حَذَرْتُ الحُبّ، لَوْ أغْنى حِذاري، وَرُمْتُ الفَرّ، لَوْ نَجّى فِرَاري
وَما زَالَتْ صُرُوفُ الدّهْرِ، حَتّى غَدَتْ أسْمَاءُ شاسِعَةَ المَزَارِ
وَما أُعْطى القَرَارَ، وَقَدْ تَناءَتْ، وَهَذا الحُبُّ يَمْنَعُني قَرَاري
يَغارُ الوَرْدُ، إنْ سَفَرَتْ، وَيَبْدُو تَغَيّرُ كَأبَةٍ في الجُلّنَارِ
هَوَاك ألَجّ في عَيْني قَذَاها، وَخَلّى الشّيّبَ يلعَبُ في عِذَاري
بمَا في وَجْنَتَيْكِ مِنِ احْمِرَارٍ، وَما في مُقْلَتَيْكِ مِنِ احْوِرَارِ
لئِنْ فارَقْتُكُمْ عبثاً، فَإنّي عَلى يَوْمِ الفِرَاقِ الجِدّ زَارِ
وكَمْ خَليْتُ عِنْدَكِ منْ ليالٍ مُعشَّقَةٍ، وَأيّامٍ قِصَارِ
فهَلْ أنا بائِعٌ عَيْشاً بِعَيْشٍ مَضى، أوْ مُبْدِلٌ داراً بِدَارِ
أعاذِلَتي عَلى أسْمَاءَ، ظُلْماً، وإجْرَاءِ الدّموعِ لهَا الغِزَارِ
مَتَى عَاوَدْتِني فِهيا بِلَوْمٍ، فَبِتِّ ضَجِيعَةً للْمُسْتَعَارِ
لأسْلَحُ، حِينَ يُمْسي، من حُبارى، وَأضراطُ، حِينَ يُصْبِحُ، مِنْ حِمارِ
إذَا أحْبَابُهُ أمْسَوْا عِشيا، أعَدّوا، وَاسْتَعَدّوا لِلْبَوَارِ
 

اسم القصيدة: حذرت الحب لو أغنى حذاري.

اسم الشاعر: البحتري.


المراجع

adab.club

التصانيف

شعراء   الآداب