هارييت بيتشر ستو Harriet Beecher Stowe كاتبة أمريكية اشتهرت بكتاباتها المعارضة للعبودية. ولدت في لتشفيلد Litchfield وتوفيت في هارتفرد Hartford في ولاية كونيتكت، وهي الابنة السابعة لواعظ بروتستنتي. عملت مدرسة مع أختها الكبرى كاثرين، وكان من أول مؤلفاتها كتاب جغرافيا للأطفال ظهر باسم أختها عام 1833. تزوجت هارييت عام 1836 من أرمل اسمه كالفن ستو Calvin Stowe ورزقت بسبعة أطفال، فاضطرت إلى مساعدته في إعالة الأسرة مالياً بالكتابة للمجلات المحلية، كما كتبت أشعاراً وسيَراً وكتب أطفال، إضافة إلى الروايات. قابلت العديد من المشاهير مثل ليدي بايرون Lady Byron، وأوليفر ويندل هولمز Oliver Wendell Holmes، وجورج إليوت George Eliot. 
 
كتبت ستو عشر روايات ولكن شهرة روايتها الأولى «كوخ العم توم» (1852) Uncle Tom’s Cabin، التي تُرجمت إلى 37 لغة، طغت على جميع رواياتها الأخرى، وكانت قد بدأتها بحلقات نشرتها مجلة واشنطن الأسبوعية «العهد الوطني» The National Era التي أظهرت فيها اهتمامها بقضايا العبودية وأثارت كثيراً من الجدل. وقد اعتمدت في كتابها على تجربتها الشخصية، إذ كانت مطلعة على حركات التحرير وما عرف بالخط الحديدي السري Underground Railroad لتهريب العبيد من الجنوب إلى الحرية في الشمال. 
 
اكتسبت ستو شهرة كبيرة بعد نشر «كوخ العم توم» وصارت تتحدث عن العبودية في أمريكا وأوربا، وكتبت «مفتاح كوخ العم توم» (1853) A Key to Uncle Tom’s Cabin، تشرح فيه بإسهاب الحقائق التي اعتمدت عليها في كتابها الأول لدحض آراء النقاد الذين حاولوا القول بأن الكتاب غير موثق. ثم كتبت رواية ثانية في الموضوع نفسه بعنوان «دريد» Dred عام 1856، وفي عام 1862 استقبلها الرئيس لنكولن Lincoln «كالسيدة الصغيرة التي سببت هذه الحرب الكبيرة» أي الحرب الأهلية. 
 
إن الأهمية التاريخية لكتابات ستو المناهضة للعبودية صرفت الانتباه عن أعمالها الأخرى، فقد بالغت في المشاعر الدينية والرومنسية التي كانت تشدُّ الناس في عصرها، في حين لم تحظ بكثير من التعاطف والمصداقية عند القراء الحديثين. وكانت من الرواد الواقعيين المؤثرين، إذ برعت في وصف مكان الأحداث في رواياتها بكل دقة وتفصيل، كما برعت في إظهار معرفتها العميقة، ولاسيما من خلال الشخصيات الثانوية، وبتصوير الحياة الاجتماعية المحلية، وقدرتها على نقل ذلك إلى الآخرين. 
 
سبقت ستو في التزامها بالواقعية وسردها للأحداث باللغة العامية المحلية كتّاباً من مثل مارك توين Mark Twain، وأثرت ً في أدباء جاءوا بعدها من مثل سارة أورن جويت Sarah Orne Jewett وماري ويلكينز فريمان Mary Wilkins Freeman. ومن أعمالها الأخرى «سفينة ميفلاور» (1843) The Mayflower، و«لؤلؤة جزيرة أور» (1862) Pearl of Orr‘s Island، و«ناس المدينة القديمة» (1862)  Old Town Folks، وآخر رواياتها «شعب بوغانوك»    (1878) Poganuc People، إضافة إلى مجلد صغير يضم أشعاراً دينية ودراسات اجتماعية ومقالات. 
 
نبيلة شمس الدين

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث