ادية الشام أو البادية السورية هي منطقة صحراوية تحد من الشمال شبه الجزيرة العربية، تقع في جنوب شرق سوريا وشمال شرق الأردن، غرب العراق تغطي بادية الشام مساحة 518.000 كم مربع. يسمى القسم الجنوبي الأوسط منها "الحماد". في الشمال تحدها منطقة تسمى بالهلال الخصيب. تتميز بادية الشام بمعدلات منخفضة من الأمطار سنوياً تقدر بحوالي 127 مم فقط.. وكان الإغريق يسمونها سوريا الفارغة Coele-Syria. وكان يحكمها البطالمة من مصر، إلا أن السلوقيين من سوريا لم يكفوا عن المطالبة بها دون جدوى. وقد كانت موضع النزاع في الحرب السورية الأولى عام 268 ق.م. بين المملكتين.

التضاريس

 
بادية الشام هي نجد صحراوي مثلث الشكل يمتد باتجاه الشمال من صحراء النفود الواقعة في شمال شبه الجزيرة العربية. وهي تقع ـ تقريبًا ـ بين 30° و36° شمال خط العرض. ويرتفع هذا النجد بمقدار يتفاوت ما بين 610م و 910م، فوق سطح البحر، وهو ينحدر باتجاه نهر الفرات الذي يُعدُّ حدوده الشرقية. ثلثا المساحة الجنوبية لهذا النجد صخرية التركيب، والمساحات البركانية في غربه تكسوها الجلاميد الصخرية البازلتية السوداء. ويرتفع جبل عنيزة في منتصف هذا النجد إلى ما يقرب من 910م، وينحدر من هذا الجبل واد عميق ينتهي بنهر الفرات، أما الثلث الشمالي من هذا النجد المثلث الشكل فهو سهل مُسطح رملي كبير يُعد معبرًا طبيعيًا بين كل من سوريا والعراق. وعلى الحافة الغربية من هذا السهل توجد سلسلة من التلال المرتفعة المتكونة من الحجر الجيري. وتحتوي هذه الصحراء على بقايا وآثار تاريخية لعديد من المدن التي وجُدت حول واحاتها. وتُعدُّ مدينة عبور القوافل المسماة تدمر من أشهر تلك المدن. وتم تشييد طريقين يخترقان هذه الصحراء. البادية جزء من صحراء تمتد من شمالي المملكة العربية السعودية إلى الفرات شاملة بادية الأردن والعراق وسورية. وتقع في إطار ثلاث وحدات بنائية كبرى: الصفيحة العربية ثم منخفض الفرات ومقعر الجبال الوسطى والتدمرية. ولكل وحدة مظاهر صخرية وتضاريسية مميزة. تتكون القاعدة العربية من صخور الغرانيت والغنايس والشيست والكوارتزيت، وصخور اندفاعية. تعلوها صخور رسوبية ثخينة (2000-4000م). وتغلب في البادية والمناطق الجبلية الصحراوية الصخور الباليوجينية والنيوجينية الثلاثية إضافة إلى التوضعات الرباعية. وتكثر في صخور الحقب الثالث صخور الحجر الكلسي والحجر الرملي والمارن والصخور الدولوميتية والغضار والصلصال والجص والمشبكات الصخرية (الكونغلوميرات) القارية المنشأ. وتصادف التوضعات الرباعية في بطون الأودية ونهاياتها وفي المنخفضات، وعند أقدام الجبال، وتتكون من المشبكات والمارن والجص والطين الجيري والصخور الملحية والرملية والحصوية. وتكثر الصخور البركانية في جنوبي سورية وشمالي الأردن على هيئة حرات وصبات وأراض محجرة. وتكثر في وسطها التلال والمخاريط البركانية ويكثر فيها البازلت النبيت
 
