النَّيْزَك
 
 شهب مضيئة تظهر في السماء يمكن أن يدوم المنظر عدة ثوان أو حتى عدة دقائق
فوهة في الولايات المتحدة (أريزونا الشمالية ) نتجت من اصطدام حجر نيزكي بالأرض منذ نحو 49000 سنة، فولّد حفرة قطر فوهتها كيلو متر واحد.
 أسراب الشهب meteor showers
 
ثمة أجرام كثيرة تدور حول الشمس مبعثرة في جميع أرجاء النظام الشمسي، وهي أصغر من الكواكب بكثير، تسمى الكويكبات والمذنّبات والنيازك. والنيزك meteoroid هو جرم (ذرة أو جلمود) من الحطام المبعثر في المجموعة الشمسية يدور حول الشمس.
 
والتعريف الرسمي للنيزك الذي أقرّه الاتحاد الفلكي العالمي International Astronomical Union هو: «النيزك جسم صلب يسبح في المجموعة الشمسية بين الكواكب، حجمه أصغر من الكويكب وأكبر من حجم الذرة atom أو الجزيء molecule».
 
أما تعريف الجمعية الفلكية الملكية The Royal Astronomical Society فهو:
 
«النيزك جسم صلب يسبح في المجموعة الشمسية بين الكواكب، يراوح عرضه بين 100 ميكرون (الميكرون أو الميكرومتر هو جزء من المليون من المتر) و10 أمتار». أما الجرم الذي يزيد عرضهُ على ذلك, فيدعى كويكب[ر] asteroid، والأصغر عرضاً هو الغبار المنتشر بين الكواكب.
 
إذا أفلت نيزك من مساره واتجه نحو كوكب الأرض، وعبر الغلاف الجوي للأرض، وصار تحت تأثير جاذبيتها، أخذت سرعته بالتزايد متجهاً نحوها، فقد دخل الجرم في مرحلة الشهاب meteor، وما يبقى منه، ويميل إلى الأرض يدعى الحجر النيزكي. والشهاب هو شريط ضوئي لامع يُرى لمدّة قصيرة في السماء في أثناء الليل، وهو ليس ناتجاً من اشتعال النيزك نتيجة الاحتكاك الشديد بهواء الغلاف الجوي للأرض، وإنما هو الضوء المنبعث من الذرات المُهيَّجة excited atoms نتيجة السرعة الهائلة للنيزك. فعندما يندفع النيزك من الفضاء الخارجي داخلاً الطبقات العليا للغلاف الجوي الأرضي، فإنه يصطدم بالجزيئات والذرات الجوية، ويكون الاصطدام عنيفاً جدّاً، ويسبب انفصال ذرات من الشهاب نتيجة تبخر الطبقات السطحية منه، ومن شأن هذه الاصطدامات أن تحوِّل بعضاً من طاقة النيزك (أي الطاقة الحركية) إلى طاقة حرارية، وفي ثوان معدودة تسخن الطبقة الخارجية للنيزك، وترتفع درجة حرارتها. وعندما يصبح النيزك على بعد  يقارب 100 كيلومتر من سطح الأرض - حيث تكون سرعته نحو 260 ألف كيلومتر في الساعة - يؤدي الاحتكاك والتصادم بذرات الهواء إلى تسخين الشهاب، وكذلك الهواء المحيط به إلى درجة حرارة تصل إلى 2200 ْس، فيتوهج، ويحترق أكثر الشهب على ارتفاع يراوح بين 48 -80 كيلومتر. وتدعى الشهب غالباً «الشهب الثاقبة» أو «النجوم الهاوية» أو «الرجوم النجمية»؛ لأنها تبدو مثل نجوم تسقط من السماء (الشكل 1).
 
إذا كان حجم الشهاب يزيد على بضعة سنتمترات فإنه يولّد كرة من الغاز المتوهج حوله، وقد يترك ذيلاً مضيئًا أو دخانياً. وتدعى هذه الشهب «كرات نارية». والكرة النارية fireball هي شهاب شديد اللمعان، عرّفها الاتحاد الفلكي العالمي بأنها «شهاب أشد لمعاناً من أي كوكب»، درجة اللمعان -4 قَدَر magnitude أو أكثر.
 
أما الحجر النيزكي (الرجم) meteorite فهو جزء من النيزك صدم سطح الأرض (أو أي شيء عليها)، بعد أن عبر الغلاف الجوي متجهاً نحو الأرض من دون أن يلحق به التدمير التام في أثناء هذه الرحلة
 
 
 
 
يقدّر العلماء أن ما لا يقل عن  200 مليون من النيازك تعبر الغلاف الجوي للأرض يومياً، لكن شدة مقاومة الهواء لهذه الشهب كاف لتخفيض سرعة هبوطها، إذ يصل معظمها إلى سطح الأرض بسلام، وإن غالبية المواد الساقطة صغيرة جداً، فهي على شكل حبيبات ناعمة أو ذرات غبارية. ويراوح وزن الأحجار النيزكية التي تهبط على سطح الأرض يومياً بين ألف طن و10 آلاف طن. وتبيّن الخريطة توزع الأحجار النيزكية الهاطلة على مختلف مناطق الكرة الأرضية.
 
تواجه الأرض كل عام عددًا من أسراب النيازك. وتبدو السماء في وقت ظهورها كأنها تعج بوابل من الشرر المتطاير. وتدور بعض أسراب النيازك في مدارات مشابهة لتلك المدارات الخاصة بالمذنّبات. وهذه الأسراب ما هي إلا شظايا من المذنّبات، مع العلم أنه توجد أسراب أخرى من النيازك تستمر في دورانها حول الشمس، ولا تصطدم بالأرض ولا أيّ من الكواكب الأخرى. إن النيازك التي تدور في مسارات مجاورة لمسار الأرض تبلغ سرعتها 42 كيلومتر في الثانية، في حين تبلغ سرعة الأرض على مسارها 29 كيلومتر في الثانية وتصل إلى 71 كيلومتر في الثانية في نقاط الحضيض.
 
ويطلق الفلكيون الأسماء على الشهب طبقًا لمجموعة النجوم التي تبدو كأنها آتية منها. ويوضح الجدول (1) بعضَ أهم الأسراب السنوية والتواريخ التي تكون فيها في قمة نشاطها.
 
أنور توفيق اللحام
 

المراجع

موسوعة الأبحاث العلمية

التصانيف

الأبحاث