لما بدأ النبي محمد دعوته في مكة، لقي مالقي من التأييد و الايذاء والسخرية واستطاع النبي تحويل الجزيرة من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وكان اكبر مصلح اجتماعي عرفه التاريخ وكان القائد الأكثر نجاحا وكان العابد الاكثر خضوعا لربه، وقد ذكر ذلك غير المسلمين من المؤرخين وغيرهم عبر التاريخ.
في بداية الدعوة
أكثم بن صيفي التميمي
أكثم بن صيفي روي عن ابن عمير قال: بلغ أكثم بن صيفي التميمي مَخْرج رسول الله فأراد أن يأتيه فأبى قومه أن يَدَعوه، فقال: مَنْ يبلِّغه عني ويبلغني عنه؟ فانتدب رجلان فأتيا النبي محمد فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي، وهو يسألك، مَنْ أنت، وما أنت، وبم جئت؟
فقال النبي محمد: «أنَا محَمَّدُ بنُ عَبْدِالله، وأَنَا عَبْدُ الله وَرَسُولُه» ثم تلا عليهما {إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإْحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (النحل: 90) الآية. فقالا: ردَّ علينا هذا القول. فرده عليهم حتى حفظوه.
وأتيا أكثم فقالا: سألناه عن نسبه، فوجدناه واسط النسب في مضر، وقد رمى إلينا كلمات. فلما سمعهن أكثم
قال: يا قوم، أراه يأمر بمكارمِ الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فكونوا في الأمر رؤوساً، ولا تكونوا أذناباً، وكونوا فيه أولاً، ولا تكونوا آخراً. فلم يلبث أن حضرته الوفاة.
الطفيل بن عمرو الدوسي
كان الطُّفَيل بن عمرو الدَّوْسي يحدِّث: أنه قدم مكة ورسولُ الله بها، فمشى إليه رجال من قريش، وكان الطفيل رجلاً شريفاً شاعراً لبيباً، فقالوا له: يا طُفَيل، إنك قدِمْت بلادَنا وهذا الرجل الذي بين أَظْهُرنا قد أَعْضَلَ بنا، وفَرَّق جماعتنا، وإنما قوله كالسِّحر، يفرق بين الرجل وبين أبيه، وبين الرجل وبين أخيه، وبين الرجل وزوجته، وإنما نَخْشَى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلِّمه ولا تسمع منه. قال: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعتُ على ألاّ أسمع منه شيئاً ولا أكلِّمه، حتى حشوتُ أُذنيّ حين غَدوت إلى المسجد كُرْسُفاً، فَرَقاً من أن يَبْلغني شيء من قوله، وأنا لا أريد أن أسمعه.
قال: فغدوتُ إلى المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يصلِّي عند الكعبة. قال: فقمت قريباً منه، فأبَى الله إلا أن يُسْمعني بعضَ قوله. قال: فسمعت كلاماً حَسَناً، فقلت في نفسي: واثُكْل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر ما يَخْفَى عليَّ الحَسَنُ من القبيح، فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول، فإن كان الذي يأتي به حسناً قَبِلْتُهُ، وإن كان قبيحاً تركته. قال: فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته، فاتبعته حتى دخلت عليه، فقلت: يا محمد، إن قومك قالوا لي كذا وكذا. للذي قالوا، فوالله ما برحوا يخوِّفونني أمرَك حتى سَدَدْتُ أذني بكُرْسُف لئلا أسمع قولَك، ثم أبَى الله إلا أن يُسْمعنيه، فسمعتُ قولاً حسناً، فأعرض عليَّ أمرَك. قال: فعرض عليَّ الإِسلام، وتلا عليَّ القرآن، فوالله ما سمعت قولاً قط أحسنَ ولا أمراً أعدلَ منه.
مايكل هارت
هو عالم الفلك والرياضيات والمؤرخ الذي وضع كتاب الخالدون المأئة وفيه قام بالبحث في التاريخ عن الرجال الذين كان لهم أعظم تأثير على البشر وقد ذكر لنا في هذا الكتاب أكثر مائة رجل تأثيراً على البشرية وذكر منهم : آزوس – أرسطو – بوذا – كونفوشيوس – هتلر- أفلاطون – زرادشت- وغيرهم، وأعتمد في تقييمه على درجة التأثير، ويصفهم بترتيب تفوقهم في هذا التأثير من رقم واحد وحتى رقم مائة، و وضع النبي محمد في المرتبة الأولى و وضع المسيح عيسى في المرتبة الثالثة و موسى في المرتبة الأربعين، ويقول مايكل هارت معللا:
إن اختياري لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ليأتي في المرتبة الأولى من قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض ولكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً على كل من المستوى الديني والدنيوي الخالدون المائة ص 33، مايكل هارت
مجلة التايم
قامت مجلة التايم في 15 يوليو 1974 في مقال بعنوان (Who Were History’s Great Leaders) ووضعت أراء متعددة ومنها:
وليام مكنيل William Mcneill مؤرخ أمريكي بجامعة شيكاغو يقول في المقال الذي نشرته مجلة التايم :
«ولو أنك قست الزعامة بمدى تأثيرها فإنك يجب أن تذكر المسيح وبوذا ومحمد وكونفشيوس على أنهم أنبياء العالم العظماء .»
جولز ماسيرمان Jules Masserman محلل نفسي أمريكي وأستاذ في جامعة شيكاغو ووضع ثلاثة شروط لاختياره وهي :
1.يجب أن يتوفر في القائد التكوين السليم للقيادة.
2. يجب على القائد أن يوفر لشعبه مجموعة واحدة من المعتقدات.
3. يجب أن يوفر القائد أو من يكون قائدا نظام اجتماعي يشعر فيه الناس نسبياً بالأمن والطمأنينة.
وبعد أن يقوم بالتحليل والتمحيص لأكثر م شخصية: لويس باستير – غاندي – كونفوشيوس – الإسكندر الأكبر – قيصر – هتلر – بوذا – المسيح – إلى آخر الباقين حتى وصل أخيراً إلى النتيجة التالية :
«لعل أعظم قائد كان على مر العصور هو محمد الذي جمع الأعمال الثلاثة وقد فعل موسى نفس الشيء بدرجة أقل»
البروفيسور ك .س راماكرشنا راو
ذكر في كتابه محمد رسول الإسلام، ويستشهد بقول لهتلر في كتابه " نادراً ما يكون رجل النظريات العظيمة قائداً عظيماً ولكن الداعية المؤثر هو أكثر احتمالاً لأن يملك هذه المتطلبات والمؤهلات ولذلك فهو دائماً ما يكون قائداً عظيماً لأن القيادة أو الزعامة تعني القدرة على تحريك الجماهير البشرية . الموهبة في تصدير الأفكار لا تشترك في شيء مع القدرة على الزعامة " ويستنتج التالي :
«في شخص رسول الإسلام رأى العالم أندر ظاهرة على وجه الأرض متمثلة في إنسان من لحم ودم»
توماس كارلايل
توماس كارلايل مؤلف كتاب الأبطال وعبادة البطل والبطولات في التاريخ لندن 1959،وقد كان في زمن شديد العداء للدين الإسلامي والنبي محمد وقد رد على العالم الهولندي هوجو جروتيوس ( Hugo Grotius ) والذي كان قد كتب مقالة حاقدة وبذيئة عن نبي الإسلام، اتهم النبي بأنه كان يقوم بتدريب الحمام على التقاط الحبوب من أذنيه حتى يستطيع بهذه الحيلة أن يوهم الناس أن روح القدس ( جبريل عليه السلام ) قد جاءه على شكل حمامة ليوحي إليه برسالة الله والتي دونها بعد ذلك في كتابه المقدس المسمى بالقرآن، والرد على الكثير من الاتهامات للنبي محمد وأكد فيها على النقاط التالية :
1.إن إخلاص الرجل العظيم هو أمر لا يمكنه التحدث عنه ومع ذلك فإنني أعتقد أنه كان مدركا لمعنى عدم الإخلاص والصدق.
2. الروح العظيمة الصافية
3. أمانته : ويذكر الكاتب قصته مع السيدة خديجة:
إنها لمودة غير محدودة ... فلم ينس أبداً زوجته السيدة خديجة فقد حدث بعد ذلك أن السيدة عائشة زوجته الصغيرة المفضلة وهي المرأة المميزة بين المسلمين في جميع صفاتها وأساليب حياتها الطويلة مع الرسول صلى الله عليه وسلم حدث أن سألته هذه السيدة الشابة الذكية ألست أفضل من خديجة الأرملة العجوز ؟ هل تحبني أكثر مما كنت تحبها ؟ ويجيبها الرسول الكريم لا والله ! لا والله فقد آمنت بي حين كذبني الناس وإذا كان لي صديق واحد في هذه الدنيا كلها فقد كانت هي هذا الصديق كتاب الأبطال صفحة 76
1. رجل الصدق والأمانة
2. ليس رجلاً معسول اللسان
3. تهمة الخداع : 1. لا يتستطيع رجل مخادع أن يأسس ديانة.
2. لماذا يدعي رجل في الاربعين النبوة
3. الطموح : ويقول في رده :
هل كان يطمح في أن يكون شيخ مكة وجزيرة العرب وفي يده قطعة خشب مذهبة ؟ . هل في هذا خلاص البشر وإنقاذهم ؟ لا أعتقد ذلك .. إننا يجب علينا أن نتخلى كلية عن هذه النظرية أو الرأي القائل بأن محمداً كان مدعي النبوة باعتبارها غير جديرة بالتصديق وغير محتملة أيضاً وتستحق في المقام الأول أن ننبذها الكتاب ص 72
1. تهمة حد السيف:
السيف بالفعل : لكن من أين ستأتي بسيفك !! كل فكرة جديدة في بدايتها تكون تماماً " قاصرة على واحد " في عقل رجل واحد وحده .. وهناك تكمن لأنه حتى تلك اللحظة يكون هناك رجل واحد في العالم كله يصدقها . إنه رجل واحد في مقابل الجميع . أن يأخذ سيفاً ويحاول أن ينشر به هذه الفكرة ، لن يجدي إلا قليلاً . يجب أولاً أن تدافع عن نفسك بسيفك وعامة سينتشر الشيء بنفسه بعد ذلك إذا كان يستطيع . ونحن لا نجد أن الدين المسيحي أيضاً دائماً يترفع عن استعمال السيف عندما حظى به يوماً . وعندما حوَّل " شارلمان " الساكسونيين إلى المسيحية فإن ذلك لم يكن بالوعظ. الابطال وعبادة الأبطال ص 80
لامارتين
قال الشاعر الفرنسي لامارتين محمد (صلى الله عليه وسلم):
أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية ، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود.
أي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد ، وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ ، لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق.
كما كتب الشاعر الفرنسي لامارتين في كتاب كتاب تاريخ الأتراك ووضع ثلاث مقاييس موضوعية للقائد العظيم :
1. عظمة الغاية (Greatness Of Purpose)
2.قلة الوسائل Smallness of Means
3.نتائج رائعة Outstanding Results
ويستنتج بعده التالي :
" فيلسوف – خطيب – رسول – مشرع – محارب – هادم الأفكار الباطلة – مُحيي المعتقدات العقلانية وعبادة بلا أصنام ولا صور – مؤسس 20 إمبراطورية دنيوية وإمبراطورية واحدة روحية ذلك هو محمد . والنظر إلى كل المقاييس التي يمكن أن تقاس بها عظمة البشر يحق لنا أن نسأل هل يوجد أي إنسان أعظم منه ؟ " لامارتين ( تاريخ الأتراك ) باريس سنة 1854
تولستوي
يقول الشاعر الروسي تولستوي :
إن النبي محمداً من عظام الرجال المصلحين ويكفيه فخراً أن هدى أمة برمتها إلى الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام.
غوته
الشاعر الالماني غوته :
إذا كان ذلك هو الإسلام، فكلنا إذا مسلمون، نعم كل من كان فاضلاً شريف الخلق فهو مسلم، إلا أن دين محمد، صلى الله عليه وسلم، كله إخلاص ودين اجتماع وأخلاق ورعاية لبني الإنسان.
إن التشريع في الغرب ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية ، وإننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد.
القس ميشون
يذكر القس ميشون الالماني :
إنه لمن المحزن أن يتلقى المسيحيون عن المسلمين روح التعامل وفضائل حسن المعاملة، وهما أقدس قواعد الرحمة والإحسان عند الشعوب والأمم، كل ذلك بفضل تعاليم نبيهم محمد (صلى الله عليه وسلم). سياحة دينية في الشرق، ص 31
بولس سلامة
يقول بولس سلامة
مسيحي ينحني أمام عظمة رجل يهتف باسمه مئات الملايين من الناس في مشارق الأرض ومغاربها خمس مرات كل يوم، رجل ليس من مواليد حواء أعظم منه قدراً وأخلد ذكراً وأبعد أثراً، رجل أطل من غياهب الجاهلية فأطلت معه دنيا أظلها بلواء مجيد، كتب عليه بأحرف من نور، لا إله إلا الله، الله أكبر. من ترى ذلـك الصبـي الـذي إن ... ذر دمعاً فالجـو في إعـطـاء
مبسـم مـن لآلـئ الفجـر أنقـى ... وجبيـن كـالنجـمـة الغـراء
هـلّ يـوم في صفحة الدهـر فـذ ... طيـب الفـوح رافـل بالبهـاء
حُسـب الرمـل ذلك اليـومَ تبـرا ... يُنبت الحلـم في عيـون الرائي
فسهـول الحجـاز بحـرُ نُضـا ر ... من نثيـر السبا ئـك الصفـراء
ضحـك السَّبْسَبُ الخلـي وشَقَّـْت ... أنمـلُ الورد صفـحةَ الدهنـاء
ذاك عـرس الدنـيـا ولا غرو إن ... بثت صلاها ونمنمت في الكساء
رحبـت بالـوليـد جـاء يتـيمـاً ... فهو والفقـرَ تـوأم فـي رداء
يا فقيـراً ودونـه الشمـسُ عِـزاًّ ... سوف تعلـو مناكبَ الجـوزاء
أقوال أخرى
كان محمد الرأفة والطيبة بعينيها والذين من حوله كانوا يشعرون بتأثيره ولم ينسوه أبداً ديوان شاندشارمة . باحث هندوسي ، وذلك في كتابه رسل الشرق إنني أشك أن أي إنسان لا يتغير رغم التغيرات الكبيرة في ظروفه الخارجية ، كما لم يتغير محمد ، لكي يلائم ويوافق هذه التغيرات. ر . ف . ك بودلي في " جريدة الرسول. لقد درست الرجل الرائع وفي رأيي أنه يجب أن يدعى منقذ البشرية فهو بعيد كل البعد من أن يدعى ضد المسيحجورج برنارد شو في ( الإسلام الصادق. من حسن الحظ إنه لأمر فريد على الإطلاق في التاريخ إن محمد مؤسس لثلاثة أشياء : الأمة والإمبراطورية والدينر . بوزوورث – سميث في كتاب محمد والمحمدية لقد كان محمد الأكثر توفيقاً من بين جميع الشخصيات الدينيةدائرة المعارف البريطانية الطبعة 11. إن عقيدة محمد خالية من شبهة الغموض ، والقرآن دليل رائع على وحدانية الله جيبون في كتابه صعود وسقوط الامبراطورية الرومانية. الشرق شرق والغرب غرب لن يلتقي الاثنين أبداً . إن كل الذين لم يعمهم التحيز سوف يلتقون في الدفاع عن محمد ( صلى الله عليه وسلم)روديارد كيبلينج. إن التقارير التي وصف فيها محمداً والإسلام المنشورة في أوروبا قبل بداية القرن التاسع عشر يجب اعتبارها الآن مجـرد فضول أدبي أو استثناءات أدبيـة ( Literary curiosities ) الأستاذ بيفان ( Prof. Bevan ) في كتاب " كمبردج لتاريخ العصور الوسطى. للحصول على مزيد من الأقوال في حقه "صلى الله عليه واله", انظر:
مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية
مقالات أخرى
رسوم كاركتورية مسيئة للنبي محمد في صحيفة يولاندس بوستن الدانماركية
تاريخ الإساءة إلى شخصية الرسول محمد
مواقع خارجية
الرسول في عيونهم (إسلام أون لاين)
{{ثبت المراجع}}
==المصادر والمراجع==
المراجع
موسوعة المعرفة
التصانيف
الأبحاث