تنتمي نباتات البادية الشامية إلى المجموعة النباتية الإيرانية الطورانية وإلى مجموعة البحر المتوسط في الجبال خاصة. ويختلف انتشار نباتات البادية وكثافتها من مكان إلى آخر، وهي متدنية عموماً، وتختلف اختلافاً كبيراً من سنة إلى أخرى تبعاً لكميات الهطل. وتغلب عليها الأعشاب الحولية والمعمرة والأنجم (النباتات من دون سوق). لكن كثافة النباتات وتوزعها يرتبطان بالواقع التضاريسي والانحدار ونوعية التربة ولاسيما أفقها الأعلى إضافة إلى الهطل. وبسبب الجفاف تكون القطاعات ذات الانحدارات الشديدة شبه خالية من النباتات، كما في السلاسل التدمرية، وتزداد كثافتها كلما قل الانحدار كما في الأجزاء الدنيا من سفوح هذه السلاسل. وتزداد كثافةً وتنوعاً عند أقدام الجبال لثخانة التربة ووفرة الرطوبة، ولقلة الانحدار مقارنة مع الأماكن علواً وانحداراً. وفوق سطح الهضبة شبه المستوي تنتشر الأعشاب في الأماكن الواقعة بين الأودية والمنخفضات، لأن الجزء الأكبر من رطوبة الشتاء والربيع يتركز في القسم الأعلى من التربة الغنية بالجزيئات الغضارية الخازنة للماء، ولكن قلة ثخانة هذه الطبقة تؤدي إلى نمو الأنجم ذات الجذور الأعمق. في حين تكثر الأنجم في بطون الأودية الواسعة وفي المنخفضات لأن ثخانة التربة أكبر والرطوبة أكثر. ويبرز أثر القاعدة الصخرية والتربة في الخَبْرات الصلبة جداً والغنية بجزيئات الغضار، إذ تختفي الأعشاب والأنجم في أواسطها، وتزداد ازدياداً ملحوظاً عند هوامشها بسبب تناقص صلابة التربة هنا تناقصاً شديداً. وتشاهد لوحة مشابهة في المنخفضات الملحية، إذ تكاد تختفي النباتات في مراكزها وتزداد كثافة في الأطراف لانخفاض مستوى الماء الباطني الملح، والنبات هنا ملحي وعصاري غالباً. السكان وتعيش فيها قبائل البدو الرحل التي تعتمد على الماشية والابل واكثرها قبائل عنزة النجدية منهاالسبعة والفدعان والحسنة وغيرها .. وفيها قلة من قبائل العقيدات وتعتبر قبيلة النعيم من أكبر القبائل التي تسكنها وترجع أصولها إلى آل البيت فهي قبيلة هاشمية، وقيس ولهيب وبني خالد .... لا تزيد كثافة السكان العامة في البادية على شخص واحد/كم2 بسبب الجفاف، لذا فالتجمعات البشرية صغيرة ومتباعدة وتتركز أساساً في الأجزاء الهامشية من بادية الشام. ومن أبرز هذه المراكز مدينة تدمر[ر] وهي الأكبر، ثم السخنة والقريتين والطيبة والكوم وغيرها، ويُقدر عدد سكان المراكز الحضرية في البادية عام 1990 بنحو 26500 نسمة، وعام 2000 بنحو 51000 نسمة. وأما في الأردن والعراق فهناك مدينتا معان والأزرق ومحطات ضخ النفط ومخافر أمن تحولت إلى تجمعات مثل الرطبة والرويشد وغيرهما، أما البدو الرحل فلايزيد عددهم على بضع عشرات الآلاف ومن أبرز عشائرهم وفروعهم: الرولة وولد علي والغياث والموالي والسبعة والعمارات والعمور والعقيدات والفواعرة وغيرهم. يعيش سكان المدن ـ الواحات على زراعة الخضر والأشجار المثمرة وعلى الصناعات والفعاليات المرتبطة بحياة البدو. ويعيش البدو على تربية الضأن والمعز التي يقدر عددها بنحو 8 ـ 9 مليون رأس وإنتاجيتها متدنية كثيراً لفقر المراعي. إذ تحتاج الشاة الواحدة إلى ثلاثين هكتاراً من المراعي. تابلاين ويجتاز هذه البادية الشامية من جهتها الجنوبية خط الأنابيب الذي سُمح بأنشأه لشركة أرامكو السعودية والذي يقوم بإيصال النفط من رأس تنورة في المملكة العربية السعودية عبر سوريا إلى ميناء صيدا على ساحل البحر الأبيض المتوسط.ط فيها كميات ضخمة من الفوسفات وفيها النفط والغاز إضافة إلى خامات أخرى أهمها الأملاح الصخرية ورمل الزجاج. إلا أن الثروة الأساسية فيها، هي المراعي التي تعاني الرعي الجائر والأرض القابلة للزراعة على هوامشها ولاسيما في سورية. ومستقبل البادية بل وبلدانها عامة يرتبط بتوفير مياه الري والتغلب على الملوحة واستخدام الطرق والمعطيات العلمية لتوفير الماء وحل مشكلة الملوحة وتطوير الزراعة وتربية الحيوانات.

المراجع

موسوعة المعرفة

التصانيف

الأبحاث