إنّ الظّبَاءَ، غَداةَ سَفحِ مُحَجَّرِ، هَيّجْنَ حَرّ جَوًى وَفَرْطَ تَذَكُّرِ
مِن كلّ ساجي الطّرْفِ، أغيدَ أجيدٍ، وَمُهَفْهَفِ الكَشحَينِ أحوَى أحوَرِ
أقْبَلْنَ بَينَ أوَانِسٍ مالَ الصّبَا بِقُلُوبِهِنّ، وَبَينَ حُورٍ نفّرِ
فَبَعَثْنَ وَجداً للخَليّ، وَزِدْنَ في بُرَحَاءِ وَجْدِ العاشِقِ المُستَهْتَرِ
للحُبّ عَهدٌ في فُؤادي لَمْ يَحِنْ مِنْهُ السّلُوُّ، وَذِمّةٌ لَمْ تُخْفَرِ
لا أبْتَغي أبداً بسَلْمَى خُلّةً، فَلْتَقترِبْ بالوَصْلِ، أو فَلْتَهجُرِ
قَد تَمّ حُسنُ الجَعفَرِيّ، وَلَمْ يَكُنْ لِيَتِمّ إلاّ بالخَليفَةِ جَعفَرِ
مَلِكٌ تَبَوّأ خَيرَ دارٍ إقامة في خَيرِ مَبدى للأنامِ وَمَحضَرِ
في رَأسِ مُشرِفَةٍ، حَصَاهَا لُؤلُؤٌ، وَتُرَابُهَا مِسْكٌ، يُشَابُ بعَنبَر
مُخضَرّةٌ، والغَيثُ لَيسَ بساكِبٍ، وَمُضِيئَةٌ، واللّيلُ لَيسَ بمُقمِرِ

 

اسم القصيدة: إن الظباء غداة سفح محجر.

اسم الشاعر: البحتري.


المراجع

klmat.com

التصانيف

شعراء   الآداب