غبرييلا ميسترالGabriela Mistral هو الاسم المستعار للشاعرة والمربية والدبلوماسية التشيلية لوثيلا غودويْ ألكاياغا Lucila Godoy Alcayaga التي كانت الأولى بين أدباء أمريكا اللاتينية قاطبة بالحصول على جائزة نوبل في عام 1945. ولدت في بلدة بيثونيا Vicuna في شمالي جبال الآنذيز لعائلة من خليط عرقي إسباني ـ باسكي ـ هندي، وكانت وفاتها في بلدة هِِِمبستِد Hempstead بولاية نيويورك الأمريكية، حيث أقامت فترات متقطعة وحاضرت في جامعاتها، ونقل رفاتها إلى وطنها.
عملت ميسترال مبكرة في التعليم، وجمعت إلى ذلك اهتمامها بالكتابة الأدبية فحصلت في عام 1914 على جائزة محلية عن مجموعة «سونيتات الموت» Sonetos de la muerte التي ذيلتها باسمها المستعار الذي اتخذته إعجاباً بكل من الإيطالي غابرييله دَنونتسيو[ر] والفرنسي فريدريك ميسترال [ر]. أعجب الناشرون في الولايات المتحدة بشعرها فنشرت هناك ديوانها الثاني «اليأس» Desolación ت(1922). وقد كانت قصائد ديوانيها الأولين مفعمة بالحزن نتيجة علاقة حب مخفقة مرت بها الشاعرة انتهت بانتحار حبيبها الشاب في عام 1909. وقد تركت هذه التجربة أثراً باقياً في نفسها، إذ تغطي مسحة الحزن هذه أغلب شعرها؛ فعزفت عن الزواج ونذرت حياتها للعمل في التعليم والعناية بالأطفال وفي العمل الدبلوماسي والإنساني. شغلت منصب وزيرة للثقافة في بلدها، كما مثلت التشيلي في دول أمريكية وأوربية كثيرة وفي منظمات دولية.
بعد أن عملت ميسترال مديرة لمدرسة سانتياغو العليا للبنات ـ وهي أشهر مدرسة في العاصمة ـ وبعد أن حاز ديوانها التالي «حنان» Ternura ت(1924) شهرة عالمية طلب الكاتب والمفكر المكسيكي باسكونثيلوس[ر] إليها الإسهام في تطوير المناهج التعليمية وإصلاحها هناك، وهو طلب لم تتوان عن تلبيته فأقامت في المكسيك مدة طويلة.
سيطرت عواطف الأمومة وحب الطفولة على مؤلفات ميسترال، وهو ماتشي به عنوانات مؤلفاتها «عشر رقصات وأغانٍ للمهد» Diez rondas y canciones de cuna ت(1926) و«خمس أغانٍ طفولية» Cinco canciones infantiles ت(1929) و«قصائد عن الأمهات» Poemas de las madres ت(1950)، وأيضاً دواوين «قصيدة الطفل» Poema del hijo و«المرأة العاقر» La mujer estéril. وثيمة الأمومة أساسية في شعرها، هي التي لم ترزق بأطفال، وقد انتحر طفلها المتبنى الوحيد في شبابه.
حزَّت الحرب الأهلية الإسبانية في نفس ميسترال وخاصة معاناة الأطفال في أثنائها فكتبت «دمار» Tala ت(1938)، ثم نشرت «معصرة النبيذ» Lagar ت(1954) آخذة نبرة ميتافيزيقية حول الوجود. جُمع شعرها بعنوان «الأشعار الكاملة» Poesías completas، إلا أنه من الصعب الادعاء بأنها كاملة بسبب الكم الهائل من الشعر الذي أعادت كتابته غير مرة. ونُشر أيضاً بعد وفاتها ديوانها الأخير «قصيدة التشيلي» Poema de Chile ت(1957) الذي عملت عليه في السنوات العشر الأخيرة من حياتها وعادت فيه إلى مسرح طفولتها في وطنها الأم في شعرها الذي تميز ـ على الرغم من تجريديته ـ ببساطته وعذوبته.
التقت ميسترال كبار أعلام عصرها، فقد كان برغسون[ر] وماري كوري[ر] وتسفايغ[ر] وزوجته أصدقاءها، وعرّفت نيرودا[ر] اليافع على الآداب الأوربية. ترجم الشاعر الأمريكي لانغستون هيوز L.Hughes شعرها إلى الإنكليزية، وكرمتها التشيلي بتخصيص «جائزة ميسترال» للثقافة.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث