ابن مجدي، هو أحمد بن رجب بن طيبغا المجدي العلّاني بن عبد الله شهاب الدين أبو العباس، يُلقّب بابن المجدي نسبةً إلى جده الأشرف “طيبغا العلائي” والذي كان في ذلك الوقت واحداً من أشهر قائدي الجيش خاصةً في عصر المماليك، إلى جانب ذلك فقد كان ابن المجدي من أشهر العلماء العرب والمسلمين الذين برعوا في كل من علوم الرياضيات والفلك.

تمكّن ابن المجدي من تحقيق الكثير من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانته وقيمته العلمية والثقافية.

كان ابن المجدي من مواليد مدينة القاهرة التي نشأ وترعرع فيها، حيث ولد في حوالي سنة ”767″ للهجرة والذي يوافق” 1366″ للميلاد، كما أنّه كان ينتمي لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة في ذلك الزمان بعلمها الواسع وفكرها الثقافي، كما أنّه كانت تحث على ضرورة اعتماد كل فرد من أفراها على ذاته؛ الأمر الذي جعل ابن المجدي يقوم في الكثير من الأعمال بسنٍ مُبكرة.

هذا وقد نشأ ابن المجدي وترعرع في مسقط رأسه في القاهرة التي كان قد أتم مُعظم دراساته وأبحاثه فيها، كما أنّه سعى دائماً من أجل النهوض بتلك المدينة، حيث عُرف عنه أنّه كان كثير البحث والعمل والعلم، إلى جانب أنّه تمكّن من حفظ القران الكريم خاصةً بعد انضمامه إلى أكبر شيوخ وأساتذة تلك المدينة.

لم تقتصر اهتمامات وميولات ابن المجدي على علوم الرياضيات ومجالاته كالهندسة والحساب والعدد، بل كانت له الكثير من الاهتمامات والميولات في شتى العلوم الأخرى كالأدب والشعر والفلك والرصد والتنجيم، إلى جانب اهتمامه في أغلب الأحيان في علوم الفلسفة.

عُرف عن ابن المجدي أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، فقد جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ حتى أنّ شهرته زادت بشكلٍ كبير وواضح في الكثير من الدول الغربية؛ وذلك رغبةً منه في تطوّر علمه ومعرفته، إضافةً إلى رغبته في إيصال كل ما توصّل إليه من علومٍ ومعرفة إلى أكبر عددٍ ممكن من تلك الدول.

التقى ابن المجدي بعددٍ كبير من علماء ومؤرخين وأساتذة الدول التي عاصرها وانتقل إليها، كما أنّه كان يأخذ عنهم الكثير من علومهم ومعارفهم؛ الأمر الذي جعل علمه يزداد وفكره وثقافته تتطور، إلى جانب ذلك فقد كان يُقيم الكثير من المُحاضرات والندوات حيث كان يتناول فيها الحديث بشكلٍ خاص عن كل العلوم والمعارف التي توصل إليها.

ومن أشهر العلماء والشيوخ الذين أخذ عنهم ابن المجدي كما أنّه كان قد تلمّذ على أيديهم؛ أبو البقاء الدميري، جمال الدين محمد بن المارديني، سراج الدين البلقيني، إلى جانب ذلك ونظراً لعلم ابن المجدي الواسع وفكره المُتطور تلّمذ على يده الكثير من طلبة العلم والعلماء الذين تأثروا بعلومه ومعرفته بشكلٍ كبير، ومن أشهرهم: أبو زكريا الدمياطي، والمناوي حسن بن علي البدر وغيرهم العديد.

اشتهر ابن المجدي بذكائه وفطنته وحنكته، كما أنّه كان واحداً من أهم وأكبر العلماء في ذلك الزمان، إلى جانب علومه ومعرفته التي لم يتوصّل أحد إلى مكانتها ودرجتها، إضافةً إلى أنّه كان يتمتع بذاكرةٍ قوية ساعدته على حفظ كل الأمور التي كان قد تعرّض لها، هذا وقد أشاد الكثير من الناس والعلماء بعقلية ابن المجدي وتواضعه وكرم أخلاقه.

انجازات ابن مجدي:

  • تمكّن ابن المجدي من ابتكار طريقة حديثة في علم الفلك تُساعده في التعرّف على حالة كوكب ما في وقتٍ وزمانٍ مُحدد.
  • نجح ابن المجدي في معرفة وتحديد الظل الواقع على السطح الموازي للأفق.
  • توصّل ابن المجدي من خلال دراساته وأبحاثه أنّه ومن المُمكن تحديد مدى ارتفاع الشمس في حال قامت باسقاط شعاعها في مكانٍ لا يُمكن الوصول إليه.
  • حقق نجاحاتٍ باهرة في دراسة كل ما يتعلق بالكواكب والقمر، كما أنّه أكد على كل ما جاء في كتاب المارديني وذلك من خلال اعتماده على طريقة النسبة وترتيبها إلى جانب اعتماده على الطرق والأدوات الهندسية.

المراجع

e3arabi.com

التصانيف

علماء ومخترعين عرب   العلوم الاجتماعية   الفلك