جول ڤيرن Jules Verne روائي ومسرحي فرنسي، ولد في مدينة نانت Nantes وتوفي في مدينة آميان Amiens. بعد دراسته الثانوية في مدارس آميان، تابع ڤيرن دراسة الحقوق وتخرج عام 1851 ليتجه بعد ذلك مباشرة إلى العمل في المسرح، فوضع نصوص عدد من المسرحيات الغنائية (أوبريت Opérettes) مثل «لعبة الاستغماية» Colin-Maillard عام 1853 و«السيد دي شمبانزي» Monsieur de Chimpanzé عام (1858). وبدءاً من عام 1863 تحول إلى كتابة الرواية وغدا مؤلفاً معروفاً لاقت أعماله شعبية تجاوزت حدود فرنسا حتى صار الروائي الأكثر ترجمة إلى اللغات الأجنبية في العالم.
كان ڤيرن مولعاً بالأسفار، البحرية خاصة، وكان يتباهى باقتنائه أحدث ما تعرفه صناعة السفن من مراكب (يخوت) خاصة، وهذا الوله بالسفر يظهر واضحاً في أعماله الروائية التي جمعها تحت عنوان «الرحلات الخارقة» Les Voyages extraordinaires، وضمت أكثر من أربع وخمسين رواية. وإن كان بعض مؤرخي الأدب يجد أن ڤيرن قد أسس في هذه الروايات لفن الخيال العلمي science-fiction في الأدب، فإن النقاد يجمعون على نقد هذا الرأي انطلاقاً من أن هذه الروايات تصور أحلام مهندس ولا تقدم شخصية عالم مولع باكتشاف المجهول واستشراف المستقبل. أما التحليل النفسي فيرى في روايات ڤيرن تعبيراً عن استيهامات الطفولة والمراهقة من شغف بالمجهول وتوق إلى الانعتاق وميل نحو العوالم الدفينة تحت الأرض.
تتميز شخصيات روايات ڤيرن بانعتاقها أو تحررها الذي يلامس حد الجنون، كما تتميز بالتشاؤمية والميل الواضح نحو السوداوية أو المِلَنخوليا mélancolie. تهيمن على هذه الروايات البنية المغلقة إذ إن الرحالة، أبطال أسفاره، يعودون دائماً إلى نقطة الانطلاق بعد إتمام رحلتهم التي يكتسبون في أثنائها كمّاً وافراً من المعلومات ويتعرفون ثقافات كانوا يجهلونها. وتتم هذه الرحلات لغاية ثابتة تقريباً تقوم على ثلاثة مستويات: الاكتشاف الجغرافي، البحث العلمي، والمعرفة الموسوعية. وهو ما دفع كثيرين من القيّمين على البرامج التربوية في بلدان عديدة إلى إدراج روايات ڤيرن ضمن مناهج المدارس الوطنية، كما دفع عدداً من المخرجين السينمائيين إلى تحويل قسم منها إلى أفلام سينمائية رائجة تجارياً.
ومن أكثر روايات ڤيرن شهرة رواية «خمسة أسابيع في بالون» Cinq semaines en ballon عام (1863)، و«من الأرض إلى القمر» De la Terre à la Lune عام (1865)، و«عشرون ألف فرسخ تحت سطح البحر» Vingt mille lieues sous les mers عام (1869)، و«حول العالم في ثمانين يوماً» Le Tour du monde en quatre-vingts jours عام (1872)، و«سيد العالم» Maître du Monde عام (1904)، و«منارة آخر العالم» Le Phare du bout du monde عام (1905).
دخل ڤيرن المعترك السياسي وانتخب عضواً في المجلس البلدي لمدينة آميان، وبقي فيه مدة خمس عشرة سنة. وكان مدافعاً شرساً عن اللغة العالمية «الإسبرانتو» Esperanto التي وجد فيها الخطوة الأولى على طريق إنهاء الحروب وإحلال السلام الكوني.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث