هنري آلان فورنييه Henri Alain Fournier المعروف باسم آلان فورنييه Alain Fournier كاتب فرنسي، ولد في بلدة لاشابيل دنجيّون La Chapelle d'Angillon، في مقاطعة لوشير Le cher في فرنسة. وتوفي في الحرب العالمية الأولى (22 أيلول) مفقوداً في معركة «موز» Meuse.
 
أمضى آلان فورنييه طفولته في الريف الفرنسي حيث عمل والداه مدرسين في المدرسة الابتدائية في مسقط رأسه، وتبدو ذكرياته عن تلك الحقبة واضحة في كتاباته الروائية والشعرية. وفي عام 1903، وبعد تجربة الدراسة في معهد فولتير في باريس مدة سنة وفي المدرسة البحرية في بريست Brest سنة أخرى، التقى في معهد لاكانال في باريس جاك ريفيير Jacques Rivière (الفيلسوف الذي أصبح فيما بعد زوجاً لشقيقته إيزابيل)، ونشأت بينهما صداقة حميمة استمرت حتى وفاة الكاتب، وعبرت عنها المراسلات بينهما على امتداد تسع سنوات (من عام 1905 إلى عام 1914). وقد عمد جاك ريفيير إلى نشر هذه الرسائل مع غيرها من رسائل آلان فورنييه إلى أهله وذويه بعد وفاة هذا الأخير لأهميتها، إذ كانت تعكس الجو الثقافي والفني في فرنسة في بداية هذا القرن، وتبيّن موقف آلان فورنييه من التيارات والمدارس الأدبية السائدة حينذاك، كالمدرسة الرمزية، وموقفه من بعض كتاب تلك الحقبة مثل رامبو [ر]  Rimbaud وأندريه جيد[ر] André Gide وبول كلوديل[ر] Paul Claudel وغيرهم.
 
وفي عام 1907 بعد أن أخفق آلان فورنييه أكثر من مرة في امتحان التخرج في دار المعلمين  العليا L'école normale supérieure تخلى نهائياً عن فكرة متابعة دراسته، وأدى خدمة العلم مدة عامين لم ينقطع إبانهما عن اهتماماته الأدبية والفنية. ثم تفرغ بعدها للكتابة الصحفية والأدبية، وكتب مجموعة من المقالات والقصص القصيرة والدراسات التي نشرت تباعاً في الصحف والمجلات بدءاً من عام 1910، وهو العام الذي بدأ فيه بمراسلة الكاتب شارل بيغي [ر] Charles Péguy الذي ربطته به صداقة خاصة حتى وفاته.
 
وروايته «مولن الكبير» Le Grand Meaulnes هي النتاج الوحيد الذي نشر في أثناء حياة الكاتب، وذلك في عام 1913، واقترن اسم فورنييه، منذ ذلك الحين، بهذه الرواية التي اشتهرت كثيراً (وأنتجت سينمائياً عام 1967) لفرادتها، ولما كان لها من تأثير في الكتابة الروائية عامّة في بداية القرن العشرين. والرواية بموضوعها ترتبط ارتباطاً مباشراً بحياة الكاتب واهتماماته في مدى السنوات الثماني التي استغرقتها الكتابة، وذلك عن طريق موضوع رئيسٍ يظهر أيضاً في كتاباته الشعرية، وهو موضوع الصداقة والحب والمغامرة. فالرواية تصوّر ذكريات الطفولة الهنيئة للكاتب في الريف وذكريات الانتقال الصعب إلى المدينة، إذ ترد تلك الذكريات في الرواية بأسلوب سرد روائي شاعري لمغامرات شخصياتها، ويعكس في جوهره اهتمامات الكاتب الشخصية في مراحل الطفولة والبلوغ والمراهقة، إضافةً إلى الانتقال من مرحلة إلى أخرى وما يمكن أن يحمله هذا الانتقال من شعور بالحنين أو بالخطيئة. وكان حب المغامرة في هذه الرواية الدافع إلى الحبكة الروائية: لقاء عابر أشبه بالحلم بين الشاب مولن وفتاة أحلامه في مكان شبه خيالي، تليه محاولة يائسة لتحويل الحلم إلى حقيقة عن طريق البحث المستمر والمتكرر عنها، إلا أن السعادة تبدو أمامه شيئاً مستحيلاً.
 
بعد وفاة آلان فورنييه، جمعت أعماله ونشرت في كتاب صدر عام 1924 تحت اسم «معجزات» Miracles، ويحتوي هذا الكتاب سبع قصائد كتبت بين عامي 1905 و1906، ودارت حول موضوعات الطفولة والريف والحب، فضلاً عن دراسات وقصص قصيرة، ظهرت في الصحف ما بين عامي 1907 - 1910 وفصل محذوف من روايته «مولن الكبير».

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث