا الموقف، فتراجع عنه، وعاد إلى ممارسة الطب العسكري عام 1935. لكن النازيين لم ينسوا موقفه هذا، فألغوا عضويته في رابطة الأطباء ثم في اتحاد كتاب الرايخ ثم منع من الكتابة والنشر. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية عاد بن إلى مزاولة الطب في عيادته في برلين، كما بدأ بنشر أعماله، بما فيها تلك التي ألفها في مرحلة المنع. وعلى الرغم من احتدام النقاش حول شخصه وفكره وأدبه تبوأ مكانته الأدبية ثم توج ذلك بحصوله على جائزة غيورغ بوشنر[ر] Georg Büchner عام 1951.
قام بن في مرحلته التعبيرية المبكرة بإعادة تقويم المفهوم التقليدي للشعر، معتمداً بصورة جوهرية على استقاء موضوعاته الشعرية من ممارسته للطب. وباستخدامه اللغة الطبية اليومية المتداولة بين ممارسي المهنة توصل بن إلى إبداع طاقة لغوية ساخرة ذات سمات تفجيرية تجاه الموروث التقليدي، وذلك بمعالجة موضوعات صدامية عنيفة تهدف إلى تعرية سقوط الأنا، وتكشف القناع الاجتماعي عن الحاضر الذي يفتقد أي جوهر، طارحاً موضوعاته بلغته هذه من منظور الشخصية المحورية في أعماله «الطبيب». وبغرض تصعيد عنصر الصدمة لجأ بن إلى توليد أسلوبية تبدو متنافرة، باستعادته مجموعة من العناصر الجمالية التقليدية التي أعاد تقويمها لتخدم موقفه الشعري من «جمالية القبح». وبذلك لم يتوصل بن إلى قطيعة كاملة مع التقاليد الشعرية فحسب، بل إلى رفض «رثاء البشر» الذي تبناه كثير من معاصريه التعبيريين في أعمالهم في الوقت نفسه. إن مرحلة تدمير القيم المتطرفة هذه تبعتها مرحلة تأملات فلسفية جمالية، وجدت تعبيراً لها في العديد من الكلمات والمقالات بحثاً عن إمكانية حياة في مرحلة ما «بعد العدمية»، وكذلك في كثير من القصائد التي تنطوي على سخرية أقل وعلى فنية لغوية أكثر من قصائد المرحلة السابقة، متأثراً في ذلك بمفاهيم «استنفاد جماليات العدمية» كما وجدها عند نيتشه. لم يجد بن إمكانية لتجاوز الأزمة المهيمنة إلا في اللغة ذاتها، عندما تُفهم الكلمة بديلاً من الأنا. ولقد تجلت عزلة الأنا بوضوح في القصائد التي كتبها بن في مرحلة المنع، كما في ديوان «قصائد ساكنة» Statische Gedichte الذي طور فيه مقولته الرئيسية بأن عالم التعبير الفني لا يمكن أن ينظر إليه إلا معزولاً عن العالم التاريخي. وفي هذه «العدمية المبدعة» بحث بن عن إمكانية للربط بين العلم والفن، وخاصة في المقالات التي ناقش فيها قضايا العصر في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ولاسيما القضايا الثقافية والفنية منها باحثاً على الصعيد اللغوي عن جسر يصل بين أسلوب قصائده الاستفزازية المبكرة وبين المرحلة التأملية اللاحقة.
أهم أعماله، في الشعر: «مورغو وقصائد أخرى» (1912) Morgue und andere Gedichte و«لحم» (1917) Fleisch و«أنقاض» (1924) Schutt و«قصائد ساكنة» (1948) و«فيضان ثمل» (1949) Trunkende Flut و«تقطيرات» (1953) Destillationen.
وفي النثر: «أدمغة» (1916) Gehirne و«تحذير» (1925) Warnung و«حياة مزدوجة» Doppelleben و«سيرتان ذاتيتان» (1950) Zwei Biographien و«حول نفسي» (1956) über mich selbst.
وفي المسرح: «إثاكا» (1919) Ithaka و«ثلاثة رجال متقدمون في السن» (1949) Drei alte Männer و«صوت من وراء الستار» (1952) Die Stimme hinter dem Vorhang.
وفي المقالة: «الأنا الحديثة» (1920) Das Moderne Ich و«حول دور الكاتب في هذا العصر»  (1929) ber die Rolle des Schriftstellers in dieser Zeit و«هل بمقدور الأدباء أن يغيروا العالم؟» (1930) nnen Dichter die Welt Kändern و«الدولة الجديدة والمثقفون» (1933) Der neue Staat und die Intelligenz و«الفن والسلطة» (1934) Kunst und Macht  و«عالم التعبير» (1949) Ausdruckswelt و«قضايا الشعر» (1951) Probleme der Lyrik و«هل على الأدب أن يعمل على تحسين العالم؟» (1956) Soll die Dichtung die Welt bessern?.
 
نبيل حفار

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث