عودي فصُبِّي العشقَ في شرياني صادٍ أنا أخنى عليَّ زماني
نَضَبَتْ منابعُ عالمي ، فكأنها صارت عشوش البومِ و الغربانِ
أين الكرى ؟ أمسى كأنَّ سريرَهُ رُفِعَتْ قوائمُهُ على البركانِ
ما الحلمُ إلا هاجسٌ في غفوةٍ قد أفزَعَتْ زوراتُهُ أجفاني
إني بلوْتُ مشاعري فوجدتها ذابت أسىً من كثرةِ الأحزانِ
و بلوْتُ روضاتي ففاحَ أريجُها و تحَدَّثَت أزهارُها بلساني
قالت عرفتُ الخطوَ لم أحفلْ بِهِ لم يُؤذِني إلا خُطى الإنسانِ
يزهو كطاووسٍ طغى في حسنِهِ ظنّاً بأنَّ الحُسْنَ في الألوانِ
ما الحُسن في تلك الجسومِ و إنّما في البرِّ في المعروفِ في الإحسانِ
في نظرةٍ تُزجى إلى مُتَأَلِمٍ في شرْبةٍ تُعطى على صديانِ
في بسمةٍ رُسِمَتْ على شفةِ المثنى دكَّت صُروحَ البؤسِ و الحرمانِ
في كفِّ عبدٍ قد جَنَتْ من كسْبِها رزقاً حلالَ الجذرِ و الأفنانِ
رُفِعَتْ لخالقها بكلِّ تواضعٍ تدعوهُ في سرٍّ و في إعلانِ
و الخيرُ في ساقٍ سَعَتْ فيما سَعَتْ للحقِّ ، لا للزور و البهتانِ
إنْ أرقَلَتْ فالصدق في خطواتها بالصدقِ قامت دولة الإيمانِ
أو أبطَأَتْ ، فلعلها تنجو بِهِ من سقطةٍ في قبضةِ الشيطانِ
عودي إذن ثمَّ اسكبي يا خُلَّتي من حبِّكِ الفيّاضِ في وجداني
لا تسألي عمّا مضى ، أولى بنا نسيانهُ و العيش في اطمئنانِ
عودي فإن سفينتي قلبُ التي أحببتها ، و عيونها شطآني
أرسو .. إذا ضنّتْ عليَّ مرافئٌ في ناعساتٍ ، هُنَّ برُّ أماني

 

اسم القصيدة: عودي.

اسم الشاعر: جمال مرسي.

 


المراجع

klmat.com

التصانيف

شعر   الآداب