بروكسل Bruxelles

 (بالفلمنكية Brussel) عاصمة بلجيكة[ر] وكبرى مدنها، تقع في وسط البلاد على نهر سين Senne، وهي غنية بالحدائق الجميلة والأبنية الفخمة، وتعدُّ مع ضواحيها أكبر منطقة حضرية في بلجيكة.

ويحتمل أن يكون اسم مدينة بروكسل مشتقاً من لفظ بروكزيل Broekzelle الهولندية وتعني قرية السبخة، وتطورت هذه القرية في سبخات ومستنقعات وادي سين قبل القرن السابع الميلادي، ثم ازدهرت على أيدي التجار والحرفيين في القرن الثاني عشر حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.

تقع بروكسل عند التقاء خط الطول 50درجة و50دقيقة شمالاً مع خط العرض 4درجات و21دقيقة شرقاً في وسط هو أغنى أراضي بلجيكة الزراعية.

يسود بروكسل مناخ بحري، ويبلغ الهطل السنوي فيها نحو 1250مم. شتاؤها بارد، ويغلب عليه تساقط الثلوج، وتحيط بها مساحات واسعة من الغابات والمروج الخضراء.

بلغ عدد سكان بروكسل 1056000 نسمة عام 1998، يعمل نحو نصف العاملين منهم في مجال الصناعة والباقي في الوظائف الإدارية والتجارية. تستعمل في بروكسل اللغتان الفرنسية والفلمنكية، ويتكلم 80% من سكانها اللغة الفرنسية بلهجة خاصة تعرف بالوالونيةWaloon. ويدين نحو نصف سكان بلجيكة بالمسيحية الكاثوليكية، ويعيش أكثرهم في دائرة مركزها بروكسل. تعج بروكسل بالأنشطة الاقتصادية والسياسية الدولية، وهي مقر لعدد من المنظمات العالمية مثل منظمة حلف شمال الأطلسي NATO، والاتحاد الأوربي European Union.

وتتركز حول المدينة صناعات مختلفة مثل المطاحن ومعامل السكر وحفظ الأغذية والألبان المجففة، وتربى في ريفها الأبقار وتنتشر فيه بساتين الورود والنباتات المعدة للتصدير.

تعد بروكسل عقدة مواصلات طرق وسكك حديدية وقنوات ملاحة نهرية مهمة تربطها بأنهار وقنوات وموانئ في شمال غربي أوربة ومناطقها الصناعية. وفيها جامعتان، يدرس باللغة الفرنسية في واحدة منهما، والأخرى بالفلمنكية، وفيها المدرسة الملكية العسكرية التي تأسست عام 1834. وفيها أكاديمية للأدب وثانية للفنون.

تضم بروكسل بين جوانبها كثيراً من روائع البناء، ونفائس التحف من لوحات وتماثيل وسجاد. من أبنيتها الشهيرة برج دار البلدية في الميدان الرئيسي ومتحف التاريخ إضافة إلى القصور والحدائق الملكية القديمة، وقصور الأمراء القوطية الطراز والكنائس والفنادق الحديثة، وفيها بيوت الفن المعاصر والمتاحف الملكية للفنون الجميلة، وفيها الكثير من الأعمال الخالدة لكبار فناني المدرسة الفلمنكية، وفيها آثار وتحف ثمينة، وأعمال عاجية وزجاجية ونسيجية نقلت إليها من بلاد الشرق الأقصى ومنإفريقية. أما المكتبة الملكية (مكتبة بورغونية القديمة) ففيها أقدم الكتب والوثائق والأختام والعملات والأوسمة. وفي الجانب الغربي من المدينة، وهو الجزء التجاري والصناعي فيها، توجد اليوم دار البلدية وسوق الأوراق المالية والبورصة والمحطات والمسارح والملاهي والشوارع التجارية والصناعات المختلفة. ويضم الجانب الشرقي منها المساكن الباذخة للأمراء وللأغنياء وقصر العدل والمتاحف الكبرى ودور الوزارات والمكاتب التجارية العصرية الفخمة.

صارت بروكسل منذ القرن الحادي عشر منطقة إدارية وموقعاً إدارياً وتجارياً مهماً. وحين اتخذ بعض الأمراء من كودنبرغ Coudenberg، وهي اليوم الميدان الملكي في المدينة، مقراً لهم تسارع ازدهار المدينة، ولاسيما بعد أن أحيطت بسور، وصارت محطة تجارية على طريق بروغ ـ كولون Bruges-Cologne الذي افتتح عام 1150.

وفي مطلع القرن الثالث عشر صارت مدينة كبيرة، فاقتضت الزيادة الكبيرة لسكانها بناء سور جديد أنجز بين العامين 1357-1379 وهو السور الراهن.

وقد كانلبروكسل منذ القرن الرابع عشر، أثر مهم في الحياة الدينية، إذ كانت أحد مواطن انتشار حركات الإصلاح الديني في أوربة. وفي القرن الخامس عشر صارت بروكسل العاصمة الفعلية للأراضي المنخفضة. وصارت في القرن السادس عشر مركز امبراطورية شارلكان (شارل الخامس) ومقراً لبلاط مرغريت النمسوية ومن بعدها مرغريت دوبارم. وقام فيليب الثاني الذي خلف شارل الخامس بشق قناة بروكسل ـ إيسكوت.

عانت بروكسل أعمال النهب والتدمير في عهد الفرنسي لويس الرابع عشر من المارشال فيليروا Villeroi عام 1695. وفي عام 1789 ثار سكان بروكسل على الفرنسيين وأعلنوا الاستقلال غير أنها خضعت نهائياً للاحتلال الفرنسي عام 1793.

وفي تموز 1831 صارت بروكسل عاصمة للمملكة البلجيكية المستقلة التي اعتلى عرشها الملك ليوبولد الأول. وعلى الرغم من الاحتلال الألماني للمدينة في الحربين العالميتين، عادت اليوم لتكون واحدة من عواصم أوربة الاقتصادية المهمة.


المراجع

arab-ency.com.sy

التصانيف

عواصم  الجغرافيا   عواصم أوروبا   مدن