تَلافَى بهِ الله الوَرَى مِنْ عظيمَةٍ، أناخَتْ على الإسلامِ، حَوْلاً وَأشهُرَا
وَمنْ فتْنَةٍ شَعْوَاءَ غَطّى ظلامُها على الأفْقِ، حتى عادَ أقتَمَ أكْدرَا
أغَرُّ مِنَ الأمْلاكِ، إمّا رَأيْتَهُ رَأيْتَ أبا إسْحاقَ، وَالقرْمُ جَعفرَا
تَقَدّمَ في حقّ الخلافَةِ سَهْمُهُ، إذا رَدّ فيها غَيرَهُ، فَتَأخّرَا
وَيُصْبحُ معروفاً لهُ الفضْلُ دونَهُمْ، وَما يَتَداعَاهُ الأباعِدُ مُنْكَرَا
أقامَ منارَ الحقّ، حتى اهتدَى بهِ، وَأبْصَرَهُ مَنْ لمْ يكُنْ قطّ أبْصَرَا
وعادَتْ على الدّنْيا عوائِدُ فضْلِهِ، فأقْبَلَ منْها كلُّ ما كانَ أدْبَرَا
بحِلْمٍ كأنّ الأرْضَ منْهُ توَقّرَتْ، وَجُودٍ كأنّ البَحْرَ منْهُ تَفَجّرَا
عَمَرْتَ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، مُسَلماً، فَعُمْرُ النّدَى وَالجودِ في أن تُعمَّرَا
وَلَيْسَ يُحاطُ المجْدُ وَالحمدُ وَالعلا بأجْمَعِها، حَتى تُحاطَ وَتُنصَرَا
كرمت فكان القطر أدنى مسافة وأضيق باعا من نداك وأقصرا
وَلمّا تَوَلّيْتَ الرّعِيّةَ، مُحْسِناً، مَنَعْتَ أقاصي سِرْبهِا أن تُنَفّرَا
جَرَيْتَ، وكان القُطْرُ أدْنى مسافةً، وأضْيَقَ باعاً منْ نَداكَ وأقْصَرَا
 

عنوان القصيدة: سرى من خيال المالكية ما سرى2

بقلم البحتري


المراجع

adab.com

التصانيف

شعراء   الآداب