فرانسيس ميلتون ترولوب Frances Milton Trollope كاتبة روائية إنكليزية، رصدت في مؤلفاتها الأحوال الاجتماعية والاقتصادية للبلدان التي زارتها. ولدت في بلدة ستابلتون Stapleton من ضواحي مدينة بريستول Bristol وتوفيت في فلورنسة بإيطالية. انتقلت إلى لندن وتزوجت المحامي توماس أنتوني ترولوب، وأنجبت سبعة أبناءٍ منهم توماس أدولفوس وأنتوني اللذان صارا كاتبين. أخفق زوجها في مجال القانون ومن ثم في مجال الزراعة فارتحلت الأسرة عام 1827 إلى الولايات المتحدة على أمل تحقيق الثروة، واستقرت في مدينة سينسيناتي Cincinnati بولاية أوهايو Ohio حيثُ أسّست متجراً لاقى إخفاقاً ذريعاً وبيع لسداد ديونها المتراكمة، أما ترولوب فعادت إلى إنكلترة عام 1831، ومنذ ذلك الحين أضحى ما تقوم به من كتابات مصدر الرزق لأسرتها.
نشرت ترولوب كتابها الأول «العادات المحلية لدى الأمريكيين» عام 1832 Domestic Manners of the Americans والكتاب بيان تفصيلي لاذع اللهجة لما اطلعت عليه من واقع المستعمرات البريطانية السابقة، بحثت فيه الأنماط الاجتماعية التي عمت المجتمع الأمريكي في تلك المدة الزمنية بصراحة شديدة أثارت حفيظة الأمريكيين، فتعرّض الكتابُ لكثير من النقد اللاذع في الولايات المتحدة، لكنه لاقى نجاحاً كبيراً في إنكلترة، فقد كوّنت الآراء التي ضمنتها ترولوب هذا المؤلف الأساس لمفهومات المجتمع الإنكليزي عن الشعب الأمريكي وصار الكتابُ فيما بعد مصدراً من مصادر البحث في تاريخ الحياة الاجتماعية الأمريكية، ويقرُّ عددٌ من الدارسين بصحة كثيرٍ مما جاء فيه، وكان نجاح المؤلف حافزاً لترولوب على إصدار المزيد من كتبها عن حياة الشعوب فكتبت «باريس والباريسيون» عام 1836 Paris and the Parisians و«فيينة والنمسويون» عام 1838 Vienna and the Austrians و«زيارة إلى إيطالية» عام 1842 A Visit to Italy.
انتقلت أسرة ترولوب عام 1834 بعد إعلان إفلاسها إلى بروجوس في بلجيكة حيث توفي الأب عام 1835، وأمضت الأم السنوات العشر التالية لوفاة زوجها متنقلة بمرافقة ابنها الأكبر توماس أدولفوس في العديد من المناطق في إنكلترة، واستقرت بعدها في فلورنسة لما بقي من أيام حياتها، ودأبت على نشر مؤلفاتها وقصصها وفقاً لمنهج منتظم دقيق لم يكن ليفوقها فيه سوى ابنها أنتوني، فأصدرت أكثر من أربعين مؤلفاً اتخذ معظمها شكل روايات تدور حول أخلاقيات الحقبة الزمنية التي عاصرتها، أكثر تلك المؤلفات شهرة: «الأرملة بارنابي» 1838 The Widow Barnaby الذي تصوِّر فيه معاناة امرأة ذات طبيعة شرسة تتسم بالطمع، وتلا ذلك المؤلف ملحقات هي: «زواج الأرملة» 1840 The Widow Married و«انتقال أسرة بارنابي إلى أميركة» The Barnabys in America و«مغامرات الأرملة بعد الزواج» (1843) Adventures of the Widow Married و«حكم المرأة» 1850 Petticoat Government و«حياة عصرية» Fashionable Life و«باريس ولندن» (1856) Paris and London.
غدت ترولوب مع إطلالة عام 1840 من أكثر الشخصيات الروائية شعبيةً في إنكلترة لما لاقتهُ مؤلفاتها المنسجمة مع روح ذلك العصر من رواج، فقد كانت قصصها محاولاتٍ لبيان الحقائق جملة وتفصيلاً، وكانت نموذجاً يحتذى من خلال تطويعها الأدب وسيلة لنشر الوعي الاجتماعي ومحاربة الآفات الاجتماعية، واضعة سلسلة من أوائل الكتابات في ذلك المجال، فألّفت أول رواية عن محاربة العبودية، وأول رواية عن تشغيل الطفل في المجتمعات الصناعية، وكانت هذه الشخصية المحافظة ناقداً للمجتمع الإنكليزي بقدر ما انتقدت المجتمع الأمريكي محاولة منها لإيجاد الإصلاحات ونصرة قضايا التحرر، ويرى النقاد أن ترولوب كاتبة جديرة بالبحث والاهتمام لما لُمس من أثرها في كتابات من جاء بعدها من أدباء مثل ويليم ثاكري[ر] وتشارلز ديكنز[ر] وغيرهما.
نهاد رومية
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث