السذابيات Rutales رتبة نباتات ثنائيات الفلقة، مكوَّنة من أشجار وشجيرات مدارية، أوراقها تضم جيوباً عطرية، وأزهارها مزوَّدة بقرص مكون تحت مبيض علوي. تضم أربع فصائل هي: السذابية Rutaceae، والبخّورية Burseraceae، والسيماروبية Simarubaceae، والبنرشدية Averrhoaceae منسوبة إلى الفيلسوف العربي ابن رشد.
الفصيلة السذابية
منسوبة إلى أبرز أجناسها السذاب Ruta، تضم قرابة 150جنساً وأكثر من 2000نوعاً، موطنها المناطق المعتدلة والمدارية من نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي و تكثر في أستراليا وجنوب أفريقيا. تتميز بأوراقها المتقابلة التي تضم جيوباً عطرية نقطية واضحة بالعين المجردة، وبأزهارها التي تضم قرصاً رحيقياً مفصصاً حاملاً الأسدية والمبيض. تقسم إلى فُصيّلتين: الفُصيّلة السذابية Rutoideae والفصيلة البرتقالية Aurantioideae.
الفُصيّلة السذابية: تتميز بكثرة عدد أجناسها. فجنس اليرفودا Ervoda المداري الآسيوي الأسترالي يضم 120نوعاً من الأشجار السريعة النمو المطلوبة زراعياً. وجنس السذاب يضم نحو 60نوعاُ ممثلة في النبات السوري اللبناني بالسذاب الحلبي R.chlepensis (الشكل ـ1) والسذاب الزنخ R.graveolens المتميز برائحته الزنخة الواخزة والذي يزرع في البيوت والحدائق الدمشقية القديمة لجمال أزهاره، ولرائحة أوراقه المميزة والمستعملة للحصول على عطر معروف بزيت السذاب الخطر الاستعمال لخصائصه المجهضة. وتستعمل أوراق السذاب في الطب الشعبي لتسهيل الطمث والولادة وإسقاط الجنين، ولمعالجة القرعة. وجنس فردي الورق Haplophyllum (الشكل ـ2) ينتشر في المنطقة المتوسطية وشمال إفريقيا والجزيرة العربية وشرق سيبيريا. يضم قرابة 66نوعاً. يتمثل منها أكثر من 12نوعاً في الوطن العربي. ونوع الديكتامنوس الأبيض Dictamnus albus ينمو كعشب معمِّر في سواحل حوض المتوسط، والذي تحوي جذوره قلوئيدات وصابونيات، كما تطلق أجزاءه الهوائية في الأيام الحارة عطراً طياراً ليموني الرائحة، قابلاً للاشتعال، الأمر الذي دعا إلى وصفه «الشجيرة النارية». وتستعمل أوراق جنس الموريا Murraya في إنتاج خلطة توابل الكاري.
الفُصيّلة البرتقالية: أبرز أجناسها الليمون Citrus يضم 11نوعاً تكون الحمضيات[ر] التي تقسم إلى ضروب شديدة تعقيد التسمية العلمية، والتي تعد ثمارها أهم مصدر طبيعي للفيتامين C. تزرع أنواع الحمضيات في المناطق المعتدلة الدافئة المدارية، أبرزها:
ـ الليمون الأكبر Citrus maxima المسمى الليمون الهندي.
ـ الليمون الدوكوماني C.decumana المسمى فراسكين، كريفون، غريب فروت، ببليموس تُردّ أصوله إلى أمريكا الوسطى.
ـ الليمون الفردوسي C.decumana paradisi المسمى الكباد أو الأترج، الطرنج، تُرد أصوله إلى الهند وماليزيا.
ـ الليمون النبيل C.nobilis المسمى اليوسف أفندي، الكليمانتين المسمى عامياً كرمنتينا.
ـ الليمون الشبكي C.reticulata المسمى ماندرين.
ـ الليمون الليموني الحلو C.limonium dulcis المسمى الليمون الحلو.
ـ الليمون الصيني C.sinensis المسمى البرتقال المغربي.
ـ الليمون الطبي C.medica المسمى الليمون الحامض.
ـ ليمون برغموت C.bergamota الذي يزرع في إيطاليا لاستخراج عطر البرغموت.
ـ الليمون البرتقالي الورق C.aurantifolia المسمى اللومي أو الليم.
ـ الليمون البرتقالي C.aurantium المسمى البرتقال. تسمى أصوله البرية بالنارنج المنتشرة في جنوب شرقي آسيا. يستخرج منه مجموعة متباينة من العطور أبرزها: ماء الزهر محصول تقطير الأزهار، وعطر الأوراق الفتية والفوارع الغضة، وعطر الثمار الصغيرة، وعطر الثمار الناضجة.
ـ الليمون الليموني C.limon المسمى ليمون بصرى.
تعد الزيوت العطرية التي تفرزها نباتات الفصيلة السذابية مصدر النكهة المميزة للثمار والقلف والصموغ والأوراق. يحضر زيت الليمون من قشور ثمار الحمضيات أو من أزهارها ويعد أفخرها المستخرج من برتقال اشبيلية الذي يستخدم على نطاق واسع في صناعة العطور في فرنسا.
الفصيلة البخّورية
تتميز الفصيلة البخّورية Burseraceae بأوراقها المتعاقبة، ومبيضها التام غير مفصص القرص الرحيقي، وثمارها اللبية، واحتواء خشبها وقشورها على قنوات راتنجية وجيوب مفرزة عطرية. تضم قرابة عشرين جنساً وأكثر من 500نوع، منابتها أمريكا المدارية وإفريقيا الشمالية الشرقية وآسيا المدارية. تكتسب نباتاتها أهمية اقتصادية بسبب القيمة التجارية العالمية لأخشابها العطرية والصمغية الراتنجية المستعملة كبخور، من أبرز أجناسها:
حامل الصمغ :Commiphora يضم 200نوع منابتها من إفريقيا الشرقية إلى الهند، صمغها: المقل mukul والكُندر أو اللبان الذكر olibanum والمرّ myrrha وبلسم مكة، مذاقها مر بعض الشيء، يتدخن بها، منها هندي وعربي وصقلي، والكل نافع للسعال، ونهش الهوام، والبواسير، وتنقية الرحم، وتسهيل الولادة، وإنزال المشيمة، وحصاة الكلية، والرياح الغليظة، مدر، مسمن، محلل للأورام.
البوسويليا Boswellia: يضم 20 نوعاً منابتها إفريقيا الشرقية والصومال والسعودية، تضم أنواعاً عديدة تفرز زيتاً صمغياً راتنجياً معروفاً بالبخور frankincense المستخدم منذ أقدم العصور في المعابد والطب والتحنيط. أبرز أنواعها بلسم مكة أو بلسم جلعاد، أو أبو شام C.gileadens يكثر في الشرق العربي يستخرج منه دهن عطري فاخر الصنف، وصموغ راتنجية غزيرة تعد من أجود أنواع البخور. القَطَف C.Kataf أخشابه عطرية متينة صناعية. المُرّ C.myrrha صمغه على شكل دموع حمراء، الخشب واللحاء عطري. المر الإفريقي C.schimperi صمغه عنّابي اللون. المر الحبشي C.abyssinica يأتي بعد المر الإفريقي من حيث القيمة.
البورسيرا حاملة الصمغ Bursera gummifera: شجرة مكسيكية يحصل منها على راتنج البلسم Balsam resin العديد الأسماء (American elemi, chibon, caehibou, and gamort) المستعمل لاصقاً وملمِّعاً. كما تستخدم أنواعه الأخرى وهي خشب بني اللون محمر في صناعة القوارب.
الفصيلة السيماروبية
تضم الفصيلة السيماروبية Simarubaceae أشجاراً وجنبات متعاقبة الأوراق، مفصصة المبيض أو منفصلة الكرابل. تضم نحو 32جنساً وأكثر من 200نوع، منابتها المناطق المدارية، يمتد بعضها إلى المناطق المعتدلة. لنباتاتها أهمية اقتصادية بسبب المواد المرة المستخلصة من قلفها، كما تنتج بعض أنواعها أخشاباً ثمينة. من الأنواع المستخدمة في الطب السيماروبا المرة Simaruba amara، ومن الأنواع المستخدمة في الزينة الأيلنتوس الباسق Ailanthus altissima الذي أصبح شبه تلقائي في بلادنا. ومن أنواع الخشب الفاخر الكيركا المؤكمة Kirka acuminata في جنوب أفريقيا. يستخدم منقوع القلف وخشب القاسية المرة Quassia amara في معالجة الملاريا في أمريكا المدارية، كما يزرع هذا النوع لجمال زهره الأحمر وقلفة المر. وتستخدم بعض نباتات هذه الفصيلة في معالجة أمراض الشرايين والزحار في جنوب شرقي آسيا.
فصيلة ابن رشد
تضم فصيلة ابن رشد Averrhoaceae أشجاراً صغيرة الحجم أوراقها متعاقبة وبتلاتها ملوية contorted، تضم جنساً واحداً هو ابن رشد Averrhoa الممثل بنوعين: ابن رشد البلمبي A.bilimbi وابن رشد الكرمبولي A.carambola، منبتهما الهند والصين ويزرعان في آسيا المدارية.
المراجع
موسوعة الأبحاث العلمية
التصانيف
الأبحاث