لورنس دارل Lawrence Durrell روائي وشاعر ومسرحي أيرلندي الأصل، ولكن شهرته تعتمد بالدرجة الأولى على «رباعية الإسكندرية» The Alexandria Quartet التي تتألف من أربع روايات مترابطة، مع أن في ميسور المرء أن يقرأ كل واحدة منها على حِدة.
ولد دارل في درجيلنغ Darjeeling في الهند، حيث عاش حتى بلغ الحادية عشرة من عمره، وعند ذاك سافر إلى بريطانيا ومنها إلى فرنسا، فأقام في باريس مدة يسيرة، رحل بعد ذلك إلى جزيرة كورفو Korfu اليونانية، حيث عاش مع زوجته الأولى زهاء سنة. وفي غضون الحرب العالمية الثانية عمل في مصر ملحقاً صحفياً للسفارة البريطانية في القاهرة والإسكندرية. وبعد انتهاء الحرب عاش في يوغسلافيا، ورحل منها إلى رودس ثم إلى قبرص وبقي فيها أربع سنوات، واستقر أخيراً في جنوبي فرنسا، حيث توفي في بلدة سوميير Sommiéres.
كان نتاج دارل الأول رواية عنوانها «الكتاب الأسود»The Black Book عام (1938)، وهو نص يومئ إلى «رباعية الإسكندرية»، أو يمهد لها، مع أن ظهوره يسبق ظهورها بعشرين سنة. ولكنه اتجه بعد ذلك إلى نظم الشــعر، ونشر مجموعته الأولى «إقليم خاص» A Private Country عام (1943)، أما شهرته الواسعة فقد نالها عندما نشر مجموعته الشعرية «المدن والسهول والناس» Cities, Plaines, and People عام (1946)، ونشر بعد ذلك «شجرة الكسل» The Tree of Idleness و«الأيقونات» The Ikons عام (1966). وأصدر ثلاثة كتب تتحدث عن الرحلات وصَف فيها بعض الجزر اليونانية ولاسيما كورفو وقبرص ورودس وصفاً جميلاً، وهذه الكتب هي «حجرة بروسبرو» Prospero’s Cell عام (1945)، «تأملات حول فينوس البحرية» Reflections on a Marine Venus عام (1953) و«الليمون المر» Bitter Lemons عام (1957).
أما «رباعية الإسكندرية» فتتألف من «جوستين»Justine عام (1957)، و«بالثازار» Balthazar عام (1958) و«ماونتوليڤ»Mountolive عام (1958) و«كليا» Clea عام (1960). نالت هذه الرباعية تقدير النقاد وراجت بين الناس وإن كان هناك من انتقدها واكتشف فيها كثيراً من المثالب. أما منهجها فيعتمد على السرد الممتزج بالمشاعر، أي إن الجملة تتألف من وحدة الداخل والخارج معاً. أما موضوعها الذي يومئ إليه إيماء هو نسبية الحقيقة إذ إنه يحاول أن يصور الشيء الواحد من زوايا مختلفة، ويركز على الفن والحب كوسيلتين لاختبار الحياة والوصول إلى الحقيقة. أما سبب رواجها عالمياً فهو أسلوبها الغنائي الرشيق، والجمل الشعرية الدافئة التي يتحد فيها الخيال بالوجد.
لم تنل روايات دارل المتأخرة ما نالته «الرباعية» من نجاح. فقد نشر روايتين، الأولى «تونك» Tunc عام (1968) والثانية «ننكوام» Nunquam عام(1970)، كما نشر خماسية أسماها «خماسية أفنيون»Avignon Quintet ت(1974-1985) لكن بعض النقاد نظروا إلى جملة أعماله الأخيرة هذه على أنها لاترقى إلى مستوى شعره وكتبه غير الروائية. كتب أيضاً بعض الهجائيات وصف فيها المجتمع الإنكليزي وعجرفة الأرستقراطيين فيه.
كان دارل شديد الإعجاب بالكاتب الأمريكي هنري ميلر[ر] صاحب رواية «مدار السرطان» Tropic of Cancer التي أُعجب بها دارل أيما إعجاب، وظل الرجلان يتراسلان طوال خمس وأربعين سنة. كما أن بيت دارل في جنوبي فرنسا صار محجة لأعداد كبيرة من الناس.
يوسف سامي اليوسف
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث