الأديب الإيرلندي وليم بتلر ييتْس William Butler Yeats أبرز شعراء إيرلندا ومسرحييها، وحائز جائزة نوبل للأدب لعام 1923. ولد في دبلن لعائلة أنغلوـ إيرلندية بروتستنتية، بيد أنه لم يتعاطف مع طائفته ولا مع الأغلبية الكاثوليكية في البلاد؛ بل أراد العودة إلى الأساطير والتراث الإيرلندي العريق ما قبل المسيحية. ومع تنقله الكثير مع والديه بين دبلن ولندن تركت نشأته لدى جديه في بلدة سليغو Sligo في الريف الإيرلندي الأثر الأبقى فيه بطبيعتها وغناها بالحكايات والأساطير. قرأ في أثناء دراسته مؤلفات وليم بليك[ر] الحالمة والفلسفة الأفلاطونية[ر. أفلاطون] والأفلاطونية المحدثة وفلسفة سويدنبورغ[ر]. هام في شبابه عشقاً بالناشطة الوطنية مود غَن Maud Gonne إلا أنها رفضت الاقتران به غير مرة. ومع زواجه بغيرها زواجاً سعيداً ظل هاجسه بها يرافقه طوال حياته. كان الربع الأول من القرن العشرين مضطرباً سياسياً وحافلاً بالانتفاضات المتلاحقة في وجه الاحتلال البريطاني بأبطالها وضحاياها الكثر، وهي فترة عايشها وعاناها في المنفى مبدع إيرلندي آخر هو جيمس جويس[ر]. 
رأى ييتس إمكانية النهوض بالأمة الإيرلندية وتوحيدها عن طريق الأدب والفن؛ فنشر مجموعة مقالات «الشفق السلتي» The Celtic Twilight ت(1893) لهذا الغرض. وبعد بدايات شعرية متلكئة نشر مسرحية «كاثلين ني هوليهان» Cathleen ni Houlihan التي قدمت على المسرح أول مرة عام 1902. وكان ييتْس قد تعاون مع أوغستا غريغوري Augusta Gregory في تأسيس «المسرح الأدبي الإيرلندي» Irish Literary Theatre في دبلن حيث قدم أول عروضه بمسرحية «الكونتيسة كاثلين» The Countess Cathleen في عام 1899 ثم صار مسرح آبي[ر] في عام 1904. أدار ييتْس المسرح بين عامي 1899ـ1907 وشجع العديد من الكتاب مثل جون ميلنغتون سينغ[ر] الذي أثارت مسرحيته «فتى الغرب المدلل» The Playboy of the Western World شغباً ولغطاً كثيراً بسبب موضوعها المثير للجدل. كذلك كتب ييتْس نفسه لهذا المسرح العديد من المسرحيات منها «ساعة الرمل» The Hour Glass ت(1904)، و«ديردرِه» Deirdre ت(1907)، ونشر في الفترة نفسها مجموعات شعرية مثل «الريح في القصب» The Wind Among the Reeds ت(1899) اعتماداً على التراث الأسطوري المحلي.
 
تطور عطاء ييتْس الشعري في الثلث الأخير من حياته وكتب فيه أفضل إبداعه ونفض عنه خصائص شعره السابق من حيث اللون والإيقاع والمؤثرات المغرقة في المحلية وظهر ذلك في ديوان «مسؤوليات: قصائد ومسرحية» Responsibilities: Poems and a Play ت(1914)، ووصل إلى قمة فنه في الدواوين: «طيور التم البرية في كول» The Wild Swans at Coole ت(1917)و«البرج» The Tower ت(1928) و«السلَّم الحلزوني» The Winding Stair ت(1929) حيث استخدم الرموز في طرحه لموضوعات في الفلسفة وعلم النفس، وأيضاً لموضوعات محلية مثل انتفاضة الفصح عام 1919.
 
تعرف ييتْس في عام 1913 الشاعر الأمريكي إزرا باوند[ر] الذي كان يعمل على ترجمة بعض النصوص من مسرح النو Nõ الياباني، فأثار ذلك اهتمامه وكتب على غراره مسرحيات مثل «أربع مسرحيات للراقصين» Four Plays for Dancers ت(1921). ومع تأسيس الدولة الإيرلندية المستقلة في عام 1922 صار ييتْس عضواً في مجلس الشيوخ وظل فيه مدة ست سنوات. نشر بعد ذلك «كتاب أكسفورد للشعر الحديث 1892ـ 1935» The Oxford Book of Modern Verse ت1892ـ1935، و«قصائد جديدة» New Poems ت(1938) و«قصائد أخيرة ومسرحيتان» Last Poems and Two Plays ت(1939).
 
توفي ييتْس في روكبرون كاب مارتان Roquebrune- Cap-Martin في فرنسا، وبسبب نشوب الحرب العالمية الثانية لم تنقل رفاته إلى وطنه إلا في عام 1948.

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث