اليبرودي

هو أبو الفرج جورجس بن يوحنا بن سهل بن إبراهيم اليبرودي، ولد في النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي، في يبرود الموجودة  في محافظة دمشق، ويعود نسبه اليبرودي إليها، وهي ضيعةً كبيرة تقع بالقرب من صيدنايا وقد عمل معظم أهاليها النصارى آنذاك في الفلاحة، وهو ذو أصلٍ سرياني ومذهبٍ يعقوبي، كان يعمل أولاً في جمع الشِّيح وبيعه، ولكنه تعرض لموقفٍ أظهر فيه ذكاءه وفطنته ليتجه بعد ذلك لتعلم الطب ويصبح طبيباً مشهوراً.

نشأ أبو الفرج في عائلة فقيرة وكان يعمل بجمع الشيح من جبال يبرود ليحمله بعد ذلك على دابته نحو دمشق ويبيعه كوقودٍ للمنازل والأفران، وفي أحد الأيام عندما كان يعبر باب توما وهو أحد بواب مدينة دمشق القديمة، ووجد بجانبه شيخاً من المطببين يقوم بفصد رجلٍ، فوقف أبو الفرج ينظر نحوه وسأل الشيخ عن فوائد ما يقوم به وعن هذا العلاج، ولكن الدم أخذ ينزف بشدة وبغزارة من شريان قدم الرجل، ولم يستطع المتطبب إيقاف النزيف، فخطرت على بال اليبرودي فكرةً مذهلةً وطلب من المتطبب أن يفتح شرياناً آخر ليخفف النزيف عن الشريان الأول، متبعاً طريقة والده  في إيقاف فيضان ساقية الماء حيث يقوم بفتح مخرج آخر ليخفف عن المخرج الأول، ففعل المتطبب ذلك ونجح الأمر بالفعل وتمكن من أن يوقف النزيف، وهكذا نظر الشيخ نحو بإعجابٍ ونصحه بتعلم الطب وممارسته، فما كان من اليبرودي إلا أن يعمل على نصيحته، واتجه نحو هذا العلم مع تردده بزيارة المتطبب الذي أخذ يعلمه عن المداواة.

وليزيد من علمه في الطب؛ توجه نحو دمشق تاركاً يبرود، ومن هناك قرر السفر إلى بغداد بعد أن حدَّثه الشيخ عن الكاتب والفيلسوف (أبي الفرج ابن الطيب) الذي لديه علم واسع في الطب، وكانت والدة اليبرودي قد أعطته سواراً ذهبياً لينفق ثمنه في رحلته نحو بغداد، وقد كان نعم التلميذ الذي أبحر في علم الطب وغيرها من العلوم كالمنطق أيضاً، لينهل من بحر العلوم ما يشاء ويعود إلى دمشق ليستقر بها ويعمل بالنسخ والتأليف ويحصل على الشهرة الذائعة ليطوف صيته في البلاد الأخرى أيضاً.


المراجع

taraajem.com

التصانيف

فلاسفة ورحالة   شخصيات   التاريخ   العلوم الاجتماعية