إبراهيم (بالعبرية: אַבְרָהָם، بالعبرية المعاصرة أڤراهام بالطبرية أبراهام بالإشكنازي أڤروهوم; بالگعيز: አብርሃም, ʾAbrəham) (سنة 2000-1500 قبل الميلاد؛ ومعناه "أب لجمهور") . ومنهٌ خَرَجَ نسل شعب إسرائيل شعب الله المختار في العهد القديم . إبراهيم هو شخصية بارزة في الديانة اليهودية وبعدها في المسيحية والديانة الإسلامية والعقيدة البهائية. سيرة حياته في سفر التكوين (وللاسلام والبهائيين، في القرآن ايضاً) تُعتقد بانها صحيحة ضمن هذه الاديان الكبرى باثبات كتبهم، ولكن السيرة احياناً اعتبرت كاساطير (بعكس حقيقة) من قبل بعض المؤرخين المعزولين .
تسمى العقائد اليهودية والمسيحية والاسلامية والبهائية بالديانات الابراهيمية لأن اعتقاداتهم كانت متأثرة بدور إبراهيم.
ذٌكرَ في التناخ (الذي يتضمن كتاب التوراة وكتب الانبياء عند اليهود) والقران بأن إبراهيم كان مٌبارك من الله (سفر التكوين اصحاح 17:5) .
في التقليد اليهودي يسمى إبراهيم Avinu أو "أبونا إبراهيم" . وَعَدَ الله إبراهيم بأشياء كثيرة وعظيمة ، حيث وعدةٌ الله بنسل عظيم وان كل الامم سوف تتبارك بهذا النسل (سفر التكوين اصحاح 12:3).
يَعتَبر اليهود والمسيحيين والمسلمين بأن إبراهيم هو ابو شعب إسرائيل من ابنه اسحق الذي قدمه إبراهيم لله كذبيحة بحسب الإعتقاد المسيحي واليهودي (سفر الخروج اصحاح 6:3 و 32:13) .
وفي التأريخ الأسلامي يظهر ان النبي محمد هو من نسل الأبن البكر لإبراهيم الذي هو اسماعيل . يٌعتَقَد في المسيحية بأن إبراهيم هو مثال يحتذى به في الايمان.
في الإسلام تظهر اطاعة إبراهيم لله بتقديمه إبنه اسماعيل حسب العقيدة الإسلامية, ويعتبر ايضاَ من اهم الانبياء الذين ارسلهم الله.
يٌعتَقَد بأن الشخص الذي اوجَدَ العقيدة البهائية هو من نسل إبراهيم من زوجته قطورة.
كان اسم إبراهيم الاصلي هو إبرام (بالعبرية: אַבְרָם و الذي معناه الأب الرفيع) وبعد ذلك سٌميَ اسمه إبراهيم (سفر التكوين 17:5).
إبراهيم في التوراة
تارَح هو أبو ابرام ، جاء من اور بلاد الكلدانيين ، وقد وضح ذلك سنة 1927 من قبَل (سر تشارلز وولي) ، حيث كان هناك مدينة في الجنوب من بلاد ما بين النهرين تحت الحكم الكلداني . مع ذلك أقَرَ جوسيفس "احد الدارسين اليهود", والدارسين من اليهود مثل موسى بن ميمون بن عبد الله القرطبي بأن اور الكلدانية هي في الشمال من بلاد ما بين النهرين " الان تقع جنوب شرق تركيا مٌعَرَفة مع ارارات و الروها).
وهذا يتفق مع التقليد حيث ان ابرام قد وٌلدَ في الروها او قرب اوركيش ( وهي مناطق ضمن اور الكلدانية) . يطلق اسم الكلدانيين على الناس الذين عبدوا الالهة .هاجر ابرام إلى حاران التي هي الان مدينة قريبة إلى تركيا . وبعد مدة قليلة من بقاء ابرام هناك ، هاجر بعدها مع ساراي و ابن اخيه لوط والذين يتبعونه إلى ارض كنعان. هناك مدينتين يمكن التعرف على الكتاب المقدس اور ، ولا من حاران الآن : عورة ، وكلاهما شمال اور كما ذكر في الاقراص في أوغاريت ، نوزي. هذه يمكن الرجوع إلى أور وعورة ووراو (انظر بار يناير 2000 ، الصفحه 16).
هذه اسماء اجداد ابرام : رعو ، سروج ، ناحور وابوه تارَح. وهناك مناطق في اور تحمل نفس هذه الاسماء (في قاموس هاربر الكتاب المقدس ، الصفحه 373).
الله يدعو ابرام بالذهاب إلى "الارض التي اريها لك" ووعده الله بأن يباركه ويجعل له امة عظيمة ( مع العلم بأنه حتى الآن كان ابرام بدون اطفال) .
وثق ابرام بوعد الله له ، فرحل إلى شكيم وعند الشجرة المقدسة ( اقرأ سفر التكوين 25:4 و سفر يشوع 24:26 و سفر القضاة 9:6) أٌعطيَ العهد بأ رض له ولذريته. فَبَنَى أَبْرَامُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ. وَانْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيلٍ حَيْثُ نَصَبَ خِيَامَهُ مَا بَيْنَ بَيْتِ إِيلٍ غَرْباً وَعَايَ شَرْقاً وَشَيَّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِهِ. ثُمَّ تَابَعَ أَبْرَامُ ارْتِحَالَهُ نَحْوَ الْجَنُوب ( سفر التكوين 9-12:1) .
وبعد فترة من بقائهم هناك ، َنَشَبَ نِزَاعٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ يُقِيمُونَ فِي الأَرْضِ . فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ بأنهم يجب ان يفترقوا وأعطى للوط اختيار ارضه أولاً ، ففضَلَ السُّهُولَ الْمُحِيطَةَ بِنَهْرِ الأُرْدُنِّ وَإِذَا بِهَا رَيَّانَةٌ كُلُّهَا، وبعد ان استلم ابرام وعد اخر من يهوة ، نصب خِيَامَهُ فِي سَهْلِ مَمْرَا فِي حَبْرُونَ وَهُنَاكَ شَيَّدَ لِلرَّبِّ مَذْبَحاً . لاحقاَ في تأريخ لوط نرى دمار مدينتي سدوم وعمورة . في سفر التكوين اصحاح 18 نرى ان ابرام يتوسل إلى الله بأن لايدمر سدوم " المدينة التي كان ابن اخوه لوط يعيش فيها" ، فوافق الله على عدم تدمير المدينة اذا وَجَدَ 50 شخص صالح أو 45 أو 30 أو 20 أو حتى 10 .
وبعد حصول مجاعة في البلاد التي كان ابرام فيها ، قرر الذهاب إلى مصر( سفر التكوين 26:11, 41:57 ،( 42:1. كان ابرام قلق على ساراي من المصريين لجمالها ، لذلك ادعى بأنها اخته لكي يحافظ على سلامتهما. ولكن بأدعاء ابرام هذا لم يخلصهم من الفرعون ، حيث استدعى الفرعون ساراي إلى بيته و اغدق ابرام بالعجول والخدم . ولكن يهوة بلى بيت فرعون ببلاء عظيم فغادر ابرام وساراي ارض مصر. هناك قصتان متشابهتان في الكتاب المقدس بخصوص اعتبار الزوجة كأخت حيث نقرأ في سفر التكوين اصحاح 20 و 21 و 26 ، لكن المرة الثانية قام بها اسحق وليس ابرام. ولازالت ساراي عاقر ، ووعد الله لابرام بأعطائه ارض الميعاد لنسله لم يتحقق بعد.
كان الوريث الوحيد لابرام هو خادمه أليعازر الدمشقي )حيث كان ابرام يثق به أكثر من سائر خدامه، ولعله كان مدير شؤون العائلة وحسب العادة، التي كانت جارية، لو مات أبرام بدون أن يكون له ابن، فسيصبح أكبر خدامه وارثا له. ومع أن أبرام كان يحب خادمه، إلا أن الله وعده بأن سيكون له ابن من صلبه لحفظ سلسلة العائلة) (سفر التكوين اصحاح 15:2).وان مقولة الله التي تثبت مصداقية عهدَهٌ هي مقولة مقدسة ( سفر التكوين اصحاح 15).
وقامت ساراي بحسب العادة بأعطاء ابرام جاريتها المصرية كزوجة لهٌ ( سفر التكوين 16:3) ،ثم رأت ساراي ان في بيتها طفل وهي مازالت عاقر ، فعاملت هاجر بقسوة واجبرتها على الهرب (سفر التكوين 14-16:1) ، اقرأ ( قصة حنة في سفر صموئيل الاول 1:6) .
قد وعد الله هاجر بأن سيكثر نسلها و بأنها يجب ان تعود إلى بيت ابرام. كان اسماعيل "ابن هاجر" هو الابن الاكبر لابرام ،ولكنه لم يكن الابن الذي وعده الله به . عاهد الله ابرام بعد ولادة اسماعيل (سفر التكوين اصحاح 16 و 17) ، وبعدها أٌبعدت هاجر واسماعيل بصورة دائمة من إبراهيم عن طريق سارة ( سفر التكوين اصحاح 21).
وقد تبدل اسم ابرام إلى إبراهيم وساراي إلى سارة في نفس الوقت كعهد ( سفر التكوين اصحاح 17) ، وهذان الاسمان مستخدمان إلى الان عند اليهود والمسيحيين والاسلام.
لم يعد الله إبراهيم بنسل كبير وحسب بل ويكون نسله من سارة بالتحديد وتكون الارض التي هو فيها لنسله. قد تم تحقيق وعد الله عن طريق ولادة اسحق ، وايضا وعد الله بان سيكون لاسماعيل امة عظيمة . كان عهد الختان- الذي هو مٌختلف عن العهد الاول – مكون من وجهين ومشروط: فأذا التزم إبراهيم و نسله بالعهد ، فأن يهوة سيعطيهم الارض الموعود بها.
ان وعد الله لإبراهيم بأن يعطيه ولد من سارة قد جعلها "تضحك" ، وبذلك اصبح هذا هو اسم الولد الموعود به " اسحق" ، لان سارة ضحكت بسبب عمرها الكبير جداً عندما ظهر الله لإبراهيم عند بلوطات ممرا ( سفر التكوين اصحاح 15-18:1) . عندما وٌلدَ الطفل وَقَالَتْ سَارَةُ "لَقَدْ أَضْحَكَنِي الرَّبُّ. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ هَذَا الأَمْرَ يَضْحَكُ مَعِي" ( سفر التكوين اصحاح 21:6).
وبعد وقت من ولادة اسحق ، طلب الله من إبراهيم بأن يقدم ابنه كضحية في ارض المٌريا . وقد عجل إبراهيم بطاعة امر الله وبعدها ظهر له ملاك من الرب و منعه من تقديم لبنه كضحية واعطاه بدله كبشاَ وجده في مكان المحرقة. وكافا الله إبراهيم بسبب طاعته بوعده بتكثير نسله (سفر التكون اصحاح 22) ثم رجع إبراهيم إلى بئر سبع.
ويٌعد امتحان إبراهيم بتقديم ابنه كضحية هو من اكثر المقاطع صعوبة وتحدي في الكتاب المقدس. نسبة إلى جوسيفس بأن كان اسحق ابن الخامسة والعشرين سنة عند وقت التضحية ، اما تلمودك ساجيس يقترح ان عٌمرَ اسحق كان 37 انذاك . في كلتا الحالتين اسحق هو رجل ناضج يستطيع مقاومة أبيه الكبير بالسن (حيث كان ابراهيم اما 125 أو 137 سنة) من ان يربطه. وبعدها يبدأ التركيز بالشرح على ابن ابراهيم الوحيد اسحق (سفر التكوين اصحاح 22:2 و 22:12). بذلك اعطى ابراهيم كل مالديه وقد صرف بقية ابناءه إلى خارج ارض كنعان بعيداً عن اسحق ، لذلك لم يكن لهم علاقة وطيدة مع اسحق ( سفر التكوين اصحاح 6-25:1). ماتت سارة وهي طاعنة بالسن وقد دٌفنت في مغارة المكفيلة في قرية حبرون التي اشتراها ابراهيم من عفرون الحثي (سفر التكوين اصحاح 23) ، وهنا دٌفن ابراهيم ايضاً. بعد عدة قرون اصبحهذا المكان مكان للحج و قد بنى المسلمون مسجداً هناك. يعتبر ابراهيم ابو الشعب اليهودي، كبطريركهم الاول، وهو ابو اسحق ابو يعقوب ، اصل القبائل الاثني عشر. من اجل ان يصبح ابراهيم ابو الشعب، اختبره الله بعشرة اختبارات، الاعظم هو تضحية ابنه اسحق. الله وعد ارض إسرائيل لاولاد ابراهيم، وهذا الادعاء الاول لليهود بحقهم في إسرائيل. اليهودية تضع صفة لكل بطريرك. صفة ابراهيم كانت العطف . ولذلك، اليهودية تعتبر العطف كأنه صفة يهودية متوارثة.
اعتماداً على المؤرخ اليهودي في القرن الاول فلافيوس جوسيفس في كتابه ذو الاحدى والعشرين جزء "انتيكات اليهود" ، قال: " نيقولاس من دمشق، في كتابه الرابع للتاريخ، قال هذا : <ابراهيم حكم دمشق، كاجنبي، الذي جاء بجيش من الاراضي فوق بابل، التي تسمى باراضي الكلدانيين> و لكن بعد وقت طويل ، قام بازالته ،من الحكم ومن تلك هناك ، فذهب إلى الارض التي اصبح اسمها ارض كنعان ،و الآن ارض اليهودية.... الآن اسم ابراهيم ما يزال مشهورا في اراضي دمشق؛ وايضاً هناك قرية سميت على اسمه، مسكن ابراهيم" . هو مصدر مهم للدراسات المهتمة بيهودية ما بعد المعبد.
المراجع
موسوعة المعرفة
التصانيف
الأبحاث