إسحاق دينِسِن Isak Dinesen هو أحد الأسماء المستعارة للكاتبة الدنماركية كارين كريستنْسِه دينسن Karen Christence Dinesen المولودة في بلدة رُنْغْستِد Rungsted، وحملت اسم كارين فون بلِكْسِن - فينِكِه Karen Von Blixen- Finecke بعد زواجها من قريبها البارون السويدي برور بلِكْسِن - فينِكِه، الذي ذهبت برفقته إلى كينيا في إفريقيا للاستقرار وإنشاء مزرعة لإنتاج البن هناك. وعلى الرغم من طلاقهما عام 1921، بقيت مستمرة في العمل في مزرعتها لمدة عشر سنوات أخرى، عادت بعدها إلى الدنمارك لتمضي بقية حياتها ولتتوفى في مسقط رأسها.
درست كارين بلكسن، وهو الاسم الذي اشتهرت به عالمياً، الفنون الجميلة في كوبنهاغن وباريس وروما، وكان لنشأتها الأرستقراطية ولوالدها الضابط والكاتب فِلْهِلم دينسِن تأثير واضح على مجرى حياتها وفي مؤلفاتها التي كتبت أغلبها باللغة الإنكليزية، ثم قامت بنفسها بنقلها إلى اللغة الدنماركية.
بدأت بلكسن الكتابة في سن متأخرة نسبياً، إذ قامت في عام 1926 بتدوين الحكايات التي كانت تقصها لرفيق حياتها الثاني الصياد الإنكليزي دينِس فِنْش – هاتـن Denys Finch Hatton، ونشرتها في الولايات المتـحدة بعد وفاته وبعد عـودتها إلى الدنمارك تحت عنـوان «سبع حكايات غوطية» Seven Gothic Tales عام (1934) فلقيت نجاحاً باهراً هناك، على غير ما لاقت في بلدها. ثم كتبت رواية «من إفريقيا» Out of Africa عام (1937) على شكل مأساة من خمسة فصول في جو رومنسي، استقت أحداثها من سيرتها الذاتية، واعتمدت فيها على مؤلفها «رسائل من إفريقيا 1914-1931» Letters from Africa 1914-1931 الذي لم ينشر حتى عام 1978. وتسرد في هذه المأساة قصتها مع إفريقيا وحبها لها ولأهلها، وقصتها مع دينِس فِنْش - هاتن، وتعرض أيضاً فلسفتها في الحياة. وقد كان هذا العمل المادة الرئيسية لفيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني ناجحين حول جهودها الكبيرة من أجل فهم الإنسان الإفريقي ومساعدته والتعامل معه كند.
إذا كانت «سبع حكايات غوطية» من نسج خيال بلكسن، فإن مجموعة قصصها القصيرة «حكايات الشتاء» Winter’s Tales عام (1924) تدور حول نشأتها ومراحل تكوين شخصيتها وتطورها. وكتبت أيضاً خلال الاحتلال النازي لبلادها، وبأسلوب رمزي، روايتها «انتقام الملائكة» The Angelic Avengers عام (1944) حول النصر الذي يحققه الإنسان البريء على السجان الطاغية، ولم تخف على القراء آنذاك شخصية السجان. ثم كتبت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية رواية «وليـمة بابيت» Babette’s Feast عام (1952)، ومجمـوعة «آخـر الحكايات» Last Tales عام (1957)، و«ظـلال على العشب» Shadows on the Grass عام (1960). ونُشرت لها بعد وفاتها «مقالات» Essays عام (1965) و«رسائل من الدنمارك 1931-1962» Letters from Denmark 1931-1962و عام (1996).
قدمت بلكسن، سواء في مذكراتها أو في رواياتها وقصصها القصيرة أو في مقالاتها، رؤيتها الجريئة المتنورة للحالة البشرية وللإنسان ذاته، مهما كان لونه أو انتماؤه الاجتماعي، رجلاً كان أو امرأة، ووقفت دوماً في أدبها إلى جانب هذا الإنسان في وجه القوى التي تحاول إخضاعه أو الحد من إمكانيات تفتحه وتطوره حفاظاً على مصالحها وامتيازاتها.
طارق علوش
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث