ملخص
تعتبر الخصوبة من أهم العوامل المؤثرة على النمو السكاني إلى جانب الوفيات والهجرة. ولذلك فأن ارتفاع معدل النمو السكاني في اليمن ينسب إلى عزم النمو السكاني المتأثر بمعدلات الخصوبة العالية.وحسب بيانات التعداد لعام 1994 بلغ معدل الخصوبة الكلي 7.4 مولود في المتوسط لكل امرأة وانخفض هذا المعدل ليصل إلى 6.1 مولود في المتوسط في تعداد عام 2004 ,وبالمقابل انخفض معدل النمو السكاني من 3.5% عام 1994 إلى 3% عام 2004 . ورغم الانخفاض النسبي والبسيط الذي طرأ على معدلات الخصوبة في اليمن في السنوات الأخيرة عما كانت عليه في السابق , إلا أنها ما زالت تعتبر من المعدلات العالية مقارنة بكثير من الدول .
 الهدف الأساسي لهذه الدراسة هو  تحليل العوامل الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالخصوبة في اليمن .واستندت الدراسة بشكل أساسي إلى بيانات التعداد لعامي 1994 و ,2004 وكذلك المسح اليمني لصحة الأسرة لعام ,2003 الذي اجري من قبل وزارة الصحة والجهاز المركزي للإحصاء وبالتعاون مع المشروع العربي لصحة الأسرة في جامعة الدول العربية, وكتب الإحصاء السنوي للفترة -1994 2005. واستخدم في هذه الدراسة أسلوب تحليل الانحدار المتعدد, وذلك للتعرف على العوامل المرتبطة بالخصوبة.
بهذا الصدد, أشارت نتائج الدراسة إلى أن المتغيرات العمر عند الزواج الأول للمرأة, السكان الحضر, المساكن المزودة بالكهرباء, السكان الذين يحصلون على مياه مأمونة, الإناث اللاتي يعرفن القراءة والكتابة, الإناث المقيدات في التعليم الأساسي والثانوي تفسر 90% من التغير في الخصوبة. من بين هذه المتغيرات فأن العمر عند الزواج الأول للإناث, القيد للإناث في التعليم الأساسي والثانوي المساكن المزودة بالكهرباء أهم المتغيرات التي لها علاقة ارتباط دالة إحصائيا مع الخصوبة في اليمن.
 الخصوبة وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية ,الاقتصادية والاجتماعية في اليمن
د. علي أحمد السقاف
مقدمة
تتأثر الخصوبة في أي مجتمع بخصائصه الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية . وقد قام عدد كبير من الباحثين بمحاولات للتعرف على شكل العلاقة بين الخصوبة وهذه الخصائص وقوة تأثير كل منها. ومن المعروف إن تأثير وتركز الخصائص على تلك المتعلقة بالمرأة بالدرجة الأولى ثم الزوج والأسرة ومحيط الأسرة. ومن الخصائص المتعلقة بالمرأة من الجانب الديموغرافي عمرها والعمر عند الزواج الأول , واستخدام وسائل تنظيم الأسرة وغيرها . أما العوامل الاجتماعية فتشمل الحالة الزوجية والمستوى التعليمي لكل من الزوج والزوجة والحالة الصحية.وتتمثل العوامل الاقتصادية بعمل المرأة خارج المنزل ومستوى دخل الأسرة والطموحات الاستهلاكية للأسرة.
ان المتغيرات الديموغرافية و الاقتصادية والاجتماعية هي مجموعة الخصائص التي يتعرض لها السكان مثل محل الاقامة والعمل ومستوى المعيشة والتعليم والحالة الصحية والعادات والتقاليد وغيرها , وكل هذه المتغيرات او بعضها تؤثر بشكل او باخر على الخصوبة من خلال المتغرات الوسطية والتي من اهمها العمر عند الزواج الاول وانتشار استخدام وسائل تنظيم الاسرة .
وقد اشار (Bongaarts , 1978) بأن المتغيرات الوسطية التي لها تأثير مباشر على الخصوبة تتمثل في الزواج والرضاعة الطبيعية واستخدام وسائل تنظيم الأسرة والإجهاض .
وأظهر (Khan,1997) في دراسته " النمذجة المتعددة لمحددات الخصوبة في بنغلادش " بأنه من بين العوامل الاجتماعية – الثقافية , فان المتغير سن الزواج للمرأة هو من أهم المتغيرات الذي له علاقة ارتباط مباشرة وعكسية مع الخصوبة .
 
ووجد Neupert,1992)) في دراسته عن الاتجاهات الديموغرافية في منغوليا, أن العوامل المؤثرة على انخفاض الخصوبة في منغوليا هي ارتفاع معدل المعرفة بالقراءة والكتابة , انخفاض معدل الوفيات الرضع , التحضر , التصنيع ومشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي .
وأشارت دراسة (شفيق حسن وآمال قرعي,2001 ), عن محددات الخصوبة ووفيات الأطفال في مصر, باستخدام أسلوب تحليل الانحدار المتعدد, إلى أن متغير وفيات الأطفال يلعب دورا أساسيا في تفسير التغيرات في الخصوبة في مصر. ويفسرهذا المتغير 73% من التغير في الخصوبة (R2 =0.73) وبإضافة متغير تعليم الأم إلى معادلة الانحدار فان معامل التحديد (R2) ارتفع إلى 83% , مما يعني بأن المتغيرين وفيات الأطفال وتعليم الأم يفسران 83% من التغير في الخصوبة .
وفي دراسة عن محددات الخصوبة في ابوظبي (الإمارات المتحدة) وجد (محمد الجبري ,2002) أن المتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية تفسر61% من التغيرات في الخصوبة في ابوظبي من بين هذه المتغيرات , ثلاثة متغيرات فقط لها علاقة ارتباط معنوية مع الخصوبة . وهذه المتغيرات هي: عمر المرأة, سن الزواج الأول للمرأة والمستوى التعليمي للمرأة. إن المتغيرين سن الزواج الأول والمستوى التعليمي للمرأة اظهرا علاقة ارتباط عكسية مع الخصوبة بينما عمر المرأة اظهر علاقة ارتباط موجبة. أي كلما زاد عمر المرأة كلما زادت الرغبة في إنجاب الأطفال وكلما ارتفعت الخصوبة.
(محمد المقداد ,2007) في دراسته " النمو الديموغرافي واثره في السكان في سلطنة عمان " أشار بأن ارتفاع معدل المواليد في السلطنة يرجع الى عوامل ديموغرافية تتمثل بارتفاع نسبة الشباب ومن ثم ارتفاع نسبة الخصوبة , يضاف الى ذلك تدني مشاركة المرأة خارج المنزل وارتفاع نسبة الامية . كما توجد عوامل اجتماعية لان المجتمع الريفي والقبلي يشجع عاى زيادة نسبة الانجاب .
(محمد الغامدي ,1996) في دراسته "عمل المرأة واثره على بعض وظائفها الاسرية في السعودية " كشف عن ميل النساء العاملات في مجتمع الدراسة الى انجاب عدد قليل من الابناء من اجل اعطائهم رعاية اكثر في ظل توزيع مجهوداتهن بين مسؤوليات متعددة تجاه العمل والمنزل والاطفال. واكد على ان الاخذ بفكرة تنظيم الاسرة والاقبال على وسائل تنظيم الاسرة من اهم الاثار المترتبة على خروج المرأة للعمل .
(سليمان بن عزون وعلي السقاف , 2006) في دراستهما " المحددات الثقافية والاجتماعية للزواج المبكر في اليمن " , باستخدام طريقة تحليل الانحدار اللوجستي ,أشارا بان، متغير تعليم المرأة له أهمية في تأخير وقوع الإنجاب المبكر , أي أن المرأة المتعلمة لا تفكر كثيرا بالزواج المبكر وبالتالي يتأخر عندها الزواج , ويكون عندها عدد اقل من الأطفال بالمقارنة مع المرأة الأمية أو المرأة التي نالت قسطا من التعليم .
 
وأشارت ( نوال شتيوي,2006)  في دراستها عن  محددات الخصوبة في تونس ,إلى إن النساء الأميات  والحاصلات على التعليم الابتدائي يكون لديهن في المتوسط على التوالي 1.14  , 1.22 طفلا إضافيا بالمقارنة مع النساء الحاصلات على التعليم الثانوي أو اعلي . وكلما كانت المرأة متعلمة أكثر كلما قلت  خصوبتها .
(احمد الشياب ورائد عبابنة, 2001) في دراستهما عن برامج تنظيم الأسرة والعوامل المؤثرة عليها في محافظة اربد – الأردن , وذلك باستخدام عينة من النساء المتزوجات , اظهرا عن وجود علاقة عكسية ما بين المستوى التعليمي (للزوجة والزوج) وعدد الأطفال المرغوب فيهم . ووجدا بأنه كلما زاد المستوى التعليمي للزوج والزوجة كلما قل عدد الأطفال المرغوب فيهم, فضلا عن زيادة المعرفة بوسائل تنظيم الأسرة, مما يجعل قرار الإنجاب قرارا قائما على قاعدة وخلفية علمية سليمة.
 
وتشير دراسة (Schoemaker , 2005) الى ان هناك اختلافات جوهرية في استخدام وسائل تنظيم الاسرة الحديثة بين النساء الفقيرات والنساء الاكثر غنى واحسن حالا في اندونيسيا . فالنساء الفقيرات لديهن ميل الى الاسر الكبيرة واقل استخداما لوسائل تنظيم الاسرة مقارنة بالنساء الاحسن حالا ذوات الوضع الاقتصادي والاجتماعي الاعلى .
وفي دراسة عن السكان والتنمية والصحة الإنجابية وعلاقتها بالظروف المعيشية في اليمن , باستخدام بيانات مسح صحة الأسرة اليمني لعام 2003 , أشار (عبدا لله الزعبي, (2006 إلى أن التحاق المرأة بالتعليم له اثر قوي على استخدامها لوسائل تنظيم الأسرة , كأحد المؤشرات الوسطية المؤثرة على الخصوبة , بينما انتشار التعليم عموما بين أفراد الأسرة وان كان لما بعد الثانوية , ليس له اثر .وبالتالي فان تأثير التعليم شخصي وليس للمحيط المحلي.
واشار (هشام مخلوف,2006), في دراسته عن الوضع السكاني في مصر , الى ان انخفاض معدل الخصوبة الكلية في مصر من 5.3 طفل عام 1980 الى 3.5 طفل عام 2000 ثم الى 3.1 عام 2005 يرجع الى حد كبير الى الجهود المكثفة الي بذلت في مجالات التعليم , بالاضافة الى الجهود في مجال تنظيم الاسرة و حيث زادت نسبة النساء المتزوجات في سن الحمل اللاتي يستخدمن وسائل تنظيم الاسرة من 24.2% عام 1980 الى 56.1% عام 2000 ثم الى 59.2% عام 2005 .
وإضافة إلى أهمية التعليم , تشير بعض الدراسات إلى أهمية المستوى المعيشي والتحضر والخلفية الثقافية للأسرة وتأثيرها على معدل الخصوبة . وأشارت دراسة (منير كرادشة , 2001) عن تقدير وتباينات فترات المباعدة بين المواليد في الأردن , باستخدام تحليل نموذج جداول الحياة , إلى أن الخصوبة في الأردن لم تتغير بشكل عام , وان هناك فقط بعض التغير قد أصاب بعض شرائح المجتمع وفئاته بعد إنجاب الطفل الثاني كفئة النساء العاملات الأكثر تعليما , كذلك فأن هذا التغير قد أصاب فئة النساء اللاتي نشأن في المدن الكبرى في الأردن بعد ولادتهن الطفل الثالث . وأشارت الدراسة أيضا إلى أن الخصوبة الكلية قد انحدرت بعد ولادة الطفل الخامس.
وفي دراسة عن"واقع واتجاهات الصحة الإنجابية في سوريا", اظهر (قاسم ألنعيمي, 2006) إن العوامل المؤثرة على معدل الخصوبة في سوريا نتيجة البحث الميداني لعام 2001 هي : مستوى الوعي الاجتماعي والمستوى المادي للأسرة . فكلما كانت الخلفية الثقافية التي تنتمي إليها الأسرة عالية كلما قل معدل الخصوبة. وأشار أيضا الى انه كلما كانت الأسرة تنتمي إلى وضع مادي متوسط وما دون كلما كان معدل الخصوبة عال .
الا ان بعض الدراسات قد أظهرت أن عامل الدخل لا يؤثر مباشرة على الخصوبة , بل من خلال عوامل أخرى . على سبيل المثال ,اظهرت دراسة (شفيق حسن, 2006) عن عوامل اختلافات الخصوبة بين البلدان العربية , باستخدام طريقة الانحدار المتعدد , أن متغير الدخل لا يؤثر مباشرة في تخفيض الخصوبة بل من خلال علاقته الموجبة القوية مع التعليم والصحة والتحضر.
مشكلة الدراسة
تصنف اليمن من البلدان الأقل نموا ,حيث تحتل المرتبة 151 من بين 177 بلدا من حيث وضع التنمية البشرية (HDR,2005 ). وتواجه تحديات في كثير من الجوانب التنموية , ويعد النمو العالي للسكان احد أهم التحديات التي تواجه جهود التنمية لتحسين نوعية حياة السكان . فطبقا لنتائج التعداد العام للسكان لعام 2004 , سجل معدل النمو السنوي للسكان انخفاضا طفيفا , من 3.5% عام 2000 إلى %3.02 عام 2004 .ومع ذلك لا يزال هذا المعدل من أعلى المعدلات في العالم. وينسب هذا الارتفاع في النمو السكاني إلى عدم التغير الملحوظ في معدلات الخصوبة وبقائها في مستوياتها العالية خلال العقد الماضي بينما انخفض معدل الوفيات بوتيرة أسرع. حيث انخفض معدل المواليد الخام من 52 في الألف عام 1994 إلى 39.7 عام 2005 , وخلال نفس الفترة تراجع معدل الوفيات الخام من 21 في الألف إلى9 في الألف.ولا شك أن ارتفاع معدلات الخصوبة لها علاقة بجملة من العوامل الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية . وتتوخى هذه الدراسة كشف ومعرفة العلاقة بين المتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر في السكان وسلوك الخصوبة في اليمن .
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى ما يلي :
1. تحليل مستويات و اتجاهات الخصوبة في اليمن.
2. التعرف على تباينات الخصوبة حسب الخصائص الخلفية المختارة.
3. تحليل العلاقة الارتباطية بين الخصوبة والعوامل الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية والمتمثلة بالتحضر وسن الزواج الاول للمرأة والدخل وعمل المرأة والتعليم.
4. اقتراح التوصيات التي تساعد في تخفيض معدلات الخصوبة.
أسئلة الدراسة
تحاول هذه الدراسة الإجابة على سؤالين أساسيين , وهما كالأتي:
1. ما هي المتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية التي لها علاقة ارتباط دالة إحصائيا مع الخصوبة في اليمن.
2. ما هي أهم المتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية المفسرة للتغيرات في الخصوبة
المنهجية ومصادر البيانات
استخدمت هذه الدراسة المنهج الإحصائي الوصفي التحليلي باعتباره المنهج الملائم مع طبيعة موضوع هذه الدراسة ويساعد على تحقيق أهدافها . واعتمدت الدراسة على عدد من المصادر الثانوية للحصول على البيانات, ومن أهم هذه المصادر نتائج المسح اليمني لصحة الأسرة لعام 2003 , الذي يوفر بيانات متنوعة عن الخصوبة وتبايناتها . كما استفادت الدراسة من البيانات المنشورة في الكتب والتقارير, ومن أهمها نتائج تعدادي 1994 و 2004 اليمني وكتب الإحصاء السنوي للفترة -1994 2005و تقرير التنمية البشرية اليمني لعام 2004. وتم في هذه الدراسة تطبيق عدة طرق لمعالجة البيانات وذلك باستخدام برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS).
أولا: مستويات واتجاهات وتباينات الخصوبة في اليمن
1. مستويات واتجاهات الخصوبة
أشارت المسوح الديموغرافية والتقديرات التي أجريت في اليمن خلال الفترة من 2005-1996 إلى أنخفاض في مؤشرات الخصوبة . فقد تراجع معدل المواليد الخام في اليمن من 49.5 لكل 1000 نسمة عام 1996 إلى 39.7 عام 2005 . ولنفس الفترة انخفض معدل الخصوبة الكلي من 7.2 مولود في المتوسط لكل امرأة إلى 6.1 (جدول رقم1 ) . وبالرغم من هذا الانخفاض في الخصوبة في اليمن ,الا انها مازالت مرتفعة مقارنة ببعض البلاد العربية . أن معدل الخصوبة الكلي لعام 2005 في كل من السعودية, سلطنة عمان, مصر, موريتانيا كان , على التوالي , 3.3 , 3.2, 3.2, 4.6 مولودا ( التقرير الاقتصادي العربي الموحد , (2006
يشير الاتجاه العام للخصوبة في اليمن إلى الانخفاض المتباطئ والركود في بعض الأحيان . وخلال الفترة 2000 - 1996 حصل انخفاض في معدل الخصوبة الكلي . فقد انخفض هذا المعدل من 7.2 (مولود لكل امرأة في المتوسط) في عام 1996 إلى 5.8 عام 2000 ,أي بما نسبته 19% تقريبا . بينما في الفترة بين 2000 - 2005 نلاحظ ارتفاعا في معدل الخصوبة الكلي من 5.8 عام 2000 إلى 6.1 عام 2005 , أي بما نسبته 5% (جدول رقم 1). أن الانخفاض النسبي المتباطئ للخصوبة في اليمن يرجع الى تاثير المحددات الوسطية مثل استخدام وسائل تنظيم الاسرة وارتفاع المستوى التعليمي بين الاناث الذي يؤدي الى تاخير سن الزواج بالاضافة الى عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية اخرى تمر بها اليمن .
جدول رقم (1) اتجاهات الخصوبة في اليمن , خلال الفترة 2005 -1996
 
2005
2004
2003
2002
2001
2000
1999
1998
1997
1996
السنوات
39.7
39.6
38.4
38.2
38.2
38
38.2
42.6
45.9
49.5
معدل المواليد الخام
6.1
6.2
6.2
6.5
6.5
5.8
6.0
6.5
7.2
7.2
معدل الخصوبة الكلي
المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء, كتب الإحصاء السنوي, 1996 – 2005
 
يبين الجدول رقم (2) معدلات الإنجاب التفصيلية حسب الفئات العمرية, حسب بيانات تعدادي 1994 و2004. وتشير البيانات الواردة في الجدول إلى أن أنماط الإنجاب متشابهة بين الحضر والريف مع وجود الفارق في المستوى لجميع الفئات العمرية .وحسب تعداد 1994 , يبدأ الإنجاب منخفضا للإناث قبل الوصول إلى سن العشرين في كل من الريف والحضر , حيث لا يتجاوز إنجاب كل 1000 أنثى في هذا العمر 70 مولودا . إلا أن هذا المعدل سرعان ما يرتفع في الفئة العمرية 24-20 ليصل إلى 297 مولودا في هذه الفئة العمرية في الريف مقابل 248 في الحضر . وتمثل الفئة العمرية 29-25 سنة الحد الأعلى للإنجاب حيث وصل المعدل إلى 359 مولود لكل 1000أنثى في الريف مقابل301 في الحضر . ويشير تعداد 2004 إلى أن معدل الانجاب في الفئة العمرية اقل من 20 وصل 55مولودا في الريف مقابل 48 في الحضر . بينما في الفئة العمرية 24-20 بلغ هذا المعدل 241 مولودا في الريف مقابل 181 في الحضر. وتمثل الفئة العمرية 29-25 أيضا الحد الأعلى للإنجاب حيث وصل المعدل إلى 335 مولودا في الريف مقابل 222 في الحضر .وبمقارنة معدلات الإنجاب التفصيلية لكل فئة عمرية عند نقطتين زمنيتين يلاحظ أن هذه المعدلات قد انخفضت لجميع الفئات العمرية خلال الفترة 2004 -1994 , وأن الانخفاضات متفاوتة بين الأعمار . وبالرغم من هذه الانخفاضات في معدلات الإنجاب إلا أنها مرتفعة وعلى وجه الخصوص في الريف .
تشير الانماط العمرية للانجاب في اليمن الى ان المرأة اليمنية تبدأ مبكرا بالانجاب وتستمر في ذلك حتى اعمار متاخرة جدا. ولما كان الانجاب المبكر(قبل الوصول الى سن 20 عاما) والمتاخر ( بعد سن 35عام)يرتبطان ارتباطا مباشرا مع زيادة خطر الوفاة على المواليد والامهات انفسهن, فان الامر يتطلب وجود محاولات جادة للتقليل من هذا الخطر عن طريق تركيز الانجاب في الاعمار المناسبة. ويمكن التعامل مع الانجاب المبكر عن طريق تاخير سن الزواج بالنسبة للاناث الى عمر العشرين , او على الاقل تاخير المولود الاول حتى ما بعد سن العشرين ان لم يكن بالامكان تاخير الزواج وبالتالي تخفيض الخصوبة .
جدول رقم (2) معدلات الإنجاب التفصيلية , حسب الفئات العمرية في اليمن , 2004 , 1994
 
فئات الأعمار
1994
2004
 
حضر
ريف
إجمالي
حضر
ريف
إجمالي
15-19
20-24
25-29
30-34
35-39
40-44
45-49
65
248
301
276
206
98
44
69
297
359
327
273
154
81
66
283
346
315
258
143
73
48
181
222
193
178
86
48
55
241
335
257
260
127
76
52
221
296
236
233
114
67
معدل الخصوبة الكلي
6.21
7.77
7.4
4.78
6.75
6.1
المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء, النتائج النهائية لتعدادي 1994 و2004
 
2. تباينات الخصوبة
توجد تباينات في مستويات الخصوبة في اليمن بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية من جهة وبين المناطق الجغرافية المختلفة (الساحلية , الجبلية , الصحراوية ) من جهة اخرى .
يبين الجدول رقم (3) تباينات الخصوبة (مقاسة بمعدل الخصوبة الكلي ) حسب الخصائص الخلفية الاقتصادية والاجتماعية . ونلاحظ منالجدول وجود تباين كبير في معدل الخصوبة الكلي بين الحضر والريف. فقد بلغ معدل الخصوبة الكلي 4.5 مولودا في المتوسط لكل امرأة في الحضر و 6.7مولودا لكل امرأة في الريف . من جانب آخر فأن معدل الخصوبة الكلي مرتفع للمرأة التي تعيش في الجبال والمناطق الصحراوية مقارنة بالمرأة التي تعيش في المناطق الساحلية. ويبين الجدول أيضا العلاقة العكسية بين تعليم المرأة و الخصوبة, فكلما كان المستوى التعليمي للمرأة مرتفعا كلما انخفضت الخصوبة. فمعدل الخصوبة الكلي بلغ 6.7 مولود للمرأة الأمية , بينما سجل هذا المعدل 4.3 مولود إذا كان للمرأة تعليم لمستوى المرحلة الاعدادية . وينخفض هذا المعدل إلى 2.8 مولود في المتوسط لكل امرأة من ذوات التعليم الثانوي فاعلى .
لا شك ان الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع اليمني تلعب دورا مهما في تباينات الخصوبة في المناطق الجغرافية المختلفة.ان تحقيق مستويات متدنية نسبيا في معدل الخصوبة الكلية في المناطق الحضرية والساحلية مقارنة بالمناطق الريفية والجبلية يعتبر مؤشرا على امكانية تحقيق مستويات متدنية في مختلف المناطق وذلك بتبني برامج اقتصادية اجتماعية تنموية شاملة لمختلف المناطق.
جدول رقم (3) معدل الخصوبة الكلية , حسب الخصائص الخلفية الاقتصادية والاجتماعية , في اليمن لعام 2003
 
معدل الخصوبة الكلي
الخصائص
 
 
4.5
6.7
محل الإقامة
حضر
ريف
 
 
 
5.8
6.8
6.6
المناطق
الساحل
الجبال
المتاطق الصحراوية
 
 
 
6.7
5.2
4.9
4.3
2.8
التعليم
أمي
يقرأ ويكتب
ابتداتية
أعدادية
ثانوي فأعلى
 
        المصدر: وزارة الصحة والسكان والجهاز المركزي للإحصاء, المسح اليمني لصحة الأسرلعام 2003                          
 
     ثانيا :  تحليل العلاقة بين الخصوبة والمتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية  والاجتماعية
النموذج المستخدم  : 2.1
لتحليل العلاقة بين الخصوبة والمتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية تم استخدام طريقة تحليل الانحدار المتعدد (Multiple Regression Analysis ) .
الصيغة العامة لنموذج الانحدار المتعدد(Multiple Regression Model) يمكن توضيحه كالأتي :
Yi = B0 + B1 X1i + B2 X2 i +………... Bk Xki + Ui
حيث أن:
Yi= أحدى القيم التي يأخذها المتغير التابع y
Xi = إحدى القيم التي يأخذها المتغير المستقل xi , حيث i=1,2,…….k وحيث k عدد المتغيرات المستقلة
B0 = الجزء المقطوع (الثابت)
Bi = معاملات الانحدار
Ui = المتغير العشوائي لحد الخطأ(Error term)
وباستخدام بيانات مقطعية , على مستوى المحافظات, من تقرير التنمية البشرية اليمني لعام 2004 تم تعريف ووصف المتغيرات التابعة والمستقلة . يتضمن الجدول رقم (4) المتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية , الاجتماعية ) المستخدمة في تحليل الانحدار المتعدد .
جدول رقم (4) المتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية المستخدمة في الدراسة (2004)
 
المتغير
الرمز
المتغير التابع
معدل الخصوبة الكلي
 
TFR
المتغيرات المستقلة
متوسط العمر عند الزواج الأول
X1
نسبة السكان الحضر
X2
نسبة المساكن المزودة بالكهرباء
X3
نسبة السكان الذين يحصلون على مياه مأمونة
X4
نسبة السكان الذين يحصلون على الصرف الصحي
X5
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي
X6
نسبة الإناث في قوة العمل
X7
نسبة الاتاث العاملات في القطاعين العام والخاص
X8
معدل القراءة والكتابة للإناث
X9
معدل القيد بالتعليم الأساسي والثانوي للإناث
X10
الإناث الحاصلات على تعليم ثانوي اواعلى
X11
الأطباء لكل 1000 من السكان
X12
الممرضات لكل 1000 من السكان
X13
المصدر: وزارة التخطيط والتعاون الدولي, تقرير التنمية البشرية اليمني لعام 2004
 
2.2: مصفوفة الارتباط للمتغيرات الديموغرافية, الاقتصادية والاجتماعية
باستخدام البيانات الواردة في الجدول رقم (4)  تم تقدير مصفوفة الارتباط (Correlation Matrix), التي تعكس العلاقة بين معدل الخصوبة الكلي ((TFR ومجموعة من المتغيرات الديموغرافية ,الاقتصادية  والاجتماعية. جدول رقم (5) يبين معاملات الارتباط بين معدل الخصوبة الكلي ((TFR ومجموعة المتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية .ويلاحظ من الجدول أن معدل الخصوبة الكلي يرتبط ارتبطا عكسيا  مع المتغيرات الديموغرافية (متوسط العمر عند الزواج الأول , السكان الحضر , المساكن المزودة بالكهرباء ,السكان الذين يحصلون على مياه مأمونة , السكان الذين يتوفر لهم الصرف الصحي ).المتغيرين  الاقتصاديين  كنصيب الفرد من الناتج الإجمالي المحلي والإناث العاملات في القطاعين العام والخاص اظهرا ارتباطا عكسيا مع معدل الخصوبة الكلي ومعامل الارتباط كان أقوى لصالح الإناث العاملات .المتغيرات الاجتماعية (كتعليم الإناث, وعدد الأطباء بالنسبة للسكان) جميعها أظهرت ارتباطا عكسيا قويا مع معدل الخصوبة الكلي.
جدول رقم(5) معاملات الارتباط بين معدل الخصوبة الكلي ومجموعة المتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية
 
المتغير
الرمز
معاملات الارتباط مع معدل الخصوبة الكلي
(TFR)
متوسط العمر عند الزواج الأول
X1
- 0.669*
نسبة السكان الحضر
X2
- 0.607*
نسبة المساكن المزودة بالكهرباء
X3
- 0.678**
نسبة السكان الذين يحصلون على مياه مأمونة
X4
- 0.759**
نسبة السكان الذين يحصلون على الصرف الصحي
X5
- 0.722**
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي
X6
- 0.601*
نسبة الاتاث العاملات في القطاعين العام والمختلط
X7
0.762**-
معدل القراءة والكتابة للإناث
X8
- 0.758**
معدل القيد بالتعليم الأساسي والثانوي للإناث
X9
- 0.729**
الإناث الحاصلات على تعليم ثانوي اواعلى
X10
- 0.719**
الأطباء لكل 1000 من السكان
X11
- 0.671**
 
المصدر: تقديرات الباحث باستخدام بيانات الجدول رقم(4)
 
 ** دال عند مستوى 0.01, * دال  عند مستوى 0.05
2.3: تحليل نتائج الانحدار
تم إجراء تحليل الانحدار المتعدد (Multiple Regression Analysis) وذلك بأخذ معدل الخصوبة الكلي( TFR) كمتغير تابع ومجموعة من المتغيرات المستقلة الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية والتي لها علاقة ارتباط دالة إحصائيا مع المتغير التابع .والجدول رقم (6) يوضح نتائج تحليل الانحدار.
نلاحظ من الجدول رقم(6) بان المتغيرات العمر عند الزواج الأول للمرأة ,السكان الحضر, عدد المساكن المزودة بالكهرباء ,عدد السكان الذين يحصلون على مياه مأمونة ,عدد الإناث اللاتي يعرفن القراءة والكتابة , عدد الإناث المقيدات في التعليم الأساسي والثانوي تفسر 90% من التغير في الخصوبة. من بين هذه المتغيرات المستقلة فأن المتغيرات: عدد المساكن المزودة بالكهرباء, معدل القيد للإناث في التعليم الأساسي والثانوي والعمر عند الزواج الأول للإناث هي أهم المتغيرات التي لها علاقة ارتباط ذات دلالة مرتفعة إحصائيا مع الخصوبة في اليمن.إن المتغيرين المساكن المزودة بالكهرباء ومعدل القيد للإناث في التعليم الأساسي والثانوي يعكسان ملاح التنمية البشرية والتحضر. إن ارتفاع معدلات القيد للإناث في التعليم الأساسي والثانوي يعني ارتفاع العمر عند الزواجالأول لهنوبالتالي تأخر الزواجوبدء الإنجاب. إن متغير العمر عند الزواج الأول هو متغير وسطي (Proximate Variable) للخصوبة أي إن كل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية تؤثر على الخصوبة من خلال المتغيرات الوسطية.
جدول رقم(6) نتائج الانحدار المتعدد لمعدل الخصوبة الكلي (TFR) مع متغيرات , ديموغرافية , اقتصادية واجتماعية.
 
المتغير المستقل
رمز المتغير
B
t-ratio
Sig.
متوسط العمر عند الزواج الأول
X1
- 0.686**
- 5.56
0.000
نسبة السكان الحضر
X2
 0.024*     
 3.19 
0.010
نسبة المساكن المزودة بالكهرباء
X3
- 0.026**
- 5.68
0.000
نسبة السكان الذين يحصلون على مياه مأمونة
X4
- 0.043*
- 2.84
0.018
معدل القراءة والكتابة للإناث
X8
- 0.036*
-3.109
0.011
معدل القيد بالتعليم الأساسي والثانوي للإناث
X9
- 0.103**
-3.52
0.005
ثابت المعادلة
Constant
15.77
8.33
0.000
التباين المفسر
R2
  0.90     
-
-
المصدر: تقديرات الباحث باستخدام بيانات الجدول رقم(4)
 
دال عند مستوى 0.01, * دال عند مستوى 0.05
الاستنتاجات والتوصيات
يمكن إيجاز أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة في الأتي:
1. بينت الدراسة ان هناك انخفاضا طفيفا تم تحقيقه في مستويات الخصوبة في اليمن خلال الفترة 2005-1996 , ويعود ذلك الى التغير المحدود الذي طرأ على العوامل الوسطية التي تؤثر مباشرة على الخصوبة والتي من اهمها العمر عند الزواج الاول للاناث . وقد حدث هذا التغير بفعل التغير في العوامل الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع كتعليم المرأة ودخولها سوق العمل وتحسن الاوضاع الصحية والتحضر وغيرها .
2. لاحظت الدراسة ان هناك تباينا في الخصوبة في المناطق الجغرافية المختلفة.ان تحقيق مستويات متدنية نسبيا في معدل الخصوبة الكلية في المناطق الحضرية والساحلية مقارنة بالمناطق الريفية والجبلية يعتبر مؤشرا على امكانية تحقيق مستويات متدنية في مختلف المناطق .
3. اظهرت نتائج تحليل الانحدار ان من بين المتغيرات الديموغرافية , الاقتصادية والاجتماعية , فأن المتغيرات تعليم الاناث ,العمر عند الزواج الاول للاناث , المساكن المزودة بالكهرباء , نسبة السكان الذين بحصلون على مياه مأمونة هي اهم المتغيرات التي لها علاقة ارتباط دالة احصائيا مع الخصوبة في اليمن . فهذه المتغيرات تفسر 90% من التغيرات في الخصوبة .
التوصيات
بناءا على الاستنتاجات السابقة , يمكن صباغة أهم توصيات هذه الدراسة على النحو الأتي:
1. أن الانتقال من الخصوبة المرتفعة إلى المنخفضة في اليمن يمكن أن يتحقق من خلال عاملين أساسيين هما:رفع العمر عند الزواج الأول للإناث وضبط الخصوبة عن طريق استخدام وسائل تنظيم الأسرة.أن تأخير عمر الزواج هو نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وبالأساس نتيجة لنظم التعليم والرعاية الصحية الجيدة. بينما ضبط الخصوبة هو نتيجة لبرامج تنظيم الأسرة الواقعية والقابلة للتنفيذ.
2. خفض معدلات الأمية وخاصة بين الإناث , وزيادة معدلات الالتحاق للإناث في مختلف مراحل التعليم وخاصة التعليم الأساسي , سيؤدي إلى خفض معدلات الخصوبة باعتبار إن مواصلة تعليم الفتاة يؤخر سن زواجها والذي بدوره يخفض من سنوات إنجابها .
3. تحقيق تنمية متوازنة بين الحضر والريف بما يؤدي إلى تقليص الفجوة الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الخدمات العامة (كهرباء , مياه مأمونة) في مناطق الريف والمناطق النائية .
4. رفع نسبة مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي , حيث ان عمل المرأة له تاثير في استخدامها لوسائل تنظيم الاسرة وبالتالي تخفيض معدل الخصوبة .
5. التوسع في فتح مراكز خدمات تنظيم الاسرة مع التركيز على المناطق الريفية بالاضافة الى توفير وسائل تنظيم الاسرة ونشرها من خلال توفير مراكز ثابتة وعيادات متنقلة تعمل على توصيل الخدمة للغالبية العظمى من السكان .

المراجع

موسوعة الجغرافيا دراسات وابحاث

التصانيف

تصنيف :الجغرافيا