أوجينيو مونتالِه Eugenio Montale من أشهر الشعراء الإيطاليين في القرن العشرين وأكثرهم تأثيراً في الشعر الإيطالي الحديث. كان أيضاً مترجماً وناقداً أدبياً وصحفياً، كما اهتم بالموسيقى والرسم. 
ولد مونتالِه، الولد الخامس، لعائلة من تجَّار جنوه Genova مسقط رأسه، ودرس الآداب الكلاسيكية وواصل اهتمامه بالموسيقى والغناء. ثم توقف عند اندلاع الحرب العالمية الأولى عندما عُيِّن ضابط مشاة (1915ـ 1918). توجّه بعد ذلك نحو الصحافة الأدبية وأسهم منذ عام 1922 في تأسيس مجلة «بريمو تِمبو» Primo Tempo أو (الزمن الأول) الصادرة في تورينو. وبرزت موهبته في أول ديوان له «عِظام حبَّار»  Ossi di sepiaت(1925) .  ثم عمل في فلورنسا في عام 1927 لدى ناشر، وتولى عام 1929 إدارة مكتبة علمية عريقة، لكن هذا المنصب لم يدم نتيجة مشاركته في بيان مناهض للفاشية أعدّه عدد من المفكرين. وبقيت ترجماته مصدر رزقه حتى صدور ديوانه الثاني «الفرَص»  Le occasioni ت(1939) . من ثم توجّه إلى ميلانو عندما بلغه نبأ وفاة غاندي[ر] وارتجل لـ«صحيفة المساء (كورييرِه دلاّسيرا)» Corriere della sera مقالة ألزمته العمل في هيئة التحرير.
 
عُدّ مونتالِه الناطق باسم جيل كان يعتصر ألماً في أعقاب حرب وصفها الشاعر بالعقيمة. أفزعته الشيوعية وحاصرته الفاشية والنازية وعاش حرباً عالمية ثانية ذات نيْرَين. ونشط وسط تيار مناهض للفاشية. اختار واقع الأمور لا جوهرها وبالتالي اكتسبت الأحداث اليومية البسيطة أهمية بقلمه. إلا أنه عُرف بتحفظه فبدا أسلوبه لمّاحاً غير مباشر وحمل شعره صفة «ما لا يُقال». وكان قد أوضح في «عظام حبّار» قائلاً: «لا تسألوني عن الكلمة التي لا شكل لها وتحاصر الروح من كل جانب، كما لا تسألوني عن الصيغة التي تُفتح لها الأبواب وتشبه البرعم الساقط الجاف، ما أستطيع قوله فقط هو ما لا نريده وما لسنا عليه». لم يكن يؤمن إلا بالمعجزات وبقدرة الإنسان على مجابهة الصعوبات متسلحاً بإرادة مشحونة بالأمل الذي يقتنص «الفُرص» غير مبالٍ بما سيجنيه من عواقب.
 
أراد مونتالِه قلب معايير الشعر الذي غلبت عليه بلاغة التمجيد. ففي «عظام حبّار» ترمي الموجة الأنقاض التي تغوص في أعماقها لعدم جدواها، مبقية على صفائها المطلق. ورفض الشاعر الالتزام بتيار أو مدرسة وكان من دعاة الإبداع الحر، كما اتصف شعره بالهرمسية Ermetismo لأنه يحفل بالرموز والإضمار ellissi والتنافر الصوتي dissonanza.
 
من مؤلفاته أيضاً «الزوبعة وغيرها» La Buferà e altro ت(1956) ، وقصائد نظمها نثراً بعنوان «فراشة دينار» La Farfalla di Dinard ت(1956) تجمع بين الرواقية[ر] stoïcismo والفكاهة umorismo والنفج snobismo. وبرز ناقداً في «الحرق»Autodafè  ت(1966) وفي مجموعة مقالات بعنوان «خارج المنزل»  Fuori di casaت(1969) .
 
فُقدت بعض مخطوطاته ومؤلفاته عندما تضررت مدينة فلورنسا عام 1966بفيضان نهرها أرنو Arno، وكان مونتالِه يأمل العودة إلى هذه المدينة ليستقر إلى جانب ضريح زوجته التي توفيت عام 1963.
 
بقي مونتالِه عضواً في مجلس الشيوخ منذ عام 1967 حتى وفاته، وحاز جائزة نوبل للأدب عام 1975.

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث