آداب المشي إلى الصلاة والمساجد
1 - الدعاء عند الذَّهاب إلى المسجد:
روى مسلم عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ فتسوَّك وتوضأ، وهو يقول: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]، فقرأ هؤلاءِ الآيات حتى ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين، فأطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات، ست ركعات، كل ذلك يستاك ويتوضَّأ، ويقرأ هؤلاء الآيات، ثم أوتر بثلاثٍ، فأذَّن المؤذِّن، فخرج إلى الصلاة وهو يقول: ((اللهم اجعَل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعَل مِن خلفي نورًا، ومِن أمامي نورًا، واجعل مِن فوقي نورًا، ومِن تحتي نورًا، اللهم أعطِني نورًا))[1].
2 - المشي إلى المسجد بسكينة ووقار:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا أُقِيمَت الصلاة فلا تأتوها تسعَوْن، وأتوها تَمْشُون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا))[2]. وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة، وعليكم بالسكينة والوقار ولا تُسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا))[3].
3 - عدم تشبيك الأصابع:
روى الدارِمي - بسند حسن - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن توضأ ثم خرج يريد الصلاة، فهو في صلاة حتى يرجع إلى بيته، فلا تقولوا هكذا))؛ يعني: يُشبِّك بين أصابعه[4].
4 - عدم دخول المسجد برائحة الثُّوم والبصل:ففي الصحيحين عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أكل ثُومًا أو بصلًا، فليعتَزِلْنا، أو ليعتزل مسجدنا وليقعُدْ في بيته))[5]. والسبب في ذلك أن الملائكة تتأذى من رائحتها، روى مسلم أيضًا عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أكل البصل والثُّوم والكُرَّاث، فلا يقرَبنَّ مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم))[6].
5 - الدعاء عند دخول المسجد:روى مسلم عن أبي حُميد - أو عن أبي أُسيد - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أحدُكم المسجدَ، فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج، فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك))[7]. وفي رواية لأبي داود - بسند حسن -: ((إذا دخل أحدُكم المسجدَ، فليُسلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقُل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج، فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك))[8]. روى ابن ماجه - بسند حسن - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أحدُكم المسجد، فليسلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج، فليُسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل: اللهم اعصِمْني من الشيطان الرجيم))[9]. وفي رواية ابن خزيمة وابن حبان: ((وليقل: اللهم أَجِرْني من الشيطان الرجيم))[10]. دعاء آخر:روى أبو داود - بسند حسن - عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد، قال: ((أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم))، قال: ((فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حُفِظ مني سائر اليوم))[11].
6 - تقديم الرجل اليمنى عند الدخول واليسرى عند الخروج:روى الحاكم - وصححه، ووافقه الذهبي - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان يقول: "مِن السُّنة إذا دخلت المسجدَ أن تبدأ برِجلك اليمنى، وإذا خرجتَ أن تبدأ برِجلك اليُسرى"[12].
7 - صلاة ركعتي تحية المسجد قبل الجلوس:ففي الصحيحين عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أحدكم المسجد، فليركع ركعتين قبل أن يجلس))[13]. حتى لو كان الإمام على المنبر: ففي الصحيحين أيضًا عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: جاء رجلٌ والنبي صلى الله عليه وسلم يخطبُ الناس يوم الجمعة، فقال: ((أصليتَ يا فلان؟))، قال: لا، قال: ((قُمْ فاركع ركعتين))[14]. وروى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: جاء سليكٌ الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس، فقال له: ((يا سُليك، قُمْ فاركَع ركعتين وتجوَّز فيهما))، ثم قال: ((إذا جاء أحدُكم يوم الجمعة والإمام يخطب، فليركَع ركعتين وليتجوَّز فيهما))[15].
8 - التبكير إلى الصلاة والصف الأول:ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو يعلمُ الناسُ ما في النداء[16] والصفِّ الأول[17]، ثم لم يجدوا[18] إلا أن يستَهِموا عليه[19] لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجيرِ[20] لاستبقوا إليه[21]، ولو يعلمون ما في العَتَمة[22] والصبحِ لأتَوْهما ولو حَبْوًا[23])[24]. وعند النسائي - بسند حسن - عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن الله وملائكته يُصلُّون على الصف المقدَّم، والمؤذن يُغفَر له بمدِّ صوته، ويصدقه مَن سمِعه مِن رطب ويابس، وله مثل أجر مَن صلى معه))[25].
9 - تقديم الحفَّاظ والفقهاء إلى الصف الأول خلف الإمام:ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليَلِيني[26] منكم أولو الأحلام[27] والنُّهَى[28] ثم الذين يلونهم[29] - ثلاثًا - وإياكم وهَيْشات الأسواق[30])[31].
10 - تسوية الصفوف:ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: أُقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقال: ((أقيموا صفوفكم وتراصُّوا[32]؛ فإني أراكم من وراء ظهري))[33]. وفي رواية لهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سوُّوا صفوفكم؛ فإن تسوية الصف مِن تمام الصلاة))[34]. وروى الإمام أحمد - بسند حسن - عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقيموا الصفوف؛ فإنما تصفُّون بصفوف الملائكة، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخَلَل، ولينوا في أيدي إخوانكم، ولا تذروا فُرُجاتٍ للشيطان، ومَن وصل صفًّا وصله الله تبارك وتعالى، ومَن قطع صفًّا قطعه الله))[35]. روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((أقيموا صفوفكم، فإني أراكم مِن وراء ظهري))، وكان أحدنا يُلزِق مَنكِبه بمَنْكِب صاحبه وقَدَمه بقدمه[36].
11 - عدم الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر:ففي صحيح مسلم عن أبي الشعثاء المحاربي، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه ورأى رجلًا يجتاز المسجد خارجًا بعد الأذان، فقال: أما هذا، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم[37].
12 - عدم المرور بين يدي المصلي:ففي الصحيحين عن أبي جُهيم رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو يعلم المارُّ بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمرَّ بين يديه))[38].
13 - عدم نشدان الضالة في المسجد:روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سمِع رجلًا ينشُدُ ضالة في المسجد، فليقل: لا ردَّها الله عليك؛ فإن المساجد لم تُبنَ لهذا))[39]. 14 - عدم البصاق في المسجد:روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نُخامة في القبلة فحكَّها بيده، ورُئي كراهيته لذلك وشدته عليه، وقال: ((إن أحدكم إذا قام في صلاته، فإنما يُناجي ربه؛ فلا يبزقن في قِبْلته، ولكن عن يساره، أو تحت قَدَمِه))، ثم أخذ طرف ردائه فبزق فيه، ورد بعضه على بعض، قال: ((أو يفعل هكذا))[40]. وفي رواية النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة في قِبْلة المسجد؛ فغضِب حتى احمرَّ وجهه، فقامتِ امرأةٌ من الأنصار فحكَّتها، وجعلت مكانها خَلُوقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أحسن هذا))[41].
المراجع
alukah.net
التصانيف
عقيدة إسلامية عقيدة معاملات إسلامية الدّيانات